بندقية...!!!
01-04-2010, 01:03 PM
توفيق زياد ....أناديكم أشد على أياديكم و أبوس الأرض تحت نعالكم و أقول أفديكم ...
تقول البندقية :
ترتفع رصاصة لتدخل بيت النار ...تستقر في حلقها و تستعد الرصاصات الباقية للإنطلاق ..
تتأوه الرصاصة في انتظار الزند أن يحكم قبضته ويحرر زر الأمان...
والرصاصة تستصرخه تشتهي أن تسقط رأساً أو تخترق عمق قلب...وربما تفجر رئة مرتعشة خوفاً,
والزند الموصوم بعار مازال يحاول احكام القبضة ...
الراية تحاول النهوض من تحت ركام النذالة ...و نحن مصابون بالزكام , والألم المتأني في استراحته غير مبالِ,
وسط الطريق المغلق على وجع في جُب النسيان ..
مازالت الرصاصة الحرة تتألم , تتأوه من حرارة الرغبة ...تشتهي قتل العار...
يا أمة ...هللي استصرخي الرجال نادي عليهم ..صُبي على النار نار..مزقي جدار الصمت ,زمجري لا تبالي ..
نادي عليهم .اسمعيهم صوت المهانة في الأعماق ...علميهم كيف تحمل البندقية ,
و الحناجر الصامتة ,تقف شاخصة الأنظار إلى الأعلى و كأن الله سيرسل عليهم جنداً من السماء ...
ويحكم و هل ينصر الله ساكتاً عن حق ...؟!!
ما بكم تقفون مثل الفزاعات البالية ..و رايتكم تنزلق تحت الأقدام , هدمت مساجدكم سُبيت نسائكم ..
و أطفالكم يشحذون الأمان ...
و في أسواق النخاسة تباع البنادقة المخذولة ....و أبواب المساجد تشحذ المصلين ...و صيحات الثكالى
تخترق جدار الذل ..
و حكامنا الليليون .. يا سكارى العصر اسكبو لأنفسكم كؤوس من الدم اشربو هنيئاً لكم ...
و أنت يا حامل البندقية هيا أخرج من رعب الصمت , حرر أقدامك و أطلقها للريح ...لا تبقى مثل الصنم على
عتبات الخوف .. و الوطن الموعود بالوهم " أناديكم يشد على أياديكم " سكنه الضجيج و الهذيان ...
اسمعني صوت الرصاص .. ..اسمعني صوتاً خرق أذني و يطربني ....
امنحني فرصة استنشاق الغاز و اتركني اتمرغ بدمعي المستعار ورائحة البارود تملؤني ...
" أناديكم أشد على أياديكم و أبوس الأرض تحت نعالكم و أقول أفديكم ...."
كنتُ أصنع الأعلام أطرزها لتبدو أجمل بين أيديكم ... سأصنع كفاً أخضر للوطن ..و كفاً أحمر للتراب و كفناً
أبيض للشهيد .. و كفاً أسود للبندقية ...
القضية مهملة تحت الحطام ...و دبابيس العار تنخر في الجسد المنهك ...
و الزند المرتجف مازال يحاول إحكام القبضة
....................................سأعتق قناديل الأمل و أشعلها في الظلام .................
http://www.asqalan.com/songs/index.p...=playmaq&id=92
و أرخي على وجهي اللثام و أناديكم ...
07\03\2010
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
امرأة محتلة









