بوتفليقة يجدد الثقة في أويحيى وغياب زعيم إخوان الجزائر عن الحكومة
27-04-2009, 06:16 PM
بوتفليقة يجدد الثقة في أويحيى وغياب زعيم إخوان الجزائر عن الحكومة

اعتراف بخطورة الوضع
غياب الزعيم


أبوجرة سلطاني
الجزائر- رمضان بلعمري
أطاحت الأزمة التي تعصف ببيت الإخوان في الجزائر منذ انعقاد المؤتمر الرابع في مايو 2008، برئيس الحركة الشيخ أبو جرة سلطاني من الحكومة القديمة-الجديدة، التي جدد الرئيس بوتفليقة الثقة فيها اليوم الاثنين 27-4-2009.

ورغم أن بيان رئاسة الجمهورية أوضح بأن " بوتفليقة جدد الثقة في حكومة أحمد أويحيي المستقيلة، كما أنه قبل طلب إعفاء أبوجرة سلطاني من منصبه كوزير دولة"، إلا أن مراقبين ربطوا استقالة أبوجرة من الحكومة التي دخلها عام 2005 ، بحالة الغليان التي تعرفها حركة مجتمع السلم منذ إعلان جناح عبد المجيد مناصرة تأسيس حزب بديل تحت مسمى " حركة الدعوة و التغيير".

وعمليا، دخل الجناحان المتصارعان منذ يوم الأحد 12-4-2009 تاريخ الإعلان عن تأسيس الحركة الجديدة بقيادة مناصرة، في حملة "استنزاف" لقواعد حركة مجتمع السلم، وانشغلت صحف الجزائر على مدار الأيام الماضية بنشر أخبار الاستقالات والتنقلات بين الجانبين.

وكان دخول رئيس حركة حمس إلى الحكومة منذ 2005 قد أحدث ردود فعل متباينة بين مناضلي وقيادات الحركة، قبل أن يطالب عبد المجيد مناصرة وهو وزير سابق عن حمس، صراحة من أبوجرة سلطاني الاستقالة على اعتبار أن الشيخ نحناح مؤسس الحركة رفض عضوية الحكومات المتعاقبة.
اعتراف بخطورة الوضع
وقال محمد جمعة الناطق الرسمي باسم حمس ( إخوان الجزائر) في اتصال مع "العربية نت" أن " إعفاء الشيخ أبوجرة رئيس الحركة من عضوية الحكومة تم بطلب منه رغم إلحاح مجلس الشورى على بقائه فيها"، مضيفا بأن " الهدف من الاستقالة هو إسقاط ورقة من أيدي المنشقين لطالما ظلوا يطالبون بها".

واعترف جمعة بصعوبة الظروف الراهنة التي تمر بها حركة حمس قائلا " الشيخ أبوجرة قدّر أن الأولوية الآن هي للتفرغ لشؤون الحركة بشكل كامل في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها".

واستبعد جمعة في السياق أن تؤثر استقالة أبوجرة من الحكومة على مكانة الحركة( 4 وزراء) في التحالف الرئاسي الذي يضم أيضا حزب الوزير الأول أحمد أويحيي التجمع الوطني الديمقراطي، وحزب الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، عبد العزيز بوتفليقة، جبهة التحرير الوطني".
غياب الزعيم
أما المحلل السياسي الدكتور عبد العالي رزاقي، فيرى في حديثه لـ" العربية نت" أن ما يجري لحركة حمس، أو إخوان الجزائر، هو نفس السيناريو الذي واجهته حركة الإصلاح الوطني عندما فقدت رئيسها الشيخ عبد الله جاب الله، بحيث تعاني هذه الحركات من " التبعية للرئيس أو الزعيم صاحب الكاريزما فإذا غاب أو مات انقلبت على بعضها، والزعيم في حالة حركة حمس هو الشيخ الراحل محفوظ نحناح".

وبالنسبة للدكتور رزاقي، فإن حركة الدعوة والتغيير التي أسسها خصوم أبوجرة سلطاني لن تحصل على اعتماد السلطات للنشاط كحزب سياسي، " لسببين، الأول كون أبوجرة حليف السلطة وهي لن تتخلى عنه، والسبب الآخر، هو استعمال كلمة (الدعوة) وهي تحمل دلالة دينية، ومعروف أن القوانين الجزائرية تمنع استغلال الدين واللغة لتأسيس أحزاب سياسية".

ويدلل البعض على حجم تراجع أداء حركة مجتمع السلم منذ وفاة مؤسس الحركة الشيخ نحناح، بالإشارة إلى قيام نائب برلماني محسوب على الحركة قبل أيام، بالاعتداء على شرطي بمطار الجزائر الدولي، بحيث وجه النائب لكمة قوية أدت إلى فقدان الشرطي لاثنين من أسنانه، لمجرد أن طلب هذا الأخير من النائب خضوعه للتفتيش كغيره من المسافرين، وهو سلوك يقول البعض عنه أنه ما كان ليحدث لو كان مؤسس الحركة على قيد الحياة.