طوام ربيع المدخلي
28-09-2007, 02:09 PM
الــــقــــواصــــم
في
العقيدة والمنهج
حوار مع الشيخ "ربيع المدخلي" في انحرافاته ومجازفاته
ومخالفاته لمنهج السلف الصالح
إعداد
أبي عبد الله السلفي
الوعد المزعوم
فقد وعد الشيخ ربيع المدخلي أن من أظهر له أخطاءه فإنه يعطيه جائزة – مزعومة -، فإن عجز عن ذلك أخلص له في الدعاء( ) .
ولكن الأمر كما قال الله تعالى : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}الصف: 2-3.
وكما قيل:
إذا لـم تُـوَافِقْ قَـوْلَةٌ مِنْكَ فِـعْلَةً
فَفِي كُـلِّ جُـزْءٍ مِنْ حَـدِيثكَ تُفْضَحُ
وللعلم قد أدرك الشيخ ربيع المدخلي كثيراً من أخطائه قديماً وحديثاً، ولم يرجع إلى الآن.
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تمسك بسنته، وسار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد:
هناك فتن عظيمة تعرض للعبد، فيجب عليه أن يكون على معرفة بها، وعلى حذر منها، كما يجب عليه أن يعرف ما هو المخرج منها إذا ابتلي بها.
ومن هذه الفتن، فتن الزلات والأخطاء التي يقع فيها المخالف، التي تحول بين المرء، وبين الصراط المستقيم إذا لم يرجع عنها، فيجب التبصر فيها، ومعرفة تفاصيلها، من أجل أن ينجو منها ويأخذ بالمنافع، ويجتنب المضار، ولا يلصق نفسه بالمخالف كالمتعصب فيهلك، وهو لا يشعر.
ومن هذه الزلات والأخطاء، زلات وأخطاء الشيخ ربيع المدخلي – هداه الله تعالى – التي خالف فيها منهج السلف الصالح، وعلماء أهل السنة والجماعة، والتي يجب أن يعلن توبته عنها ويعلن رجوعه عنها فلذلك نبينها، ونرد عليها نصحاً له، وللمسلمين لكي لا يقعوا فيها، وخوفاً من انتشارها بين شباب الأمة الإسلامية، وحماية لمقلديه من الوقوع فيها لأنهم وللأسف لا يميزون بين أخطاء شيخهم وبين إصاباته مما يجعلهم لا يتثبتون فيما يقوله في كتبه ومقالاته وأشرطته لجهل أكثرهم( ) بمنهج أهل السنة والجماعة
ولذلك على كثرة ردود علماء أهل السنة والجماعة على زلاته وزلاتهم لم يرجع هو، ولم يرجعوا هم ؟!( ) فهؤلاء يعتبرون من المشاقين لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) واتباعه من علماء أهل السنة والجماعة وأتباعهم المؤمنين.
قال تعالى : {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }.[النساء:115].
فصار بسبب زلات وأخطاء العبد مشاقا للرسول (صلى الله عليه وسلم) والسلف الصالح وعلماء أهل السنة والجماعة وأتباعهم. ولذلك هؤلاء لا يصبرون عند الفتن والخلاف ليثبت على الحق، وإنما يفرون من الحق، ويطاوعون الصوارف عن الحق، ويظنون أنهم بذلك ينجون.
فالفتنة: هي الابتلاء والامتحان ليظهر بذلك الصادق في إيمانه، الثابت على عقيدته، من المذبذب المزعزع الذي تعصف به عواصف ا لفتن، والعصبية للأشخاص.ولعل الله تعالى كتب هذا الخلاف أن يستفحل بين علماء أهل السنة والجماعة وبين الشيخ ربيع المدخلي ومقلديه، لتنكشف أمورهم المخالفة للكتاب والسنة في مسائل الإيمان وغيرها.وللعلم بأن أهل العلم عاملوه على الظاهر( ) في عقيدته( )، وقد تبين بأن عنده خبط وخلط في عقيدة أهل السنة والجماعة لا يعرفها أكثر السلفيين لاحسان الظن به فلذلك اتخذها الشيخ ربيع المدخلي( ) ومقلدوه، لصد العلماء وأتباعهم عن كشف أخطائه لكن يأبى الله تعالى ثم المؤمنون إلا أن ينكشف منهجهم هذا المخالف لمنهج السلف الصالح. ( ) وهذا يدل على أن الشيخ ربيع المدخلي لم يتقن عقيدة أهل السنة والجماعة جيداً...وإن كان في الجملة يعتقد المعتقد الصحيح.
وإن الواقف على مثل هذه الكلمات ليتعجب كيف لم تظر هذه الطامات من قبل!( )
ولكن لو نظرنا إلى أن علماء أهل السنة والجماعة لم يهتموا بكتب الشيخ ربيع المدخلي، وأشرطته، وأن كثيراً من مخالفيه لم يُوَفُقوا لمعرفة زلاته في أصول الدين. ( )
وأخطاء الشيخ ربيع المدخلي، لو أعتنى أحد بجمعها من كتبه وأشرطته لوقف على شطحات مخزية...وهذا يدل على أن المجال مفتوح لمن يحب أن يكشف عوار منهجه هو ومقلديه في شبكة سحاب المخلطة.
وكذلك يبين الآثار السيئة على الدعوة السلفية المباركة. ( )
فمن أراد الله عز وجل به خيراً عَرَفَ الزُّخْرَفَ والبَهْرَج، ورجع إلى قافلة السالكين إلى الله تعالى، ولله الحمد والمنة ومن أراد الله فتنته هلك والعياذ بالله.
قال تعالى: ** وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً }[المائدة:41]وقال تعالى: ** وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }[النور:40].
وإذا كان كذلك فهذا مما يجعل أهل السنة والجماعة ينظرون للشيخ ربيع المدخلي نظرة أخرى فقد كان الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ممن يزنون الأمور بعلم وفهم وورع، فأنبأتنا هذه الزلات( ) الشنيعة في العقيدة والمنهج بشيء من التراجع عنه فإلى الله المشتكى.
وعلى هذا فليس من ديننا أن نُلْزِم أنفسنا أو غيرنا بقول أحد لا نخرج عن قوله كائناً من كان، إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإجماع علماء أهل السنة والجماعة، وقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم أن يقولوا الحق، ولا يخشوا في الله لومة لائم، وأن يثبتوا على الحق، وإن خذلهم الناس.
قال تعالى: ** لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ }[آل عمران:187].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه)). قال أبو سعيد: فما زال بنا البلاء حتى قصرنا. ( )
قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1/325) : ((وفي الحديث: النهي المؤكد عن كتمان الحق خوفاً من الناس)).اهـ
وقال ابن الوزير في العواصم والقواصم (1/223): (( ولو أن العلماء رضي الله عنهم تركوا الذّبَّ عن الحق، خوفاً من كلام الخلق لكانوا قد أضاعوا كثيراً، وخافوا حقيراً)).اهـ
ولهذا انبرى علماء أهل السنة والجماعة في الرد على الشيخ (( ربيع المدخلي )) حماية لدين الله تعالى، ودفاعاً عن منهج السلف الصالح ، والانتصار لعقيدة الفرقة
الناجية المنصورة، كل هذا غيرة على كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم).
هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بما كتبت وأن يهدينا والمسلمين إلى سواء السبيل إنه نعم المولى ونعم النصير.
كتبه
أبو عبد الله السلفي
يوم 12رجب 1426هـ
القاصمة الأولى:
تلفظ الشيخ ربيع المدخلي
على الله تعالى
(( بألفاظ لا تليق بجلاله عز وجل ))
الشيخ ربيع المدخلي يتلفظ كعادته بألفاظ وعبارات وهو لا يشعر إنها في حق الله عزّ وجلّ مما لا تليق بجلاله منها: ما هو خطأ قبيح صريح في اللفظ وفي المعنى، ومنها: ما هو خطأ قبيح في اللفظ.* قال ربيع المدخلي: (( هو بنفسه – يعني الشيخ ابن باز – هذ كلامه مسجل، يقول: إني ما قرأت للبنا، والمودودي، ولا شيء، إنسان وقته كله مشغول بقضايا الأمة( )، ما عنده فراغ للهراءات هذه، حنا عندنا وقت فراغ نتابع هذه البلايات)).
فقال السائل: على قولك يا شيخ، راح يقولون: الشيخ ابن باز ما يفقه الواقع؟
قال ربيع المدخلي: (( الشيخ يفقه الواقع، لكن ما يفقه الواقع كله مثل الله))( ).اهـ كلام المدخلي
فقوله: (( لكن ما يفقه الواقع كله مثل الله )) فهذا التعبير في أن الله يفقه الواقع كله لا يليق في حق الله تعالى، فهذا التعبير قبيح لفظاً ومعنى مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة في إطلاق الألفاظ الغير شرعية على الله عز وجل.
ومن تأمل التاريخ وجد أن من طرائق المبتدعة الإتيان بأمثال هذه الألفاظ المجملة التي ليست في الكتاب ولا في السنة، ولا تكلم بها سلف الأمة إذاً فلا يجوز لأحد أن يعبر أو يخاطب الله بهذه العبارات كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في الفتاوى (6/103) و(12/114) و(12/114)،وغيره من العلماء.
قال ابن القيم – رحمه الله – في إعلام الموقعين (4/170): ((...ومعلوم أن تلك الألفاظ لا تَفِي بما تَفِي به النصوص من الحكم والدليل وحسن البيان، فتولد من هجران ألفاظ النصوص، والإقبال على الألفاظ الحادثة، وتعليق الأحكام بها على الأمة من الفساد ما لا يعلمه إلا الله، فألفاظ النصوص عصمة وحجة( )، بريئة من الخطأ والتناقض والتعقيد والاضطراب )).اهـ
ومن أجل هذا كله، ترى أقوال وفتاوى الراسخين في العلم المقتفين لأثر الصحابة والتابعين مطابقة لألفاظ القرآن والسنة، يتحرون ذلك غاية التحري، فحصلت لهم السلامة، ومن حاد عن سبيلهم حصل له الخطأ والزلل والله المستعان.
وإطلاق هذه الألفاظ المجملة من سمة أهل الأهواء فافطن لهذا.
ولقد أنكر ابن القيم– رحمه الله - هذه الألفاظ على الله تعالى كـ(الفقيه، العاقل) وغيرها بقوله في بدائع الفوائد (1/184): (( وإذا عرفت هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمة معنى، وأبعده ، وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص، فله من صفة الإدراكات: العليم الخبير، دون العاقل الفقيه( ) ، والسميع البصير دون السامع والباصر والناظر )).اهـ
هذه عقيدة أهل السنة والجماعة في مثل هذه الألفاظ المجملة فتنبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله ) في الرد على البكري (1/614):((فالمعاني الثابتة بالكتاب والسنة يجب إثباتها، والمعاني المنفية بالكتاب والسنة يجب نفيها، والعبارة الدالة على المعاني نفياً وإثباتاً إن وجدت في كلام أحد، فظهر مراده من ذلك، رتب عليه حكمه، وإلا رجع إليه فيه )).اهـ
وأين هذا من الأئمة الراسخين الذين لا يطلقون ما لم يؤثر من العبارات.
قال ابن رجب (رحمه الله ) – ممتدحاً الموَفَّق ابن قدامة - : (( لا يرى إطلاق ما لم يؤثر من العبارات )) ( ).اهـ ويعني ذلك بأن الذي يطلق هذه العبارات مذموماً لأنه مخالف لأهل السنة، موافق لأهل البدع.
ومما لا يليق ذكره في حق الله عز وجل ما قاله الشيخ ربيع المدخلي بقوله – معلقاً على من يرمي دعاة التوحيد بأنهم دراويش - فقال: (( يعني ربّنا درويش ؟ والرسول درويش ؟ يا جماعة اتقوا الله، الآن الذي يحارب هذه الأشياء يقولون: درويش، وهذه دروشة)) ( ).اهـ كلام المدخلي
فقوله: ((يعني ربّنا درويش ؟!! والرسول درويش ؟ )) ( ) فهذا اللفظ في حق الله تعالى، وفي حق الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبيح جداً لأنه مخالف للآداب الإسلامية. ( ) وقد تقدم كلام أهل العلم في مثل هذه الإطلاقات، ونهيهم عنها.
* وقال ربيع المدخلي – وهو يرد على التكفيريين - : (( الآن الذي يناطح الحكام عميل ليه ربّنا ما ناطح الحكام ولماذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يناطح هذه المناطحات ؟أهؤلاء أهدى من الله ؟، وأهدى من رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟)).( ) اهـ كلام ربيع المدخلي
فقوله: (( ربّنا ما ناطح الحكام )) فيه سوء أدب مع الله تعالى، لأنه يحرم علينا أن نعبر عن الله تعالى بالمناطحة سبحانك هذا بهتان عظيم. ( )
فلا نصف الله تعالى إلا بما يليق بجلاله، وبما ثبت وصح ، وليس باب الأخبار مفتوحاً لكل أحد يخبر عن الله تعالى، ولو بصفة وأفعال الحيوانات( ) والعياذ بالله.
فالمدخلي – كما تقدم – أتى بعبارات في حق الله تعالى سيئة جدّاً تشمئز منها قلوب الموحدين، وتقشعر منها جلود المؤمنين، و {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً }[مريم:90].
وقوله : (( ولماذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يناطح هذه المناطحات)) فهذا لفظ سيئ في حق النبي الكريم(صلى الله عليه وسلم) تشمئز منه قلوب أهل السنة والجماعة لأنه ليس فيه أدنى أدب مع الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) سيد الخلق(صلى الله عليه وسلم) الذي قال الله تعالى عنه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[ القلم4].
واطلاقه النطح على الله تعالى، ورسوله (صلى الله عليه وسلم) هذا فيه سب وعيب في حق الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) له حكم غليظ عند أهل السنة والجماعة يعرفه الشيخ ربيع المدخلي بلا شك سواء شعر أو لم يشعر، إذا لم يتراجع عنه، وقد نصح وبين له انحرافه في ذلك والله المستعان. ( )
* وقال ربيع المدخلي – وهو يرد على دعاة الحاكمية - : (( لكن ما عرف، لا حاكم، لا حاكم إلا الله بس، ربّي بس عسكري كبير، ما يُعْبَدُ ؟ وما فيه عبادة ؟ نستغفر الله، ونتوب إليه، والله يصوروا ربّي كأنه حاكم كبير، كأنه بس جاء يحكم)).( ) اهـ كلام ربيع المدخلي
فتأمل قوله – وإن كان على سبيل التهكم – (( ربِّي بس عسكري كبير)). وقوله : (( كأنه بس جاء يحكم)). فهذا إطلاق قبيح في حق الله تعالى كما مر ذلك.
وقال ربيع المدخلي وهو يرد على إخوانيّ : (( والله أنا أعرف واحد من كبار الإخوان يقول: نحن ها نهتف باسم الله، فإذا وصلنا إلى الكراسي نَحُطّ ربَّنا في أي حِتّة .
قال ربيع المدخلي – معلقاً - : والله هذا الذي حكى لي ، وهو صادق، وهذا الآن السودان، خلاص، انتهى، الله حطُّوه في أي حِتّة، ما أدري فين )) ( ). اهـ كلام ربيع المدخلي
فتأمل كيف أن المدخلي عندما حكى هذه الكلمة المنكرة لم يكتفِ بنكارتها وشناعتها، بل ذكرها ورددها بدون أي تعليق وتبيين حكم من يتلفظ بهذه الألفاظ نعوذ بالله من الزيغ. بل أضاف عليها كلمة (( ما أدري فين )) والعياذ بالله ، هكذا يعقب عليها بهذا الأسلوب الشنيع؟!! فيا سبحان الله العظيم، أين من ينافح عن الله سبحانه وأنبيائه في ردوده على سيد قطب ؟ هل أصابت ربيع المدخلي العدوى ؟
ذكر أحد الذين يمدحون أنفسهم في قصيدة طويلة قال فيها:
وكـنـتُ عَيْنَ الــقُــدسِ فـي أَزَلٍ
يُسبِّح الكونُ تسبيحاً لإجلالي
فالعرشُ والفَرْشُ والأكوانُ أجمعه
الكلُّ في سعتي مستهلكٌ بالي
فاستنكَرَ الشيخ ربيع المدخلي هذه الكلمات إلا أنه عبر بتعبير سيئ قبيح في حق الله فقال: (( يعني الكون كله كالرملة في يده، ما هو بشيء، هذا إله عظيم، طاح الله، مات الله، ماله وجود، خلاص، انتهى، هو سيد هذا الكون )). ( ). اهـ كلام ربيع المدخلي
هكذا يصف الله تعالى : (( طاح الله، مات...)) نعوذ بالله، وهذا لا يليق بالله تعالى. ( )
* قال ربيع المدخلي في مناقشة دارت بينه وبين بعض طلبة العلم من الإمارات في بيته بمكة بتاريخ 25 جمادى الآخر 1426هـ في مسألة وقوعه في الإرجاء فغضب وقال: (( الله مرجئ ؟!، الرسول مرجئ ؟!، الصحابة مرجئة ؟! )). اهـ كلام ربيع المدخلي
هكذا والعياذ بالله يعبر مثل هذه التعبيرات المنكرة في حق الله تعالى، وحق الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وحق الصحابة الكرام!
* وقال ربيع المدخلي : (( الله مو فنان ))( ) اهـ كلام ربيع المدخلي
إضافة المدخلي لله تعالى صفة اللسان :
• قال ربيع المدخلي : (( يا إخوتاه، حذر الله كثيراً من التفرق، وذم التفرق {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }الأنعام:159، أنت بريء منهم يا محمد، يا الله إذا تبرأ منك رسول الله على لسان ربنا! على قول الله تبارك وتعالى{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ } الآية كيف ما نخاف يا إخوتاه )) ( ). اهـ كلام ربيع المدخلي فقوله : (( على لسان ربّنا )) هذه طامة من طوام ربيع المدخلي، لأن لم يثبت في الكتاب والسنة صفة اللسان لله تعالى . ( ) والأصل أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو بما وصفه الرسول (صلى الله عليه وسلم) من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه. ( )والألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة فإن تعليق الاعتقادات والأعمال والأحكام عليها يجر إلى أقوال باطلة، ويتولد من الشر بسببها ما لايعلمه الا الله.( )( ) وقوله (( على لسان ربّنا )) ماذا تظن لو قال هذا القول أحد من مخالفيه حتى لو من أهل السنة والجماعة ؟ ماذا كان سيقول في حقه؟ فلو عاملناه بأسلوبه القائم على الشدة على خصومه حتى لو كانوا من أهل السنة والجماعة من القذف بالعظائم، وغير ذلك، لرميناه هنا بالمهلكات لكن يأبى المؤمنون إلا العدل والإنصاف.
القاصمة الثانية:
تلفظه على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما لا يليق به:
*قال ربيع المدخلي وهو يذم من يرمي دعاة التوحيد بأنهم دراويش : (( يعني ربّنا درويش ؟!، والرسول درويش ؟!، يا جماعة اتقوا الله، الآن الذي يحارب هذه الأشياء يقولون: درويش، وهذه دروشة !!! ))( ).اهـ
ومعلوم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد اتهمه بقومه بعدة اتهامات كـ(ساحر ومجنون...الخ) عندما دعى إلى التوحيد...فلم يقل لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( يا جماعة اتقوا الله، يعني ربّنا ساحر وشاعر ؟!!) حاشاه (صلى الله عليه وسلم) أن يقول أو يتلفظ بذلك فهذه الألفاظ لم يتلفظ بها علماء الدعوة إلى التوحيد( ).
*وقال ربيع المدخلي - وهو يرد على الذين يرمون أهل السنة بالعمالة -: (( الآن الذي لا يناطح الحكام عميل ليه ربّنا ما ناطح الحكام ؟ ولماذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يناطح هذه المناطحات ))( ).اهـ
فقوله: (( ولماذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يناطح هذه المناطحات)) فهذا يحرم عليه أن يقول: (( الرسول ما كان يناطح )) وهو تعبير منكر لأنه يشبه الرسول العظيم - والعياذ بالله - بما لايجوز وصفه ولا قوله هل يجوز أيها المقلدة للشيخ ربيع أن يقول ذلك، أو يعبر عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالمناطحة ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
القاصمة الثالثة:
طعن الشيخ ربيع المدخلي
في نبي الله سليمان (عليه السلام) برميه له بأنه لا يعرف الواقع
وأن الهدهد يعرف الواقع أكثر منه
لقد استدل ربيع المدخلي في رده على أهل الواقع الذين غلو في فقه الواقع بقصة بقصة الطير مع نبي الله سليمان (عليه السلام ) بقوله تعالى على لسان الهدهد: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }النمل:22.
فكان من جملة كلام ربيع المدخلي أن قال – وهو غير متأدب مع الأنبياء -: ((طير عرف الواقع، ونبي الله ما عرف الواقع ، هل يصير الطير أفضل من نبي الله سليمان ))( ).اهـ كلام المدخلي.
* وقال ربيع المدخلي : (( نبي الله سليمان يسقط لأن الطير – ما هو أنسان – طير عرف أن هناك دولة، وفيها شرك، وسليمان والله ما يدري ، والله ما يدري( ) أن هناك دولة تملكها امرأة..يكفيه شرفاً – يعني الهدهد - يكفيه عرف منهج الأنبياء الذين منهم سليمان، وهو ما كان يعرف الواقع مثل ما ندعي الآن، عرفتم؟، أنا أقول هذا الكلام صراحة لأننا عانينا من الواقع هذا معاناة لا يعلمها إلا الله، أصبح والله طاغوتاً )) ( ). اهـ كلام المدخلي
* وقال ربيع المدخلي : (( شفت العصفور عرف الواقع أكثر منه – يعني سليمان عليه السلام – هل هذا ينقصه )) ( ). اهـ كلام المدخلي
فنفى عن سليمان عليه السلام معرفة الواقع، وجعل الهدهد أعلم منه بكثير من الواقع، وهذا فيه طعن في حق نبي الله سليمان عليه السلام، وعدم التأدب معه وهذا تعبير سيئ في حق نبي الله سليمان عليه السلام...فلا يجوز لأي مسلم إطلاق هذا التعبير وإن كان قصده حسناً.
وهل كون الهدهد عرف بعض ما في مملكة سبأ يكون بهذا قد عرف الواقع أكثر من سليمان عليه السلام...إن هذه آبدة الأوابد
ولقد عبر الهدهد بعبارة أدق وأليق من عبارة ربيع المدخلي فإنه أدعى أنه عرف شيئاً لم يعرفه سليمان عليه السلام، وهذا التعبير أحسن من تعبير ربيع المدخلي( )، وهذا يقدح في عدالة ربيع المدخلي فتنبه.
القاصمة الرابعة:
طعن الشيخ ربيع المدخلي
في جبريل (عليه السلام) برميه له بالعجز في السياسة
وهذا ليس من الآداب الشرعية في حق جبريل القوي الأمين
عليه السلام
• قال ربيع المدخلي - معلقاً على على الخوض في غمار السياسة العصرية -: (( هذه طبيعة البشر، ما كل الناس مثل ابن تيمية، وما كل الناس مثل أحمد والبخاري، الناس كإبل مئة، لا تجد فيها راحلة، في ذلك الزمان أما الآن في المليون لا تجد راحلة، كيف تكلفوا الواحد يعرف العلوم الشرعية، ويتقنها كلها، ويخوض في بحور السياسة إلى آخره، يمكن جبريل يعجز عن هذا( )، والله سليمان هذا نبي، شوف العصفور عرف الواقع أكثر منه هل هذا ينقصه؟ ينقصه هذا ؟)). اهـ كلام المدخلي
• هكذا يقول بأن جبريل عليه السلام يعجز عن السياسة والعياذ بالله!
منقوووووووووووووووووووووووووووول من شبكة الاثري والحلقة القادمة ...فيه الجديد انتظرونا ..قاهر المرجئة
في
العقيدة والمنهج
حوار مع الشيخ "ربيع المدخلي" في انحرافاته ومجازفاته
ومخالفاته لمنهج السلف الصالح
إعداد
أبي عبد الله السلفي
الوعد المزعوم
فقد وعد الشيخ ربيع المدخلي أن من أظهر له أخطاءه فإنه يعطيه جائزة – مزعومة -، فإن عجز عن ذلك أخلص له في الدعاء( ) .
ولكن الأمر كما قال الله تعالى : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}الصف: 2-3.
وكما قيل:
إذا لـم تُـوَافِقْ قَـوْلَةٌ مِنْكَ فِـعْلَةً
فَفِي كُـلِّ جُـزْءٍ مِنْ حَـدِيثكَ تُفْضَحُ
وللعلم قد أدرك الشيخ ربيع المدخلي كثيراً من أخطائه قديماً وحديثاً، ولم يرجع إلى الآن.
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تمسك بسنته، وسار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد:
هناك فتن عظيمة تعرض للعبد، فيجب عليه أن يكون على معرفة بها، وعلى حذر منها، كما يجب عليه أن يعرف ما هو المخرج منها إذا ابتلي بها.
ومن هذه الفتن، فتن الزلات والأخطاء التي يقع فيها المخالف، التي تحول بين المرء، وبين الصراط المستقيم إذا لم يرجع عنها، فيجب التبصر فيها، ومعرفة تفاصيلها، من أجل أن ينجو منها ويأخذ بالمنافع، ويجتنب المضار، ولا يلصق نفسه بالمخالف كالمتعصب فيهلك، وهو لا يشعر.
ومن هذه الزلات والأخطاء، زلات وأخطاء الشيخ ربيع المدخلي – هداه الله تعالى – التي خالف فيها منهج السلف الصالح، وعلماء أهل السنة والجماعة، والتي يجب أن يعلن توبته عنها ويعلن رجوعه عنها فلذلك نبينها، ونرد عليها نصحاً له، وللمسلمين لكي لا يقعوا فيها، وخوفاً من انتشارها بين شباب الأمة الإسلامية، وحماية لمقلديه من الوقوع فيها لأنهم وللأسف لا يميزون بين أخطاء شيخهم وبين إصاباته مما يجعلهم لا يتثبتون فيما يقوله في كتبه ومقالاته وأشرطته لجهل أكثرهم( ) بمنهج أهل السنة والجماعة
ولذلك على كثرة ردود علماء أهل السنة والجماعة على زلاته وزلاتهم لم يرجع هو، ولم يرجعوا هم ؟!( ) فهؤلاء يعتبرون من المشاقين لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) واتباعه من علماء أهل السنة والجماعة وأتباعهم المؤمنين.
قال تعالى : {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }.[النساء:115].
فصار بسبب زلات وأخطاء العبد مشاقا للرسول (صلى الله عليه وسلم) والسلف الصالح وعلماء أهل السنة والجماعة وأتباعهم. ولذلك هؤلاء لا يصبرون عند الفتن والخلاف ليثبت على الحق، وإنما يفرون من الحق، ويطاوعون الصوارف عن الحق، ويظنون أنهم بذلك ينجون.
فالفتنة: هي الابتلاء والامتحان ليظهر بذلك الصادق في إيمانه، الثابت على عقيدته، من المذبذب المزعزع الذي تعصف به عواصف ا لفتن، والعصبية للأشخاص.ولعل الله تعالى كتب هذا الخلاف أن يستفحل بين علماء أهل السنة والجماعة وبين الشيخ ربيع المدخلي ومقلديه، لتنكشف أمورهم المخالفة للكتاب والسنة في مسائل الإيمان وغيرها.وللعلم بأن أهل العلم عاملوه على الظاهر( ) في عقيدته( )، وقد تبين بأن عنده خبط وخلط في عقيدة أهل السنة والجماعة لا يعرفها أكثر السلفيين لاحسان الظن به فلذلك اتخذها الشيخ ربيع المدخلي( ) ومقلدوه، لصد العلماء وأتباعهم عن كشف أخطائه لكن يأبى الله تعالى ثم المؤمنون إلا أن ينكشف منهجهم هذا المخالف لمنهج السلف الصالح. ( ) وهذا يدل على أن الشيخ ربيع المدخلي لم يتقن عقيدة أهل السنة والجماعة جيداً...وإن كان في الجملة يعتقد المعتقد الصحيح.
وإن الواقف على مثل هذه الكلمات ليتعجب كيف لم تظر هذه الطامات من قبل!( )
ولكن لو نظرنا إلى أن علماء أهل السنة والجماعة لم يهتموا بكتب الشيخ ربيع المدخلي، وأشرطته، وأن كثيراً من مخالفيه لم يُوَفُقوا لمعرفة زلاته في أصول الدين. ( )
وأخطاء الشيخ ربيع المدخلي، لو أعتنى أحد بجمعها من كتبه وأشرطته لوقف على شطحات مخزية...وهذا يدل على أن المجال مفتوح لمن يحب أن يكشف عوار منهجه هو ومقلديه في شبكة سحاب المخلطة.
وكذلك يبين الآثار السيئة على الدعوة السلفية المباركة. ( )
فمن أراد الله عز وجل به خيراً عَرَفَ الزُّخْرَفَ والبَهْرَج، ورجع إلى قافلة السالكين إلى الله تعالى، ولله الحمد والمنة ومن أراد الله فتنته هلك والعياذ بالله.
قال تعالى: ** وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً }[المائدة:41]وقال تعالى: ** وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }[النور:40].
وإذا كان كذلك فهذا مما يجعل أهل السنة والجماعة ينظرون للشيخ ربيع المدخلي نظرة أخرى فقد كان الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ممن يزنون الأمور بعلم وفهم وورع، فأنبأتنا هذه الزلات( ) الشنيعة في العقيدة والمنهج بشيء من التراجع عنه فإلى الله المشتكى.
وعلى هذا فليس من ديننا أن نُلْزِم أنفسنا أو غيرنا بقول أحد لا نخرج عن قوله كائناً من كان، إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإجماع علماء أهل السنة والجماعة، وقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم أن يقولوا الحق، ولا يخشوا في الله لومة لائم، وأن يثبتوا على الحق، وإن خذلهم الناس.
قال تعالى: ** لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ }[آل عمران:187].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه)). قال أبو سعيد: فما زال بنا البلاء حتى قصرنا. ( )
قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1/325) : ((وفي الحديث: النهي المؤكد عن كتمان الحق خوفاً من الناس)).اهـ
وقال ابن الوزير في العواصم والقواصم (1/223): (( ولو أن العلماء رضي الله عنهم تركوا الذّبَّ عن الحق، خوفاً من كلام الخلق لكانوا قد أضاعوا كثيراً، وخافوا حقيراً)).اهـ
ولهذا انبرى علماء أهل السنة والجماعة في الرد على الشيخ (( ربيع المدخلي )) حماية لدين الله تعالى، ودفاعاً عن منهج السلف الصالح ، والانتصار لعقيدة الفرقة
الناجية المنصورة، كل هذا غيرة على كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم).
هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بما كتبت وأن يهدينا والمسلمين إلى سواء السبيل إنه نعم المولى ونعم النصير.
كتبه
أبو عبد الله السلفي
يوم 12رجب 1426هـ
القاصمة الأولى:
تلفظ الشيخ ربيع المدخلي
على الله تعالى
(( بألفاظ لا تليق بجلاله عز وجل ))
الشيخ ربيع المدخلي يتلفظ كعادته بألفاظ وعبارات وهو لا يشعر إنها في حق الله عزّ وجلّ مما لا تليق بجلاله منها: ما هو خطأ قبيح صريح في اللفظ وفي المعنى، ومنها: ما هو خطأ قبيح في اللفظ.* قال ربيع المدخلي: (( هو بنفسه – يعني الشيخ ابن باز – هذ كلامه مسجل، يقول: إني ما قرأت للبنا، والمودودي، ولا شيء، إنسان وقته كله مشغول بقضايا الأمة( )، ما عنده فراغ للهراءات هذه، حنا عندنا وقت فراغ نتابع هذه البلايات)).
فقال السائل: على قولك يا شيخ، راح يقولون: الشيخ ابن باز ما يفقه الواقع؟
قال ربيع المدخلي: (( الشيخ يفقه الواقع، لكن ما يفقه الواقع كله مثل الله))( ).اهـ كلام المدخلي
فقوله: (( لكن ما يفقه الواقع كله مثل الله )) فهذا التعبير في أن الله يفقه الواقع كله لا يليق في حق الله تعالى، فهذا التعبير قبيح لفظاً ومعنى مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة في إطلاق الألفاظ الغير شرعية على الله عز وجل.
ومن تأمل التاريخ وجد أن من طرائق المبتدعة الإتيان بأمثال هذه الألفاظ المجملة التي ليست في الكتاب ولا في السنة، ولا تكلم بها سلف الأمة إذاً فلا يجوز لأحد أن يعبر أو يخاطب الله بهذه العبارات كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في الفتاوى (6/103) و(12/114) و(12/114)،وغيره من العلماء.
قال ابن القيم – رحمه الله – في إعلام الموقعين (4/170): ((...ومعلوم أن تلك الألفاظ لا تَفِي بما تَفِي به النصوص من الحكم والدليل وحسن البيان، فتولد من هجران ألفاظ النصوص، والإقبال على الألفاظ الحادثة، وتعليق الأحكام بها على الأمة من الفساد ما لا يعلمه إلا الله، فألفاظ النصوص عصمة وحجة( )، بريئة من الخطأ والتناقض والتعقيد والاضطراب )).اهـ
ومن أجل هذا كله، ترى أقوال وفتاوى الراسخين في العلم المقتفين لأثر الصحابة والتابعين مطابقة لألفاظ القرآن والسنة، يتحرون ذلك غاية التحري، فحصلت لهم السلامة، ومن حاد عن سبيلهم حصل له الخطأ والزلل والله المستعان.
وإطلاق هذه الألفاظ المجملة من سمة أهل الأهواء فافطن لهذا.
ولقد أنكر ابن القيم– رحمه الله - هذه الألفاظ على الله تعالى كـ(الفقيه، العاقل) وغيرها بقوله في بدائع الفوائد (1/184): (( وإذا عرفت هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمة معنى، وأبعده ، وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص، فله من صفة الإدراكات: العليم الخبير، دون العاقل الفقيه( ) ، والسميع البصير دون السامع والباصر والناظر )).اهـ
هذه عقيدة أهل السنة والجماعة في مثل هذه الألفاظ المجملة فتنبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله ) في الرد على البكري (1/614):((فالمعاني الثابتة بالكتاب والسنة يجب إثباتها، والمعاني المنفية بالكتاب والسنة يجب نفيها، والعبارة الدالة على المعاني نفياً وإثباتاً إن وجدت في كلام أحد، فظهر مراده من ذلك، رتب عليه حكمه، وإلا رجع إليه فيه )).اهـ
وأين هذا من الأئمة الراسخين الذين لا يطلقون ما لم يؤثر من العبارات.
قال ابن رجب (رحمه الله ) – ممتدحاً الموَفَّق ابن قدامة - : (( لا يرى إطلاق ما لم يؤثر من العبارات )) ( ).اهـ ويعني ذلك بأن الذي يطلق هذه العبارات مذموماً لأنه مخالف لأهل السنة، موافق لأهل البدع.
ومما لا يليق ذكره في حق الله عز وجل ما قاله الشيخ ربيع المدخلي بقوله – معلقاً على من يرمي دعاة التوحيد بأنهم دراويش - فقال: (( يعني ربّنا درويش ؟ والرسول درويش ؟ يا جماعة اتقوا الله، الآن الذي يحارب هذه الأشياء يقولون: درويش، وهذه دروشة)) ( ).اهـ كلام المدخلي
فقوله: ((يعني ربّنا درويش ؟!! والرسول درويش ؟ )) ( ) فهذا اللفظ في حق الله تعالى، وفي حق الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبيح جداً لأنه مخالف للآداب الإسلامية. ( ) وقد تقدم كلام أهل العلم في مثل هذه الإطلاقات، ونهيهم عنها.
* وقال ربيع المدخلي – وهو يرد على التكفيريين - : (( الآن الذي يناطح الحكام عميل ليه ربّنا ما ناطح الحكام ولماذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يناطح هذه المناطحات ؟أهؤلاء أهدى من الله ؟، وأهدى من رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟)).( ) اهـ كلام ربيع المدخلي
فقوله: (( ربّنا ما ناطح الحكام )) فيه سوء أدب مع الله تعالى، لأنه يحرم علينا أن نعبر عن الله تعالى بالمناطحة سبحانك هذا بهتان عظيم. ( )
فلا نصف الله تعالى إلا بما يليق بجلاله، وبما ثبت وصح ، وليس باب الأخبار مفتوحاً لكل أحد يخبر عن الله تعالى، ولو بصفة وأفعال الحيوانات( ) والعياذ بالله.
فالمدخلي – كما تقدم – أتى بعبارات في حق الله تعالى سيئة جدّاً تشمئز منها قلوب الموحدين، وتقشعر منها جلود المؤمنين، و {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً }[مريم:90].
وقوله : (( ولماذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يناطح هذه المناطحات)) فهذا لفظ سيئ في حق النبي الكريم(صلى الله عليه وسلم) تشمئز منه قلوب أهل السنة والجماعة لأنه ليس فيه أدنى أدب مع الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) سيد الخلق(صلى الله عليه وسلم) الذي قال الله تعالى عنه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[ القلم4].
واطلاقه النطح على الله تعالى، ورسوله (صلى الله عليه وسلم) هذا فيه سب وعيب في حق الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) له حكم غليظ عند أهل السنة والجماعة يعرفه الشيخ ربيع المدخلي بلا شك سواء شعر أو لم يشعر، إذا لم يتراجع عنه، وقد نصح وبين له انحرافه في ذلك والله المستعان. ( )
* وقال ربيع المدخلي – وهو يرد على دعاة الحاكمية - : (( لكن ما عرف، لا حاكم، لا حاكم إلا الله بس، ربّي بس عسكري كبير، ما يُعْبَدُ ؟ وما فيه عبادة ؟ نستغفر الله، ونتوب إليه، والله يصوروا ربّي كأنه حاكم كبير، كأنه بس جاء يحكم)).( ) اهـ كلام ربيع المدخلي
فتأمل قوله – وإن كان على سبيل التهكم – (( ربِّي بس عسكري كبير)). وقوله : (( كأنه بس جاء يحكم)). فهذا إطلاق قبيح في حق الله تعالى كما مر ذلك.
وقال ربيع المدخلي وهو يرد على إخوانيّ : (( والله أنا أعرف واحد من كبار الإخوان يقول: نحن ها نهتف باسم الله، فإذا وصلنا إلى الكراسي نَحُطّ ربَّنا في أي حِتّة .
قال ربيع المدخلي – معلقاً - : والله هذا الذي حكى لي ، وهو صادق، وهذا الآن السودان، خلاص، انتهى، الله حطُّوه في أي حِتّة، ما أدري فين )) ( ). اهـ كلام ربيع المدخلي
فتأمل كيف أن المدخلي عندما حكى هذه الكلمة المنكرة لم يكتفِ بنكارتها وشناعتها، بل ذكرها ورددها بدون أي تعليق وتبيين حكم من يتلفظ بهذه الألفاظ نعوذ بالله من الزيغ. بل أضاف عليها كلمة (( ما أدري فين )) والعياذ بالله ، هكذا يعقب عليها بهذا الأسلوب الشنيع؟!! فيا سبحان الله العظيم، أين من ينافح عن الله سبحانه وأنبيائه في ردوده على سيد قطب ؟ هل أصابت ربيع المدخلي العدوى ؟
ذكر أحد الذين يمدحون أنفسهم في قصيدة طويلة قال فيها:
وكـنـتُ عَيْنَ الــقُــدسِ فـي أَزَلٍ
يُسبِّح الكونُ تسبيحاً لإجلالي
فالعرشُ والفَرْشُ والأكوانُ أجمعه
الكلُّ في سعتي مستهلكٌ بالي
فاستنكَرَ الشيخ ربيع المدخلي هذه الكلمات إلا أنه عبر بتعبير سيئ قبيح في حق الله فقال: (( يعني الكون كله كالرملة في يده، ما هو بشيء، هذا إله عظيم، طاح الله، مات الله، ماله وجود، خلاص، انتهى، هو سيد هذا الكون )). ( ). اهـ كلام ربيع المدخلي
هكذا يصف الله تعالى : (( طاح الله، مات...)) نعوذ بالله، وهذا لا يليق بالله تعالى. ( )
* قال ربيع المدخلي في مناقشة دارت بينه وبين بعض طلبة العلم من الإمارات في بيته بمكة بتاريخ 25 جمادى الآخر 1426هـ في مسألة وقوعه في الإرجاء فغضب وقال: (( الله مرجئ ؟!، الرسول مرجئ ؟!، الصحابة مرجئة ؟! )). اهـ كلام ربيع المدخلي
هكذا والعياذ بالله يعبر مثل هذه التعبيرات المنكرة في حق الله تعالى، وحق الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وحق الصحابة الكرام!
* وقال ربيع المدخلي : (( الله مو فنان ))( ) اهـ كلام ربيع المدخلي
إضافة المدخلي لله تعالى صفة اللسان :
• قال ربيع المدخلي : (( يا إخوتاه، حذر الله كثيراً من التفرق، وذم التفرق {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }الأنعام:159، أنت بريء منهم يا محمد، يا الله إذا تبرأ منك رسول الله على لسان ربنا! على قول الله تبارك وتعالى{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ } الآية كيف ما نخاف يا إخوتاه )) ( ). اهـ كلام ربيع المدخلي فقوله : (( على لسان ربّنا )) هذه طامة من طوام ربيع المدخلي، لأن لم يثبت في الكتاب والسنة صفة اللسان لله تعالى . ( ) والأصل أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو بما وصفه الرسول (صلى الله عليه وسلم) من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه. ( )والألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة فإن تعليق الاعتقادات والأعمال والأحكام عليها يجر إلى أقوال باطلة، ويتولد من الشر بسببها ما لايعلمه الا الله.( )( ) وقوله (( على لسان ربّنا )) ماذا تظن لو قال هذا القول أحد من مخالفيه حتى لو من أهل السنة والجماعة ؟ ماذا كان سيقول في حقه؟ فلو عاملناه بأسلوبه القائم على الشدة على خصومه حتى لو كانوا من أهل السنة والجماعة من القذف بالعظائم، وغير ذلك، لرميناه هنا بالمهلكات لكن يأبى المؤمنون إلا العدل والإنصاف.
القاصمة الثانية:
تلفظه على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما لا يليق به:
*قال ربيع المدخلي وهو يذم من يرمي دعاة التوحيد بأنهم دراويش : (( يعني ربّنا درويش ؟!، والرسول درويش ؟!، يا جماعة اتقوا الله، الآن الذي يحارب هذه الأشياء يقولون: درويش، وهذه دروشة !!! ))( ).اهـ
ومعلوم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد اتهمه بقومه بعدة اتهامات كـ(ساحر ومجنون...الخ) عندما دعى إلى التوحيد...فلم يقل لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( يا جماعة اتقوا الله، يعني ربّنا ساحر وشاعر ؟!!) حاشاه (صلى الله عليه وسلم) أن يقول أو يتلفظ بذلك فهذه الألفاظ لم يتلفظ بها علماء الدعوة إلى التوحيد( ).
*وقال ربيع المدخلي - وهو يرد على الذين يرمون أهل السنة بالعمالة -: (( الآن الذي لا يناطح الحكام عميل ليه ربّنا ما ناطح الحكام ؟ ولماذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يناطح هذه المناطحات ))( ).اهـ
فقوله: (( ولماذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يناطح هذه المناطحات)) فهذا يحرم عليه أن يقول: (( الرسول ما كان يناطح )) وهو تعبير منكر لأنه يشبه الرسول العظيم - والعياذ بالله - بما لايجوز وصفه ولا قوله هل يجوز أيها المقلدة للشيخ ربيع أن يقول ذلك، أو يعبر عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالمناطحة ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
القاصمة الثالثة:
طعن الشيخ ربيع المدخلي
في نبي الله سليمان (عليه السلام) برميه له بأنه لا يعرف الواقع
وأن الهدهد يعرف الواقع أكثر منه
لقد استدل ربيع المدخلي في رده على أهل الواقع الذين غلو في فقه الواقع بقصة بقصة الطير مع نبي الله سليمان (عليه السلام ) بقوله تعالى على لسان الهدهد: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }النمل:22.
فكان من جملة كلام ربيع المدخلي أن قال – وهو غير متأدب مع الأنبياء -: ((طير عرف الواقع، ونبي الله ما عرف الواقع ، هل يصير الطير أفضل من نبي الله سليمان ))( ).اهـ كلام المدخلي.
* وقال ربيع المدخلي : (( نبي الله سليمان يسقط لأن الطير – ما هو أنسان – طير عرف أن هناك دولة، وفيها شرك، وسليمان والله ما يدري ، والله ما يدري( ) أن هناك دولة تملكها امرأة..يكفيه شرفاً – يعني الهدهد - يكفيه عرف منهج الأنبياء الذين منهم سليمان، وهو ما كان يعرف الواقع مثل ما ندعي الآن، عرفتم؟، أنا أقول هذا الكلام صراحة لأننا عانينا من الواقع هذا معاناة لا يعلمها إلا الله، أصبح والله طاغوتاً )) ( ). اهـ كلام المدخلي
* وقال ربيع المدخلي : (( شفت العصفور عرف الواقع أكثر منه – يعني سليمان عليه السلام – هل هذا ينقصه )) ( ). اهـ كلام المدخلي
فنفى عن سليمان عليه السلام معرفة الواقع، وجعل الهدهد أعلم منه بكثير من الواقع، وهذا فيه طعن في حق نبي الله سليمان عليه السلام، وعدم التأدب معه وهذا تعبير سيئ في حق نبي الله سليمان عليه السلام...فلا يجوز لأي مسلم إطلاق هذا التعبير وإن كان قصده حسناً.
وهل كون الهدهد عرف بعض ما في مملكة سبأ يكون بهذا قد عرف الواقع أكثر من سليمان عليه السلام...إن هذه آبدة الأوابد
ولقد عبر الهدهد بعبارة أدق وأليق من عبارة ربيع المدخلي فإنه أدعى أنه عرف شيئاً لم يعرفه سليمان عليه السلام، وهذا التعبير أحسن من تعبير ربيع المدخلي( )، وهذا يقدح في عدالة ربيع المدخلي فتنبه.
القاصمة الرابعة:
طعن الشيخ ربيع المدخلي
في جبريل (عليه السلام) برميه له بالعجز في السياسة
وهذا ليس من الآداب الشرعية في حق جبريل القوي الأمين
عليه السلام
• قال ربيع المدخلي - معلقاً على على الخوض في غمار السياسة العصرية -: (( هذه طبيعة البشر، ما كل الناس مثل ابن تيمية، وما كل الناس مثل أحمد والبخاري، الناس كإبل مئة، لا تجد فيها راحلة، في ذلك الزمان أما الآن في المليون لا تجد راحلة، كيف تكلفوا الواحد يعرف العلوم الشرعية، ويتقنها كلها، ويخوض في بحور السياسة إلى آخره، يمكن جبريل يعجز عن هذا( )، والله سليمان هذا نبي، شوف العصفور عرف الواقع أكثر منه هل هذا ينقصه؟ ينقصه هذا ؟)). اهـ كلام المدخلي
• هكذا يقول بأن جبريل عليه السلام يعجز عن السياسة والعياذ بالله!
منقوووووووووووووووووووووووووووول من شبكة الاثري والحلقة القادمة ...فيه الجديد انتظرونا ..قاهر المرجئة
من مواضيعي
0 ثلاث سنوات كاملة ..لم نمت ولم نتغير والحمدلله
0 اغلب اللاعبين يطالبون برحيل سعدان
0 رورواة غير راضي على سعدان
0 وزير الاتصال يدين صايفي..فهل مازال من يكذب
0 للخبراء والتقنين هام ساعدوني من فضلكم
0 مع السلامة سعدان ....
0 اغلب اللاعبين يطالبون برحيل سعدان
0 رورواة غير راضي على سعدان
0 وزير الاتصال يدين صايفي..فهل مازال من يكذب
0 للخبراء والتقنين هام ساعدوني من فضلكم
0 مع السلامة سعدان ....











