ماتريكس بالعربي
13-01-2010, 03:59 PM
السلام عليكم،

منذ مدة و أنا ابحث عن فكرة مميزة تكون موضوعا لفيلم سينمائي يَعرض حقيقتنا نحن العرب (بجميع توجهاتنا الدينية و الفكرية) لكني للأسف لم أعثر سوى على واحدة لكنها طُرحت من قبل بنسخة أجنبية...

في الواقع لا أعلم تماما إن كان صاحب الفكرة يقصد شيئا عميقا أو مجتمعا بعينه من وراء طرحه لكني رأيت أنه خدمني جدا و سهل لي العمل،و لم يُبقي لي سوى خطوتين على الإنهاء هما: الترجمة و الإسقاط

و اليوم فقط بفضل الله و عونه أكملتها ، لذا آمل أن تجد المخرج المناسب كـ: لخضر حامينا أو مصطفى العقاد أو أي مخرج أثق فعلا بانتمائه القومي و الوطني، لا من هم حاضرون اليوم في الساحة (و بقوة) فمعظمهم موجود من أجل "الهشك بشك" و "الـ......." لا أدري ماذا أيضا....

المهم القصة هي ماتريكس، طبعا كلكم تعرفون النسخة الأجنبية (و هي الأصلية) لكن بالتأكيد لا تعلمون أبدا نسختي العربية، لذا و بدون إطالة سأعرفكم بها و أترك لكم الحكم من بعدها:

نحن نعيش في عالم عادي و طبيعي جدا (هذا الذي يبدوا عليه ظاهريا و ما خفي أعظم)، الناس فيه منقسمة لطرفين الشعب و الحكومة، فلنركز على الطرف الأول "الشعب"، ذلك المُخَدر المسكين، الذي تظن للوهلة الأولى أنه يعيش حياة طبيعية كأي شعب آخر، لكن لو غصت في أعماقه لوجدت أنه مبرمج بشريحة صغيرة (مثله مثل أي كمبيوتر أو روبوت)، طبعا عرفتموها: إنها المصفوفة.......

مصفوفة النسخة العربية تختلف تماما عن الأجنبية، فالأجنبية مبرمجة على توفير حياة كريمة في ظروف عادية و تطور اقتصادي و علمي و سياسي كبير للشعب، أما العربية فهي مبرمجة على تقييد الحريات الفكرية للشعب، مبرمجة على قتل الروح الوطنية فيه، مبرمجة على تخدير الهمة و استبدال الشجاعة بالجبن و النشاط بالكسل و الأمل باليأس و الكرامة بالمهانة و الذل، مبرمجة على تعرية الجانب الديني للشعب و زرع الجانب الدنيوي، مبرمجة على اقتلاع الضمير الحي و قتله، مبرمجة على جعل الناس أذلاء، توابع و حيوانات بشرية وووووو

هذه الأخيرة زُرعت في مكان خطير جدا، طبعا ليس وراء الرقبة و بالقرب من الدماغ، لا هي موجودة في مكان أعمق بكثير.... لقد غرست في القلب (منبع الإحساس و التفكير)

و الآن من ابتكر هذه المصفوفة العربية؟؟ في الحقيقة تضاربت الأقوال و اختلفت، فهناك من يقول أن الحكومة هي التي أوجدتها للقضاء على الشعب بأمر من مصادر خارجية (و المصدر الخارجي الأكثر شهرة عندنا هو أمريكا و تحديدا اليهود)، و هناك رأي آخر يقول أن الشعب هو المسؤول عن وجودها، فهو الذي قبل بتجريبها عليه و غرسها فيه (و إلا كيف نفسر وجودها عنده، فهل هناك من قام مثلا بإجباره عليها؟؟ طبعا هذا مستبعد لأن الإجبار قد يكون على شخص أو ثُلَة من الأشخاص أما أن يكون على شعب بأكمله فهذا هو المستحيل بعينه) و هناك رأي آخر تماما يقول بأن الشعب تحالف مع الحكومة على زرع هذه المصفوفة لأجل أسباب مازالت نوعا ما مجهولة (و بصراحة هذا التفسير مقنع و منطقي أكثر من سابقيْه) إلخ....

خلاصة القول، لا أحد يعرف للآن هوية صاحب الفكرة و منفذها، طبعا هذا جانب جيد بالنسبة للفيلم لأن الغموض أحيانا مطلوب لنجاح القصة و إعطائها بعضا من السحر.....

وصلنا للتو لأجمل جزء في القصة و هو من سيحرر ذلك الشعب المسكين من تلك المصفوفة الخبيثة، بصراحة قررت أن أغير قليلا و أنحرف عن القصة الأصلية لأكون أكثر واقعية، ففي نسختي العربية لا يوجد 'نيو' و لا يوجد أي منظمة للتحرير و لا أي شيء، لن أقول أن الشعب ما زال في انتظار ظهور هذا الـ 'نيو' (لأنه ببساطة لا يدرك ضرورة وجوده) لكنني مازلت أعيش على أمل ظهوره في يوم من الأيام... قد أموت قبل أن يظهر، لكن على الأقل كنت أنتظر.........
النهاية.
*******

عندي ملاحظة مهمة، ليس الهدف من الموضوع الدخول في متاهات سياسية

و ليس مجرد انتقاد أو استهزاء من أوضاعنا الحالية

و ليس انتفاضة أو زوبعة في فنجان

بل هو مجرد تفسير بسيط للأوضاع المزرية و المؤلمة التي وصلنا إليها

الهدف الحقيقي من الموضوع هو دعوة لتحرير عقولنا من التبعية و هو دعوة لأن نتحرر من جميع الأوضاع و الأسباب التي أوصلتنا لهذه الدرجة من التخلف و التقيد و كل أنواع الذل المعروفة

و عندما أقول تحرر، لا أقصد به الهمجية و التطرف و الفوضوية بل أقصد كل المعاني السِلْمية و الحكيمة التي تساعد على بناء نهضة، حضارة و رقي

أتمنى أن ينال هذا الأمر الإهتمام و الجدية من التفكير

لأنه من المؤلم جدا العيش بدون هذه الحرية و السلام.
التعديل الأخير تم بواسطة soumdz ; 13-01-2010 الساعة 04:03 PM سبب آخر: لا يهم معرفة السبب