الطريق الموحش والسبيل الوعر الذي لا يسلكه إلا الغرباء
27-04-2014, 09:21 PM
طوبى للغرباء
وَيُساهِمُ في هذا الواقع ويكرِّسهُ فتنةٌ هي الأشد على الكثيرين مما سبق وهي ممن عرف الحق أو قام بشيء منه ولكنه عجز عن القيام به كاملا وعلى الوجه الذي يحبه الله ويرضاه لسبب أو لآخر فراح ينشر الشبهات والأراجيف لتثبيط كل من أراد القيام بأمر الله على الوجه الذي يرضيه سبحانه ليسلم له حاله وتبقى له مكتسباته وإنما كانت هذه الفتنة أشد وضررها أعظم لما يمثله التلبيس والتدليس من خصوصية في إخفاء الحق وصد الناس عنه ورحم الله شيخ الإسلام بن تيمية حيث قال ولا ينفخ الباطل في الوجود إلا بثوب من الحق وبهذا الترتيب العجيب والتمازج الشديد أضحى الأمر كما قال القائل
ولتشهدن بكـــــــل أرض فتنة *** فيها يباع الدين بيع ســــــــــــــــماح
يفتى على ذهب المعز وسيفه *** وهـــــوى النفوس وحقدها الملحاح
وهكذا يضغط الواقع على الكثيرين ممن يسعون للقيام بأمر الله حيث يشعر هؤلاء أن كل من حولهم يخالفهم فيما هم عليه بل وينابذهم على ذلك بكل ما يستطيع ... فهم يسيرون في طريق موحشة لا معين فيها ولا أنيس والجميع حولهم يدعونهم ليسالموا أو يداهنوا أو يقفوا موقفا وسطا ويلتقوا مع الجاهلية في منتصف الطريق بدعاوى وشعارات معلومة مشهورة ... وتزداد الفتنة وتعظم البلية عند صبغ هذه الدعاوى بصبغة شرعية وتخريجها تخريجا فقهيا يعتمد الوسطية وينبذ ويحارب التشدد فتنهال الاتهامات من مختلف المستويات على من يريد القيام بأمر الله متهمين إياه بالتطرف والغلو بل والإرهاب فضلا عن الخارجية ليجد العبد نفسه محاصرا بدائرة محكمة من الاتهامات والإدانات والتي لا ينقصها التذليل الشرعي تصم مسامعه صيحاتها من كل حدب وصوب منادية عليه ببطلان ما هو عليه ومروقه عن الطريق القويم وحيدته عن الصراط المستقيم وبعده عن الدين ومخالفته للعالمين أجمعين والهدف هو الضغط على العبد ليتجنب الإنتساب إلى الحق في خاصة نفسه فضلا عن دعوة الآخرين إليه ومن ثم التلا جج والتراجع والنكول والنكوص عن أمر الله ومسايرة الواقع القائم وقد جاء عن الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله أنه قال :" كيف بك إذا بقيت إلى زمان شاهدت فيه أناسا لا يفرقون بين الحق والباطل ولا بين المؤمن والكافر ولا بين الأمين والخائن ولا بين الجاهل والعالم ولا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا " إنتهى كلامه ....قال الإمام بن بطة معلقا على قول الفضيل :" فإنا لله وإنا إليه راجعون فإنا قد بلغنا ذلك وسمعناه وعلمنا أكثره وشاهدناه ولو أن رجلا ممن وهب الله له عقلا صحيحا وبصرا نافذا فأمعن نظره وردد فكره وتأمل أمر الإسلام وأهله وسلك بأهله الطريق الاقصد والسبيل الأرشد لتبين له أن الأكثر الأعم و والأشهر من الناس قد نكصوا على اعقابهم وارتدوا على أدبارهم فحادوا عن المحجة وانقلبوا عن صحيح الحجة . ولقد أضحى كثير من الناس يستحسنون ما كانوا يستقبحون ويستحلون ما كانوا يحرمون ويعرفون ما كانوا ينكرون " إنتهى كلامه ........والجملة الأخيرة من كلام بن بطة هي إشارة جلية إلى فتنة ضغط الواقع حيث ينضغط الكثيرون بضغط الواقع ومن خلال طوق الجاهلية المحكم والذي يحيط بالعبد من كل مكان إحاطة السوار بالمعصم فيسعون وقد انكسرت قلوبهم وهزمت نفوسهم وناخت كواهلهم تحت مطارق هذا الضغط العنيف لنفي تلك الإتهامات عن أنفسهم بل والتبرأ منها ومن أصحابها وإظهار أنهم أصحاب منهج مغاير يقوم على الإعتدال والواقعية والوسطية وينبذ التشدد والمثالية الخيالية ويلتقي مع الواقع القائم فلا يحاربه أو يسعى لإستبداله وإنما هو الإصلاح الرقيق والتغيير السلمي الذي ينطلق من هذا الواقع و يسايره ويرجع إليه لا غير وهم في سبيل ذلك يتكيفون في كل قالب ويتطاوعون لكل ضابط ........أما أهل الطائفة المنصورة فهم يدفعون ضغط الواقع ولا ينضغطون له أو به إذ عملهم هو في الأساس والمقام الأول إخضاع الواقع لأمر الله وأطره عليه اطرا وهم يقومون بذلك بفضل الله أولا ثم يقينهم وصبرهم ثانيا إذ فتنة ضغط الواقع هي فتنة الغربة بجوانبها المتعددة ومظاهرها المختلفة والتي يعيشها أهل الطائفة النصورة في سعيهم نحو إقامة أمر الله
--------------------------------------------------------------------------------------
أمر الله هنا هو حكمه وشريعته
ولتشهدن بكـــــــل أرض فتنة *** فيها يباع الدين بيع ســــــــــــــــماح
يفتى على ذهب المعز وسيفه *** وهـــــوى النفوس وحقدها الملحاح
وهكذا يضغط الواقع على الكثيرين ممن يسعون للقيام بأمر الله حيث يشعر هؤلاء أن كل من حولهم يخالفهم فيما هم عليه بل وينابذهم على ذلك بكل ما يستطيع ... فهم يسيرون في طريق موحشة لا معين فيها ولا أنيس والجميع حولهم يدعونهم ليسالموا أو يداهنوا أو يقفوا موقفا وسطا ويلتقوا مع الجاهلية في منتصف الطريق بدعاوى وشعارات معلومة مشهورة ... وتزداد الفتنة وتعظم البلية عند صبغ هذه الدعاوى بصبغة شرعية وتخريجها تخريجا فقهيا يعتمد الوسطية وينبذ ويحارب التشدد فتنهال الاتهامات من مختلف المستويات على من يريد القيام بأمر الله متهمين إياه بالتطرف والغلو بل والإرهاب فضلا عن الخارجية ليجد العبد نفسه محاصرا بدائرة محكمة من الاتهامات والإدانات والتي لا ينقصها التذليل الشرعي تصم مسامعه صيحاتها من كل حدب وصوب منادية عليه ببطلان ما هو عليه ومروقه عن الطريق القويم وحيدته عن الصراط المستقيم وبعده عن الدين ومخالفته للعالمين أجمعين والهدف هو الضغط على العبد ليتجنب الإنتساب إلى الحق في خاصة نفسه فضلا عن دعوة الآخرين إليه ومن ثم التلا جج والتراجع والنكول والنكوص عن أمر الله ومسايرة الواقع القائم وقد جاء عن الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله أنه قال :" كيف بك إذا بقيت إلى زمان شاهدت فيه أناسا لا يفرقون بين الحق والباطل ولا بين المؤمن والكافر ولا بين الأمين والخائن ولا بين الجاهل والعالم ولا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا " إنتهى كلامه ....قال الإمام بن بطة معلقا على قول الفضيل :" فإنا لله وإنا إليه راجعون فإنا قد بلغنا ذلك وسمعناه وعلمنا أكثره وشاهدناه ولو أن رجلا ممن وهب الله له عقلا صحيحا وبصرا نافذا فأمعن نظره وردد فكره وتأمل أمر الإسلام وأهله وسلك بأهله الطريق الاقصد والسبيل الأرشد لتبين له أن الأكثر الأعم و والأشهر من الناس قد نكصوا على اعقابهم وارتدوا على أدبارهم فحادوا عن المحجة وانقلبوا عن صحيح الحجة . ولقد أضحى كثير من الناس يستحسنون ما كانوا يستقبحون ويستحلون ما كانوا يحرمون ويعرفون ما كانوا ينكرون " إنتهى كلامه ........والجملة الأخيرة من كلام بن بطة هي إشارة جلية إلى فتنة ضغط الواقع حيث ينضغط الكثيرون بضغط الواقع ومن خلال طوق الجاهلية المحكم والذي يحيط بالعبد من كل مكان إحاطة السوار بالمعصم فيسعون وقد انكسرت قلوبهم وهزمت نفوسهم وناخت كواهلهم تحت مطارق هذا الضغط العنيف لنفي تلك الإتهامات عن أنفسهم بل والتبرأ منها ومن أصحابها وإظهار أنهم أصحاب منهج مغاير يقوم على الإعتدال والواقعية والوسطية وينبذ التشدد والمثالية الخيالية ويلتقي مع الواقع القائم فلا يحاربه أو يسعى لإستبداله وإنما هو الإصلاح الرقيق والتغيير السلمي الذي ينطلق من هذا الواقع و يسايره ويرجع إليه لا غير وهم في سبيل ذلك يتكيفون في كل قالب ويتطاوعون لكل ضابط ........أما أهل الطائفة المنصورة فهم يدفعون ضغط الواقع ولا ينضغطون له أو به إذ عملهم هو في الأساس والمقام الأول إخضاع الواقع لأمر الله وأطره عليه اطرا وهم يقومون بذلك بفضل الله أولا ثم يقينهم وصبرهم ثانيا إذ فتنة ضغط الواقع هي فتنة الغربة بجوانبها المتعددة ومظاهرها المختلفة والتي يعيشها أهل الطائفة النصورة في سعيهم نحو إقامة أمر الله
--------------------------------------------------------------------------------------
أمر الله هنا هو حكمه وشريعته












