تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 11-04-2009
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 384
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • zoulikha2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
من معجزات نوفمبر
02-07-2009, 05:18 PM
من معجزات نوفمبر
بقلم بن اسماعين زليخة خربوش
قضت ليلى حفلة خطوبتها في بهجة وسرور... لبست افخم الملابس وأجملها...ابتهج الحاضرون بهذه الليلة الكبيرة، ليلة ربطت بين عائلتين، من اكبر العائلات التلمسانية مركزا، برباط المصاهرة.
كان الخطيب من اسرة مترفة تمنته كل فتاة... لكن الحظ رشح ليلى لتدخل هذا البيت الذي تفنن المعماريون في هندسته الاندلسية... ما كان لليلى ان تدخل هذا البيت لولا مكانة ابيها المرحوم بين السلطات الفرنسية المحلية ...
بدأت ام ليلي في اعداد الزهاج وهي تنتظر اليوم الذي سوف تحسد فيه ابنتها ... اقترب موعد الزفاف... استضافت الجدة حفيدتها ليلى قبل الفراق ، ذلك من عادات العائلات ، قبلت ليلى الضيافة لبضعة ايام احتراما لجدتها ،ملأت السعادة قلبها فلم تترك فيه مكانا لفرحة الخروج من البيت ...
قدرت الاقدار وتفتحت الابصار... ما كادت ليلى تقضي بضعة ايام عند جدتها خارج المدينة حتى طاب لها المكان... شاهدت بعينها ما كان مجرد اخبار قرأتها في الجرائد أو سمعتها في المذياع هنا و هناك... عاشت احداثا توهمتها احلاما واعتقدتها خرافة...
في سهرة مع الجدة استمعت الفتاة الى جدتها... كانت تحدثها عن واجبات الفتاة نحو زوجها وعائلته...وفجأة تغير حديثهما الى موضوع اخر...موضوع شغل الدنيا والجرائد وسالت ليلى جدتها عن اشياء كانت تصدع رأسها...تهربت الجدة من اسئلتها... قبلتها... تركتها لنومها .،غطتها ...اغلقت الباب وانصرفت..
جفا النوم عين الفتاة... كانت تنتظر موعدا ؟.. وقفت خلف الشباك تراقب الطرقات التي خلت إلا من اواخر الناس ... عسعس الليل عمت الحارة هفة وهمهمة...تلصصت ليلى ، أرهفت السمع... ارسلت بصرها.، ارعبها ما رأت... تساءلت:
ما بال جدتي اوهمتني بخرافة عندما سألتها عن سبب حركة الامس؟...من هؤلاء الذين اقتحموا بيتها ؟ ..انهم يخفون رؤوسهم تحت جلابيبهم ... تري هم الثوار ؟
تجسست الفتاة عليهم...عرفتهم..عرفت كل شيء... سمعت حديثهم... رأت اسلحتهم : انهم جنود الله ... جنود التحرير... ابطال الحرية... لماذا اخفت جدتي عني هذا ؟ تراها تخاف لساني ؟ ويحها...؟ اتظنني بياعة ؟...ربما من اجل اعمامي لأنهم يعملون في ادارة المحتل...
قضت الفتاة اوقاتها تقلب افكارها في رأسها... اشتد بها الارق وقعت في حيرة مرة..
في الغد من ذاك وقفت في الشباك تنتظر عودة المجاهدين... كانت الليلة مضيئة، ارسل القمر اشعته على تلك الاشجار والممرات...بدد الظلام نوره... لمحت الفتاة فارسا قادما من مركز القمر كان يمتطي جوادا اشهب... تقدم في سرعة مدهشة... اقترب من الفتاة...سألها :
دليني على الطريق ايتها الفتاة... العدو ورائي... تعقد لسانها... اشتدت دهشتها... اشارت بيدها: على اليمين... تمتمت:
- رعاك الله سر..حاولت ان تحدد ملامح الفارس فاختفى في ظلام الليل ...
ظل الصوت يرن في رأس الفتاة:
( انه صوت عذب... صوت الفجر الجديد...)
صوت في حوار قصير مسح حيرة الفتاة وحول اتجاهها... اخذ كيانها وبخس الدنيا في نظرها... صوت سحرها وخلب عقلها... لم تعد القيمة في نظرها تنحصر في زوج وبيت وأولاد... بل في مستقبل هؤلاء الاولاد وهذه البلاد...
قررت ليلي فسخ الخطوبة، اخبرت جدتها عن عزمها... حذرتها الجدة من عواقب ما هي قادمة عليه: هذا يعد تمردا فاحشا وعيبا كبيرا... هذا بهدلة لأهلك... لكن ليلى لم تصغ...
رفضت الام قرار ابنتها وهددها عمها... كل شيء كان جاهزا لإقامة الحفل... بعثت العائلتان بطاقات استدعاء للعرس... حضروا المقروط والكعك... اجروا الموسيقيين
لم يبالي احد برفض العروسة... كتبت ليلى جوابا لخطيبها... اخبرته عن عزمها، اخبرته انها لن تقبله زوجا ولو قامت الدنيا وقعدت... رفض الخطيب فسخ الخطوبة...اعتبره هذيانا يعرض سمعته وسمعة ابيه للسخرية... رد عليها بالتهديد والتحذير:
- سيقام حفل الزفاف رغم انفك... سأستعمل كل نفوذي.. سوف أأدبك على تمردك بعد الزواج... سوف يكون الثمن غاليا، اذكري هذا...
لم تخف الفتاة لا من تهديد الخطيب ولا من معارضة الاهل لقرارها... انخرطت في سلك النظام الثوري خفية عن اهلها... واستمر الطرفان في تحضير العرس...لم يبق امام الفتاة إلا شيء واحد لمقاومة جور هاتين العائلتين... ادركت ليلى ان زواجها وكفاحها شيئان لا يلتقيان ابدا، لا الزوج ولا اهله يرضون بعروس تجاهد وتختلط بجماعة من هم في نظرهم سوى خردة وبؤساء منحرفين... معتوهين يريدون ان يقفوا في وجه فرنسا وحلفها الاطلسي الجبار...
اهل هذا الزوج يريدون عروسة تطل من الشرفة لتسخر من هيئة العامة... وتصرفاتهم... يريدونها راقية الى حد البلاهة... لكن ليلى عزمت ولا احد يردها:
لا يمكنني ان اتفق مع هذه العائلة كيف قبلت هذا الزواج وأنا التي تربيت في حضن جمعية العلماء ؟ ان اخطأت اولا وقبلت هذا الزواج فلان مصيري كان بيد غيري ... لم اكن افهم ؟ ..هكذا بررت ليلى موقفها كي لا تحس بالذنب تجاه اهلها...
جاء اليوم الموعود، يوم الزفاف، صدرت العروس..اقبل المدعوون من مسلمين وفرنسيين ويهود واسبنيول...اكلوا ،شربوا... طبلوا، ورقصوا... خدمتهم ام العروسة ..تعبت... شلت مفاصلها..
حضر الموكب لينقل العروس الى بيت الزوج حيث ينتظرها هناك غاشي كبير...وحفل زاهر.
بحث الجميع عن العروسة ... لم يعثروا لها على اثر..لم يبق إلا اسمها يردد على الافواه... خرجت ولم يرها احد...فضلت ان تمتطي سيارة وحيدة تنقلها الى بلاد الحرية والخلاص من الرق...
ذهبت لتزف الى الصوت الذي تاهت في حبه ...سلب عواطفها واخذ عقلها...
دبرت حادثة الخطف باتفاق مع نظام جبهة التحرير لتكون العبرة درسا لكل من يريد ان يعصى الثورة ويقف في طريق اهدافها.... بمثل هذه المواقف قضت ثورة نوفمبر على القداسات المزيفة ، ومحت خرافة عجز الثورة. ..
ناضلت ليلى مع اخوتها : اسعفت الجرحى ، حقنت الادوية ، تدربت على التمريض ، نقلت الرسائل والأسلحة من مكان مشكوك فيه الى مكان مؤمن... كانت تستمد شجاعتها من ذلك الصوت الذي لم يبرحها...تتوهمه في عدة اصوات في كل مكان... كم مرة جرت وراء الكثيرين باحثة عن صاحب هذا الصوت او ذاك لشدة التشابه...
فاتت شهور القي القبض على الفتاة... قيدت الى الجدار ...اكل الحديد والأنابيب من لحمها... وشربت الارض والحيطان من دمها... لم تعترف بشيء ، أنكرت حتى اسمها .... لان الاعتراف باسمها يعني الاعتراف بعدة اشياء ، كما تعني مواجهة المساجين الذين اقروا تحت التعذيب... كذبت الشهود وقاومت اعترافاتهم...
جاؤوا بخطيبها ليشهد ضدها هو الاخر ، سمح له بمقابلتها على انفراد لعله يثنيها عن موقفها ، دخل بوجه عابس وجراثيم اليأس تنخر قلبه... سهام الحقد يتطاير من عينيه ..نظر اليها نظرة القوي الى الضعيف ... قابلته برأس مرفوع ..حدثها شامتا:
- وقعت في الفخ... نادي الكلاب تنقذك؟ اين اصحابك الرعاة ؟ استطيع انقاذك ولن افعل ذلك ،لا تستحقين الرحمة ..من لا يرحم اهله لا يرحم... هذا الضابط صديقي وبإشارة مني يعفو عنك... قد افعل ان عدت الي الصواب يا... ليلى...
- انا لست ليلى؟ ( ردت عليه بتحد واقتضاب ) لطمها... تلوثت يده بدمها... شعر بالذنب.. اخفي وجهه بين يديه وانصرف هاربا...
ادخلوا عليها امها ...دفعها الضابط الى الفتاة... ضمت الام الفتاة الى صدرها ...حاولت فك قيدها... غمضت الفتاة عينيها وعضت شفتيها... اخفت دموعها..تمتمت:
- سامحيني ايتها السيدة... انا لا اعرفك ، انت مخطئة ، انا لست ابنتك ...فهمت الام ابنتها... ابتعدت عنها في عبرة :
اسمحي لي ايتها الفتاة العزيزة ... ظننتك ابنتي... شبهتك بها... سلمي لي عليها ان رايتها ... قبليها بحرارة... اجابت الفتاة :
- وأنت ايها الام الحنون سلمي علي امي... قبليها في مكاني ..
توارت الام ... التفتت الى الضابط ،قالت:
- انها ليست ابنتي ولا اعرفها... مسك الضابط بخناقها. .. رماها خلف الباب .
مرت الثواني كالساعات ، والدقائق كالأيام والساعات كالأعوام ، والفتاة مقيدة تنتظر ما يفتى في امرها ...
في اخر ليلة من تلك الليالي الدامية ، اخرجت الفتاة تحت الظلام، الى ساحة اعدام الشهداء... حكم عليها بلا محكمة... وآن للثائرة ان تحترق بما شع فيها من ثورة ...صرخت في وجه الاستعمار، ووراءه حلفه الاطلسي الجبار... مزقت التقاليد البالية قبل ان تتكفن بها ...و آن لهذه المخضرمة التي عاشت بين الظلام والنور ، ان ترحل قبل الاوان ...
وضع رباط على عينيها... صرخت لأخر مرة :
- تحيي الجزائر... اقبل الفارس على جواده الاشهب... مد لها يده، امتطت الجواد...حلقت مع سرب من الحمام، حيث الحرية والخلود...
بقيت الجثة هامدة بين من غبر العدالة بالقوة والبطش... ودفن الحيوية تحت التراب...واستشهدت بين من هتك حرمة البلدان، ولطخ شرف الشعوببالإحباط والهزائم،وكسر الحريات المشروعة، ولوث وجه الحق بالباطل والظلم وبتر ذراع الشجاعة بالرصاص والحديد والنابالم.
اهداء: بمناسبة عيد الاستقلال اهدي هذه القصة :
- إلي الذين أحبوا ثورة نوفمبر القدوة الإنسانية الباقية
- الي ملايين المجاهدين والشهداء
- إلي ملاين السجناء الذين عذبوا وضحوا بشبابهم من اجل نوفمبر
- إلي ملايين المضطهدين الذين عذبوا أكثر من قرن ونصف
- الى كل الشعب الجزائري الذي ضحى بأبنائه ومنازله وماله لتحيي الجزائر
- إلي أبناء الحركة ( بسكون الراء) الذين عذبوا إلي الآن في براريك فرنسا
- والاستعمار الفرنسي الذي أغراهم ولعب برؤوسهم ففقدوا وطنهم وديارهم واموالهم...هم جزائريون شئنا أم أبينا...
zoulikha2
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا
  • ملف العضو
  • معلومات
Dr-jenin
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 07-07-2009
  • المشاركات : 13
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • Dr-jenin is on a distinguished road
Dr-jenin
عضو مبتدئ
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 10:36 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى