نظرية النشوء و الارتقاء لدى المرأة
18-01-2010, 03:48 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



من منا لا يعرف نظرية داروين حول النشوء و الارتقاء، تلك النظرية التي قلبت العالم رأسا على عقب و أحدثت ثورة في العلم الحديث، حيث أن قوتها لم تكمن في جرأتها أو حداثتها، بل في قلب موازين التفكير الإنساني بصفة عامة و اعتقاداته و إيمانه بصفة خاصة.

في هذا الموضوع سأحاول استعمال نظرية داروين و إسقاطها على المرأة لدراسة التحولات التي حدثت لها في العصر الحديث و الأهم هو آخر التطورات الحالية و لما لا التنبؤ "إن أمكن" بالتطورات المستقبلية........

بعد تفكير مطول نوعا ما نستطيع القول بأن المرأة مرت بثلاث مراحل أساسية هي:

1- مرحلة محو الأمية
2- مرحلة أنا أعمل إذا أنا موجودة
3- مرحلة الحرية

فالمرأة بدأت بالمطالبة بحقها في التعليم من منطلق "العلم نور و الجهل ظلام" و من منطلق "التساوي مع الرجل" و غيرها من المنطلقات، و بعد جهد جهيد استطاع المجتمع استساغة فكرة التعليم و تقبلها، فمن الفخر أن تكون المرأة أختا، زوجة، أما و بنتا متعلمة فهذا الأمر يساعدها على بناء جيل أكثر تماسكا و قوة، جيل واعي قادر على بناء نهضة، و في الأخير اقتنع المجتمع بضرورة تعليم المرأة من أجل الأسباب السابقة و غيرها من الأسباب التي لم تُذكر.

و بما أن الإنسان بطبيعته طموح، طماع، تواق للحصول على المزيد و لا يكتفي بالقليل، و المرأة هي إنسان، إذََا ارتقى طموح المرأة و تزايد لينقلها إلى مرحلة أخرى متطورة و هي: أنا أعمل إذا أنا موجودة.

فالتعليم في عصرنا الحالي أصبح وسيلة لعامة الناس من أجل الحصول على العمل، لذا (و من منطلق أن المرأة من الناس) فقد قررت خوض غمار هذه التجربة، و أصبحت ترى أن الحصول على شهادة لا يلبي احتياجاتها النفسية التي تتوق لأكثر من ذلك (كإثبات الذات، التساوي مع الرجل في الحقوق و التخلص من سلطته الجامحة، إلخ)، لتصل إلى استنتاج مهم و خطير هو أن الدراسة ما هي إلا البداية "أو حجر الأساس" لبناء مستقبل واعد.

و كالعادة عادت من جديد تصارع المجتمع عامة و الرجل خاصة لإقناعهم بهذا الاستنتاج الجديد و في الأخير تقبل المجتمع الفكرة "حتى لو لم يقتنع بها بصفة مطلقة" و نالت هي مرادها، فخاضت جميع الميادين التي كانت حكرا على الرجال، و حاولت جاهدة إثبات نفسها و الأهم إثبات مساواتها مع الرجل، ليصبح العمل في الأخير هو الأداة أو الدليل القاطع على وجود المرأة و على أهميتها في المجتمع و الوطن.

و مرة أخرى عاد مبدأ الارتقاء للظهور من جديد ليفرض نفسه على المرأة، و يتحول العمل من أداة للإثبات إلى وسيلة نحو الاستقلالية و الحرية و بهذا نصل إلى المرحلة الأخيرة "حاليا"، فالمرأة أصبحت تمتلك الدخل الخاص "أي المال" و تحصل عليه نتيجة لمجهوداتها الجبارة في العمل، لذا فمن حقها الاستقلال و التحرر من سلطة الأب، الأخ، الزوج و الأبناء، فبذلك الدخل تستطيع توفير حاجياتها الشخصية من مأكولات و ألبسة و غيرها، تستطيع شراء "أو كراء" مسكن منفرد، تستطيع السفر و التجوال و الانتقال أينما أرادت و كيفما شاءت، تستطيع و تستطيع و تستطيع .................إلخ بدون الاعتماد على الرجل

و الآن بعد هذا الشرح القصير للمراحل الثلاث السابقة، نستنتج أن:


المرأة نشأت كمخلوق عاقل يعمل مع الرجل على "بناء مجتمع صالح" و تطورت في الأخير لتصبح مخلوق عاقل يتصارع مع الرجل من أجل "الاستقلال و التحرر من قيود المجتمع"،

فإثبات الذات عند نشوئها كان ضمن بناء المجتمع ليصبح بعد مراحل من الارتقاء و التطور ضمن التحرر من قيود المجتمع.

بصراحة ارتقاء المرأة أدى إلى ارتقاء الرجل، و ظهور أصناف متطورة من الرجال، كالرجل الإنتهازي، الرجل الغير مسؤول و الرجل اللارجولي "عديم الرجولة"، إلخ


فالرجل نشأ كمخلوق عاقل مسؤول عن المرأة و يتعاون معها ضمن مبدأ "النساء شقائق الرجال" من أجل بناء مجتمع صالح ليتطور و يصبح اليوم مخلوق عاقل غير مسؤول إلا عن نفسه فقط أما المرأة فعليها تدبر شؤونها بنفسها



و بهذا فإن المجتمع بأسره قد تأثر و نال نصيبه أيضا من مبدأ التطور، ليتحول من مجتمع متماسك و متكامل بتكامل دور المرأة مع الرجل إلى مجتمع مشتت متنافر بتنافر دور المرأة مع الرجل.


حاليا، هناك مجتمعات مازالت المرأة في المرحلة الأولى، و مجتمعات وصلت المرأة فيها للمرحلة الثانية، و أخرى تطورت المرأة للمرحلة الأخيرة، في حين أن مجتمعات قد تخطت المراحل السابقة و بدأت في الدخول لمراحل جديدة أكثر تطورا و خطورة.....

هذا الإرتقاء يجعلنا نتساءل و بشدة عن طبيعة النهاية التي ستصل لها البشرية نتيجة هذه التطورات المخيفة و المنافية للطبيعة و الفطرة التي خُلِق الإنسان عليها و المتعارضة مع الهدف الذي وُجِد من أجله؟؟؟

في رأيكم: ما هي الأسباب التي أدت لظهور ذلك الإرتقاء؟؟

من المتسبب فيه؟؟ هل المرأة أو الرجل أو الإثنان معا؟؟

ماهي النهاية التي تتصورونها لمجتمع مر بتلك المراحل و مازال سيمر بأخرى جديدة؟؟

ما هو الحل الأمثل؟؟ هل هو بتوقيف الارتقاء أو بتوجيهه نحو مسار جديد؟؟ ما هو؟؟

أتمنى أن تُناقش المسألة بطريقة موضوعية يسودها العقل لا العواطف و السلام.