وعندما يصالحون شعوبهم.
02-02-2007, 04:58 PM
كثيرة هي المفارقات التي تصنعها الساحة الدولية اليوم , وعجيبة تلك التحولات المتسارعة بخطى الجنون اللامنطق السياسي والقانوني المغيب.
إن المتتبع لحال العالم بعين العمق والدراية ,يستدرك القدر الكبير من التحاليل والحقائق النوعية التي تكشف له الواقع المر والحقائق المؤلمة التي تعيشها عالمنا العربي والإسلامي على السواء؟

لقد صارت الضغوط والتحرشات والمظالم الصارخة العصى المسلطة على دول وأنظمة المنطقة العربية من طرف جبابرة العالم الجدد ,هذا العالم الذي طالما افتقد أدنى مباديء الإنسانية والعدالة وحقوق الإنسان المزعومة كذبا وافتراءا على شعوبنا العربية .
فبعد الخراب الذي ألحقته الولايات المتحدة الأمريكية وزبانيتها التبّع على العراق الشقيق بسم الأباطيل النكراء التي شجبتها واستنكرها الضمير الإنساني العالمي ,تتحين مرة أخرى وبنفس الحجج السافلة والذرائع الخبيثة الزائفة فرص الانقضاض الهمجي على سوريا التي طالما كانت غصة مرة في خلق المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية .

فبغض النظر عن جميع المآخذات التي تحمل بواقعية وموضوعية عن النظام البعثي السوري ,إلا أن تبرير العنجهية والهيمنة الأمريكية الصهيونية في الشرق الأوسط وباقي أقطار العالم ليست مبررا ولا فرضية حتمية’بقدر ما هي تحصيل حاصل الوهن العربي والتقهقر الإسلامي الذي بلغ الذروة والحد المثير لكل مالا يحمد عقباه ,فهاهي سوريا اليوم تكابد الضغوط المتعددة الطراف والعداء المبيت قي دوامة من العزلة الدولية وحتى الإقليمية ضخن تستر وعمالة عربية مفضوحة ومكشوفة للعيان
ولكن البديل أعمق وأوسع من أن يحصر في الهوس الدبلوماسي والحروب الإعلامية الدفاعية التي قد لا تؤتي ثمارها إلا في عقر دارها ,وربما أدركت سوريا الشقيقة الآن بأنه لا مناص من هذا المأزق الخطير والمصير المهدد إلا باللجوء إلى حضن الجماهير الوفية التي طالما غيبت ونسيت بطريفة أو بأخرى وأهملت في سنوات العز والقوة؟

فعندما تصالح الأنظمة شعوبها ستدرك قيمة الوفاء الشعبي الأصيل المتجذر في عروقهم ووطنيتهم ,وستتجلى نفائس معادنهم الغالية الثمينة بسمو وعلو انتمائهم وحبهم لوطنهم وتراب أمتهم ,فقد صار حضن الشعب والقاعدة الملجأ الوحيد ساعة الضيق والقهر وقلة العزم.

يتبع .....