تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم مصافحة المرأة المسلمة للرجال الأجانب


أبو عبد الرحمن2
22-11-2008, 08:55 AM
حكم مصافحة المرأة المسلمة للرجال الأجانب
بقلم / الدكتور محمد تقي الدين الهلالي
الحمد لله الذي جعل من كل شيء تشتهيه نفس الإنسان حلالا وحراما ، فأحل الحلال وحرم الحرام ، وجعل تحريمه لزاما . فقال تعالى : " وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (النحل : 116-117). وصل اللهم على عبدك ورسولك محمد الذي أخرجت به عبادك المؤمنين من الظلمات إلى النور ، وأمرتهم بالاقتصار على الحلال ، وبينت لهم ما فيه من الأجور ، وعلى آله وأصحابه الذين هم القدوة في جميع الأمور .
أما بعد :
فيقول العبد الفقير ، إلى الكبير المتعالي ، محمد تقي الدين الحسيني الهلالي ، سألني أحد الإخوان الصادقين ، المتبعين للنبي الأمين ، عن حكم الله في مصافحة المرأة المسلمة للرجال الأجانب ، الذين لا يحرم عليهم التزوج بها تحريما مطلقا .
فأقول وبالله التوفيق :
أجمع المسلمون من السلف والخلف على أن لمس المرأة الأجنبية في أي موضع من جسمها حرام ومعصية لله ، وقد وقعت لي في ذلك قصة عجيبة في بلاد الهند ، كان لي تلميذ وهو الشيخ عبد الباري الزواوي من أهل مسقط في عمان ، كنت رئيسا لأساتذة الأدب العربي في ندوة العلماء بالهند ، فقال لي : إن أخي يسكن مدينة كراتشي وهو من التجار الكبار ، فأرجو منك إذا مررت بكراتشي أن تنزل عنده ، ولا تنزل في أحد الفنادق وأعطاني عنوانه ، فبحثت عنه فوجدته ، ورأيته محافظا على الصلاة في أوقاتها فسرني ذلك ، ثم ركبنا السيارة وسار بنا إلى بيته ، وإذا هو قصر عظيم تحيط به حديقة ، فجلست في الحديقة على كرسي أقرأ في صحيفة ، فشعرت بشيء وقف أمامي ، فرفعت بصري فإذا الرجل تقف إلى جنبه امرأة مكشوفة الصدر والعنق والرأس والذراعين والساقين ، فمدت إلي يدها للمصافحة ، فلففت طرف طيلساني على يدي ، ومددت يدي إليها ، وقبضت يدها وغضبت وانصرفت ، فقال لي بعلها : كيف تهين زوجتي ؟
فقلت : إن كانت هناك إهانة فأنت الذي أهانها . فقال لي : لماذا امتنعت من مصافحتها هل في يدها جرب ، فقلت له : لا تغالط . إن جسم المرأة كله يحرم لمسه على الأجنبي لمسه وموضع لا يجوز ، فأخذ يجادلني حتى انقطع .
والآن ينبغي أن أذكر الدليل على ما أفتيت به هنا . ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حيي عن بينة .
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره في آخر سورة الممتحنة عند قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ " الآية ما نصه : روى البخاري ، عن عروة أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ " إلى قوله : " غَفُورٌ رَحِيمٌ " قال عروة : قالت عائشة : فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قد بايعتك " كلاما ، ولا والله ما مست يده يد امرأة في المبايعة قط ، ما يبايعهن إلا بقوله : " قد بايعتك على ذلك " هذا لفظ البخاري . وررى الإمام أحمد ، عن أمية بنت رقيقة قالت : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نساء لنبايعه ، فأخذ علينا ما في القرآن : " أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ " الآية ، وقال : " فيما استطعتن وأطقتن " ، قلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا ، قلنا : يا رسول الله ألا تصافحنا ؟ قال : " إني لا أصافح النساء إنما قولي لامرأة واحدة قولي لمائة امرأة ".
وعن سلمى بنت قيس- وكانت إحدى خالات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وقد صلت معه إلى القبلتين ، قالت : جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، نبايعه في نسوة من الأنصار ، فلما شرط علينا ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف قال : " ولا تغششن أزواجكن " قالت : فبايعناه ، ثم انصرفنا ، فقلت لامرأة منهن : ارجعي فسلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما غش أزواجنا ؟ قالت ، فسألته فقال : " تأخذ ماله فتحابي به غيره ".

لويزه
22-11-2008, 10:07 AM
شكرا جزيلا على المعلومات

رميته
22-11-2008, 01:21 PM
شكرا جزيلا لصاحب الموضوع على موضوعه , ومع ذلك فإن هذه المسألة كانت وما زالت وستبقى خلافية ( وأنا مع ذلك اخترت لنفسي القول بالتحريم , ومنه فأنا لا أصافح النساء الأجنبيات منذ 1975 م وحتى الآن ) .
ومنه فإن من قال من العلماء بأن المصافحة جائزة مجتهد ومن قال بأنها حرام مجتهد كذلك , والكل مأجور بإذن الله : أجران أو أجر واحد , والله وحده أعلم من المصيب الذي له أجران .
وما دامت المسألة خلافية فلا لوم على المسلم الذي أخذ بهذا القول أو بذاك مادام لا يتبع السهل في كل مسألة ومادام يأخذ من عالم " اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " و " الله لا يعذب فيما اختلف فيه العلماء " كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه .
أتمنى من الإخوة الأفاضل لو يؤكدون على المسائل الاتفاقية ( التي يجب التعصب لها ) , وأما هذه المسائل الخلافية فالأفضل عدم التركيز عليها والمطلوب فيها سعة الصدر . والله أعلم .

رميته
22-11-2008, 01:31 PM
عن حكم المصافحة من الكتاب والسنة وأقوال الفقهاء ومناقشة أدلتهم :
الذين يوجبون على المرأة أن تغطي جميع جسمها ، حتى الوجه والكفين ، ولا يجعلونهما من المستثنى المذكور في قوله تعالى: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) بل يجعلون ما ظهر منها الثياب الظاهرة ، كالملاءة والعباءة ونحو ذلك ، أو ما ظهر منها بحكم الضرورة ، كأن ينكشف منها شيء عند هبوب ريح شديدة أو نحو ذلك .
هؤلاء ، لا عجب أن تكون المصافحة عندهم حرامًا لأن الكفين إذا وجبت تغطيتهما كان النظر إليهما محـرمًا ، وإذا كان النظر محـرمًا كان المس كذلك من باب أولى ، لأن المس أغلظ من النظر ، لأنه أقوى إثارة للشهوة ، ولا مصافحة دون أن تمس البشرة البشرة .
ولكن من المعروف أن أصحاب هذا القول هم الأقلون ، وجمهور الفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، يجعلون المستثنى في قوله تعالى : ( إلا ما ظهـر منها ) الوجه والكفين .
فما الدليل عندهم على تحريم المصافحة إذا لم تكن لشهوة ؟.
أما سد الذريعة إلى الفتنة ، فهو مقبول من غير شك عند تحرك الشهوة ، أو خوف الفتنة بوجود أماراتها ، ولكن عند الأمن من ذلك وهذا يتحقق في أحيان كثيرة فما وجه التحريم ؟ .
من العلماء من استدل بترك النبي - صلى الله عليه وسلم- مصافحة النساء عندما بايعهن يوم الفتح بيعة النساء المشهورة ، على ما جاء في سورة الممتحنة .
ولكن من المقرر أن ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمر من الأمور لا يدل بالضرورة على تحريمه ... فقد يتركه لأنه حرام ، وقد يتركه لأنه مكروه ، وقد يتركه لأنه خلاف الأولى ، وقد يتركه لمجرد أنه لا يميل إليه ، كتركه أكل الضب مع أنه مباح .
وإذن يكون مجرد ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - للمصافحة ، لا يحمل دليلاً على حرمتها ، ولا بد من دليل آخر لمن يقول بها .
على أن ترك مصافحته ، - صلى الله عليه وسلم - للنساء في المبايعة ليست موضع اتفاق ، فقد جاء عن أم عطية الأنصارية - رضي الله عنها - ما يدل على المصافحة في البيعة ، خلافًا لما صح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، حيث أنكرت ذلك وأقسمت على نفيه .
روى البخاري في صحيحه عن عائشة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية : يقول الله تعالى : ( يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يُبَايِعْنَك على أن لا يُشْرِكن بالله شيئًا ولا يَسْرِقن ولا يَزْنِينَ ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين بِبُهْتان يَفْترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يَعْصِينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم ) (الممتحنة :12) ، قالت عائشة " فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " قد بايعتك " كلامًا ولا والله ما مسـت يده يد امرأة قط في المبايعـة ، ما يبايعهن إلا بقوله : " قد بايعتك على ذلك " (رواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه ـسورة الممتحنة باب : (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات).
قال الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) في شرح قول عائشة " ولا والله " إلخ : فيه القسم لتأكيد الخبر ، وكأن عائشة أشارت بذلك إلى الرد على ما جاء عن أم عطية . فعند ابن حبان ، والبزار ، والطبري ، وابن مردويه ، من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن عن جدته أم عطية في قصة المبايعة ، قالت : فمد يده من خارج البيت ، ومددنا أيدينا من داخل البيت ، ثم قال : " اللهم اشهد".
وكذا الحديث الذي بعده يعني بعد الحديث المذكور في البخاري حيث قالت فيه : (فقبضـت امرأة يدها ) (المصدر السابق ، باب :( إذا جاءكم المؤمنات يبايعنك ) فإنه يشعر بأنهن كن يبايعنه بأيديهن .
قال الحافظ : ويمكن الجواب عن الأول : بأن مد الأيدي من وراء الحجاب إشارة إلى وقـوع المبايعة وإن لم تقع مصافحة ... وعـن الثاني : بأن المراد بقبض اليد : التأخـر عن القبول ... أو كانت المبايعة تقع بحائل ، فقد روى أبو داود في المراسيل عن الشعبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده ، وقال: ( لا أصافح النساء ) وفي مغازي ابن إسحاق : أنه كان - صلى الله عليه وسلم- يغمس يده في إناء وتغمس المرأة يدها معه .
قال الحافظ : ويحتمل التعدد ، يعني أن المبايعة وقعت أكثر من مرة ، منها ما لم يمس يد امرأة قط لا بحائل ولا بغيره إنما يبايع بالكلام فقط ، وهو ما أخبرت به عائشة ... ومنها ما صافح فيه النساء بحائل ، وهو ما رواه الشعبي.
ومنها : الصورة التي ذكرها ابن إسحاق من الغمس في الإناء ، والصورة التي يدل عليها كلام أم عطية من المصافحة المباشرة.
ومما يرجح احتمال التعدد : أن عائشة تتحدث عن بيعة المؤمنات المهاجرات بعد صلح الحديبية ، أما أم عطية فتتحدث فيما يظهر عما هو أعم من ذلك وأشمل لبيعة النساء المؤمنات بصفة عامة ، ومنهن أنصاريات كأم عطية راوية الحديث ... ولهذا ترجم البخاري لحديث عائشة تحت عنوان باب: ( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ) ولحديث أم عطية باب : ( إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ).
والمقصود من نقل هذا كله : أن ما اعتمد عليه الكثيرون في تحريم المصافحة من ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - لها في بيعة النساء، ليس موضع اتفاق ، كما قد يظن الذين لا يرجعون إلى المصادر الأصلية ، بل فيه الخلاف الذي ذكرناه.
وقد استدل بعض العلماء المعاصرين على تحريم مصافحة المرأة بما أخرجه الطبراني والبيهقي عن معقل بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: " لأن يطعن في رأس أحدكم بِمخْيَط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له "، قال المنذري في الترغيب : ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح .
والمخيط : آلة الخياطة كالإبرة والمسلة ونحوها .
ويلاحظ على الاستدلال بهذا الحديث ما يلي :
يتبع : ...

سيبويه
22-11-2008, 03:46 PM
بارك الله فيك ابا عبد الرحمان على الفائدة

أختُ عبد الرحمان
22-11-2008, 03:54 PM
بارك الله فيك ، و لكن لماذا اخترت العنوان مصافحة المرأة للرجل ؟ لأنه نفس حكم مصافحة الرجل للمرأة؟

أتمنى من الإخوة الأفاضل لو يؤكدون على المسائل الاتفاقية ( التي يجب التعصب لها ) , وأما هذه المسائل الخلافية فالأفضل عدم التركيز عليها والمطلوب فيها سعة الصدر . والله أعلم .
هل المصافحة أيضًا مسألة اختلافية؟؟؟ surrender

رميته
22-11-2008, 05:03 PM
نصيحة غالية أقدمها لنفسي وللأخت الغالية مريم على الخصوص :
أختي الكريمة , لأسباب عدة - من أهمها قلة المطالعة - يقع بعض الناس فيما تقعين فيه أنتِ الآن , حيث تعتبرين مسائل كثيرة محل إجماع وهي في الحقيقة مختلف فيها من عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وإلى الآن .
وبسبب قلة المطالعة لكل العلماء بدون التعصب لواحد منهم أو التعصب ضد واحد منهم , قلتُ : بسبب ذلك خصوصا فإن بعض الناس تجدهم طيلة حياتهم يظنون بأن حكما معينا هو معل إجماع بين العلماء والفقهاء , ولكنه في حقيقة الأمر محل خلاف كبير بينهم .
ومنه فأنا أنصح نفسي وأنصح الأخت الكريمة وأنصح كل مسلم أن يحاول القراءة - ما استطاع - لكل العلماء المسلمين بلا استثناء , ثم يأخذ هو لنفسه أو يبلغ للغير ما يشاء . والفوائد من كثرة المطالعة ومعرفة مواضع الإجماع كثيرة أذكر منها :
ا- أن نعرف مواضع الإجماع الحقيقي الذي يجب أن نتعصب له , ومواضع الاختلاف الذي يجب أن نوسع صدورنا معه .
ب- ومنها أن نأخذ بالأيسر من الأقوال لأنفسنا أو للغير عند الحاجة إليها ( المهم أن لا يتبع الواحد منا السهل في كل مسألة ) مادامت كل الأقوال تشكل الإسلام العظيم . ولا ننسى أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه , وأن الدين يسر و " وبشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا " و " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " و...
وكتعليق على ما قالت الأخت الفاضلة بالأمس عندما تعجبت " هل السماع إلى الموسيقى مسألة خلافية ؟!" , وقالت : " لأول مرة أنا أسمع بذلك "!!! : أنا أقول للأخت الكريمة بأنني ومنذ 1975 م وحتى الآن قرأتُ حوالي 75 رسالة صغيرة كلها تتحدث عن حكم الإسلام في السماع إلى الموسيقى , وفيها – عموما - فريق يرجح التحريم وفريق يرجح الإباحة وفريق ثالث يعرض القولين بدون ترجيح .
كثرة المطالعة أختي الفاضلة في حدود ما يسمح به وقتنا في عصر السرعة الذي نعيشه , كثرة المطالعة مهمة جدا لمعرفة مواضع الخلاف ومواضع الإجماع .
وأذكر أن بعض العلماء القدامى وبعض المعاصرين كذلك كتبوا كتبا جمعوا فيها المسائل الكثيرة جدا التي يظنها البعض متفقا عليها وهي في حقيقة الأمر محل خلاف من طرف فقهاء المسلمين القدامى والمعاصرين , ونحن لا نتحدث بطبيعة الحال عن الأقوال الشاذة ( التي لا يجوز أبدا الأخذ بها ) كالقول بجواز المتعة مثلا .
الموسيقى محل خلاف أختي الفاضلة , والمصافحة محل الخلاف , والتصوير غير المجسم لإنسان أو حيوان محل خلاف , وكذلك إعفاء اللحية للرجال والقنوت في ثانية الصبح وحكم صلاة الجماعة والاحتفال بالمولد النبوي والتصوف والديمقراطية والخروج على الحكام المسلمين وإنشاء أحزاب سياسية إسلامية و ... ومثل هذه المسائل , هناك مئات وآلاف يظنها البعض بأنها اتفاقية ومحل إجماع , والحقيقة أنها ليست كذلك .
حفظك الله أختي الكريمة مريم إيمان وكان الله معك حيثما كنت آمين .

يتبع : ...

رميته
22-11-2008, 05:23 PM
وقد استدل بعض العلماء المعاصرين على تحريم مصافحة المرأة بما أخرجه الطبراني والبيهقي عن معقل بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لأن يطعن في رأس أحدكم بِمخْيَط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له "، قال المنذري في الترغيب : ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح .
والمخيط : آلة الخياطة كالإبرة والمسلة ونحوها .
ويلاحظ على الاستدلال بهذا الحديث ما يلي :
1- أن أئمة الحديث لم يصرحوا بصحته ، واكتفى مثل المنذري أو الهيثمي أن يقول : رجاله ثقات أو رجال الصحيح ... وهذه الكلمة وحدها لا تكفي لإثبات صحة الحديث لاحتمال أن يكون فيه انقطاع ، أو علة خفية ، ولهذا لم يخرجه أحد من أصحاب الدواوين المشهورة ، كما لم يستدل به أحد من الفقهاء في الأزمنة الأولى على تحريم المصافحة ونحوه .
2- أن فقهاء الحنفية ، وبعض فقهاء المالكية قالوا : إن التحريم لا يثبت إلا بدليل قطعي لا شبهة فيه ، مثل القرآن الكريم والأحاديث المتواترة ومثلها المشهورة ، فأما ما كان في ثبوته شبهة ، فلا يفيد أكثر من الكراهة مثل أحاديث الآحاد الصحيحة ... فكيف بما يشك في صحته ؟!.
3- على فرض تسليمنا بصحة الحديث ، وإمكان أخذ التحريم من مثله ، أجد أن دلالة الحديث على الحكم المستدل عليه غير واضحة , فكلمة " يمس امرأة لا تحل له " لا تعني مجرد لمس البشرة للبشرة ، بدون شهوة ، كما يحدث في المصافحة العادية ... بل كلمة " المس " حسب استعمالها في النصوص الشرعية من القرآن والسنة تعني أحد أمرين :
...
يتبع : ...

أختُ عبد الرحمان
22-11-2008, 08:31 PM
نصيحة غالية أقدمها لنفسي وللأخت الغالية مريم على الخصوص :

أختي الكريمة , لأسباب عدة - من أهمها قلة المطالعة - يقع بعض الناس فيما تقعين فيه أنتِ الآن , حيث تعتبرين مسائل كثيرة محل إجماع وهي في الحقيقة مختلف فيها من عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وإلى الآن .
وبسبب قلة المطالعة لكل العلماء بدون التعصب لواحد منهم أو التعصب ضد واحد منهم , قلتُ : بسبب ذلك خصوصا فإن بعض الناس تجدهم طيلة حياتهم يظنون بأن حكما معينا هو معل إجماع بين العلماء والفقهاء , ولكنه في حقيقة الأمر محل خلاف كبير بينهم .
ومنه فأنا أنصح نفسي وأنصح الأخت الكريمة وأنصح كل مسلم أن يحاول القراءة - ما استطاع - لكل العلماء المسلمين بلا استثناء , ثم يأخذ هو لنفسه أو يبلغ للغير ما يشاء . والفوائد من كثرة المطالعة ومعرفة مواضع الإجماع كثيرة أذكر منها :
ا- أن نعرف مواضع الإجماع الحقيقي الذي يجب أن نتعصب له , ومواضع الاختلاف الذي يجب أن نوسع صدورنا معه .
ب- ومنها أن نأخذ بالأيسر من الأقوال لأنفسنا أو للغير عند الحاجة إليها ( المهم أن لا يتبع الواحد منا السهل في كل مسألة ) مادامت كل الأقوال تشكل الإسلام العظيم . ولا ننسى أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه , وأن الدين يسر و " وبشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا " و " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " و...
وكتعليق على ما قالت الأخت الفاضلة بالأمس عندما تعجبت " هل السماع إلى الموسيقى مسألة خلافية ؟!" , وقالت : " لأول مرة أنا أسمع بذلك "!!! : أنا أقول للأخت الكريمة بأنني ومنذ 1975 م وحتى الآن قرأتُ حوالي 75 رسالة صغيرة كلها تتحدث عن حكم الإسلام في السماع إلى الموسيقى , وفيها – عموما - فريق يرجح التحريم وفريق يرجح الإباحة وفريق ثالث يعرض القولين بدون ترجيح .
كثرة المطالعة أختي الفاضلة في حدود ما يسمح به وقتنا في عصر السرعة الذي نعيشه , كثرة المطالعة مهمة جدا لمعرفة مواضع الخلاف ومواضع الإجماع .
وأذكر أن بعض العلماء القدامى وبعض المعاصرين كذلك كتبوا كتبا جمعوا فيها المسائل الكثيرة جدا التي يظنها البعض متفقا عليها وهي في حقيقة الأمر محل خلاف من طرف فقهاء المسلمين القدامى والمعاصرين , ونحن لا نتحدث بطبيعة الحال عن الأقوال الشاذة ( التي لا يجوز أبدا الأخذ بها ) كالقول بجواز المتعة مثلا .
الموسيقى محل خلاف أختي الفاضلة , والمصافحة محل الخلاف , والتصوير غير المجسم لإنسان أو حيوان محل خلاف , وكذلك إعفاء اللحية للرجال والقنوت في ثانية الصبح وحكم صلاة الجماعة والاحتفال بالمولد النبوي والتصوف والديمقراطية والخروج على الحكام المسلمين وإنشاء أحزاب سياسية إسلامية و ... ومثل هذه المسائل , هناك مئات وآلاف يظنها البعض بأنها اتفاقية ومحل إجماع , والحقيقة أنها ليست كذلك .
حفظك الله أختي الكريمة مريم إيمان وكان الله معك حيثما كنت آمين .

يتبع : ...

بارك الله فيك على النصيحة و وفقنا الله و إياكم لكل خير..
ربما أنا قليلة المطالعة على شيوخ لا أتبع فتواهم لأني شخصيا لا أحبُّ " الخلط " و مقتنعة تمامًا بعلم الشيوخ رحم الله الذين توفوا منهم و حفظ الأحياء منهم.
لكن بصراحة كل يوم أجد مسألة كانت "باينة" بالنسبة لي اختلف فيها العلماء.nosweat
و الله المستعان..أسعدك الله في الدارين..

moussa16
22-11-2008, 08:50 PM
القول الشاذ بجواز مصافحة المرأة الأجنبية


ذهب الشيخ تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير إلى جواز مصافحة المرأة الأجنبية وليس له سلف فيما ذهب إليه بل خالف جماهير علماء المسلمين السابقين واللاحقين ، فمن أقواله في ذلك :
1. قال النبهاني في كتابه النظام الاجتماعي في الإسلام :[ أما بالنسبة للمصافحة فإنه يجوز للرجل أن يصافح المرأة وللمرأة أن تصافح الرجل دون حائل بينهما ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn1)
2. وقال أيضاً :[ وتكون البيعة مصافحة باليد أو كتابة لا فرق بين الرجال والنساء فإن لهن أن يصافحن الخليفة بالبيعة كما يصافحه الرجال ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn2)
وقول النبهاني هذا معتبر ومتبنى عند حزب التحرير ويقولون به ويصافح كثير منهم النساء ولا يرون بأساً بذلك ، ويدافعون عن قولهم هذا دفاعاً مستميتاً بل عن بعضهم سود صحائف كثيرة في نصرة هذا القول وحاول أن يظهر أن أكثر العلماء يقولون بقول النبهاني بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك فقال :[ ثم إذا ثبت أن أحداً من الفقهاء قال بتحريم مجرد لمس المرأة سواءً كان بشهوة أو بغيرها تكون المسألة خلافية ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn3)
وهذه مكابرة ومعاندة للحق وجهل أو تجاهل لأقوال علماء المسلمين وقد تشبث النبهاني وأتباع حزبه بشبهات كثيرة وحملوا النصوص ما لا تحتمل وسأورد أهمها وأكشف عن وجه الصواب فيها .

المبحث السادس

شبهات المخالف والرد عليها


الشبهة الأولى :
تشبث النبهاني بما فهمه من حديث أم عطية الأنصاري رضي الله عنها قالت :( بايعنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقرأ علينا : أن لا تشركن بالله شيئاً . ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة منا يدها فقالت : أسعدتني فلانة ، أريد أن أجزيها . فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فانطلقت ورجعت فبايعها ) رواه الإمام البخاري .(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn4)
قال النبهاني :[ فهذا حديث يدل على أن الرسول بايع النساء بالمصافحة بدليل قوله فقبضت امرأة منا يدها ) فإن معناها أن النساء الأخريات اللواتي معها لمي قبضن أيديهن وهذا يعني أنهن بايعن بأيديهن أي بالمصافحة (2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn5) وقال النبهاني أيضاً :[ وهو - أي حديث أم عطية - نص في المصافحة في مفهومه ومنطوقه ](3) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn6) وقال أحد أتباع النبهاني :[ وحديث أم عطية نص في وقوع المصافحة ببيعة النساء في مفهومه ومنطوقه ، فتكون بيعة النساء بالمصافحة جائزة شرعاً ولا شيء في ذلك ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn7)



والجواب عن هذه الشبهة من وجوه :
الوجه الأول :
إن المراد بقبض اليد في الحديث التأخر عن القبول كما قال الحافظ ابن حجر :[ المراد بقبض اليد التأخر عن القبول ](2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn8) ومثل ذلك قوله تعالى في حق المنافقين :( وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ) فهو كناية عن عدم الإنفاق في سبيل الله ، ودليلنا على أن هذا هو المراد بقبض اليد ما جاء في رواية أخرى لحديث أم عطية رواها الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عاصم عن حفصة عن أم عطية قالت :( لما نزلت الآية (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا … وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ) قالت كان منه النياحة ، قالت : فقلت : يا رسول الله آل آل فلان فإنهم أسعدوني في الجاهلية فلا بد لي من أن أسعدهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا آل فلان ).( (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn9)3)
وكذلك ما رواه النسائي عن أم عطية رضي الله عنها قالت :( لما أردت أن أبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله إن امرأة أسعدتني في الجاهلية فأذهب فأسعدها (1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn10) ثم أجيئك فأبايعك ، قال : اذهبي فأسعديها ، قالت : فذهبت فأسعدتها ثم جئت فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) (2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn11) قال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد .(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn12)
إن الناظر في هذه الروايات الثلاث لحديث أم عطية : رواية البخاري ورواية مسلم ورواية النسائي يظهر له أن المراد بقول أم عطية :( فقبضت امرأة منا يدها ) التأخر عن قبول المبايعة ، فلم تقبل المبايعة مباشرة ولكن أخرتها حتى تذهب لإسعاد المرأة التي أسعدتها في الجاهلية . انظر إلى قولها :( ثم أجيئك فأبايعك ).
وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن أم عطية لما قالت :( فقبضت امرأة منا يدها ) أنها كانت تقصد نفسها ، قال الحافظ :[ وفي رواية النسائي قلت أن امرأة أسعدتني في الجاهلية … وتبين أن أم عطية في رواية عبد الوارث أبهمت نفسها ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn13)
يقصد رواية البخاري المذكورة سابقاً لحديث أم عطية ، فقد قال البخاري :[ حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية الحديث ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn14)
ومن المعلوم أن الحادثة واحدة مع أم عطية فعبرت مرة بقولها :( فقبضت امرأة منا يدها ) ومرة بقولها :( فقلت : يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية ) ومرة قال :( إن امرأة أسعدتني في الجاهلية … ثم أجيئك فأبايعك ).
ثم نقول إن حديث أم عطية ليس فيه ذكر للمصافحة أصلاً حتى تزعموا أن قبض اليد معناه الامتناع عن المصافحة .
وبهذا يظهر لكل منصف أن تأويل النبهاني لحديث أم عطية تأويل باطل مردود رواية ودراية .

الوجه الثاني :
إن الروايات الثابتة والصريحة الواردة في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء تؤكد أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصافح النساء في البيعة فمن ذلك ما سبق من حديث عائشة حيث قالت :( لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام ).
وكذلك ما ورد عن عبد الله بن عمرو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة ، وما ورد في حديث أميمة بنت رقيقه حيث قالت : هلم نبايعك ، قال سفيان - أحد رواة الحديث - تعني صافحنا ، فقال رسول الله :( إني لا أصافح النساء ) فقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا قاله في البيعة ، فتأويل حديث أم عطية يتناقض مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قوله عليه الصلاة والسلام مقدم على قول غيره في جميع الأحوال .
وكذلك ما ورد في إحدى روايات حديث أميمة السابق :( قالت : ولم يصافح رسول الله منا امرأة ).
فهذه الأدلة الصحيحة الصريحة تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصافح أحداً من النسوة في البيعة ، فلا ينبغي لمسلم أن يترك هذه الأدلة ويتمسك بتأويل فاسد لحديث أم عطية ، وخاصة أن المصافحة لم تذكر في ذلك الحديث أصلاً ، ويزعم أن النصوص متعارضة .
قال الشيخ الألباني :[ وجملة القول أنه لم يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه صافح امرأة قط ، حتى ولا في المبايعة ، فضلاً عن المصافحة عند الملاقاة ، فاحتجاج البعض لجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته مع أن المصافحة لم تذكر فيه وإعراضه عن الأحاديث الصريحة في تنزهه e عن المصافحة لأمر لا يصدر عن مؤمن مخلص ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftn15)
الوجه الثالث :
إن دعواكم بأن حديث أم عطية نص في المصافحة دعوى لا ينقي منها العجب وهي دعوى عريضة ينقصها الدليل ويعوزها البرهان ، ومستغربة أشد الاستغراب ، ولا أدري كيف يكون حديث أم عطية نصاً في المصافحة ولا ذكر للمصافحة فيه بحال من الأحوال .
وكيف يكون نصاً في المصافحة في البيعة كما زعمتم ، وعائشة وعبد الله بن عمرو وأميمة بنت رقيقة - التي حضرت البيعة - يقولون إن النبي e بايع النساء دون مصافحة ؟
وكيف يكون نصاً في المصافحة في البيعة وأنتم تقولون إن امتناع الرسول عليه الصلاة والسلام عن المصافحة امتناع منه عن مباح ، فأنتم قد أثبتم أنه عليه الصلاة والسلام لم يصافح النساء في البيعة وتقولون هنا أن حديث أم عطية نص في المصافحة فما هذا التناقض ؟

للأمانة منقول من موضوع الأخ لبليدي جمال

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref1) النظام الاجتماعي في الإسلام ص 35 .

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref2) الشخصية الإسلامية 2/22023 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref3) الخلاص واختلاف الناس ص 68 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref4) صحيح البخاري مع فتح الباري 10/262 .

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref5) الشخصية الإسلامية 3/107-108 .

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref6) الشخصية الإسلامية 2/23 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref7) قواعد نظام الحكم في الإسلام ص 123 .

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref8) فتح الباري 10/261 .

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref9) صحيح مسلم مع شرح النووي 6/238 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref10) إسعاد النساء في المناحات :[ تقوم المرأة فتقوم معها امرأة أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة ] لـسـان الـعرب مادة سعد . وقال الحافظ ابـن حـجر :[ ولا يستعمل إلا في البكاء والمساعدة عليه ].

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref11) سنن النسائي 7/149 .

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref12) صحيح سنن النسائي 3/875 حديث رقم 3895 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref13) فتح الباري 10/262 .

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref14) صحيح البخاري مع فتح الباري 10/262 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/#_ftnref15) سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/55 .

رميته
22-11-2008, 10:41 PM
موسى : شكرا جزيلا لك أخي الكريم .
وفقك الله لكل خير , آمين .
مريم : أختي الكريمة كثرة المطالعة الدينية لكل العلماء بدون استثناء وعدم التعصب لأي واحد منهم وكذا عدم التعصب ضد أي واحد منهم , هي أمر طيب مبارك وفيه من الخير ما فيه , وهي عبادة من العبادات تدخل ضمن مقتضى قول الله تعالى " قل رب زدني علما " , وليست أبدا " خلط " أو " تخلاط " كما وصفتِ .
كلما قرأتِ لكل العلماء كلما تعلمت الدين أكثر وكلما احترمتِ العلماء كلهم وكلما علمتِ أن كل واحد منهم عنده ما يؤخذ منه وما يستفاد منه . إن الكثيرين يحرمون أنفسهم من خيري الدنيا والآخرة حين يتعصبون لعلماء معينين لا يقرأون إلا لهم .
ومنه أنا عرفت مئات الطلبه يدرسون في الجامعة الإسلامية وهم من هذا النوع الذي لا يقرأ إلا لعلماء معينين قلائل ويعتبر بقية العلماء لا قيمة لهم , ومنه تجده عندما تحتك به تجده يجهل حتى أصول الدين ولا أقول فروعه فقط , وتجده يعتبر الكثير من المسائل المختلف فيها بين العلماء , يعتبرها مسائل أصولية !!!.
وأعرف البعض منهم لا يحضرون دروسهم في الجامعة الإسلامية لأنهم يجدون الأستاذ متفتحا على كل علماء الإسلام وأما هم فمنغـلقون فقط على علماء قلائل يعتبرونهم هم فقط العلماء وأما الآخرون فيعتبرونهم ضالين ومنحرفين .
ومثلا بمجرد أن يستشهد الأستاذ في درسه أو محاضرته بقول لابن حزم أو لأبي حامد الغزالي أو ... يغضب الطالب ويخرج من المحاضرة لأنه يعتبر هؤلاء العلماء ضالين ويعتبر الأستاذ الذي يأخذ منهم ضالا كذلك , وشر البلية ما يضحك كما يقولون .
وفي نهاية السنة تجد هؤلاء الطلبة هم الفاشلين والراسبين عوض أن يعطوا المثال في الاجتهاد الذي يجب أن يكون عليه الطالب المسلم .
وفقنا الله جميعا لكل خير , آمين .

رميته
22-11-2008, 10:56 PM
على فرض تسليمنا بصحة الحديث : " لأن يطعن في رأس أحدكم بِمخْيَط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له " ، وإمكان أخذ التحريم من مثله ، أجد أن دلالة الحديث على الحكم المستدل عليه غير واضحة ؛ فكلمة " يمس امرأة لا تحل له " لا تعني مجرد لمس البشرة للبشرة ، بدون شهوة ، كما يحدث في المصافحة العادية ... بل كلمة
" المس " حسب استعمالها في النصوص الشرعية من القرآن والسنة تعني أحد أمرين :
ا ـ أنها كناية عن الصلة الجنسية " الجماع " كما جاء ذلك عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : ( أو لامستم النساء ) أنه قال : اللمس والملامسة والمس في القرآن كناية عن الجماع ... واستقراء الآيات التي جاء فيها المس يدل على ذلك بجلاء ، كقوله تعـالى على لسان مريم : ( أنى يكـون لي ولد ولم يمسسني بشـر )
( آل عمران: 47 ) . ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ) . (البقرة: 237).
وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يدنو من نسائه من غير مسيس , أي من غير جماع .
ب- أنها تعني ما دون الجماع من القبلة والعناق والمباشرة ونحو ذلك مما هو مقدمات الجماع ( وهذه المقدمات هي حرام بلا خلاف , أما المصافحة العادية بدون طلب شهوة فهي أمر آخر لا يعنيه الحديث ) ، وهذا ما جاء عن بعض السلف في تفسير الملامسة :
قال الحاكم في كتاب " الطهارة " من " المستدرك على الصحيحين ".
" قد اتفق البخاري ومسلم على إخراج أحاديث متفرقة في المسندين الصحيحين يستدل بها على أن اللمس ما دون الجماع .
* منها : حديث أبي هريرة : " فاليد زناها اللمس ...".
** وحديث ابن عباس: " لعلك مسست ".
***وحديث ابن مسعود : " وأقم الصلاة طرفي النهار... " ( يشير إلى ما رواه الشيخان وغيرهما من حديث ابن مسعود ، وفي بعض رواياته : أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر أنه أصاب من امرأة ، إما قبلة أو مسًا بيده ، أو شيئًا . كأنه يسأل عن كفارتها ، فأنزل الله عز وجل.. يعني آية : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) (هود: 114) رواه مسلم بهذا اللفظ في كتاب التوبة برقم 40 . قال : وقد بقى عليهما أحاديث صحيحة في التفسير وغيره ...
****وذكر منها :
عن عائشة قالت: " قَلَّ يوم ، إلا وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يطوف علينا جميعًا تعني نساءه فيقبل ويلمس ما دون الوقاع ، فإذا جاء إلى التي هي يومها ثبت عندها ".
***** وعن عبد الله بن مسعود قال : ( أو لامستم النساء ) هو ما دون الجماع وفيه الوضوء ".
****** وعن عمر قال: " إن القبلة من اللمس فتوضأ منها ". ( انظر المستدرك 135/1).
ومن هنا كان مذهب مالك ، وظاهر مذهب أحمد : أن لمس المرأة الذي ينقض الوضوء هو ما كان بشهوة ، وبه فسروا قوله تعالى : ( أو لامستم النساء ) وفي القراءة الأخرى: ( أو لامستم النساء ).
ولهذا ضعف شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه قول من فسروا الملامسة أو اللمس في الآية بمجرد مس البشرة البشرة ولو بلا شهوة .
ومما قاله في ذلك بن تيمية رحمه الله :
( فأما تعليق النقض بمجرد اللمس ، فهذا خلاف الأصول ، وخلاف إجماع الصحابة وخلاف الآثار ، وليس مع قائله نص ولا قياس.
فإن كان اللمس في قوله تعالى: ( أو لامستم النساء ) إذا أريد به اللمس باليد والقبلة ونحو ذلك كما قاله ابن عمر وغيره فقد علم أنه حيث ذكر ذلك في الكتاب والسنة ، فإنما يراد به ما كان لشهوة ، مثل قوله في آية الاعتكاف :
( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) ومباشرة المعتكف لغير شهوة لا تحرم عليه ، بخلاف المباشرة لشهوة .
وكذلك قوله : ( ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ) وقوله : ( لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن ) ، فإنه لو مسها مسيسًا خاليًا من غير شهوة لم يجب به عدة ، ولا يستقر به مهر ، ولا تنتشر به حرمة المصاهرة باتفاق العلماء .
فمن زعم أن قوله : ( أو لامستم النساء ) يتناول اللمس وإن لم يكن لشهوة فقد خرج عن اللغة التي جاء بها القرآن ، بل وعن لغة الناس في عرفهم ، فإنه إذا ذكر المس الذي يقرن فيه بين الرجل والمرأة علم أنه مس الشهوة ، كما أنه إذا ذكر الوطء المقرون بين الرجل والمرأة ، علم أنه الوطء بالفرج لا بالقدم ) . ا.هـ
( انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، ط الرياض 223/21، 224).
وذكر ابن تيمية في موضع آخر : أن الصحابة تنازعوا في قوله تعالى : ( أو لامسـتم النسـاء ) فكان ابن عباس وطائفة يقولون : الجماع ، ويقولون : الله حيي كريم ، يُكَنِّي بما شاء عما شاء .
قال : وهذا أصح القولين .
وقد تنازع العرب والموالي في معنى اللمس : هل المراد به الجماع أو ما دونه ؟ فقالت العرب : هو الجماع ، وقالت الموالي : هو ما دونه ، وتحاكموا إلى ابن عباس فصوب العرب ، وخطأ الموالي . ( انظر المرجع السابق ).
والمقصود من نقل هذا الكلام كله أن نعلم أن كلمة
" المس " أو " اللمس " حين تستعمل من الرجل للمرأة ، لا يراد بها مجـرد وضـع البشـرة على البشرة كالمصافحة ، بل المراد بها إما الجماع ، وإما مقدماته من التقبيل والعناق ، ونحـو ذلك من كل مس تصحبه الشهـوة والتلذذ .
على أننا لو نظرنا في صحيح المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لوجدنا ما يدل على أن مجرد لمس اليد لليد بين الرجل والمرأة بلا شهوة ولا خشية فتنة ، غير ممنوع في نفسه ، بل قد فعله النبي - صلى الله عليه وسلم- والأصل في فعله أنه للتشريع والاقتداء : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) . (الأحزاب :21).
فقد روى البخاري في كتاب " الأدب " من صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة ، لتأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فتنطلق به حيث شاءت ".
وفي رواية للإمام أحمد عن أنس أيضًا قال :
"إن كانت الوليدة يعني الأمة من ولائد أهل المدينة لتجيء ، فتأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت ". وأخرجه ابن ماجة أيضًا .
قال الحافظ في الفتح : ( والمقصود من الأخذ باليد لازمه ، وهو الرفق والانقياد ، وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع ، لذكره المرأة دون الرجل ، والأمة دون الحرة ، وحيث عمم بلفظ " الإماء " أي أمة كانت ، وبقوله " حيث شاءت " أي مكان من الأمكنة ، والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة ، والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة لساعد على ذلك .
وهذا دليل على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر - صلى الله عليه وسلم- ) . (فتح الباري جـ 13).
وما ذكره الحافظ - رحمه الله - مسلم في جملته ، ولكن صرفه معنى الأخذ باليد عن ظاهره إلى لازمه وهو الرفق والانقياد غير مسلم ؛ لأن الظاهر واللازم مرادان معًا ... والأصل في الكلام أن يحمل على ظاهره ، إلا أن يوجد دليل أو قرينة معينة تصرفه عن هذا الظاهر ، ولا أرى هنا ما يمنع ذلك ... بل إن رواية الإمام أحمد ، وفيها : " فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت "، لتدل بوضوح على أن الظاهر هو المراد ، وأن من التكلف والاعتساف الخروج عنه .
وأكثر من ذلك وأبلغ ما جاء في الصحيحين والسنن عن أنس أيضًا " أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال من القيلولة عند خالته خالة أنس أم حرام بنت ملحـان زوج عبـادة بن الصامت ، ونام عندها ، واضعًا رأسه في حجرها وجعلت تفلي رأسه ... " إلخ ما جاء في الحديث.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن حجر في بيان ما يؤخذ من الحديث ، قال : ...
يتبع : ...

رميته
23-11-2008, 12:52 PM
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن حجر في بيان ما يؤخذ من الحديث ، قال : ( وفيه جواز قائلة الضيف في غير بيته بشرطه كالإذن وأمن الفتنة ...، وجواز خدمة المرأة الأجنبية للضيف بإطعامه والتمهيد له ونحو ذلك .
وفيه خدمة المرأة الضيف بتفلية رأسه وقد أشكل هذا على جماعة ، فقال ابن عبد البر : أظن أن أم حرام أرضعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، أو أختها أم سليم ، فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة ، فلذلك كان ينام عندها ، وتنال منه ما يجوز للمحرم أن يناله من محارمه ... ثم ساق بسنده ما يدل على أن أم حرام كانت منه ذات محرم من قبل خالاته ، لأن أم عبد المطلب جده كانت من بني النجار ... إلخ.
وقال غيره : بل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - معصومًا ، يملك إربه عن زوجته فكيف عن غيرها مما هو المنزه عنه ؟ وهو المبرأ عن كل فعل قبيح ، وقول رفث ، فيكون ذلك من خصائصه .
ورد ذلك القاضي عياض بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال ، وثبوت العصمة مسلم لكن الأصل عدم الخصوصية ، وجواز الاقتداء به في أفعاله ، حتى يقوم على الخصوصية دليل .
وبالغ الحافظ الدمياطي في الرد على من قال بالاحتمال الأول ، وهو ادعاء المحرمية ، فقال :
ذهل كل من زعم أن أم حرام إحدى خالات النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة أو من النسب ، واللاتي أرضعنه معلومات ، ليس فيهن أحد من الأنصار البتة ، سوى أم عبد المطلب ، وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، وأم حرام هي بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر المذكور ... فلا تجتمع أم حرام وسلمى إلا في عامر بن غنم جدهما الأعلى ... وهذه خئولة لا تثبت بها محرمية ، لأنها خئولة مجازية ، وهي كقوله - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص :( هذا خالي ) ، لكونه من بني زهرة ، وهم أقارب أمه آمنـة ، وليس سـعد أخًا لآمنة ، لا من النسب ، ولا من الرضـاعة ، ثم قال : وإذا تقرر هذا فقد ثبت في الصحيح : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه ، إلا على أم سليم ، فقيل له أي سـئل في ذلك فقال : " أرحمها، قتل أخوها معي ". يعني حرام بن ملحان ... وكان قد قتل يوم بئر معونة .
وإذا كان هذا الحديث قد خص أم سليم بالاستثناء ، فمثلها أم حرام المذكورة هنا ... فهما أختان وكانتا في دار واحدة ، كل واحدة منهما في بيت من تلك الدار ، وحرام بن ملحان أخوهما معًا، فالعلة مشتركة فيهما كما ذكر الحافظ ابن حجر.
وقـد انضاف إلى العلة المـذكورة أن أم سليم هي أم أنس خـادم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وقد جرت العادة بمخالطة المخدوم خادمه ، وأهل خادمه ، ورفع الحشمة التي تقع بين الأجانب عنهم.
ثم قال الدمياطي : على أنه ليس في الحديث ما يدل على الخلوة بأم حرام ، ولعل ذلك كان مع ولد ، أو خادم ، أو زوج ، أو تابع.
قال ابن حجر : وهو احتمال قوي ، لكنه لا يدفع الإشكال من أصله ، لبقاء الملامسة في تفلية الرأس ، وكذا النوم في الحجر.
قال الحافظ : وأحسن الأجوبة دعوى الخصوصية ، ولا يردها كونها لا تثبت إلا بدليل لأن الدليل على ذلك واضح ) . ( انظر: فتح الباري 230/13 ،231 بتصرف) .
ولا أدري أين هذا الدليل ، غامضًا كان أو واضحًا ؟ .
والذي يطمئن إليه القلب من هذه الروايات أن مجرد الملامسة ليس حرامًا ... فإذا وجدت أسباب الخلطة كما كان بين النبي - صلى الله عليه وسلم- وأم حرام وأم سليم ، وأمنت الفتنة من الجانبين ، فلا بأس بالمصافحة عند الحاجة كمثل القادم من سفر ، والقريب إذا زار قريبة له أو زارته ، من غير محارمه ، كابنة الخال ، أو ابنة الخالة ، أو ابنة العم ، أو ابنة العمة أو امرأة العم ، أو امرأة الخال أو نحو ذلك ، وخصوصًا إذا كان اللقاء بعد طول غياب .
ثالثا : والذي أحب أن أؤكده في ختام هذا البحث :
أنه ينبغي الاقتصار في المصافحة على موضع الحاجة ، مثل ما جاء في السؤال كالأقارب والأصهـار الذين بينهم خلطـة وصلة قوية ، ولا يحسـن التوسع في ذلك ، سدًا للذريعة ، وبعدًا عن الشبهة ، وأخذًا بالأحوط ، واقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم-، الذي لم يثبت عنه أنه صافح امرأة أجنبية قط . وأفضل للمسلم المتدين ، والمسلمة المتدينة ألا يبدأ أحدهما بالمصافحة ، ولكن إذا صوفح صافح .
وإنما قررنا الحكم ليعمل به من يحتاج إليه دون أن يشعر أنه فرط في دينه ، ولا ينكر عليه من رآه يفعل ذلك ما دام أمرًا قابلاً للاجتهاد ومسألة خلافية ... والله أعلم .
يتبع : ...

أختُ عبد الرحمان
23-11-2008, 06:15 PM
مريم : أختي الكريمة كثرة المطالعة الدينية لكل العلماء بدون استثناء وعدم التعصب لأي واحد منهم وكذا عدم التعصب ضد أي واحد منهم , هي أمر طيب مبارك وفيه من الخير ما فيه , وهي عبادة من العبادات تدخل ضمن مقتضى قول الله تعالى " قل رب زدني علما " , وليست أبدا " خلط " أو " تخلاط " كما وصفتِ .
كلما قرأتِ لكل العلماء كلما تعلمت الدين أكثر وكلما احترمتِ العلماء كلهم وكلما علمتِ أن كل واحد منهم عنده ما يؤخذ منه وما يستفاد منه . إن الكثيرين يحرمون أنفسهم من خيري الدنيا والآخرة حين يتعصبون لعلماء معينين لا يقرأون إلا لهم .
ومنه أنا عرفت مئات الطلبه يدرسون في الجامعة الإسلامية وهم من هذا النوع الذي لا يقرأ إلا لعلماء معينين قلائل ويعتبر بقية العلماء لا قيمة لهم , ومنه تجده عندما تحتك به تجده يجهل حتى أصول الدين ولا أقول فروعه فقط , وتجده يعتبر الكثير من المسائل المختلف فيها بين العلماء , يعتبرها مسائل أصولية !!!.


يا أستاذ هل لأنني لا أقرأ لشيوخ أخر يعني أنني لا أحترمهم..الحمد لله لم أسب أو أطعن في أي شيخ ، و إن كان من باب النُّصح لأني لازلت لا أفقه في ديني كما ينبغي..
تعلمت منذ أن كنت صغيرة أن أتّبع شيوخ معينين، و بما أنني لا أدرس العلوم الشرعية فلا أظن أني بحاجة لقراءة كتب لمن لا أتّبع فتواهم أو العقيدة التي يتبعونها...سلام

رميته
23-11-2008, 08:12 PM
لم أصافحها فغضبت وقالت للتلاميذ ...! : في السنوات الأولى من بداية تدريسي للعلوم الفيزيائية بالثانوية ( أي منذ أكثر من 25 سنة خلت ) , دخلتُ إلى قاعة الأساتذة بثانوية من الثانويات فسلمتُ على الأساتذة جميعا ( ذكورا وإناثا ) وتوجهتُ للأساتذة الذكور من أجل مصافحتهم ( على اعتبار أنني ومن سنة 1975 م لا أصافح النساء بشكل عام , ولو كن عجائز ) , فجاءتني أستاذة من الأستاذات لتصافحني فحاولتُ أن أتحاشاها بأن أعطيها ظهري وأكتفي معها بالسلام من بعيد , ولكنها أصرت على الوصول إلي لمصافحتي ( وواضح أنها لم تكن تعرف بأنني لا أصافح النساء , وإلا لما اقتربت مني ) . مدت يدها إلي فاعتذرتُ إليها بأدب , وقلتُ لها " أنا – يا أستاذة – لا أصافح النساء " , ثم أضفتُ " كيف حالكم يا أستاذة ؟!. أنتم بخير إن شاء الله ! ".
لم تجبني الأستاذة وغضبت غضبا شديدا , وظهر الغضبُ بشكل واضح جدا على تقاسيم وجهها , وانسلت من بين الأساتذة والأستاذات لتخرج من قاعة الأساتذة , وهي عازمة على الانتقام .
في الأيام القليلة القادمة عرفتُ كيف أرادت الأستاذةُ الانتقامَ مني . كانت تُـدرِّس قسما من الأقسام كنتُ أُدرِّسُهُ أنا كذلك . سألتْ تلميذاتِـه علانية وأمام كل تلاميذ القسم " ما الذي يقول لكم الأستاذ رميته خارج برنامج الفيزياء والكيمياء ؟! " , فأجبنها " هو ينصحنا باستمرار – فضلا عن الاجتهاد في الدراسة – بالستر والحجاب , وهو يحثنا على الدوام على البعد عن الاختلاط بالذكور إلا عند الضرورة , وعلى ترك الماكياج والعطور خارج البيت , وعلى تجنب اللباس الضيق والمفتوح والشفاف والقصير خارج البيت , وعلى عدم القهقهة ورفع الصوت أمام الرجال , وعلى الأدب والخلق والحياء بشكل عام , على اعتبار أن رأسمال كل امرأة هو حياؤها وعلى ...". قالت الأستاذة للتلميذات " لا تسمعن للأستاذ ولا لهذه النصائح , إنه يغلِّـطـُكــنَّ . ليس لكن إلا حياة دنيا واحدة , ومنه يجب أن تستمتعن بها أقصى استمتاع : البسن ما يعجبكنَّ , وتزينَّ كما أحببتنَّ , واختلطن بالذكور كما شئتنَّ , وتكلمن واضحكن مع الغير كما يفعل الغيرُ معكن , واعلمن أنه لا فرق أبدا بينكن وبين الرجال في شيء !!!". والذي أؤكد عليه هنا هو أن التلميذات كن يُـحببني ويستمعن لنصائحي وينتظرنها مني بفارغ الصبر , ولكنهن ازددنَ حرصا على سماع هذه النصائح بعد أن قالت لهن الأستاذةُ ما قالت , لأنهن اقتنعن أكثر بأنني أنصحهن نصيحة الأب لبناته , وأما الأستاذة فإنهن عرفن أنها لم ترد لهن الخير لا من قريب ولا من بعيد .
إن الحق يبقى حقا إلى يوم القيامة , مهما ابتعد الناس عنه وزهدوا في الدعوة إليه .
وإن الباطل يبقى باطلا إلى يوم القيامة مهما انغمس الناس فيه وبالغوا في الدعوة إليه .
ملاحظة : الأستاذة اليوم – والحمد لله – متقاعدة , وأنا فرحٌ جدا لأنني لاحظتُ عليها مؤخرا بأنها لبست الحجاب , ورجعت إلى الدين بقوة , والحمد لله رب العالمين .
أسأل الله الهداية لي ولهذه الأستاذة ولكل قراء هذه الوقفة . وفقني الله وإياكم لكل خير .
يتبع : ...

رميته
23-11-2008, 08:18 PM
عن حكم الإسلام في مصافحة المرأة الأجنبية من جديد :
أولا : مسائل لا خلاف فيها :
ثانيا : من أدلة القائلين بجواز مصافحة الرجل للأجنبية عنه من النساء :
ثالثا : من أدلة القائلين بتحريم المصافحة :
رابعا : ملاحظة :

ثم بسم الله مرة ثانية :

في البداية أنبه إلى أنني آخذ بقول من قال بحرمة مصافحة الرجل للأجنبية عنه من النساء , ومنه فأنا لم أصافح امرأة منذ 1975 م ونالني الكثير من الأذى من طرف مسؤولين ومن طرف عامة الناس ومن طرف نساء ومن طرف ... بسبب إصراري على عدم المصافحة . ولكن الاختلاف بيني وبين غيري هو أنني أعتبر المسألة خلافية بين الفقهاء ومنه فأنا أحترم الرأي الآخر وأحترم القائلين به من العلماء وكذا أحترم العاملين به من العامة . وأما بعض الناس فيعتبرون المسألة محل إجماع ويعتبرون من قال بالجواز من العلماء ضالا ومنحرفا وكذا من أخذ بهذا القول من عامة الناس يعتبرونه آثما وعاصيا ومذنبا و ... ثم يسبون ويشنعون على العالم والعامي على حد سواء !!!.
أولا : مسائل لا خلاف فيها :
1- المصافحة مع طلب الشهوة أو مع إيجادها حرام بلا أي خلاف بين عالمين : واعتبار عدم الشهوة شرطاً للجواز هو لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة ، فالعين زناها النظر ، واليد زناها اللمس ، والنفس تهوى وتحدث ، ويصدق ذلك أو يكذبه الفرج . رواه أحمد
(2/349) بسند صحيح . فإذا تحركت الشهوة عند اللمس أو النظر فإنه يصدق أنه من الزنى المجازي أي من مقدمات الزنا , وإن لم تتحرك الشهوة لم تكن المصافحة زنا مجازيا ولم تكن بإذن الله حراما كذلك .
ومما يؤكد بأن المصافحة مع الشهوة حرام بلا خلاف , ما ذكره العلماء أن لمس الرجـل لإحـدى محـارمه ، أو خلوته بها ( وهي من قسم المباح في الأصل ) تنتقل إلى دائرة الحرمة إذا تحركت الشهوة ، أو خيفت الفتنة
(انظر: الاختيار لتعليل المختار في فقه الحنفية 155/4) ، وخاصة مع مثل بنت الزوجة أو الحماة أو امرأة الأب ، أو أخت الرضاع ، اللائي ليس لهن في النفوس ما للأم أو البنت أو الأخت أو العمة أو الخالة أو نحوها .
إن المصافحة إنما تجوز عند عدم الشهوة ، وأمن الفتنة ، فإذا خيفت الفتنة على أحد الطرفين ، أو وجدت الشهوة والتلذذ من أحدهما حرمت المصافحة بلا شك وبلا أي خلاف بين عالمين .
لو فُـقِد هذان الشرطان ( عدم الشهوة وأمن الفتنة ) بين الرجل ومحارمه لكانت المصافحة حينئذ حرامًا
, بل لو فُـقد الشرطان حتى بين الرجل وبين صبي أمرد ، حرمت مصافحته أيضًا بلا خلاف ... وربما كان الأمرد في بعض البيئات ولدى بعض الناس ، أشد خطرًا من الأنثى .
2- الترخيص في مصافحـة المرأة العجوز التي لا تُـشـتهى : ومثلها البنت الصغيرة التي لا تشتهى , للأمـن مـن أسـباب الفتنة ، وكذلك إذا كـان المصافـِح شـيخًا كبيرًا لا يَشتَهِـي .
وذلك لما روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه كان يصافح العجائز ، وعبد الله بن الزبير استأجر عجوزًا تمرضه ، فكانت تغمزه وتفلي رأسه . (المرجع السابق ص 156، 155).
ويدل لهذا ما ذكره القرآن في شأن القواعد من النساء ، حيث رخص لهن في التخفف من بعض أنواع الملابس ما لم يرخص لغيرهن " والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا فليس عليهن جناح أن يـضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يسـتعففن خير لهن والله سميع عليم ". (النور: 60).
ومثل ذلك استثناء غير أولي الإربة من الرجال ، أي الذين لا أرب لهم في النساء ، والأطفال الذين لم يظهر فيهم الشعور الجنسي لصغر سنهم من نهي المؤمنات عن إبداء الزينة " أو التابعين غير أولي الإرْبَةِ من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ". (النور 31).
ثانيا : من أدلة القائلين بجواز مصافحة الرجل للأجنبية عنه من النساء :
يتبع : ...

رميته
24-11-2008, 09:36 AM
ثانيا : من أدلة القائلين بجواز مصافحة الرجل للأجنبية عنه من النساء:
المصافحة أمر أباحه الشرع , وهذا قول بعض الفقهاء , وهو قول معتبر سواء كان قويا أو ضعيفا راجحا أو مرجوحا , قال به الجمهور أو قالت به الأقلية فقط . لقد صافح النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا ليس كما هو شائع ومعروف بأن المصافحة حرام شرعاً بلا أي خلاف .
1- روى الإمام أحمد في مسنده (6/408 ) عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ فِيمَا أَخَذَ أَنْ لَا يَنُحْنَ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَةً أَسْعَدَتْنِي أَفَلَا أُسْعِدُهَا فَقَبَضَتْ يَدَهَا وَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَلَمْ يُبَايِعْهَا . والحديث صحيح على شرط البخاري ومسلم إلا حماد بن سلمة فهو من رجال مسلم كما قال ذلك الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند .
وروى الحديث البخاري في صحيحه ( 4610 ) عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ عَلَيْنَا ( أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ) وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ يَدَهَا فَقَالَتْ أَسْعَدَتْنِي فُلَانَةُ أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيَهَا فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَانْطَلَقَتْ وَرَجَعَتْ فَبَايَعَهَا .
وهذا الحديث بروايتيه دل دلالة واضحة على أن مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء كانت بالمصافحة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع النساء واحدة تلو الأخرى ويصافحهن حتى إذا انتهى إلى إحداهن قالت : ( إِنَّ امْرَأَةً أَسْعَدَتْنِي أَفَلَا أُسْعِدُهَا ) ، ومعنى أنها أسعدتها أي أنها شاركتها في النياحة على ميت لها في الجاهلية فأرادت أن ترد لها معروفها وتسعدها في ميت قد مات لها قريباً . لذلك امتنعت عن المبايعة , لأن المبايعة نصت على عدم النياحة فلما امتنعت ، قبضت يدها ممتنعة عن بسطها للنبي صلى الله عليه وسلم الذي بسط يده لمبايعتها مصافحةً ، فلما رأي النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه المرأة قبضت يدها وامتنعت عن المبايعة فقبض يده أيضاً وامتنع عن مبايعتها .
2- وعن عائشة رضي الله عنها : أن هند بنت عتبة قالت : يا نبي الله ! بايعني ؟ فنظر إلى يدها فقال :
( لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع ) . حديث حسن رواه أبو داود (4165) (الثمر المستطاب من فقه السنة والكتاب للألباني ص 311) . وعن عائشة قالت : جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه ، فنظر إلى يدها فقال : ( اذهبي فغيري يدك ) ، فذهبت فغيرتها بحناء ثم جاءت فقال : ( أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئاً ) ، فبايعته وفي يدها سواران من ذهب ، فقالت ما تقول في هذين السوارين ؟ فقال : ( جزئين من نار جهنم ) . رواه الحافظ ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم وهو شاهد للحديث الذي قبله .
فما علاقة البيعة بتغيير اليد بالحناء إذا لم تكن مصافحة ؟!.
فهذه الأحاديث تدل دلالة واضحة على جواز مصافحة الرجال للنساء الأجانب بشرط أن يكون بغير شهوة .
ثالثا : من أدلة القائلين بتحريم المصافحة : ...

يتبع : ...

رميته
24-11-2008, 08:08 PM
ثالثا : من أدلة القائلين بتحريم المصافحة :
1- من أقوى الأحاديث دلالة على تحريم المصافحة برأي بعض أو برأي الكثير من العلماء : الحديث الذي رواه الطبراني والبيهقي عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) . والحديث صححه الألباني
( الصحيحة : 226 )
والحديث من أضعف الأدلة على تحريم المصافحة بل هو لا يتعلق بالمصافحة أصلاً ، وإنما هو يتحدث عن الزنا ، ذلك أن الحديث يقول ( خير له من أن يمس امرأة ) ولم يقل ( يمس كف امرأة ) ومس الرجل للمرأة يأتي بمعنى الملامسة ويأتي بمعنى المعاشرة الجنسية وهو أكثر ما يأتي بهذا المعنى في النصوص الشرعية :
ا- قال تعالى: ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَة ﴾ [البقرة: من الآية236].
ب-وقال : ﴿ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ﴾ [آل عمران: من الآية 47 ].
جـ- وقال : ﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ﴾ [القصص: من الآية3] . فهذه الآيات جميعها جاء فيها المس بمعنى الجماع .
وأما الأحاديث :
ا- عن عبد الله بن مسعود قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فاقض في ما شئت" . فقال عمر " لقد سترك الله لو سترت نفسك" . قال ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه شيئا , فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه وتلا عليه هذه الآية ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114] , فقال رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة قال : " بل للناس كافة " . رواه مسلم .
والشاهد من الحديث قول الرجل " ما دون أن أمسها " أي أجامعها .
ب- عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
" السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ، ولا يشهد جنازةً ، ولا يمس امرأةً ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه ، ولا اعتكاف إلا بصوم ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع" . رواه أبو داود بسند صحيح .
قال العظيم آبادي " لا يمس امرأة " تريد الجماع , وهذا لا خلاف فيه , أنه إذا جامع امرأته فقد بطل اعتكافه قاله الخطابي , وقد نقل ابن المنذر الاجماع على ذلك . ( عون المعبود في شرح سنن أبي داود 7/104)
وكون المقصود من المس في حديث معقل بن يسار - الذي استدلوا به على التحريم – الجماع ، بقرينة قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تحل له ) ذلك أنه يدخل تحت قوله لا تحل له كل نساء العالم ما عدا زوجة الرجل ، فيدخل في ذلك الأم والأخت وغيرهن من المحارم اللواتي يجوز مسهن ومصافحتهن بالإجماع . فإذا حملنا المس في الحديث على معنى الملامسة كان معنى الحديث لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يلمس أو يصافح أو يقبل ( ولو أمه أو أخته أو جدته .. الخ لأن كل واحدة منهن لا تحل له ) .وهذا الفهم باطل , لذلك لا بد من حمل المس في الحديث على معنى الجماع والمعاشرة أو على معنى اللمس بشهوة .
2- كما استدل المحرمون للمصافحة بما رواه مسلم عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت : " ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته ، قال : اذهبي فقد بايعتك " . صحيح مسلم ( 1866 ) .
وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمتحنَّ ... إلى أن قالت : قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلقن فقد بايعتكن ، ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأةٍ قط غير أنه يبايعهن بالكلام ، قالت عائشة : والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما " رواه مسلم (1866).
والمدقق في هذه الأحاديث يرى أنها وصف واقع ( لا أكثر ولا أقل ) من طرف أمنا عائشة رضي الله عنها .
إلا أن الأمر الآخر الذي يمكن استشفافه من هذه الروايات أنها لا تصلح مستنداً لمحرمي مصافحة النساء لكون أم المؤمنين تنفي المصافحة ولا تجرمها ، فامتناعُهُ صلى الله عليه وآله وسلم المطلقُ عن مصافحة النساء ، على فرض التسليم بذلك ، لا يدل على التحريم . كما أن أم المؤمنين لم تصف انتهاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الفعل بوصف يضفي عليه صفة الانتهاء عن المحرم ، أي أن الرواية لم ترد فيها قرينة مقال ( كقولها حاشا رسول الله أو معاذ الله أن يفعل كذا ) أو قرينة حال ( كغضبٍ من جانب أمنا لحرمة الرسول ) تدل أو توحي على الأقل بحرمة الفعل الذي انتهى عنه المعصوم الأعظم عليه الصلاة والسلام . وإنما كان انصباب روايتها على نفي أمر حسب علمها . ونفيها رضي الله عنها لا يدل على عدم الوقوع بل ثبت وقوع المصافحة منه صلى الله عليه وسلم كما مر في حديث أم عطية عند البخاري وأحمد ، فكل حدَّثَ بما رأى أو علم . وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نفت مثلاً تبول النبي صلى الله عليه وسلم قائماً فقالت " من حدثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول قائما فلا تصدقوه ؛ ما كان يبول إلا قاعدا ". رواه أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح . ولكن جاء عند البخاري ومسلم وأصحاب السنن عن حذيفة رضي الله عنه قال " أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائماً ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضأ ". فالواقع أن كل من عائشة وحذيفة أخبر بما رأى وعلم من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا تعارض بين الحديثين .
3- واحتجوا بما رواه أحمد في المسند والطبراني في المعجم من حديث أميمة بنت رقيقة قالت : قلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تصافحنا ، قال : إني لا أصافح النساء ، وإنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة .
وواضح أن الحديث يتحدث عن بيعة النساء ويظهر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد امتنع عن المبايعة مصافحة , وهذا لا ينفي إثبات أم عطية في حديثها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع مصافحة ، فالظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بايع مرة مصافحة وأخرى كلاماً .
أما دلالة امتناعه عن المصافحة وقوله " إني لا أصافح النساء " فلا دلالة فيه على التحريم , لأن مجرد امتناعه صلى الله عليه وسلم عن فعل شي ما ، لا يدل على أن امتناعه كان عن محرم ، بل قد يكون امتناعه عن الفعل لكونه مباحاً أو مكروهاً والأصل أن يقال أن مجرد امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن فعل ما ، هو على الإباحة إلا أن ترد قرينة صارفة إلى الكراهة أو التحريم .
والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال " إني لا أقبل هدية مشرك " . رواه الطبراني بسند صحيح . ولكنه مع ذلك قبلها من المشرك في موضع آخر ، فقد قبلها من المقوقس ملك القبط حيث أهدى إليه جاريتين منهما مارية القبطية أم ابنه إبراهيم بالاضافة إلى بغلة . رواه ابن خزيمة والبزار .
4- وقد يستدل البعض على أن مصافحة الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء لم يكن فيها مس بشرة لبشرة لما رواه الطيالسي عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصافح النساء من تحت الثوب .
والجواب على هذا الاستدلال أن هذا الحديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج به وقد ضعفه الألباني في ضعيف الجامع
( 4563 ) .
ومما تقدم يتبين لكل منصف طالب للحق أن القول بتحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية على اعتبار أنه إجماع بين الفقهاء هو قول غير صحيح , لأنه يعارض أقوال العلماء الذين قالوا بالجواز , كما يعارض الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على الجواز .
رابعا :
ملاحظة : ...
يتبع : ...

رميته
25-11-2008, 06:31 AM
رابعا : ملاحظة :
إن المصافحة مباحة عند بعض الفقهاء , يستوي فيها الفعل والترك , ولكن إذا كانت هناك امرأة ترى حرمتها فإنه لا يليق لمن يرى إباحتها أن يمد يده مبادراً لمصافحتها لأنه لا بد لنا من احترام آراء المخالفين لنا .
إن أصبت فمن الله ، وإن أسأت فمن الشيطان ومني فاستغفر الله على ذلك .
وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

رحاب اميرة
25-11-2008, 08:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لما لا نتقي الشبهات يا اخواني الكرام
انا عن نفسي لا اصافح احدا من وقت طويل وعندي 20سنة فقط

رقية44
25-11-2008, 10:26 AM
سبحان الله تجلبون في الادلة القائلة بجواز المصافحة وكانكم تقولون للشباب صافحو البنات فالامر مختلف فيه

ما لكم كيف تحكمون

ولا داعي لمطالعة كل الكتب للبحث عن اراء العلماء او بالاصح للبحث عن الرخص فان علمت فتوى عالم تثق في علمه وحججه وادلته بان امر ما حرام فلا يحق لك البحث عن رخصة عند عالم اخر لان هذا من باب اتباع الهوى

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " دع ما يريبك الى ما لا يريبك "

والافضل هو ترك المشتبه تورعا
غير ان مسالة المصافحة معروف حكمها بالتحريم

ويكفينا دليلا ان رسول الله لم يصافح اي امراة لا في البيعة ولا سواها فمن احق ان يتبع رسول الله عليه الصلاة والسلام ام غيره ؟

رقية44
25-11-2008, 10:30 AM
وهذه اقوال العلماء في تتبع الرخص

بسم الله الرحمن الرحيم
قال سليمان التيمي : " إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله " قال أبو عمر ابن عبد البر : هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً "
جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 92 ، والإحكام لابن حزم 6 / 317 ، وسير أعلام النبلاء للذهبي 6/ 198، وحلية الأولياء لأبي نعيم 3/ 32 ، وتذكرة الحفاظ 1للذهبي 1 /151، وتهذيب الكمال 12 / 11
، وإعلام الموقعين ج3/ص285 .

وقال الأوزاعي : " من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام "
سنن البيهقي الكبرى رقم ( 20707 ) 10 / 211 ، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 180، تاريخ الإسلام للذهبي 9/ص491، 7 / 125 ، وإرشاد الفحول للشوكاني ص454.



وعن ابن مبارك أخبرني المعتمر بن سليمان قال رآني أبي وأنا أنشد الشعر فقال لي يا بني لا تنشد الشعر فقلت له يا أبت كان الحسن ينشد وكان ابن سيرين ينشد فقال لي أي بني إن أخذت بشر ما في الحسن وبشر ما في ابن سيرين اجتمع فيك الشر كله . الموافقات للشاطبي 4/ص169.

وقال بعض العلماء : "من تتبع الرخص فقد تزندق"

وقال الإمام أحمد: لو أن رجلا عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ، وأهل المدينة في السماع (يعني الغناء) وأهل مكة في المتعة كان فاسقًا.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأبي بكر بن الخلال رقم ( 171 ) ص 206) ، وإرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني ص 161) ، وعون المعبود 13 / 187 ، وشرح قصيدة ابن القيم 2 / 524 .

وقال الشاطبي : " فإذا صار المكلف في كل مسألة عنت له يتبع رخص المذاهب وكل قول وافق فيها هواه فقد خلع ربقة التقوى وتمادى في متابعة الهوى ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه " . بسم الله الرحمن الرحيم
الموافقات للشاطبي 2 / 386 – 387 .


وقال الشيخ العثيمين-رحمه الله- في فتاوى نور على الدرب:
".....
وخامساً: أنك تجدهم أي الناذرين إذا حصل لهم ما علقوا النذر عليه تجدهم يتتبعون العلماء لعلهم يجدون رخصة في التخلص منه ومعلوم أن تتبع الرخص كما قال أهل العلم فسق وإن كان مع الأسف قد وقع فيه بعض الناس إذا استفتى عالماً وهو حين استفتائه له يعتقد أن ما يقوله هذا العالم هو الشرع الذي يسير عليه تجده إذا أفتاه بغير هواه ذهب يسأل عالماً آخر فإن أفتاه بما يهواه وإلا ذهب إلى عالم ثالث وهكذا وقد ذكر أهل العلم أن من استفتى عالماً ملتزماً بقوله فإنه لا يجوز له أن يستفتي آخر لما يحصل في ذلك من التلاعب بالدين وتذبذب الإنسان وعدم استقراره على قاعدة يبني عليها سيره إلى الله عز وجل نعم لو أفتاك عالم بفتوى وأنت إنما استفتيته للضرورة حيث لم تجد حولك أحداً أوثق منه في نفسك فلك حينئذ إذا وجدت عالماً أوثق منه أن تسأله وأن تعدل إلى قوله إذا خالف قول المفتي الأول لأنك إنما استفتيت الأول للضرورة وكذلك أيضاً لا حرج عليك إذا استفتيت شخصاً واثقاً بفتواه ولكنه حصل لك علم جديد من عالم آخر بدون تسبب منك فلا حرج عليك أن تنتقل إلى قول العالم الآخر بل قد يجب عليك إذا تبين لك أن الدليل مع الثاني فإنه في هذه الحال يجب عليك أن ترجع إلى قول العالم الثاني لوجود الدليل معه ولكن إذا سمع من عالم آخر بدون بحث ما يرى أنه هو الحق وقوة دليله فعليه أن يتبعه من أجل الدليل كذلك إذا استفتى عالماً حوله للضرورة لأنه لا يجد أحدا أوثق منه في نفسه فلا حرج عليه إذا طلب عالماً آخر أوثق في حال السعة."

رميته
25-11-2008, 12:04 PM
واضح بأنك أختي الكريمة رقية ( حفظك الله ورعاك ووفقك لكل خير ) : إما أنك لم تقرئي كل ما نشرتُه أنا هنا ضمن هذا الموضوع , وإما أنك من المتعصبين : إما وإما , وليس هناك عندي أي احتمال ثالث :
ما أبعد الفرق بين معتدل ومتعصب ! :
الفرق بين المعتدل والمتعصب في تعاملهما مع المسائل الخلافية في الدين كبير جدا . إنه كالفرق بين السماء والأرض أو أكثر .
1- أما المعتدل فيأخذ بما يطمئن إليه من الأقوال المختلفة في مسألة ما , بدون اتباع السهل والرخص عند الفقهاء ويعتبر أن ما أخذ به إسلام وأن الأقوال الأخرى إسلام كذلك , وأنه لا حرج عليه شرعا فيما أخذ به كما أن غيره كذلك لا حرج عليه إن أخذ بقول آخر , وأن الله لن يسأله " لماذا أخذت بالقول كذا ؟ " كما لن يسأل كذلك غيرَه " لماذا أخذتَ بقول فلان ولم تأخذ بقول علان " أو " لماذا أخذت بالسهل ولم تأخذ بالصعب ؟ " أو السؤال المعاكس , وأن ما أخذ به صواب ولكنه يحتمل الخطأ وما أخذ به غيره خطأ ولكنه يحتمل الصواب , وأن كل العلماء مجتهدون وكلهم مأجورون , وأن الصواب الحقيقي يعلمه الله وحده وصاحب الأجرين لا يعلمه إلا الله , وأن كل العلماء نياتهم حسنة وطيبة ومباركة , وأن نيته هو عندما أخذ بما أخذ به حسنةٌ وكذلك نية من أخذ بالقول الآخر حسنة كذلك , وأن ...
ثم يتعامل مع العلماء الآخرين الذين قالوا بغير ما أخذ به هو كتعامله مع سائر العلماء : حب واحترام وتقدير وحسن ظن والتماس أعذار وثقة وأدب وخلق حسن وولاء , وحتى إن انتقد القولَ هو لا يسمح لنفسه أبدا أن يُـجرِّحَ شخصَ العالم . ثم لا بأس عليه أن يرفض قول عالم اليوم في مسألة ثم يأخذ بقوله غدا في مسألة أخرى , بشرط أن لا يكون قصده اتباع السهل عند الفقهاء في كل مسألة .
وهنا أنا أحكي عن نفسي : أنا منذ 38 سنة أقرأ لكل العلماء بلا استثناء ( قرأت في الفقه فقط أكثر من ألف كتابا حتى اليوم ) , سواء منهم القدامى أو المعاصرين , السلفيين أو الإخوان , فقهاء الرأي أو الأثر , أو غيرهم ... ومع أنني مالكي المذهب بشكل عام ومنه فأنا آخذ الفقه على مذهب مالك رضي الله عنه في أكثر من 60 % من المسائل خاصة منها المتعلقة بالعبادات كالصلاة والصيام , ومع ذلك فأنا أخذتُ ( وما زلتُ آخذُ ) مئات المسائل من الألباني وبن باز والعتيمين والقرضاوي والبوطي والشعراوي وبن حزم وبن تيمية والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل وجعفر الصادق ( فرق بين جعفر الصادق وأكاذيب الشيعة عنه ) وبن القيم الجوزية والشوكاني و .... وأنا آخذ من الإمام مالك برأس مرفوع وآخذ من بقية العلماء برأس مرفوع كذلك ولا أجد أي حرج في الحالتين , ولا أقول أبدا بأن مالكا أفضل من غيره ولا بأن فلانا أفضل من علان لأن الحقيقة هو أن الله وحده يعلم الأفضل منهم , والله لم يطلب منا أبدا أن نعرف الأفضل أو أن لا نأخذ إلا من الأفضل , وإنما قال " إسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " .
ثم إن المعتدل يأخذ بما أخذ به ولكنه في المقابل يحترم غيره من المسلمين الذين أخذوا بقول آخر , ويقدرهم ويثق فيهم ويحسن الظن بهم ويلتمس لهم الأعذار ولا يقول لهم ولا عنهم إلا خيرا ويعتبرهم فعلوا جائزا ومباحا لأنهم أخذوا من علماء ويتواضع معهم ويعتبرهم مسلمين كما أنه مسلم ( بل يمكن أن يكونوا عند الله أفضل منه ) ويتأدب معهم قولا ومعاملة ولا يرفع صوته عليهم ولا يقاطعهم في الكلام . قد ينتقد القولَ الذي أخذوا به ولكنه لا يُـجرِّح أبدا أشخاصَهم . إن هذا المعتدل باعتداله يحقق جملة أهداف سامية منها إرضاء الله ثم الناس المحيطين به وكذا إعطاء صورة طيبة عن الإسلام وحسن دعوة الغير للإسلام الحق , وكذلك العيش مع نفسه في راحة وسعادة وسكينة وطمأنينة و ... هذا عن المعتدل .
2- وأما المتعصب فإنه يأخذ قولا يتبناه ويؤيده ويعتبره هو الحق , ويقول بأنه لا قول إلا هذا القول , أو ينبه إلى الأقوال الأخرى ولكنه يعتبرها ضلالا وانحرافا , ويعتبر من قال بها ليسوا علماء بل هم – عنده - جاهلون أو مائعون أو منحلون أو مبتدعة أو ... وأنه ليس لهم أجر على اجتهادهم , بل هم آثمون ...كما يعتبر من أخذ بهذه الأقوال من عامة الناس جهلة وضالين ومنحرفين ومائعين ومنحلين ومبتدعة و ... وأنهم آثمون , وأنه ليس لهم أي عذر عند الله إن أخذوا بهذه الأقوال من هؤلاء الذين يشبهون العلماء , ولكنهم ليسوا علماء !!!. ثم تجده لا يكتفي بانتقاد القول الآخر بل إنه يسب ويشتم من قال به من العلماء وكذا من أخذ بهذا القول من عامة الناس . يسبهم ويشتمهم ويسخر منهم ويستهزئ بهم ويُـحذِّر منهم ويُـنفِّرُ منهم , ويعترض عليهم كلما ذكروا القول الآخر ( غير الذي أخذ به هو ) ويرفع صوته عليهم ويقاطعهم في الكلام و ...
إن تعصب هذا المتعصب يؤدي به مع الوقت إلى جملة نتائج أساسية منها إسخاط الله ثم الناس المحيطين به وكذا إعطاء صورة سيئة جدا وقبيحة جدا عن الإسلام وسوء دعوة الغير للإسلام وذلك بتنفيرهم منه عوض جذبهم إليه , وكذلك العيش مع نفسه شقيا معذبا قاسي القلب والعياذ بالله تعالى ...
اللهم إنا نعوذ بك من التعصب المذموم ومن التشدد البغيض ومن التزمت الممقوت .
الله احينا من أمتك المعتدلة , واغفر لنا وارحمنا واهدنا وارزقنا وعافنا آمين .
ثم لا أدري من أين جاءني أنا تتبع الرخص وأنا أقول بشيء قاله الكثيرون من العلماء قديما وحديثا . ثم أنا قلتُ بأن جواز المصافحة هو قول معتبر عند العلماء ولم أقل أبدا " هو الراجح أو المرجوح ".
ثم أنا الآن أهدي لأختي الكريمة والفاضلة رقية , ما يلي وأتمنى منها أن تشطب ما قالته أعلاه عن تتبع الرخص وتحذفه هنا , ثم لا بأس أن تقوله في موضع آخر لكن لشخص آخر لا لي أنا .

رميته
25-11-2008, 12:14 PM
هذا موضوع نشرته في يوم من الأيام في منتدى أنا المسلم السلفي الجهادي المتعصب , وأنا الآن أعيد نشره كما هو , وهو موجه لأختي الكريمة رقية ولكل من يوافقها على ما قالت أعلاه :
لستُ مائعا ولا منحلا والحمدُ لله : عندما نشرتُ موضوعا عن حكم الإسلام في سماع الموسيقى ثار بعض الإخوة ضدي في أكثر من منتدى إسلامي متهمين إياي بأنني مائع ومنحل . وعندئذ قلتُ لهم :
1- أنا فقط أتحدث عن حكم الموسيقى الهادئة والمصاحبة لكلام نظيف , بأنها مسألة خلافية بين الفقهاء , وبأنها ستبقى كذلك وإلى يوم القيامة مهما تعصب المتعصبون . لقد تعصب قبلهم ناس في زمن مضى وبقيت المسألة خلافية , ويتعصبون هم اليوم ثم ستبقى المسألة بعد ذلك خلافية . هذا فقط الذي قصدتُـه .
2- وأما اتهامي بأنني مائع ومنحل ومفرط في دين الله أو معتدي على حدود الله , فوالله لن يقدم أحد المتعصبين على ذلك ولو 1/10 دليل أو شبه دليل أو نصف دليل . والغريب أنني أتهم بالباطل وتلصق بي العيوب السبعة ( كما يقولون ) ثم يُـطلب مني أن أسكت ولا أدافع عن نفسي , وإلا قيل لي " أنت تزكي نفسك , وهذا قد يبطل عملك" !!!. أي أنهم هم يسبون ويسخرون ويحذرون ويتهمون و ... كل ذلك حرام عليهم , ومع ذلك لا تهتز لذلك ولو شعرة من بدن الواحد منهم , ثم مطلوب مني أنا أن لا أرد وإلا فأنا مزكي لنفسي . أي منطق هذا وأي دين هذا ؟!.
أنا لن أسب من سبني ولن أرد على السيئة بـمثلها أبدا , مع أن ذلك جائز لي شرعا . إنني لا أقبل أن أسيئ إلى أخ مسلم أبدا حتى ولو قال لي ما قال وفعل معي ما فعل , ولكن في المقابل أنا لستُ مستعدا للسكوت باستمرار عن الدفاع عن نفسي . أسكت أحيانا وأُعرض عمن آذاني على اعتبار أن الإعراض أحسنُ جواب له , ولكنني لا أسكتُ دوما . أنا أدافعُ عن نفسي بالحق وبالأدب وبالخلق . هذا حقي في كل الشرائع : شريعة الله , أو في القوانين والشرائع الأرضية .
3- أنا والله عف اليد مثلا , والأدلة على ذلك كثيرة جدا منها أنني أرقي منذ 23 سنة ورقيت حتى الآن حوالي 14 ألف شخصا وما أخذتُ ولو سنتيما واحدا من أحد . هذا مع أن أكثر من 50 % من الرقاة في الجزائر كاذبون وسارقون لأموال الناس بالباطل , وهم يكرهونني لأنني لا آخذ مالا وهم يأخذون , لا بل هم يسرقون بأتم معنى الكلمة للسرقة . وأغلبهم بنوا ديارا واشتروا سيارات وجمعوا الأموال الطائلة بالكذب على الناس وسرقة أموالهم والعياذ بالله .
4- أنا والله عف البصر والفرج . وهذا يعرفه عني كل من يعرفني هنا في الجزائر . إقرأوا لي إن شئتم على سبيل المثال " وقفات مع ذكريات لها صلة بالمرأة " و" وقفات مع ذكريات حسنة أو سيئة " و ... واقرأوا لي بشكل عام مواضيعي عن المرأة . والله إنني كنت الوحيد في الابتدائي وفي المتوسط وفي الثانوي ( من زملائي ) الذي لا يخالط النساء أبدا , ولكن الواحدة منهن إذا صادفتها أية مشكلة فإنها لن تأتي إلا إلى شخص واحد تستشيره , هو أنا . والتلاميذ كانوا ينادوني من الصغر " يا شيخ " مع أنني زميلهم . يقولون لي " شيخ " من شدة الاحترام والتقدير .
5- أنا والله لا أسمع الموسيقى الهادئة إلا نادرا ومع أناشيد دينية قليلة جدا , ولكن أغلب ما أسمعه من الأناشيد هو بدون إيقاع . وأما الغناء الساقط الذي يسمعه أغلبية الناس ( بموسيقى صاخبة أو بكلام لا يليق ) والذي يشكل أغلبية الغناء في الدنيا اليوم , أنا أعتبره حراما بلا خلاف بين عالمين , وأنا لا أسمعه أبدا أبدا أبدا .
6- أنا لا أصافح النساء منذ 1975 م وحتى اليوم , ومن باب أولى أنا ما قبَّـلتُ امرأة أجنبية في حياتي ولا ارتكبتُ معها شيئا من مقدمات الزنا . والنساء يحببني كثيرا بسبب تديني , ويحبني الرجل قبل أن تحبني زوجته ( في الله ثم في الله ثم في الله " , ويحبني الرجل قبل أن تحبني ابنته , ويحبني الرجل قبل أن تحبني أخته و ...
7- والله أنا أحفظ القرآن منذ 23 سنة , وأنا أراجعه باستمرار , وأقرأ في كل يوم وردا متكونا من أحزاب وأحزاب , أقرأها في كل يوم وعن ظهر قلب وبسهولة ويسر والحد لله . قلبي طيب بإذن الله ونظيف , وأنا سعيد جدا مع تلاميذي ومع زوجتي وأولادي ومع عامة الناس الذين يحبونني ويحترموني ويقدرونني إلى حد كبير والحمد لله .
8- أنا والله قلبي بإذن الله سليم , ومنه أنا لا أنام ليلة في حياتي خاصة منذ حوالي 22 سنة , إلا وأنا متأكد من نفسي بأنني بإذن الله لا أحمل في قلبي غلا ولا غشا ولا حقدا لواحد من المسلمين . أنام في كل ليلة وأنا أدعو لكل من آذاني بخيري الدنيا والآخرة , وأقول دوما " يا الله إنني سامحتُ كل من آذاني من المسلمين . وإنني أسألك يا الله أن ترضى عنهم جميعا وأن تبدل سيئاتهم حسنات وأن تغفر لهم وترحمهم وتهديهم وترزقهم وتعافيهم , وأن تنصر الإسلام بي وبهم وأن تجعلني وإياهم من أهل الفردوس الأعلى" . وفي الكثير من الأحيان أذكر في صلواتي من آذاني بأسمائهم " ... ... ... الخ ..." والقائمة طويلة .
9- والله أنا عفٌّ بشكل عام خاصة في سمعي وعيني , حتى أن من يسمع الغناء الساقط في السوق ويبيع أشرطة وأقراص الغناء المائع والمنحل , عندما أقتربُ منه أو عندما يراني من بعيد يطفئ في الغالب الجهاز أو ينقص على الأقل الصوت احتراما لي . وحتى شارب الخمر عندما أقترب منه يخبئ زجاجة الخمر ويتوقف عن الكلام الفاحش والبذييء الذي كان يقوله , يتوقف بطبيعة الحال احتراما وتقديرا لي . يتوقف ويقول لصاحبه " أسكت , الأستاذ رميته آت " .
10- أنا والله عف اللسان , ومنه ما نطقتُ بالكفر في حياتي ولو نصف مرة , ولا قلتُ كلمة فاحشة أو بذيئة ولو مرة واحدة في حياتي مع أن زملائي في الصغر كان أغلبيتهم يتكلم الكلام الفاحش كأنه شربة ماء , بل إن البعض من زملائي في التعليم اليوم مازالوا يقولون الكلام الفاحش بين الحين والآخر , ولكن يستحيل أن يفعلوا ذلك أمامي.
وإذا فعلوا مرة , فإن الذي يحدث عجيبٌ والحمد لله , واقرأوا إن شئتم موضوعي " كلمة فاحشة في الحمام " , واقرأوا لي كذلك موضوع " مع الكلمة الفاحشة " المنشور في المنتدى .
هذا ولو أردت أن أزيد لزدتُ الكثير والكثير , ولكنني أكتفي بما ذكرتُ , وأسأل الله لي ولكم جميعا الصواب والإخلاص في القول والعمل.
ومما تقدم أقول " لا داعي بعد هذا الذي أشرتُ إليه أن يأتي أحد السبابين والشاتمين ليزايد علي ويبقى يتهمني بالميوعة والانحلال بدون دليل ولا حجة ولا برهان " .
[ وكذلك لا داعي لأن تأتي الأخت رقية وتكلمني عن موضوع تتبع الرخص الذي لا يعنيني هنا لا من قريب ولا من بعيد , والذي قرأت عنه رسائل ورسائل منذ
1975 م ( وربما تكون الأخت رقية في ذلك الوقت ما زالت لم تولد بعد ) ] وحتى والآن .
والله أعلى وأعلم . وفقني الله وإياكم لكل خير .
يتبع : ...

رقية44
25-11-2008, 12:37 PM
انا لست بالمتعصبة لاي شخص يا اخي كما اني لم اوجه كلامي لك شخصيا بل لكل واحد اجتمع بين يديه ادلة للتحريم من علماء ثقة فيتركها ويبحث عن القول المجيز للفعل

وهذه الظاهرة منتشرة

ولا ارى داعيا لحذف ما كتبت من تتبع الرخص لانها في مكانها المناسب ولم اكتبها ردا عليك بل للافادة والنصح للجميع


وانا بالفعل لم اقرا كل ما نشرت لانني اعلم حكم المصافحة ولا احتاج لارى ادلة المجيزين لها

والسؤال هل صافح رسول الله النساء ؟

وكلنا نعلم الاجابة

رميته
25-11-2008, 01:00 PM
قلتِ أختي الكريمة " وأنا بالفعل لم أقرا كل ما نشرت لأنني أعلم حكم المصافحة ولا أحتاج لأرى أدلة المجيزين لها ".
وأنا أقول لك أختي الكريمة :
1- الكتاب والسنة هما دليلان للعلماء والفقهاء , وأما نحن العامة والمقلدون فدليلنا أقوال العلماء وليس الكتاب والسنة , وهذا لأن العالم يفهم الكتاب والسنة أفضل مني ومنك أنت .
2- الله قال لنا " اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ولم يطلب من العامة والمقلدين أمثالي وأمثالك الأخذ من الكتاب والسنة مباشرة .
3- الذي قال بجواز المصافحة عالم مسلم والذي قال بالحرمة عالم مسلم كذلك , وكل الأقوال تشكل الإسلام العظيم . والمطلوب من المسلم أن يقرأ لكل العلماء وأن يقرأ كل الأقوال , وإلا كان متعصبا كل التعصب .
صحيح أنه لا بأس عليك أن تكتفي بقراءة القول بالتحريم الذي اطمأننت إليه أنتِ , ولكن يبقى مطلوبا منك أن تقرئي بقية الأقوال حتى لا تتعصبي ضد من يقول بها .
أنت تأخذين من علماء وغيرك يأخذ من علماء كذلك . والقول الذي ذكرتِ أنتِ أعلاه غير مقبول منك البتة .
4- أما كون الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصاح فالجواب عليه ذكرته بالتفصيل ضمن موضوعي فارجعي إليه إن شئتِ.
ومن ضمن ما قلتُ أنا أن بعض العلماء قالوا بأن ذلك خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام , وبعضهم قال بأن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام صافح النساء وقد ذكرتُ أدلتهم من الأحاديث الصحيحة . فإذا أردت أن لا تتعصبي خذي بالقول الذي تريدين , ولكن لا تعترضي على أي قول آخر مادام مأخوذا كذلك من علماء . ولا دليل أبدا في الشرع على أن فلانا عالم وأن الآخر ليس بعالم , بل الشرع قال لنا على لسان رسول الله " من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد " وفي كل مسألة خلافية لا يعلم أحد في الدنيا من المصيب ومن المخطئ . الله وحده يعلم ذلك . وكل من قال " أنا أعلم بأن المصيب هو فلان وأن المخطئ هو فلتان " , فهو متعصب حتما ووالله لن يستطيع تقديم أي دليل قطعي على صحة ما يقول .
سامحك الله مع ذلك دنيا وآخرة , وعلمني وإياك الأدب والتواضع والاعتدال والتوسط في الدين . الله يرضى عليك ويجعلك من أهل الجنة , آمين .
وأتمنى عليك أن تقرئي ما أنشره ضمن موضوعي " تعصب لا يأتي إلا من جهل " في القسم الإسلامي " تحريم دم المسلم " .
وأتمنى أن لا تقولي " لن أقرأ منه شيئا " , كما قلتِ بأنك لا تريدين القراءة لمن قال بأن المصافحة حلال .
شكرا جزيلا لك , وانتهى حديثي معك رقية .

رقية44
25-11-2008, 01:20 PM
1- الكتاب والسنة هما دليلان للعلماء والفقهاء , وأما نحن العامة والمقلدون فدليلنا أقوال العلماء وليس الكتاب والسنة , وهذا لأن العالم يفهم الكتاب والسنة أفضل مني ومنك أنت .
2- الله قال لنا " اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ولم يطلب من العامة والمقلدين أمثالي وأمثالك الأخذ من الكتاب والسنة مباشرة .



شكرا جزيلا لك , وانتهى حديثي معك رقية .



انا لم اقل اني اخذت الحكم من الكتاب والسنة رحم الله امرءا عرف قدر نفسه بل اخذتها من العلماء

كما انه حين الاختلاف بينهم في تحليل وتحريم شيء فالاولى هو التورع و ترك ما يريب الا مالا يريب فهم علماء ان اخطئو لهم اجر واحد وان اصابو لهم اجران وعلينا الحرص على اتباع من كان دليله اقوى


وفي الاخير كان من المفروض ان تنهي الكلام بتحية الاسلام وانت اعرف بها مني لا بالاسلوب الذي اتبعته فلست تلميذة في قسمك ايها الاستاذ الفاضل

بارك الله فيك وهدانا واياك لما فيه خير لنا ونسال الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رميته
30-11-2008, 01:04 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال " أعلم حكم الموسيقى ومنه فأنا لا أحتاج لأقرأ أدلة المجيزين لها " :
نشرتُ في يوم من الأيام في منتدى من المنتديات موضوعا عن حكم الإسلام في سماع الموسيقى , حيث أكدتُ فيه على أن العلماء اختلفوا في حكم سماع الموسيقى الهادئة والمصاحبة لكلام نظيف , حيث قال قوم بالحرمة وقال آخرون بالجواز , ولكل فريق أدلته الشرعية القوية أو الضعيفة , والله وحده أعلم بالصواب .
علق أحد الإخوة المتعصبين على موضوعي بقوله بأن المسألة محسوم فيها وأنها محل إجماع وأن الكل متفق على التحريم وأنه " لا دليل أبدا على القول بالجواز " , واتهمني الأخ بتتبع الرخص , ثم بدأ في نقل أقوال شرعية في التحذير من تتبع الرخص أو السهل عند الفقهاء أو العلماء .
أجبته قائلا : " يا ليتك أخي الكريم , وقبل أن تحذرني من تتبع الرخص , يا ليتك قرأتَ لي ما كتبتُ في موضوعي لتجد فيه أدلة الفريقين , ولتعرف بأن القول بجواز سماع الموسيقى بشرط أن تكون هادئة ومصاحبة لكلام نظيف لا علاقة له أبدا بتتبع الرخص أو السهل . وإذا جاز اتهام القول بالإباحة بتتبع الرخص , فإنه يمكن عندئذ أن يُـقبل اتهام القول بالتحريم بأنه تشدد وتزمت وتنطع في الدين وتساهل في التحريم , مع أن الأصل في ديننا هو الإباحة .
ومن المعلوم بداهة عندنا في الإسلام أن إثم من يُـحرِّم ما أحل اللهُ أعظمُ بكثير من إثم من يُبيحُ ما حرم الله , وفي كل شر .
قال لي الأخ الكريم " أنا لستُ بالمتعصب لأي عالم أو شخص , ولكن إذا اجتمع بين يدي أنا أدلة التحريم من علماء ثقات والتي أصبحتُ بموجبها أعلم بيقين بأن سماع الموسيقى حرام ثم حرام , فإنني لا أسمح أبدا لنفسي أن أتركها وأتجه إلى قراءة أدلة من أباح وحلل وأجاز . ومنه فأنا بالفعل لم أقرأ ما نشرتَـه أنت في موضوعك من أدلة المبيحين لسماع الموسيقى "!!!.
قلتُ له عندئذ: أخي الكريم :
1- الكتاب والسنة هما الدليلان الشرعيان للعلماء والفقهاء , وأما نحن العامة والمقلدون فدليلنا الشرعي هو أقوال العلماء والفقهاء وليس الكتاب والسنة , وهذا لأن العالم يفهم الكتاب والسنة أفضل مني ومنك أنتَ .
الله قال لنا " اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " , ولم يطلب من العامة والمقلدين أمثالي وأمثالك الأخذَ من الكتاب والسنة مباشرة .
حتى تـتـجنب لوم وعتاب وتوبيخ الله لك يوم القيامة يكفيك أن لا تأخذ العلم والفقه من جاهل , وكذا أن لا تتبع السهل في كل مسألة فقهية , لأن " من اتبع السهل في كل مسألة فقهية فهو فاسق" كما قال بن حزم رضي الله عنه , لأنه يصبح متبعا للهوى لا للدين . إذا توفر الشرطان فإنني أصبح بعد ذلك حر في أن آخذ بأي قول قال بـه أي فقيه , ولن يسألني الله بإذن الله " لماذا أخذتَ بهذا القول ولم تأخذ بذاك , أو لماذا أخذتَ بقول عالم ولم تأخذ بقول عالم آخر , أو لماذا أخذتَ بقول قوي أو راجح ولم تأخذ بقول ضعيف أو مرجوح أو ... ؟! ".
2- الذي قال بجواز سماع الموسيقى عالم وفقيه مسلم , والذي قال بالحرمة عالم وفقيه مسلم كذلك , وكل الأقوال تشكل الإسلام العظيم . والمطلوبُ من المسلم أن يقرأ لكل العلماء وأن يقرأ كل الأقوال حتى يتعلم الدين أكثر فيزداد أجره عند الله ويتقرب إلى الله أكثر ويحب اللهَ بشكل أعظم . والقراءة لكل العلماء تُـعلِّمنا الأدب والتواضع أكثر مع العلماء والفقهاء , لأننا كلما أكثرنا من القراءة لهم كلما عرفنا قدرهم ومنزلتهم أكثر وأنهم ورثة الأنبياء بالفعل . وكلما قرأنا أدلة العلماء والفقهاء جميعا كلما تأكدنا بأنهم يخافون الله خوفا كبيرا " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ " , ومنه لا يمكن لأي فقيه أن يأتي بقول من الأقوال الفقهية بناء على هوى , وإلا ما استحق أن يكون عالما . كلما قرأنا أدلة الفقهاء كلما تأكدنا أكثر من صدق ومن معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " , وكلما قرأنا للغير وقرأنا له أدلته كلما ابتعدنا عن التعصب ضد من أخذ بالقول الآخر , وذلك لأن التعصب مطلوبٌ فقط في المسائل الأصولية الاتفاقية , وأما مع المسائل الخلافية الفرعية والاجتهادية فمطلوب سعة الصدر وطول البال .
3- صحيح أنه لا بأس عليكَ أن تكتفيَ بقراءة القول بالتحريم الذي اطمأننتَ إليه أنتَ , ولكن بشرط أن لا تتعصب ضد من أخذ بالقول الآخر ولا تنكر عليه ما أخذ به هو , ولا تتهمه في نـيته ولا في دينه , لأن الله لا يعذبُ أحدا فيما اختلف فيه العلماء كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه .
أنت تأخذ من علماء وغيرُك يأخذ من علماء كذلك , ولا يجوز لك أبدا أن تنكر على الآخر , وإلا كنت متعصبا التعصب المذموم .
4- يجب أن تنتبه إلى أنك إن لم تقرأ القولَ الآخر ( بـجواز سماع الموسيقى بشروط بطبيعة الحال ) فإنه لن يُـلغى من الفقه الإسلامي ولن يتوقف الفقهاء وعامة المسلمين عن الأخذ به بإذن الله إلى يوم القيامة . تجاهله أنتَ إن شئت وكما تشاءُ ولكن يجب أن تكون على يقين بأن القولَ سيبقى قولا دينيا وبأن الحكم سيبقى إسلاميا أحببتَ أنت أو كرهتَ وقرأتَـه أنت أم لم تقرأه , بل سواء أنكرتَـه أنت أم لم تنكرْه .
5- واعلم أخي الكريم أخيرا بأنه لا دليل أبدا في الشرع على أن فلانا عالمٌ وأن الآخر ليس بعالم , بل الشرع قال لنا على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام " من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد " والشرعُ علمنا أنه في كل مسألة خلافية لا يعلم أحدٌ في الدنيا من المصيبُ ومن المخطئ فيها . الله وحده يعلم ذلك . وكل من قال " أنا أعلم – يقينا - بأن المصيب هو فلان من العلماء وأن المخطئ هو فلتان " , فهو متعصب حتما , ووالله لن يستطيع – مهما حاول - تقديم أي دليل قطعي على صحة ما يقول .
سامحك الله مع ذلك دنيا وآخرة أخي الكريم , وعلمنا الله جميعا الأدب والتواضع والاعتدال والتوسط في الدين , آمين .

moussa16
30-11-2008, 01:12 PM
عند سؤال الأخ رميته ممكن؟

algeroi
30-11-2008, 03:44 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

(( فإن مسائل الدين تنقسم إلى أقسام:

◘ القسم الأول: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة تدل على صحة القولين ((معًا)):
فهذه يجوز العمل بها جميعًا، ولا يجوز فيها الإنكار على المخالف؛ إذ الكل عامل بدليل. مثل: وجوه القراءات، والاختلاف في بعض الأذكار المقيدة المتنوعة في الموضع الواحد.

◘ القسم الثاني: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة تدل ((بوضوح)) على صحة أحد الأقوال:
فهذه لا يجوز الاختلاف فيها، والواجب -حينئذٍ- اتباع النص والإنكار على المخالف بالضوابط الشرعية.

◘ القسم الثالث: مسائل ثبت فيها نص من الكتاب والسنة؛ لكنها ليست قاطعة لمعنى معين يشهد لأحد الأقوال دون غيرها:
فهذه يجوز الاختلاف فيها، والواجب -حينئذٍ- اتباع ما يُرَى أنه أقرب للحق في المسألة.
وينبغي أن يعلم أن المصيب في هذه المسائل له أجران، والمخطئ له أجر واحد.
أما الإنكار على المخالف؛ فيجوز ((من جهة المذاكرة))؛ لبيان أرجح القولين فقط؛ أما الإنكار بصورته في المسائل القطعية؛ فلا يجوز، والله أعلم.

◘ القسم الرابع: مسائل لم يثبت فيها نص أو قياس أو إجماع:
فهذه تسمى بـ«المسائل الاجتهادية»؛ وإن كان القسم السابق يدخل في هذه التسمية أيضًا، ولكنها أعم في إطلاقها على هذا القسم من الذي قبله.
فمن عمل أو أفتى بما أداه إليه اجتهاده في هذه المسائل؛ فلا تثريب عليه.
وهذه المسائل لا إنكار فيها؛ فلا ينبغي لواحد من المختلفين أن ينكر على صاحبه ليحمله على قوله؛ لأن كل واحد منهم لم يخالف نصًا، بل خالف اجتهاد غيره فقط!، وليس اجتهاد أحدهما بأولى من اجتهاد الآخر، والله أعلم. )) من مشاركة لاحد إخواننا من طلاب العلم بتصرف يسير

وعليه يمكنني القول بان الاستاذ متاثر ببعض دعاوى مدرسة التيسير المعاصر وقد اخطا في تقديري خطاين : منهجي و تربوي

1- الخطا المنهجي :
ويتمثل في عنصرين :
ا- تصور خاطئ لفقه الخلاف
وعدم تفريقه بين الخلاف (المعتبر) والخلاف الغير (معتبر) يقول العلامة أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في الموافقات (164/1):
"والخلاف المعتد به موجود في أكثر مسائل الشريعة، والخلاف الذي لا يعتد به قليل كالخلاف في المتعة، وربا النساء، ومحاش النساء، وما أشبه ذلك"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
(وقولهم مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل. أمّا الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعاً قديماً وجب إنكاره وفاقاً. وإن لم يكن كذلك فإنه يُنكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء.
وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره أيضاً بحسب درجات الإنكار.
أما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس. والصواب الذي عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه فيسوغ إذا عدم ذلك فيها الاجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة أو لخفاء الأدلة فيها)
ويقول الشوكاني –رحمه الله-:
(هذه المقالة –أي لا إنكار في مسائل الخلاف- قد صارت أعظم ذريعة إلى سدّ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما بالمثابة التي عرفناك، والمنـزلة التي بيّناها لك، وقد وجب بإيجاب الله عز وجل، وبإيجاب رسوله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، الأمر بما هو معروف من معروفات الشرع، والنهي عما هو منكر من منكراته: ومعيار ذلك الكتاب والسنة، فعلى كل مسلم أن يأمر بما وجده فيهما أو في أحدهما معروفاً، وينهى عما هو فيهما أو في أحدهما منكراً.
وإن قال قائل من أهل العلم بما يخالف ذلك، فقوله منكر يجب إنكاره عليه أولاً، ثم على العامل به ثانياً.
وهذه الشريعة الشريفة التي أُمِرْنا بالأمر بمعروفها، والنهي عن منكرها، هي هذه الموجودة في الكتاب والسنة)
يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-
(ردًا على من قال: "المسائل الخلافية لا إنكار فيها"؟: "لو أننا قلنا المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كله حين تتبع الرخص؛ لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس. نضرب مثلاً: هذا رجلٌ مسَّ امرأة لشهوة، وأكل لحم إبل، ثم قام ليصلي، فقال: أنا أتبع الإمام أحمد في أن مسَّ المرأة لا ينقض الوضوء، وأتبع الشافعي في أن لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وسأصلي على هذه الحال، فهل صلاته الآن صحيحة على المذهبين؟ هي غير صحيحة؛ لأنها إن لم تبطل على مذهب الإمام أحمد بن حنبل بطلت على مذهب الشافعي، وإن لم تبطل على مذهب الإمام الشافعي، بطلت على مذهب الإمام أحمد، فيضيع دين الإنسان.
المسائل الخلافية تنقسم إلى قسمين؛ قسم:
مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف؛ بمعنى أن الخلاف ثابت حقاً وله حكم النظر:
فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة؛ لأننا لو قلنا للعامي: أي قول يمرُّ عليك لك أن تأخذ به، لم تكن الأمة أمة واحدة، ولهذا قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله-: "العوام على مذهب علمائهم".
القسم الثاني من قسمي الخلاف: لا مساغ له ولا محل للاجتهاد فيه فينكر على المخالف فيه لأنه لا عذر له)
ب - جعله الخلاف دليلا على ما يذهب اليه
ولبيان خطا هذا الاصل نكتفي بهذا النقل عن الامام الشاطبي رحمه الله اذ يقول :
(( وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية ، حتى صار الخلاف في المسائل معدوداً في حجج الإباحة ... فربما وقع الإفتاء في المسألة بالمنع ، فيقال : لِمَ تمنع ؟ والمسألة مختلف فيها ، فيجعل الخلاف حجة في الجواز لمجرد كونها مختلفاً فيها )) .
ويقول : (( ويقول - أي المخالف - : إن الاختلاف رحمة وربما صرّح صاحب هذا القول بالتشنيع على من لازم القول المشهور ، أو الموافق للدليل أو الراجح عند أهل النظر ، والذي عليه أكثر المسلمين ، ويقول له : لقد حجَّرت واسعاً ، وملت بالناس إلى الحرج، وما في الدين من حرج، وما أشبه ذلك ))
ويقول : (( الورع قلَّ ، بل كاد يعدم ، والتحفظ على الديانات كذلك ، وكثرت الشهوات ، وكثر من يدعي العلم ، ويتجاسر على الفتوى فيه ))
وقال : (( صار كثير من مقلدة الفقهاء يفتي قريبه ، أو صديقه بما لا يفتى به غيره من الأقوال اتباعاً لغرضه وشهوته ..... ولقد وجد هذا في الأزمنة السالفة فضلاً عن زماننا ، كما وجد فيه تتبع رخص المذاهب اتباعاً لشهوته )) ... يتبع

رميته
30-11-2008, 06:01 PM
الخلاف المستساغ وغير المستساغ !!! : من غرائب وعجائب المتعصبين من السلفية أنه إذا خالف الألباني أو بن باز أو العتيمين أو ... جمهور الفقهاء في مسألة معينة يجدون العذر لهؤلاء العلماء ( رحمهم الله ورضي الله عنهم ) ويقولون بأنه لا لوم عليهم ولا حرج عليهم ولا عتاب لهم ولا توبيخ لهم ولا ... لأنهم خالفوا الجمهور في مسألة يجوز الاختلاف فيها . ويقولون لك " في كل مسألة خلافية : العالم مجتهد وله أجر واحد أو له أجران " . يقولون هذا ويتحدثون بهذا المنطق حتى ولو كانت مخالفة علمائهم لجمهور العلماء في مسألة خطيرة جدا يكاد الإجماع ينعقد فيها . هنا وهنا بالذات تتسع صدور هؤلاء المتعصبين على خلاف عادتهم ويصبحون يقبلون الخلاف ويعرفون أن كل عالم مجتهد له أجر أو أجران , مهما خالف أغلبية العلماء الساحقة ومهما كان قوله ضعيفا وغير واقعي وضد مصلحة المسلمين وحتى ضد منطق العلماء والعامة على حد سواء . وأنا معهم هنا مهما كان قول بعض علمائهم ضعيفا جدا ومخالفا جدا للجمهور ولما يشبه الإجماع ومهما كان ضد مصلحة المسلمين العليا , كما حدث في فتوى بعض العلماء السلفية للسلطات السعودية بجواز استعانتها بأمريكا الكافرة العدوة ضد العراق المسلمة . قلتُ أنا معهم , لأن صدري واسع جدا والحمد لله رب العالمين .
ولكن الغريب والعجيب والأمر الذي لا أقبله أبدا ولا أستسيغه أبدا من متعصبي السلفية هو أنه إذا وقع العكس أو حتى قريبٌ من العكس , أي عندما يقول علماؤهم بقول قد يكون هو قول الجمهور , ويخالفهم في ذلك كثير أو قليل من العلماء قديما وحديثا , تجدهم هنا يتخلون بسهولة وفي لمح البصر عن منطقهم السابق وتضيق صدورهم عن قبول الاختلاف والرأي الآخر . ومثال ذلك أن يقول الواحد منهم :
ا- سماع الموسيقى , أي موسيقى حرام . وهذا هو الحق الذي ما بعده إلا الضلال . وليس في الإسلام إلا هذا القول , والمسألة محل إجماع من طرف الفقهاء قديما وحديثا . ( مع أنها في الحقيقة ليست محل إجماع ) .
ب – الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ( كيفما كان الاحتفال , ومهما كانت نية المحتفلين ) حرام وبدعة شرعية , وضلال وانحراف . وقال بعضهم بأن الاحتفال جائز بشروط معينة . وهذا قول باطل لم يصدر إلا من أشباه علماء , وهو قول لا يجوز الأخذ به , لأنه ضعيف ومرجوح ومخالف للأدلة الثابـتـة من الكتاب والسنة . والأخذ بهذا القول فيه من الميوعة والانحلال ومن الضلال والانحراف , ومن الجرأة على دين الله ما فيه . والمسألة محل إجماع , والخلاف فيها لا يعتد به أبدا . ( مع أن المسألة خلافية في حقيقة الأمر , كانت ومازالت وستبقى خلافية إلى يوم القيامة ) .
وهنا يطلع لك الواحد منهم بطلعات غريبة جدا وعجيبة جدا , منها القول بأن " هناك مسائل يستساغ الخلاف فيها , ومسائل لا يستساغ الخلاف فيها " !!!. وهو كلام يدل على تناقض وتناقض وعلى كيل بمكيالين . وعندما يفتح المجال لمقولة مثل هذه فسيفتح معه باب للهوى وللفوضى وللعب بالدين على هوى المتعصبين من السلفية . والحقيقة التي لا شك فيها هي أنه :
أولا - في كل مسألة لم ترد فيها أدلة شرعية أو وردت فيها أدلة من القرآن ظنية الدلالة , أو من السنة النبوية ظنية الثبوت أو ظنية الدلالة , كل مسألة هذه حالها تعتبر مسألة خلافية في الدين وليست محل إجماع , والمصيب فيها من العلماء له أجران والمخطئ له أجر واحد ( ولا آثم من الفريقين ) , والله وحده أعلم من المصيب . وفي كل مسألة من هذا النوع : العامي أو المقلد مثلي ( الذي ليس مطلوبا منه أن يأخذ دينه من الكتاب أو السنة ولكن مطلوب منه أن يأخذه من العلماء " اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " , من العلماء الذين يفهمون الكتاب والسنة أحسن وأفضل منه ) . قلتُ : في كل مسألة مثل هذه يجوز للعامي أو المقلد أن يأخذ بهذا القول أو بذاك ( المهم أن لا يأخذ دينه من جاهل , ولا يتبع السهل في كل مسألة ) وليس عليه أي حرج من الناحية الشرعية , لأن الله لا يعذب فيما اختلف فيه الفقهاء والعلماء كما قال الشافعي رضي الله عنه . والله لن يسأله بإذن الله يوم القيامة " لماذا أخذت بقول فلان ولم تأخذ بقول علان ؟!" أو " لماذا أخذت بالرخصة ولم تأخذ بالعزيمة ؟!" أو " لماذا أخذت بمرجوح ولم تأخذ بالراجح " ولا ... الخ ...
ثانيا - في كل مسألة خالف فيها ولو عالمٌ واحدٌ ( بشرط أن يكون عالما ثقة ومعترفا به بأنه عالم ) سائرَ العلماء , فإن المسألة تصبح عندئذ خلافية ولا تبقى محل إجماع , وهذا هو مفهوم الإجماع الشرعي واللغوي والبديهي والواضح والبسيط و ... عندما من يفهم الدين , وحتى ربما عند من لا يفهم الدين . ومنه فمثلا في مسألة حكم الإسلام في السماع إلى الموسيقى : والله إن هناك عشرات أو مئات من العلماء بدء من بعض الصحابة وإلى اليوم , قالوا بجواز السماع إلى الموسيقى ( بشروط بطبيعة الحال ) . وحتى لو فرضنا مثلا بأنه لم يقل بجواز السماع إلى الموسيقى إلا عالم واحد أو فقيه واحد هو " بن حزم الظاهري" رضي الله عنه وأرضاه , فإن المسألة تصبح عندئذ خلافية ولا تبقى محل إجماع , ويبطل كلام كل المتعصبين من السلفيين ( أنا أتحدث عن العامة لا عن العلماء ) الذين يقولون بأن السماع حرام وبأن الإجماع منعقد على ذلك وبأن المسألة ليس خلافية .
والله ليس أمام المتعصبين إلا احتمالات أربعة لا يصلح ولا يليق بهم إلا الأول :
1- إما التسليم بأن المسألة خلافية وأنه ليس فيها إجماع , وهذا هو الحق والصواب والعدل و ...
2- وإما أن سماع الموسيقى حرام بلا خلاف وأن " بن حزم " لم يقل بأنه يجوز السماع للموسيقى !!! . وهذا والله جهل ثم جهل ثم جهل , لأن كتب أنصار بن حزم وكذا خصوم بن حزم كلها تؤكد أنه قال بأن السماع إلى الموسيقى حلال وجائز ومباح .
3- وإما أن سماع الموسيقى حرام بلا خلاف , ولكن بن حزم ليس عالما يعتد به شرعا ولا فقيها معتبرا دينا !!!. ولا أظن أن أحدا من السلفيين المتعصبين يبلغ به الجهل بالدين وبالفقه وبأصول الفقه إلى هذا الحد الذي يجرؤ معه على أن يعتبر " بن حزم " رحمه الله ليس عالما ولا فقيها مجتهدا !!!.
4- وإما الأخيرة ( وهي أسوأ الإحتمالات , ولكنها أحسن من جهة أنها مضحكة ) أن بن حزم عالم مجتهد , وأنه قال بأن السماع للموسيقى حلال وجائز ومباح , ومع ذلك فإن الإجماع منعقد بين العلماء والفقهاء على أن السماع حرام , وعلى أن المسألة ليست خلافية البتة !!!.
ووالله ثم والله ثم والله إن قال أحد المتعصبين هذه الكلمة الأخيرة , والله إنها لمضحكة جدا ولكنه ضحكٌ للأسف كالبكاء .
ويصلح لهذه الكلمة أن تكون نكتة ولكن " بايخة " كما يقول إخواننا الشرقيون .
وما يقال عن الموسيقى يقال عن المصافحة وعن مئات المسائل الأخرى.
أقول هذا لأن هذه الكلمة من المستحيلات عقلا لا عادة , وهي تشبه من يقول لك " هذا أبي , ولكنه ليس زوج أمي " , أو
" النصف أكبر من الواحد " , أو " أنا واقف وجالس في نفس الوقت" , أو " الإبن أكبر سنا من أبيه " أو ... !!!.
نسأل الله أن يقينا التعصب والتزمت والتشدد ما حيينا آمين .

algeroi
30-11-2008, 06:19 PM
رميتة ..
ارجوا ان لا تغرق الموضوع بمشاركاتك السابقة ولا اظنك بصدد
كتابة مذكراتك
الآن ...

أختُ عبد الرحمان
30-11-2008, 06:25 PM
لو يدخل واحد ليس معتاد على ردود بعض الأعضاء

مسكيييين سيحتار surrender

بذرة خير
30-11-2008, 06:31 PM
بارك الله فيك ، و لكن لماذا اخترت العنوان مصافحة المرأة للرجل ؟ لأنه نفس حكم مصافحة الرجل للمرأة؟



هل المصافحة أيضًا مسألة اختلافية؟؟؟ surrender


السلام عليكم ورحمة الله
مسألة المصافحة لا إختلاف فيها على الإطلاق ومن قال بالإختلاف فربما قوله يقع في جانب المصلحة والمفسدة
وهذه المسألة فصل فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن لا نقدم أي شخص كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويجب من الإخوة الأخذ بالحكمة في الدعوة
وبالتي هي أحسن لا بالتي هي أخشن كما يفعل بعض الأعضاء
وجزاك الله خيرا يا اخي الفاضل عن نقلك وتذكيرك المفيد
والسلام
أخوكم في الله
أبو صالح رضوان الأثري الباتني

algeroi
30-11-2008, 06:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله
مسألة المصافحة لا إختلاف فيها على الإطلاق ومن قال بالإختلاف فربما قوله يقع في جانب المصلحة والمفسدة
وهذه المسألة فصل فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن لا نقدم أي شخص كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويجب من الإخوة الأخذ بالحكمة في الدعوة
وبالتي هي أحسن لا بالتي هي أخشن كما يفعل بعض الأعضاء
وجزاك الله خيرا يا اخي الفاضل عن نقلك وتذكيرك المفيد
والسلام
أخوكم في الله
أبو صالح رضوان الأثري الباتني

من هم هؤلاء ..!!

فارس العاصمي
30-11-2008, 06:46 PM
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
.........

algeroi
30-11-2008, 06:50 PM
الله أكبر الله أكبر الله أكبر

.........



أعلم ان وقت صلاة العشاء قد حل فاما تكمل الاذان واما تخاطبنا بما نفهم اذ لا تليق مثل هذه التعقيبات الغير مفهوم مراد صاحبها في مثل
هذه المواضيع

فارس العاصمي
30-11-2008, 06:54 PM
أعلم ان وقت صلاة العشاء قد حل فاما تكمل الاذان واما تخاطبنا بما نفهم اذ لا تليق مثل هذه التعقيبات الغير مفهوم مراد صاحبها في مثل
هذه المواضيع
الله يهديك أخي
أقسم بالذي خلقني من تراب لم أقصد شيئا بل كبرت فقط لأني لم أجد ردا
ولم أقصد الصلاة وهل تكبير الصلاة ثلاث
الله يهديك ........

algeroi
30-11-2008, 06:55 PM
كنت ساتركها للآخر لولا ان الاستاذ عاجلنا بالاغراق .. وداعا

أقوال علماء المذاهب الأربعة :
(الدكتور حسام الدين عفانه)

(أ) أقوال الحنفية :
1. قال الإمام المرغيناني صاحب كتاب الهداية :[ ولا يحل له أن يمس وجهها ولا كفيها وإن كان يأمن الشهوة ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn1)
2. وقال السمرقندي :[ وأما المس فيحرم سواء عن شهوة أو عن غير شهوة وهذا إن كانت شابة .فإن كانت عجوزاً فلا بأس بالمصافحة إن كان غالب رأيه أنه لا يشتهي ، ولا تحل المصافحة إن كانت تشتهي وإن كان الرجل يشتهي ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn2)
3. وقال صاحب الاختيار :[ ولا ينظر إلى المرأة الأجنبية إلا إلى الوجه والكفين إن لم يخف الشهوة ، فإن خاف الشهوة لا يجوز إلا للحاكم والشاهد ولا يجوز أن يمس ذلك وإن أمن الشهوة ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn3)
4. وقال صاحب الدر المختار :[ فلا يحل مس وجهها وكفها وإن أمن الشهوة ].(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn4)
5. وقال الزيلعي :[ ولا يجوز له أن يمس وجهها ولا كفيها وإن أمن الشهوة لوجود المحرم وانعدام الضرورة والبلوى ].(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn5)
6. وقال الكاساني :[ وأما حـكـم مس هذين العضوين - الوجه والكفين - فلا يحل لمسهما ].(5) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn6)
7. وقال صاحب ملتقى الأبحر :[ ولا إلى الحرة الأجنبية - أي ولا ينظر - أمن الشهوة إن كانت شابة … ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn7)

(ب) أقوال المالكية :
8. قال الإمام ابن العربي :[ قوله تعالى :( إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ) عن عروة عن عائشة قالت :( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن إلا بهذه الآية ( إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ ) ) قال معمر فأخبرني ابن طاووس عن أبيه قال : ما مست يده يد امرأة إلا امرأة يملكها .
وعن عائشة أيضاً في الصحيح :( ما مست يد رسول صلى الله عليه وسلم يد امرأة وقال إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة ).
وقد روي أنه صافحهن على ثوبه . وروي أن عمر صافحهن عنه وأنه كلف امرأة وقفت على الصفا فبايعتهن ، وذلك ضعيف وإنما ينبغي التعويل على ما روي في الصحيح ] (2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn8) .
9. وقال الإمام ابن العربي أيضاً :[ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح الرجال في البيعة تأكيداً لشدة العقدة بالقول والفعل فسأل النساء ذلك فقال لهن قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة ولم يصافحهن لما أوعز إلينا في الشريعة من تحريم المباشرة لهن إلا من يحل له ذلك منهن ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn9)
10. وقال الباجي :[ وقوله صلى الله عليه وسلم :( إني لا أصافح النساء ) لا أباشر أيديهن بيدي . يريد - والله أعلم - الاجتناب ، وذلك أن حكم مبايعة الـرجـال الـمصافحة ، فمنع ذلك في مبايعة النساء لما فيه من مباشرتهن ) .(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn10)

(جـ) أقوال الشافعية :
11. قال الإمام النووي :[ … وينبغي أن يحترز من مصافحة الأمرد الحسن الوجه فإن النظر إليه حرام … وقد قال أصحابنا كل من حرم النظر إليه حرم مسه بالمس أشد ، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها وفي حـال الـبيع والشراء الأخذ والعطاء ونحو ذلك ، ولا يجوز مسها في شيء من ذلك ].(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn11)
12. وقال الإمام النووي أيضاً بعد أن ذكر حديث عائشة - سيأتي - :[ فيه أن بيعة النساء بالكلام وفيه أن كلام الأجنبية يباح سماعه عند الحاجة وأن صوتها ليس بعورة وأن لا يلمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة كتطبيب وفصد ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn12)
13. وقال الحافظ بن حجر أيضاً :[ وفي الحديث - حديث عائشة - أن كلام الأجنبية مباح سماعه وأن صوتها ليس بعورة ومنع لمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة لذلك ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn13)
14. وقال الحافظ بن حجر أيضاً :[ ويستثنى من عموم الأمر بالمصافحة المرأة الأجنبية والأمرد الحسن ].(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn14)
15. وقال العلامة الحصني :[ وأعلم أنه حيث حرم النظر حرم المس بطريق الأولى لأنه أبلغ لذة ].(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn15)
16. وقال الحافظ العراقي :[ وفيه - حديث عائشة - أنه عليه الصلاة والسلام لم تمس يده قط يد امرأة غير زوجاته وما ملكت يمينه لا في مبايعة ولا في غيرها ، وإذا لم يفعل هو ذلك مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه فغيره أولى بذلك ، والظاهر أنه كان يمتنع من ذلك لتحريمه عليه …].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn16)
17. وقال الحافظ الحازمي :[ وردت في الباب أحاديث ثابتة تصرح بأن النبي e لم يصافح امرأة أجنبية قط في المبايعة وإنما كان يبايعهن قولاً … ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn17)
18. وقال الشيخ برهان الدين الجعبري بعد أن ســاق حديث أميـمة -سيأتي- :[ وهذا صحيح يدل على حرمة مصافحة النساء في المبايعة وغيرها ].(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn18)

(د) أقوال الحنابلة :
19. قال شيخ الإسلام ابن تيمية :[ ويحرم النظر بشهوة إلى النساء والمردان ومن استحله كفر إجماعاً ويحرم النظر مع وجود ثوران الشهوة وهو منصوص الإمام أحمد والشافعي .. وكل قسم متى كان معه شهوة كان حراماً بلا ريب سواء كانت شهوة تمتع النظر أو كانت شهوة الوطء واللمس كالنظر وأولى ].(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn19)
وقال ابن مفلح :[ فتصافح المرأة المرأة والرجل الرجل والعجوز والبرزة غير الشابة فإنه يحرم مصافحتها ذكره في الفصول والرعاية ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn20)
21. ونقل ابن مفلح عن محمد بن عبد الله بن مهران أن أبا عبد الله - يعني الإمام أحمد - سئل عن الرجل يصافح المرأة قال :[ لا وشدد فيه جداً ، قلت يصافحها بثوبه . قال : لا ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn21)
22. وقال السفاريني :[ … إلا الشابة الأجنبية فتحرم مصافحتها كما في الفصول والرعاية وجزم في الإقناع كغيره لأن المصافحة شر من
النظر ].(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn22)
23. وقال صاحب منار السبيل :[ ويحرم النظر لشهوة أو مع خوف ثورانها إلى أحد ممن ذكرنا . ولمس كنظر وأولى لأنه أبلغ منه فيحرم المس حيث يحرم النظر ].(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn23)


(هـ) أقوال العلماء المعاصرين :
24. قال الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني :[ وفي الحديث :( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط …) وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء لأن ذلك مما يشمله المس دون شك ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn24)
25. وقال الدكتور وهبي الزحيلي :[ وتحرم مصافحة المرأة لقولهe :( إني لا أصافح النساء ) ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn25)
26. وقال الدكتور محمد عبد العزيز عمرو :[ وانعقد الإجماع كذلك على حرمة مصافحة المرأة الأجنبية الشابة ].(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn26)
27. وقال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي :[ علمت مما ذكرناه من كيفية بيعه النبيe للنساء أن بيعتهن إنما تكون بالكلام فقط من غير أخذ الكف وذلك على بيعة الرجال فدل ذلك على أنه لا يجوز ملامسة الرجل بشرة امرأة أجنبية عنه ولا أعلم خلافاً في ذلك عند علماء المسلمين اللهم إلا أن تدعو إلى ذلك كتطبيب وفصد وقلع ضرس ونحو ذلك ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn27)
28. وقال الشيخ محمد أحمد إسماعيل :[ اعلموا أيها المسلمون رحمنا الله وإياكم أنه لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية منه ولا يجوز له أن يلمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn28)
29. وقال العلامة المحدث فضل الله الجيداني :[ فالمصافحة سنة مجمع عليها عند التلاقي ويستثنى من عموم الأمر المرأة الأجنبية والأمرد ].(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn29)
30. وقال المحدث شمس الحق العظيم أبادي :[ وكان شيخنا العلامة القاضي مولانا بشير الدين بن كريم الدين القنوجي رحمه الله تعالى من أشد المنكرين على ذلك - مصافحة النساء - وله في ذلك رسالة وبسط الكلام في عدم جواز مصافحة النساء وهو الحق ].(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn30)


31. وقال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي :[ وأحاديث الباب تدل على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ولمس بشرتها بغير حائل ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn31)
32. وقال الشيخ محمد سلطان المعصومي :[ أن مصافحة النساء الأجنبيات لا تجوز ولا تحل سواء مع الشهوة أو لا ، وسواء أكانت شابة أم لا … وذلك مذهب الأئمة الأربعة وعامة العلماء رحمهم
الله ].(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn32)
33. وقال الشيخ محمد علي الصابوني :[ وقد كانت بيعة الرجال أن يضع يده في يد الرسول صلى الله عليه وسلم ويبايعه على الإسلام والجهاد والسمع والطاعة ، وأما النساء فلم يثبت عنه أنه صافح امرأة ولا أنه وضع يده في يدها ، إنما كانت البيعة بالكلام فقط ].(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn33)
ثم قال :[ … ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صافح النساء في بيعة أو
غيرها ].(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn34)
34. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين جواباً على السؤال التالي : هل تجوز مصافحة المرأة الأجنبية ؟ وإذا كانت تضع على يدها حاجزاً من ثوب وغيره فما الحكم ؟ وهل يختلف الأمر إذا كان المصافح شاباً أو شيخاً أو كانت امرأة عجوزاً ؟
قال الشيخان المذكوران ، في الجواب :[ لا تجوز مصافحة النساء غير المحارم مطلقاً ، سواء كن شابات أو عجائز وسواء أكان المصافح شاباً أم شيخاً كبيراً لما في ذلك من خطر الفتنة لكل منهما ، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( إني لا أصافح النساء ) وقالت عائشة رضي الله عنها [ ما مست يد رسول اللهصلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ، ما كان يبايعهن إلا بالكلام ] ولا فرق بين كونها تصافحه بحائل أو بغير حائل ، لعموم الأدلة ولسد الذرائع المفضية إلى الفتنة ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn35)
35. وقال الشيخان المذكوران في نفس الكتاب جواباً على السؤال التالي : هل يجوز مصافحة النساء الأقارب من وراء حائل ؟ في النكاح فإنه يجوز أن يصافحهن من وراء حائل أو مباشرة لأن المحرم يجوز أن ينظر من المرأة التي هو محرم لها … وجهها وكفيها وقدميها وما ذكره أهل العلم في ذلك ، وأما إن كانت القريبة ليست محرماً فإنه لا يجوز أن يصافحها لا بحائل ولا بدونه حتى لو كانت من عادتهم أن يصافحوهن فإنه يجب على المرء أن يبطل تلك العادة لأنها مخالفة للشرع فإن المس أعظم من النظر وتحرك الشهوة بالمس أعظم من تحركها بالنظر غالباً ، فإذا كان الإنسان لا ينظر لكف امرأة ليست من محارمه فكيف يقبض على هذا الكف ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn36)
36. وأجابت اللجنة العامة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية على السؤال التالي : هل يجوز لي أن أسلم على زوجة خالي أخي والدتي مع العلم أنني رضعت مع خالي من جدتي ، أم يحرم لكون أنها غير محرم لي ؟
الجواب :[ لا يجوز لك أن تمس يدك يد زوجة خالك سواء ثبت رضاعك من جدتك أم لم يثبت لأنك أجنبي ، أي لست محرماً ، أما سلام السنة الذي باللسان فيجوز ، قالت عائشة رضي الله عنها في تفسير آية مبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء :( لا والله ما مست يده يد امرأة في المبايعة قط ، ما يبايعهن إلا بقوله : قد بايعتك على ذلك ) رواه البخاري .
وعن أميمة بنت رقيقة قالت :[ أتيت رسول اللهصلى الله عليه وسلم في نساء لنبايعه ، قلنا يا رسول الله ألا تصافحنا ، قال :( إني لا أصافح النساء ، إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة ) رواه أحمد بسند صحيح ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn37)
37. وقد قال بحرمة مصافحة النساء الأجنبيات العلامة الشيخ محمد الحامد وله رسالة في ذلك بعنوان "حكم الإسلام في مصافحة المرأة الأجنبية " .(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn38)
38. وقال الدكتور عبد الكريم زيدان :[ ومن عرض أقوال الفقهاء وأدلتهم وذكر ما جاء في السنة النبوية الشريفة بشأن المس والمصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية يترجح عندي عدم جواز المصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية سواء بدأ بالمصافحة الرجل أو بدأت بها المرأة سواء شابين أو عجوزين أو كان أحدهما شاباً والآخر عجوزاً ، لأن الأحاديث التي ذكرنا وأفادت حظر المصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية جاءت مطلقة دون أن يرد فيها ما يقيد عدم الجواز بالشاب والشابة وجوازها بالنسبة للعجوز ].(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftn39)



(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref1) الهداية مع تكملة شرح فتح القدير 8/460 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref2) تحفة الفقهاء 3/334 .

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref3) الاختيار لتعليل المختار 4/ 156 .

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref4) حاشية ابن عابدين 6/367 .

(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref5) تبين الحقائق 6/18 .

(5) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref6) بدائع الصناع 6/2959 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref7) ملتقى الأبحر 2/237 .

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref8) أحكام القرآن 4 /1791 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref9) عارضة الأحوذي 7/ 95-96.

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref10) المنتقى شرح الموطأ 7/ 308 .

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref11) الأذكار ص 228 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref12) شرح صحيح مسلم للنووي 13/10.

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref13) فتح الباري 16 / 330.

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref14) فتح الباري 13/294 .

(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref15) كفاية الأخيار ص 353 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref16) طرح التثريب 7/44-45.

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref17) الاعتبار ص 406.

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref18) رسوخ الأخبار ص 511 .

(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref19) الاختيارات العلمية ص 118 ضمن الفتاوى الكبرى المجلد الخامس .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref20) الآداب الشرعية 2/257 ، البرزة من النساء : المرأة الجلية التي تظهر للناس ويجلس إليها القوم الموثوق برأيها وعقلها ، وهي الكهلة التي لا تحتجب احتجاب الشواب - لسان العرب مادة برز -

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref21) الآداب الشرعية 2/257.

( (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref22)3) غذاء الألباب 1/280 نقلاً عن أدلة التحريم ص 26.

(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref23) منار السبيل 2/ 142.

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref24) سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول الحديث رقم 226.

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref25) الفقه الإسلامي وأدلته 3/567.

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref26) اللباس والزينة في الشريعة الإسلامية ص 147.

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref27) فقه السير ص 296 .

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref28) أدلة تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ص 5 ـ 6.

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref29) فضل الله الصمد شرح الأدب المفرد 2/454.

(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref30) التعليق المغني على سنن الدار قطني 4/147.

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref31) الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني 17/351.

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref32) عقد الجوهر الثمين ص 189 , عن أدلة التحريم ص 26.

(3) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref33) روائع البيان تفسير آيات الأحكام 2/564-565.

(4) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref34) المصدر السابق 2/566 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref35) فتاوى العلماء للنساء ص 50 .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref36) فتاوى العلماء للنساء ص 112.

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref37) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية ، فتوى رقم
(2823 ) وتاريخ 10/2/1400.

(2) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref38) حكم الإسلام في مصافحة المرأة الأجنبية ص 97 ضمن مجموعة رسائل العلامة المجاهد محمد الحامد .

(1) (http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=362473#_ftnref39) المفصل في أحكام المرأة 3/239.

algeroi
30-11-2008, 06:57 PM
الله يهديك أخي
أقسم بالذي خلقني من تراب لم أقصد شيئا بل كبرت فقط لأني لم أجد ردا
ولم أقصد الصلاة وهل تكبير الصلاة ثلاث
الله يهديك ........

آمين
اما هذه ((أعلم ان وقت صلاة العشاء قد حل فاما تكمل الاذان))
فكانت للمداعبة
واما هذه (( واما تخاطبنا بما نفهم اذ لا تليق مثل هذه التعقيبات الغير مفهوم مراد صاحبها في مثل هذه المواضيع )) فللتنبيه

فارس العاصمي
30-11-2008, 06:59 PM
آمين
اما هذه ((أعلم ان وقت صلاة العشاء قد حل فاما تكمل الاذان))
فكانت للمداعبة
واما هذه (( واما تخاطبنا بما نفهم اذ لا تليق مثل هذه التعقيبات الغير مفهوم مراد صاحبها في مثل هذه المواضيع )) فللتنبيه

بارك الله فيك أخي

algeroi
30-11-2008, 07:10 PM
بارك الله فيك أخي




وفيك بارك الله .. ومشاركتك السابقة دليل قاطع على انك جزائري ومشاركتك الاخيرة دليل على انك جزائري هذبه الاسلام

رميته
30-11-2008, 07:10 PM
تناقضان :
ا- أنا لا أدري بأي منطق يفكر بعض المتعصبين ؟!. إذا ذكرتَ لهم مثلا بأن بعض العلماء قالوا بجواز السماع إلى الموسيقى بشروط , أو بجواز مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية بغير شهوة , أو بأن إعفاء اللحية مستحب فقط وليس واجبا , أو بأن الاحتفال بالمولد النبوي جائز أو ... قالوا لك " هذه رخص لا يجوز تتبعها , لأن من تتبع السهل عند الفقهاء فاسقٌ كما يقول بن حزم رضي الله عنه "!!!.
ملاحظة : من غرائب المتعصبين أنهم يحملون على بن حزم حملة منكرة لأنه أجاز السماع إلى الموسيقى , ثم يستدلون في الحين بقوله " من تتبع رخص الفقهاء فهو فاسق " !!!. ما هذا التناقض ؟!.
يقولون " من تتبع رخص الفقهاء فهو فاسق " , وينسون بأنهم وإن قالوا ذلك فإن غيرهم من حقه أن يقول لهم " بل العكس هو الصحيح . إن هذه الأقوال – مثل القول بجواز السماع إلى الموسيقى - هي الدين , وإن غيرها من الأقوال هي التشدد المرفوض في ديننا . إن هذه الأقوال هي الدين الإسلامي الحنيف الذي دعا إلى اليسر " يسروا ولا تعسروا " , وإلى التبشير " بشروا ولا تنفروا " , و" ما خُـيِّـر رسولُ الله عليه الصلاة والسلام بين أمرين إلا اختار أيسرَهما " , و" طه , ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " , و " إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق " , و " ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " , ورحمة الله سبقت غضبه وعفو الله سبق عقوبته و" إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه " و... ونحن عندما نأخذ بهذه الأقوال لا نتتبع الرخص في كل مسألة من مسائل الدين , ولكننا بين الحين والآخر نطمئن إلى بعض الأقوال التي فيها تيسير فنأخذ بها لا لأنها سهلة بل لاعتبارات أخرى منها أنها مقنعة أكثر . أنا أعلم يقينا بأن الآخر ( الذي يعتبر السماع إلى الموسيقى حرام ) كذلك لديه ما يقول , وقوله عندي محترم ومقدر وموضوع على رأسي وعيني , ولكن الذي أقوله أنا هنا كذلك معتبر ويجب أن يُحترم . إذن إذا مال هو إلى التشدد فإن له سنده الشرعي , وإذا ملتُ أنا إلى التساهل فلي سندي الشرعي كذلك . ولا يليق أن يتهم أحدُنا الآخر إلا إذا قال الواحد منا " أنا الحق وأنا كل شيء وأنا الدين وأنا الاستقامة وأنا الهدى وأنا ...وغيري الباطل وغيري لا شيء وغيري ليس من الدين في شيء وغيري هو العوج وغيري هو الضلال وغيري ..." , فإنه عندئذ يضع نفسه – شاء أم أبى – في زمرة المتعصبين المتزمتين المتشددين والعياذ بالله تعالى . ومنه فأنا أقول دوما " ما أبعد الفرق بيني وبين المتعصبين " , لأنني أحترم القول الذي يأخذون به مثل القول بحرمة السماع إلى الموسيقى ولا أجرح من قالوا به من العلماء ولا من أخذوا به من عامة الناس , وأما هم فإنهم يأخذون بالقول بالحرمة ويرفضون القول الآخر على اعتبار أنه ليس من الدين في شيئ ويجرحون العلماء الذين قالوا به وكذا عامة الناس الذين أخذوا به . أنا لا أنتقد أبدا أخذَهم بقول من قال بحرمة السماع إلى الموسيقى , وإنما أنا أنتقدُ وأُنكرُ بشدة تعصبَـهم لهذا القول واعتباره هو القول الوحيد وهو القول الحق . هذا هو ما أنكره , لأنه قمة في التشدد والتعصب والتزمت .
نسأل الله لإخواننا سعة الصدر وكذا احترام اختلاف الفقهاء وكذا التشدد فقط في المسائل الأصولية التي لا خلاف فيها والتي هي محل إجماع والتي هي مما هو معلوم من الدين بالضرورة و ...
ب- ومن تناقضات البعض من إخواننا قول الواحد منهم عن بعض المسائل الخلافية التي يريد أن يحولها بالقوة إلى اتفاقية " هذا قول قال به معظم الفقهاء ...", ثم يقول بعد ذلك مباشرة " هذه مسألة فيها قول واحد لا قولان ". وهذا كلام غاية في التناقض , لأنه إن قال بالقول " كذا " المعظمُ فقد قال به الأقل , والمسألة يصبح فيها عندئذ قولان أو أكثر لا قول واحد . هذا مع أن مسألة الأقلية والأكثرية نسبية إلى حد كبير , لأننا – وفي بعض الأحيان – نجد صاحب كل قول في بعض المسائل الخلافية يقول " قولي هو قول الأغلب وقول الجمهور من العلماء " .
يتبع : ...

فارس العاصمي
30-11-2008, 07:16 PM
وفيك بارك الله .. ومشاركتك السابقة دليل قاطع على انك جزائري ومشاركتك الاخيرة دليل على انك جزائري هذبه الاسلام

أضحك الله سنك
نعم جزائري هذبه الإسلام والحمد لله

algeroi
01-12-2008, 10:02 AM
الرد المفصل والشرح الوافي للاصول والقواعد والضوابط التي لم يحترمها الاستاذ -وفقه الله- في مداخلته مبسوط على الرابط اسفله .. سلام :

الترخُّص بمسائل الخلاف ضوابطه وأقوال العلماء فيه (http://www.echoroukonline.com/montada/showthread.php?t=49335)

رميته
01-12-2008, 01:15 PM
الكيل بمكيالين : إذا قلتَ لبعض المتعصبين " هناك من العلماء من قال بأن سماع الموسيقى حلال بشروط " , قالوا لك " هذا تتبع للرخص ومن تتبع الرخص في الدين ميع الدين وأفسده وأضاعه و...ومنه فلا يجوز الأخذ بهذا القول " . يقولون ذلك وينسون ما يلي :
كل فقيه من الفقهاء الأربعة أو غيرهم , الألباني وبن باز والعتيمين أو غيرهم ... تساهل في أشياء وتشدد في أشياء .
ا- مثلا الألباني رحمه الله تساهل في المسح على النعلين في الوقت الذي تشدد فيه الإمام مالك رضي الله عنه . وأنا شخصيا استفدتُ كثيرا من أقوال الألباني – خلال سنوات - في مسائل معينة أخذتُ بها ولم آخذ بقول مالك رضي الله عنه مع أنني – عموما - مالكي المذهب خاصة في فقه العبادات . ولكنني أخرج أحيانا عن المذهب , لأنني أعرف بأن الفقهاء كلهم إسلام وبأن الإسلام ليس الإمام مالك وحده . هل إذا أخذتُ بقول الألباني في مسألة تساهلَ فيها ( لا لأنني أتتبع الرخص ولكنني اقتنعت بقوله رحمه الله ) أعتبر متتبعا للرخص ؟!. هل إذا أخذتُ بقول الألباني في هذه المسألة يصح أن يقال لي " لا ! هذه رخصة , ولا يجوز تتبع الرخص عند الفقهاء " ؟!. هل يجرؤ أحد المتعصبين أن يقول لي هذا ؟! أنا لا أظن .
أليس هذا كيل بمكيالين ؟!. إذا تساهل الألباني فإن قوله دين يجوز الأخذ به , وإذا تساهل بن حزم أو غيره يُقال لنا " هذه رخصة لا يجوز الأخذ بها ".ما هو الدليل على أن هناك فرقا بين الموسيقى والمسح على النعلين ؟!.
ب- مثلا بن تيمية رحمه الله تساهل في مسألة الطلاق الثلاث في مجلس واحد الذي اعتبره طلقة واحدة , على خلاف ما يقول به جمهور الفقهاء الذين يرون أنه ثلاثا لا تحل المرأة بعده لزوجها إلا بعد أن تتزوج من آخر زواجا طبيعيا وتطلق منه طلاقا طبيعيا . وأنا من زمان آخذ في تعاملي مع الناس في الفتوى وفي معالجة الكثير من المشاكل الاجتماعية , أنا آخذ بقول بن تيمية رحمه الله في كثير من المسائل منها هذه ( لا لأنني أتتبع الرخص ولكنني اقتنعت بقوله رحمه الله ) . هل إذا أخذتُ بقول بن تيمية في مسألة تساهلَ فيها أُعتبر متتبعا للرخص ؟!. هل إذا أخذتُ بقول بن تيمية في هذه المسألة يصح أن يقال لي " لا ! هذه رخصة , ولا يجوز تتبع الرخص عند الفقهاء " ؟!. هل يجرؤ أحد المتعصبين أن يقول لي هذا ؟! أنا لا أظن .
أليس هذا كيل بمكيالين ؟!. إذا تساهل بن تيمية فإن قوله دين يجوز الأخذ به , وإذا تساهل أبو حامد الغزالي أو غيره يُقال لنا " هذه رخصة لا يجوز الأخذ بها ". ما هو الدليل على أن هناك فرقا بين الموسيقى والطلاق الثلاث في مجلس واحد ؟!.
جـ- مثلا العتيمين رحمه الله قال بأنه يجوز للراقي أن ينظر إلى عورة المريضة إن اضطر لذلك , بشرط أن لا يختلي بالمرأة عند ما يعالجها , بل يجب أن تكون مع محرم . قال رحمه الله تعالى رحمة واسعة "إذا كان الأمر كماقلتَ في السؤال ، أن الرجلَ من أصحاب التقى والصلاح وليس متهماً في دينه وأخلاقه وأنهلا بد من كشفِ موضع الألم حتى يقرأ عليه مباشرة فلا بأس بالكشفِ , ولكن لا بد أن يكونهناك محرمٌ حاضر بحيث لا يخلو بها القارئ لأنه لا يجوز الخلوة إلا مع ذي محرم". (من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ رحمه الله ) . ومع أنني أنا لست مقتنعا أبدا بصحة هذه الفتوى وسلامتها , لأنها مخالفة لما يقول به الجمهور هو أنه لا يجوز للراقي أن ينظر إلى أي شيء من عورة المريضة على خلاف الطبيب العضوي . ومع ذلك هذا رأي عالم أحترمه وأقدره وأضعه على رأسي وعيني , وأنا على يقين بأن العتيمين إسلام والإمام مالك إسلام كذلك وكل الفقهاء والعلماء مسلمون مجتهدون لهم أجران أو أجر واحد رضي الله عنهم أجمعين ورحمهم الله أحياء وأمواتا . هل إذا أخذ شخص ما بهذه الفتوى اعتمادا على اقتناعه بها ( لا لأنه يتتبع الرخص عند الفقهاء ) يعتبر متتبعا للرخص ؟!. هل إذا أخذ بقول العتيمين في هذه المسألة يصح أن يقال له " لا ! هذه رخصة , ولا يجوز تتبع الرخص عند الفقهاء " ؟!. هل يجرؤ أحد المتعصبين أن يقول له هذا ؟! أنا لا أظن .
أليس هذا كيل بمكيالين ؟!. إذا تساهل العتيمين فإن قوله دين يجوز الأخذ به , وإذا تساهل بعض الفقهاء الآخرين يُقال لنا " هذه رخصة لا يجوز الأخذ بها ". ما هو الدليل على أن هناك فرقا بين الموسيقى والنظر إلى عورة المريضة أثناء الرقية ؟!.
أسأل الله الهداية لي ولكل سلفي متعصب ولأهل المنتدى جميعا , آمين .