تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية bouseida
bouseida
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-09-2009
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 48
  • المشاركات : 419
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • bouseida is on a distinguished road
الصورة الرمزية bouseida
bouseida
عضو فعال
سبحان مغير الأحوال
22-01-2010, 01:24 PM
منذ خمس عشرة سنة تقريبا، و عندما بدأت الأزمة في البلاد في اتجاه الابتعاد عن الفوضى التي كانت سائدة، حيث اختفت تدريجيا اللحى الاصطناعية و القمصان البيضاء التي لبسها أصحابها لفترة قصيرة، بدأت تظهر أمام بيتنا ظاهرة جديدة.
كان عدد كبير من كبار السن، و معهم بعض الكهول قد ألفوا هذه اللعبة التي تغنيهم عن الخوض في كثير من المسائل، و تجعلهم ينعزلون عن كل ما يقال، إلا في الأحايين النادرة حين ينقل لهم أحد خبرا جديدا، فترتفع رؤوسهم قليلا ليسألوا عن الجديد، بل قد يؤدي بهم ذلك إلى الانقطاع عن اللعبة المفضلة.
إنها لعبة تسمى الخربقة، إنها مشهورة في مناطق عديدة من الجزائر، تسع و أربعون حفيرة صغيرة، مشكلة ضمن مربع، كل سطر من الحفيرات يحتوي على سبعة منها، و يلعب أحد اللاعبين بحجيرات صغيرة، أما الثاني فيستعمل نوى التمر، كل منهما يحمل أربعا و عشرين حجيرة أو نواة في يده، و تبقى خانة في الوسط فارغة، و عندما يبدأ اللعب فإن الجميع يشاركون، فبعضهم يساعد اللاعب الأول و بعضهم يساعد الثاني، و أحيانا يشتد الاحتجاج بسبب بعض المساعدات، أو حين يخون أحد المساعدين فينتقل إلى مساعدة الخصم.
عندما أخرج في الصباح أراهم هناك، في غالب الأحيان يلعبون صامتين، أو يكون صوتهم خفيضا جدا، لكنهم في أحيان كثيرة يحدثون فوضى عظيمة، و لكنهم مع ذلك نادرا ما يحدث بينهم شجار، أو ينفضون عن اللعب، و إن حدث فما هي إلا لحظات حتى يأتي لاعبون آخرون ليحتلوا المكان.
اللاعبون لم يتبدلوا طيلة كل هذه السنوات، كل ما في الأمر أن هناك بعض الذين ينقلب يهم الزمن فيقعون في شبح البطالة أياما أو شهورا، فلا يجدون إلا هذه الخربقة يمضون فيها وقتهم لاعبين أو متفرجين " حتى يفرج ربي" ، أنا كنت واحدا من هؤلاء، و كان الجو هناك جميلا جدا، لكنني سرعان ما اقتنعت أن هذا المرض لا يجوز أن يصيب الشباب، و لو أن هذا المرض قد بدأ منذ الثورة التحريرية، يحكون عنا أن الفرنسيين كانوا ينظرون من طائراتهم فيرون الجزائريين بشيشانهم البيضاء قابعين على لعبتهم لا يتحركون، فيقولون:" مادام هؤلاء في خربقتهم فلا خوف، إنهم قوم خاملون"، و ربما لم يعلموا أنه خلال تلك اللعبة بإمكانهم أن يقوموا بتداول كل الأخبار بل إنها تعتبر بمثابة اجتماع علني سري في نفس الوقت.

هذا في الماضي، أما اليوم فقد حدثت نكتة صغيرة من طفل صغير جدا، هو طفل يدعى "شارلو" و بسبب لقطاته المضحكة،و يدعونه أضا بن لادن لأنه منذ بدأ يكبر أصبح معجبا جدا ببن لادن، كان جالسا بجوارهم يلعب أمام أبيه، فسمعهم يتكلمون، هذا يقول لصاحبه: كل . و الآخر يقول: كل اثنين، كليتك، كولهم، فتحير الولد و استغرب، ماذا يأكلون؟؟ تقدم إليهم و نظر إلى الشيء الذي يجتمعون عليه فلم ير شيئا إلا الحفيرات و الحجيرات و نوى التمر، و هم يقومون بنقل الحجيرة من حفيرة إلى حفيرة، و يرمون نوى التمر أو العكس. فدخل إلى وسطهم، فوق الخربقة، بكلتا قدميه، و صاح فيهم: "واش راكم تاكلو؟؟؟؟ قولولي"، فما كان منهم إلا أن انفجروا بالضحك، ما هذا يا ولد ، و الله غير عندك الحق.
خلال خمسة عشر سنة، تصوروا، كم تغيرت أمور و أمور، لقد بدأوا اللعبة في مكان، و سرعان ما تم بناء مسكن هناك، فتحولوا إلى مكان آخر، ثم أحدثت البلدية سياجا في المكان فتحولوا إلى مكان قريب، و ما زالوا كلما تم إحداث تغيير، يتحولون، يصنعون خربقات كثيرة أمام بعضها، حتى يتسنى لأكثر من مجموعة باللعب، في آخر التطورات، قامت البلدية ببناء رصيف أمام الدكاكين التي تم بناؤها حديثا، دكاكين رئيس الجمهورية، أين كانوا يزرعون خربقاتهم ، فتحولوا قريبا من الخلاطة التي استعملها المقاول في العمل، و ما هي إلا أيام و بعد أن تمت العملية، تنقلوا و حفروا خربقتهم في الرصيف، في البيطون، تطور ملحوظ، و تستمر الخربقة ..و تستمر الحياة.
في الصيف و الشتاء، و مهما كان الجو، لا يستطيع الشيوخ و الكهول الاستغناء عن خريقتهم الحبيبة، العاملون منهم و المتقاعدون، لا بد أن يأتوا إلى هذا المكان، أحيانا مع الصباح الباكر، يستعملون المطاريات عند المطر و يلعبون، يلعبون حتى تحت المطر إن تحتم الأمر مادام المطر خفيفا لا يؤثر عليهم و على الأرضية، في الصيف ينقلون خربقتهم إلى أي مكان يتواجد فيه الظل، يطلبون من الأطفال أن يحضروا لهم الماء، و إن اضطروا فسيجلبون الماء معهم، و يعجبهم جدا أن يأتي بائع الدلاع و هو ينادي : " آآآآي الحلاوة عسل ... الدلاع هنا... الحلاوة عسل" فيفتح لهم خلال أمسية واحدة حوالي عشرين دلاعة يأكلون منها بلا مقابل، و يشترون منه، و يضعون دلاعاتهم حولهم حتى يأتي الظلام، فيأخذ كل واحد دلاعته، و ينصرفون.
خلال معرفتي بهم لا يحبون الخوض فيما يخوض فيه الناس، لا يتكلمون في السياسة و لا في الدين، رؤوسهم منحنية، أبصارهم إلى الأرض، سراويلهم تمزقت أو ابيضت من كثرة الجلوس على الحجارة، أصابعهم يبست و اسودت من كثرة احتكاكها بالأرض، و لحد الآن لم أعرف أن أحدهم ترك اللعبة بسبب مشكل حصل له مع أحدهم، إنها لعبة و فقط، و نقطة التقاء، و ليست مكانا لطرح المشاكل، عندما يطرحون مشكلا ما لا بد أن يتوقف اللعب، هكذا أعرفهم.
هذا الصباح اسيتقظت و خرجت كعادتي، و مررت أمامهم:
أحدهم: الحكم لم يكن جيدا في مباراة تونس، لقد ظلمهم. لعبوا جيدا أمام الكامرون، كادت تكتمل فرحتنا بتأهلهم.
الآخر: ما عليش، الآن موعدنا ، لازمنا نزرقوا كوت ديفوار، نعطيوهم طريحة، باش نتلاقاو مع مصر نزيدو نقريوهم بالو.
سبحان مغير الأحوال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ضيف الله1
ضيف الله1
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 14-10-2008
  • الدولة : الشلف
  • المشاركات : 2,150
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • ضيف الله1 is on a distinguished road
الصورة الرمزية ضيف الله1
ضيف الله1
شروقي
رد: سبحان مغير الأحوال
22-01-2010, 02:23 PM
قصة طويلة رغم اني قراتها لكن لم افهم المغزى منها...؟
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ .
اللهم صل على محمد
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية nadjet89
nadjet89
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 24-10-2008
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 36
  • المشاركات : 552
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • nadjet89 is on a distinguished road
الصورة الرمزية nadjet89
nadjet89
عضو متميز
رد: سبحان مغير الأحوال
22-01-2010, 03:14 PM
قصة رائعة ، بارك الله فيك اخي بوصيدة
( عندما يطرحون مشكلا ما لا بد أن يتوقف اللعب)
صدقت أخي
مشكور
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:47 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى