ابن سينا أمر بتعقيم اللباس وإخلاء المساجد والأسواق
08-04-2020, 03:11 PM






الطاهر حليسي مراسل صحافي ومدير مكتب الشروق بولاية باتنة



صنعت مقاطع متداولة لفيلم “ابن سينا” الذي أنتجه الروس أيام الاتحاد السوفياتي العام 1956 ضجة عبر الفيسبوك، بما أكدته من عبقرية الشيخ الحكيم ابن سينا، ومعرفته بعالم دقائق الطب، خاصة أن المعلومات التي يقدمها ابن سينا كانت في غاية الدقة وتطابقت تشخيصاته للطاعون الأسود تمام التطابق مع أعراض انتقال وطرق مجابهة وباء كورونا الذي فتك بالملايين.
وتبرز مقاطع من الفيلم، علما غزيرا يشرح فيه ابن سينا لمرافقه ضرورة عدم الخوف من الوباء بل مجابهته بالفرح والمرح لأن الطاعون لا يخاف الجبناء، في تأكيد لما توصل إليه العلم الحديث من أن المريض ذا المعنويات الإيجابية العالية يتماثل للشفاء ويستجيب للعلاج أكثر من غيره لأن الهلع والخوف يضعفان المناعة بشكل كبير. ويشرح الطبيب المعلم أن الطاعون ناجم عن جسيمات لا ترى بالعين المجردة، تتغلغل عبر الهواء والشعر والملابس واللمس وتنتقل عبر الاحتكاك بين الناس.
وفي تفصيل دقيق لطرق مقاومة الوباء التي عرضها على سلطان مدينة وصلها لتوّه، رفض ابن سينا معانقة الملك طالبا نضح الثياب بالخل وغسلها وارتداء ثياب جديدة معقمة بالخل، مقترحا على مولى المدينة منع التجمعات في الأسواق وإنهاء الصلاة في المساجد ومكوث الجميع في منازلهم تفاديا لاستمرار سلسلة العدوى بل وطالبا من الأطباء المعالجين وضع قطع قطن مبللة بالخل وقضم أعشاب الشيح عند مداواة المعالجين وكلها طرق تعرّف عليها الناس حديثا بعد تفشي وباء كورونا، فيما يبدو أن الشيح لم يكن سوى كلوروكين طبيعي بالنظر إلى أن الدواء الحديث مصنوع في مكونات كبيرة منه من عشبة الشيح.
وعبر عديد من الروس عن دهشتهم لعبقرية الطب في عهد الحكيم ابن سينا الذي توصل لتشخيص دقيق للطاعون مشابه للكورونا، دون حيازته آلات مخبرية ولا ميكروسكوبية، علما أن ابن سينا المولود في 980 ميلادي بقرية أفشنة بدولة اوزبكستان الحالية وتوفي في همدان بإيران العام 1037 ألّف زهاء 200 كتاب أبرزها كتاب قانون الطب الذي ظل لقرون المرجع الأول لأوروبا ولقرون عدة غير عصر القرون الوسطى حتى أن الغربيين أطلقوا عليه الشيخ الرئيس بوصفه أبرع من وصف عدة أمراض كالتهاب السحايا واليرقان وصفا دقيقا وكان في كتابه الشفاء يقعد بضرورة العلاج النفسي للمريض كشرط لنجاعة الدواء.