من أفطر متعمدا بأكل أو شرب لمدة طويلة :
28-10-2007, 11:41 PM
بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
من أفطر متعمدا في رمضان بأكل أو شرب لمدة طويلة
أولا : أما من أفطر بأكل أو شرب متعمدا في نهار رمضان وهو يعلمُ أنه في رمضان وأنه يحرمُ عليه الفطرُ وكان يقصدُ انتهاكَ حرمةِ رمضانِ , قلتُ : أما من أفطرَ ليوم أو أيام قليلة فإن الذي عليه جمهورُ الفقهاءِ
( منهم مالك وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل ) هو أنه يلزمهُ القضاءُ والكفارةُ , أي قضاءُ اليومِ الذي أفطرَ فيه والكفارةُ بصيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا :
1- أما الحنفية فقالوا : تجب القضاء والكفارة بأمرين , منهما أن يتناول المرءُ غذاء أو ما في معناه عمدا وبدون عذر شرعي , كالأكل والشرب ونحوهما , ويميلُ إليه الطبعُ , وتنقضي به شهوةُ البطنِ .
2-وكذلك فإن الحنابلةَ والمالكيةَ فقالوا : يوجبُ القضاء والكفارةُ شيئان , منهما من أكل أو شرب متعمدا في نهـار رمضان عالما بعدم جواز الفطر منـتهكا لحرمة الشهرِ .
هذا مع ملاحظة أن الفقهاء الثلاثة " أبو حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل" رضي الله عنهم قالوا بأن كفارة الفطر المتعمد في رمضان هي صيام شهرين متتابعين , فإن لم يستطع الشخصُ الصومَ لمشقة شديدة ونحوها فيلزمه عندئذ إطعامُ ستين مسكينا . وأما الإمامُ مالك رضي الله عنه فقال بأن كفارةَ الفطرِ المتعمد في رمضان هي على التخيير بين الصيام والإطعام , وأفضلهُما الإطعامُ لأن الصيامَ له فقط وأما الإطعامُ فيستفيدُ منهُ الغيرُ .
فإن أفطر إذن شخصٌ في رمضان بأكل أو شرب ليوم أو لأيام قليلة ومعدودة , وجبَ عليه القضاءُ والكفارةُ لأن هذا هو قول الجمهور من جهة أولى ولأن الكفارةَ سهلةٌ وميسورةٌ إلى حد ما بإذن الله تعالى من جهة أخرى , سواء تمت الكفارةُ بالصيامِ أو بالإطعام .
ثانيا : وأما من أفطر بأكل أو شرب متعمدا في نهار رمضان وهو يعلمُ أنه في رمضان وأنه يحرمُ عليه الفطرُ وكان يقصدُ انتهاكَ حرمةِ رمضانِ , قلتُ : من أفطرَ لمدة طويلة كشهر أو أكثر سواء أفطر في بلاد الإسلام أو في بلاد الكفر وسواء أفطر وهو كبير أو وهو صغير ( وبالغٌ بطبيعة الحال ) وسواء كان رجلا أو امرأة , ... فإن كان من الأغنياءِ والميسورين الذين يستطيعون إطعامَ ولو أكثر من ألف فقيرا أو مسكينا فإنه يُـطعمُ ونسألُ الله أن يتقبلَ منه وأن يغفرَ له ذنبَهُ . وأما من لا يقدرُ على الإطعام ممن هم من المستورين – ماديا – أو من الضعفاءِ كما هو حال أغلبية الناس مثلا عندنا في الجزائر , فمن الصعب جدا جدا جدا أن تطلبَ من الواحدِ منهم أن يُكفِّـرَ عن ذنبِهِ بصيامِ شهرين متتابعين عن كل يوم أفطرهُ . مثلا إن كان قد أفطرَ بأكل متعمد في رمضان , أفطر 30 يوما ( سواء أفطر فيها متتابعة أو أفطر فيها متفرقة ) , فمن الصعب جدا جدا جدا أن نطلبَ منه أن يُكَفِّرَ بصيام ( شهرين أي 60 يوما × 30 أي تساوي 1800 يوما , أي ما يعادل 60 شهرا , أي ما يوافق 5 سنوات !!! ) . وهذه مدة طويلة جدا جدا جدا لا يقدرُ على صومها إلا النادرُ من الناسِ , هذا إن وجدَ هذا النادرُ .
ولأن فقهَ الفقهاء كلهم بإذن الله إسلامٌ , ولأن اختلافَ العلماءِ يجبُ أن يكونَ رحمة لا نقمة , ولأن اللهَ لا يُعذِّبُ فيما اختلفَ فيه الفقهاءُ والعلماءُ , ولأن المصيبَ من الفقهاءِ في كلِّ مسألة فقهية لهُ أجران والمخطئَ له أجرٌ واحد , ولأن الصوابَ لا يعلمهُ إلا اللهُ تعالى , ولأن ... فإن الذي أفطرَ عمدا في رمضان بأكل أو شرب لمدة طويلة يمكنهُ الاعتمادُ على مذهب الشافعي في هذه المسألة , الشافعي الذي يرى بأن الكفارة لا تترتب إلا على من أفطر في رمضان من خلال وطء متعمد لزوجة , وذلك لأن الحديثَ الصحيحَ الوارد في كفارة الفطر المتعمد كان متعلقا بصحابي ( رضي الله عن الصحابة أجمعين ) أفطر في رمضان لا بأكل أو شرب ولكن بوطء زوجة . وعند الشافعي رضي الله عنه : من أفطر في رمضان متعمدا بأكل أو شرب : ذنبُهُ عظيمٌ , ولكن لا يترتب عليه إلا قضاءُ ذلك اليوم فقط ( بلا كفارة ) , وعليه بعد ذلك بالإكثارِ من الاستغفار.
ومنه فإن أفطر شخصٌ في رمضان متعمدا وبدون عذر وبأكل أو شرب , من أفطر لـ 30 يوما مثلا ( مجتمعة أو متفرقة ) فإن عليه – على مذهب الشافعي – رضي الله عنه , عليه فقط قضاء 30 يوما لا يُشترطُ فيها التتابعُ , وعليه بكثرةِ الاستغفارِ . وهذا أمر ميسورٌ في دينِ يُسر جاء فيه " طه , ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " , و" يسروا ولا تعسروا " , و" بشروا ولا تنفروا " , و " ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " و... والحمد لله رب العالمين .
ملاحظة هامة جدا : أرى أنه مثل مسألة القاتل المتعمد للنفس المؤمنة الذي اختلف الفقهاءُ فيه : هل له توبة أم لا ؟. قال العلامة عبد الحميد بن باديس الجزائري رحمه الله " من لم يقتلْ نُبلِّـغ لهُ – من أجل تخويفه من التعدي على حرمات الله - القولَ بأن القاتلَ المتعمدَ خالدٌ في جهنمَ وإن تابَ . وأما من قتلَ بالفعلِ فإننا نفْـتحُ لهُ أبوابَ الرجاءِ في الله ورحمته ونُـبلِّـغُ له قولَ من قالَ من الفقهاء بأن قاتلَ العمدِ كغيره ممن ارتكبوا الكبائر , إن تابَ توبة نصوحا تابَ الله عليه بإذن اللهِ .
وكذلك أنا أرى هنا بأن منْ أفطرَ بالفعلِ في رمضان متعمدا لمدة طويلة فإننا نُـبلِّـغ لهُ الحكمَ على مذهب الشافعي رضي الله عنهُ ونقول لهُ بأنه " ليس عليك إلا القضاءُ وعليك كذلك بحسن التوبة إلى الله وبكثرةِ الاستغفارِ" , وأما من لم يُفطرْ فإننا نُـبلِّـغُ له – من أجل تخويفه حتى لا ينتهكَ حرمةَ رمضان في يوم ما - قولَ الجمهور الذي ينصُّ على أن من أفطرَ متعمدا في رمضان بأكل أو شرب , فإن عليه القضاء والكفارة بصيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا عن كل يوم أفطرَ فيهِ مهما كثرت وتعددت الأيامُ التي أفطرَ فيها . والله ورسولُهُ أعلمُ .
عبد الحميد رميته , الجزائر
من أفطر متعمدا في رمضان بأكل أو شرب لمدة طويلة
أولا : أما من أفطر بأكل أو شرب متعمدا في نهار رمضان وهو يعلمُ أنه في رمضان وأنه يحرمُ عليه الفطرُ وكان يقصدُ انتهاكَ حرمةِ رمضانِ , قلتُ : أما من أفطرَ ليوم أو أيام قليلة فإن الذي عليه جمهورُ الفقهاءِ
( منهم مالك وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل ) هو أنه يلزمهُ القضاءُ والكفارةُ , أي قضاءُ اليومِ الذي أفطرَ فيه والكفارةُ بصيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا :
1- أما الحنفية فقالوا : تجب القضاء والكفارة بأمرين , منهما أن يتناول المرءُ غذاء أو ما في معناه عمدا وبدون عذر شرعي , كالأكل والشرب ونحوهما , ويميلُ إليه الطبعُ , وتنقضي به شهوةُ البطنِ .
2-وكذلك فإن الحنابلةَ والمالكيةَ فقالوا : يوجبُ القضاء والكفارةُ شيئان , منهما من أكل أو شرب متعمدا في نهـار رمضان عالما بعدم جواز الفطر منـتهكا لحرمة الشهرِ .
هذا مع ملاحظة أن الفقهاء الثلاثة " أبو حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل" رضي الله عنهم قالوا بأن كفارة الفطر المتعمد في رمضان هي صيام شهرين متتابعين , فإن لم يستطع الشخصُ الصومَ لمشقة شديدة ونحوها فيلزمه عندئذ إطعامُ ستين مسكينا . وأما الإمامُ مالك رضي الله عنه فقال بأن كفارةَ الفطرِ المتعمد في رمضان هي على التخيير بين الصيام والإطعام , وأفضلهُما الإطعامُ لأن الصيامَ له فقط وأما الإطعامُ فيستفيدُ منهُ الغيرُ .
فإن أفطر إذن شخصٌ في رمضان بأكل أو شرب ليوم أو لأيام قليلة ومعدودة , وجبَ عليه القضاءُ والكفارةُ لأن هذا هو قول الجمهور من جهة أولى ولأن الكفارةَ سهلةٌ وميسورةٌ إلى حد ما بإذن الله تعالى من جهة أخرى , سواء تمت الكفارةُ بالصيامِ أو بالإطعام .
ثانيا : وأما من أفطر بأكل أو شرب متعمدا في نهار رمضان وهو يعلمُ أنه في رمضان وأنه يحرمُ عليه الفطرُ وكان يقصدُ انتهاكَ حرمةِ رمضانِ , قلتُ : من أفطرَ لمدة طويلة كشهر أو أكثر سواء أفطر في بلاد الإسلام أو في بلاد الكفر وسواء أفطر وهو كبير أو وهو صغير ( وبالغٌ بطبيعة الحال ) وسواء كان رجلا أو امرأة , ... فإن كان من الأغنياءِ والميسورين الذين يستطيعون إطعامَ ولو أكثر من ألف فقيرا أو مسكينا فإنه يُـطعمُ ونسألُ الله أن يتقبلَ منه وأن يغفرَ له ذنبَهُ . وأما من لا يقدرُ على الإطعام ممن هم من المستورين – ماديا – أو من الضعفاءِ كما هو حال أغلبية الناس مثلا عندنا في الجزائر , فمن الصعب جدا جدا جدا أن تطلبَ من الواحدِ منهم أن يُكفِّـرَ عن ذنبِهِ بصيامِ شهرين متتابعين عن كل يوم أفطرهُ . مثلا إن كان قد أفطرَ بأكل متعمد في رمضان , أفطر 30 يوما ( سواء أفطر فيها متتابعة أو أفطر فيها متفرقة ) , فمن الصعب جدا جدا جدا أن نطلبَ منه أن يُكَفِّرَ بصيام ( شهرين أي 60 يوما × 30 أي تساوي 1800 يوما , أي ما يعادل 60 شهرا , أي ما يوافق 5 سنوات !!! ) . وهذه مدة طويلة جدا جدا جدا لا يقدرُ على صومها إلا النادرُ من الناسِ , هذا إن وجدَ هذا النادرُ .
ولأن فقهَ الفقهاء كلهم بإذن الله إسلامٌ , ولأن اختلافَ العلماءِ يجبُ أن يكونَ رحمة لا نقمة , ولأن اللهَ لا يُعذِّبُ فيما اختلفَ فيه الفقهاءُ والعلماءُ , ولأن المصيبَ من الفقهاءِ في كلِّ مسألة فقهية لهُ أجران والمخطئَ له أجرٌ واحد , ولأن الصوابَ لا يعلمهُ إلا اللهُ تعالى , ولأن ... فإن الذي أفطرَ عمدا في رمضان بأكل أو شرب لمدة طويلة يمكنهُ الاعتمادُ على مذهب الشافعي في هذه المسألة , الشافعي الذي يرى بأن الكفارة لا تترتب إلا على من أفطر في رمضان من خلال وطء متعمد لزوجة , وذلك لأن الحديثَ الصحيحَ الوارد في كفارة الفطر المتعمد كان متعلقا بصحابي ( رضي الله عن الصحابة أجمعين ) أفطر في رمضان لا بأكل أو شرب ولكن بوطء زوجة . وعند الشافعي رضي الله عنه : من أفطر في رمضان متعمدا بأكل أو شرب : ذنبُهُ عظيمٌ , ولكن لا يترتب عليه إلا قضاءُ ذلك اليوم فقط ( بلا كفارة ) , وعليه بعد ذلك بالإكثارِ من الاستغفار.
ومنه فإن أفطر شخصٌ في رمضان متعمدا وبدون عذر وبأكل أو شرب , من أفطر لـ 30 يوما مثلا ( مجتمعة أو متفرقة ) فإن عليه – على مذهب الشافعي – رضي الله عنه , عليه فقط قضاء 30 يوما لا يُشترطُ فيها التتابعُ , وعليه بكثرةِ الاستغفارِ . وهذا أمر ميسورٌ في دينِ يُسر جاء فيه " طه , ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " , و" يسروا ولا تعسروا " , و" بشروا ولا تنفروا " , و " ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " و... والحمد لله رب العالمين .
ملاحظة هامة جدا : أرى أنه مثل مسألة القاتل المتعمد للنفس المؤمنة الذي اختلف الفقهاءُ فيه : هل له توبة أم لا ؟. قال العلامة عبد الحميد بن باديس الجزائري رحمه الله " من لم يقتلْ نُبلِّـغ لهُ – من أجل تخويفه من التعدي على حرمات الله - القولَ بأن القاتلَ المتعمدَ خالدٌ في جهنمَ وإن تابَ . وأما من قتلَ بالفعلِ فإننا نفْـتحُ لهُ أبوابَ الرجاءِ في الله ورحمته ونُـبلِّـغُ له قولَ من قالَ من الفقهاء بأن قاتلَ العمدِ كغيره ممن ارتكبوا الكبائر , إن تابَ توبة نصوحا تابَ الله عليه بإذن اللهِ .
وكذلك أنا أرى هنا بأن منْ أفطرَ بالفعلِ في رمضان متعمدا لمدة طويلة فإننا نُـبلِّـغ لهُ الحكمَ على مذهب الشافعي رضي الله عنهُ ونقول لهُ بأنه " ليس عليك إلا القضاءُ وعليك كذلك بحسن التوبة إلى الله وبكثرةِ الاستغفارِ" , وأما من لم يُفطرْ فإننا نُـبلِّـغُ له – من أجل تخويفه حتى لا ينتهكَ حرمةَ رمضان في يوم ما - قولَ الجمهور الذي ينصُّ على أن من أفطرَ متعمدا في رمضان بأكل أو شرب , فإن عليه القضاء والكفارة بصيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا عن كل يوم أفطرَ فيهِ مهما كثرت وتعددت الأيامُ التي أفطرَ فيها . والله ورسولُهُ أعلمُ .
من مواضيعي
0 الطمع في خدمة تقدمونها إلي ...
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 28-10-2007 الساعة 11:46 PM







