جراح الماضي و أحلام الغدِ
23-10-2009, 03:25 PM
جراح الماضي و أحلام الغدِ
طعنة الماضي و أحلام الغدِ ............في فؤادي في صميم الكبدِ
كلّ حينٍ سهمها يؤلمني .........ألمًا أنهـــــك كـــــــــلّ الجسدِ
ألم الأمس عميق جرحـــهُ ..........و نزيف دائم لـــــــم يضمـــــدِ
إنّني المذبوح من سيف الهوى .........بل بسيف من خئون معتدِ
كنت أسقيـــــه بودّي عســــلا .........فسقاني من سموم الأسودِ
أســـــــــأل اللّــــــهَ له عافيــــةً ..........وهْو يدعو بالرّدى و النّكـــــدِ
ذلك الخلّ كمين قلبــــــه ......... يستر السّهم بوردٍ في يــــــــدِ
حينما أغمضت عيني مــــرّةً ..........طعن القلب و لمّا أرقـــــــــدِ
شهدت عيناي جرما صارخًـــا......... بئس حظّي ليتني لم أولـــدِ
أبدا ما كنت أدري أنّ في ...........الورد لغمًا مفعمًا بالحســـــدِ
طعنة الماضي هنا تؤلمني ....... و ستبقى عاهة للأبـــــــدِ
كيف لي أن ألمس اليوم ندى ....... و رياحينَ أنا لا أهتـــدي
إنّ في ذاكرتي مجـــــــــــــزرةً ........ حيّةً قد أفسدت معتقدي
كلُّ لونٍ أحمرٍ صار دمــــــــي......... حمرةُ الأزهارِ رمزُ المشهدِ
لا أرى إلاّ دمــــــائي مثلمـــــا........ مسرحِ الرّعبِ و ليلٍ سرمدِ
إنّني شبـــــــهُ خيــــــالٍ ناطقٍ ........ ميّتِ الحسِّ و لمْ أستشهـــدِ
أيُّ ورْد يدّعي طِيبَ شـــذى ....... قد بدى لي فيه نابُ الأسدِ
زمـــــنُ قـــــلّ َالذي آمنـــــــهُ ........ و يجازيني بعذبِ المـَـــــوردِ
ليلةُ الشكّ حياةُ الشكّ في ........ كلّ أفْقٍ لا ألاقي فرقـــــــدي
في دروب اليأس أمسي شاكيا ....... فاقدَ الوعيِ جليسي موقدي
أرقب الصّبحَ و لا إصباحَ لي ........ غيرُ ظلماءَ تُغطّي مرقــــــــدي
طعنة الماضي جراحٌ و ردًى ......... كيف أنساها أأرمي كبـِــــدي؟
ربّما يعذلني من لم يصبْ ....... كم مصابٍ بالأذى لم يصمدِ
إنّني نفْسٌ تداعى قصرُها ........ مالــــــها من مؤنــــــس أو سندِ
عاشق الوهمِ عذابٌ حلمي ........ مهجتي غارقةٌ في الكمـــــــــدِ
حسراتٌ لفحاتٌ ريحُهــــــــا ........ و شظــــــايا من لهيبٍ مُزبــــــدِ
أتّقـــــــي النّـــــارَ بنارٍ مثلِها ....... في ممــــــرٍّ ضيّـــــــــــقٍ متّقــــدِ
بسمتي وُئدتْ في شفتـــي........ بسمــــــتي شــاردة لم تعـــــــدِ
بدموعي أكتب اليوم لكم ........ و أعـزّي خاطـــــري بالفَنَــــــدِ
أنظر الأرضَ و فيها أمــــــمٌ ....... غيـرَ أنّي لا أرى من أحــــــــدِ
أرضُ نحسٍ سلّةٌ مهملـــــةٌ ........ في مهاويها شقاءٌ موعــــــــــدي
ليس لي فيها قرارٌ أبـــــدا....... غير شبــــرٍ و حصيــــــرِ المسجدِ
طعنةُ الماضي كيوم المولدِ....... قصّةُ الحرمانِ منها تبتــــــــــــدي
تبدأ المأساة من مهزلةٍ ....... أوّلُ الأحداثِ صفرُ العددِ
عقــــدةٌ تافهــــةٌ مبرومــــةٌ ........ عبثا تأتي بشرِّ العُقـــــــدِ
أوّل الطوفانِ دوما قطرةٌ ...... فإذا ما كثُرت لم تُحمـــدِ
أوّل العمر خطى عاثرةٌ ...... بين حَبوٍ و سقوطٍ مُجهـــدِ
يا لعمري عثراتٌ كلُّـــــــه ....... لم أزلْ في خطوات الولــدِ
و حياتي حربُها قائمةٌ ........ لم تضعْ أوزارَها مذْ أمـــــدِ
كلّما أطفأت يوما نارَها .......... جاءها صبحُ غدٍ بالمــددِ
لست أدري كيف أبقى واقفا ......... فوق أشواكٍ و وحلِ الوُهدِ
و بذورُ الشرّ نامٍ فرعُها......... من قتادٍ و صنوفِ الغرقدِ
أينما قلت أروني بذرةَ........ السّعدِ قالوا هذه لم تُوجدِ
طعنة الماضي عذابٌ واصبٌ........ صامتا آلـمُ خانتني يـــدي
إنّها كابوس رعب عكّــــــــــــــــر الصفو ظهـــــرا كالسّحاب الأســـودِ
قد بكى الكلُّ لحالي أسفا ........ و أسىً من نكبة المضطهــــــدِ
ما عــــدا آنستي لم تبكني ........ ثـــــــــمّ قالت أنّها لم تقصـــــــدِ
و توارت عن عيوني و ادّعت......... أنّني ألثمُ ذات الإثمــــدِ
إدّعت أنّ فؤادي غارق.......... في سواها و هوًى مُتّقـــــــــدِ
حاكَمَتْني بظنـــــونٍ و أنا ...... في فراشي ساقطٌ كالجَلْمُـــــدِ
إنّ حسنائي ترى في حُلُمي ......... حورياتٍ لا شريدَ البلـــدِ
أنت يا آنستي في منتهى ......... غيرة الحبّ فقولي سيّـــــدي ....
تكتمين العشق حتّى صـــــــــــاح صـــــــــدرُك كبحرٍ بموجٍ مُرعدِ
كنتُ في شكٍّ مريبٍ من هوانـــــــا فحلّ البوحُ كلَّ العُقـــــدِ
أنت يا حسناءُ من أحلى المنى ........ إنّما قربُك عيشُ الرّغدِ
طعنةُ الماضي بما فيها إذا......... شئت داويتها بالمِــــــــــــرودِ
إعلنيها حرب حبّ صادقٍ.......... إنّ موتي في الهوى من خلُدِ
إعلنيها حرب حبّ خالدٍ ........ فسآتي مســــرعا من معبــــدي
و سأمضي قدما في طلبي ......... لا أبالي بجراح الكبـــــــدِ
في هواك الروح سكرانة ......... مالها من سكرها من رشـــــدِ
ترتمــــــــــــــي في كأس أحلامي عساها ترى وجهك قبل الموعدِ
أقرأ الغيب بحدسي تارة ......... و رجائي في المجيب الصّمدِ
ربّـــــــــــــما قد ندرك النّصر كلانــــــــا مشــــــــوقٌ لبلوغ المقصــــدِ
إمهليني دون يأس إنّني ........ قادم فانتظري في المرصــــدِ
إنّ لقيى بعد دهر عابس ........ من معاني خلْقُنا في كَبَــــــــدِ
إعلني حبّك حاءا و با ........ أو دعيني تائها و ابتعــــــــدي
طعنة الماضي إذا لم تسكني ........ بجواري فستبقى للغـــــدِ
قهوتي مهما أحلّيها أبى أن......... يذوب الحلو فيها من يــــدي
إنّ فنجاني يرى في يدك .......... العسل الصافي فكوني عضدي
فكلانا حائــــرٌ منفــــــــردٌ ........ و كلانا خيمـــة المنفـــــــــردِ
صمتنا مثلُ انتحارٍ مرعبٌ ......... إنّه اليأس شبيـــــــه المِـــــبردِ
صدمة النّفس وجدناها كما ........ هزّة الأرض و سيف المفسدِ
إنطوينا في دجى أنفسنا ........ و نخال السقف واه العمـــدِ
نلعن القلب متى حنّ إلى ......... أمـــــلٍ أو نغمات المُنشـــدِ
و محونا "ليت" من قاموسنا .......... و تركنا" لعنةً" في المُنجـدِ
و يحنا في لجج أيّامنا ........ في سفين ما له من مِقـــــوَدِ
خبط عشواء بلا بوصلة ......... حيثما نبحر ما من مرشـــدِ
خوفنا ما عاد من عاصفة ........ بل من المرسى و صلٍّ أربدِ
خوفنا من شاطئ الحزن فيــــــــــــــــه سيوف أبدا لم تغمــــــدِ
خوفنا من جحر أفعى فوقه ........ نرجس يغري بعطر جيّدِ
طعنة الماضي صداع دائم......... و أراها في الجميل الأجودِ
لست أدري ربّما أصحو على.......... درّة صافيــــة كالعسجـــــدِ
فعلى أنوارها أرســـــــــــــم لـــــــوحة عشق و سناها مصعــــــــــــــدي
فهناك الرّوحُ في فردوسها .......... تفتح العين فما من رمــــــدِ
يذهبُ الهمّ و في أحضانها ......... يسكـــــن الرّفق بوجه مُسعدِ
أترك الأرواح ينشدن كما ........ بلبلٍ و الجسمَ طريحَ المسنــــــدِ
في رياض الحبّ أسمى عالمٍ ......... صفو روح مع صدق المقعدِ
مع حِبّي بيدٍِ واحــــــــــــدة .......... نرسم الوردَ بأبهى مشهــــــــــدِ
و بعطر الوجد سنسقي أرضنا .......... فيُرى الكونُ خلا من زبــــــدِ
فالفراشات حوالينا ضحًى ........ راقصات مع سرب الهدهــــــدِ
قلمي أتركه يرقـــــــــــــــد في ......... دعة ما عــــــدت بالمجتهـــــــدِ
يــوم أخلو بملاكي ينتهي .......... دور شعري فبنفسي أفتـــــــــدي
في انفرادي بملاكي لا أرى........ أيّ شيئ غيرها للأبــــــــــــــدِ
هي شدوي و قصيدي هي ريـــــــــــــحانة الخلد جمانا ترتـــــــــدي
صفحة الماضي سأطويها و لن ........ أكتب الشعر بدمعي الأسودِ
صفحة بيضاء في أسطرها ......... وردة بيضاء منها أبتــــــــــــــــدي
قصّـــــةٌ ثانيةٌ أحداثُها .......... خطوات في الطريق الأبعــــــــــدِ
بطلا القصّة – روحان أنا... ..... هي – قدْ إختلفا في الموعدِ
كلّ شيئ ممكن بينهما ........ ربّمــــــــــــا حظّهما لم يُــــــــــرِدِ
مخرجُ القصّة أقدارٌ فلا ......... تسألوني عن دهاليز الغـــــــدِ...
بذرة الحبّ -معا- في الربيـــــــــــــع زرعناها و لمّا نحصـــــــــــدِ
لست أدري أزرعنا بذرة ......... أم حصىً أرّق ظنّي خَلَــــــدي
أسأل اليوم أحقّا ما أرى...... إن تقولي لست أدري أجــــمدِ
إن تقولي صدفة نـــادرة ........ قلت سبحان إلهي الأحـــــــــدِ
بعد فصل مكفهرّ عـــــاصفِ ....... صفــــــو آذارَ و مـــــاءُ البـــــــردِ









