" أخي" كوشنير: كفى استخفافا بعقولنا!!
06-12-2007, 11:45 AM
" أخي" كوشنير: كفى استخفافا بعقولنا!!
لحسن عيساني*
قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير, بعد عشاء عمل جمعه في بلاده بنظيره الجزائري, أن "الجزائر بلد كبير وصديق" وأنهم, أي الفرنسيين, يودون أن يجعلوه "بلدا أخا", يا الله, أي إحساس نبيل!! , وما أسعد الجزائريين به!! ولكنه أضاف أنه" كانت هناك أحداث خطيرة, كانت تسمى حرب الجزائر, ولن نتطرق إليها, فهي شأن جيل آخر" , ويالها من عبقرية!!
"أخي" كوشنير, ما الذي يجعلك تفكر بأن الجزائر يمكن أن تكون بلدا أخا لبلدك, فباستثناء النفط والاحتياطي المالي الذي تحويه خزائن الجزائر, بفضل ارتفاع أسعار النفط للأسف, لا بفضل سياسة اقتصادية رشيدة أو أي إنتاج وطني... ليس هناك من أسباب إلا تلك التي تعتقد أنت أنها شأن جيل آخر, كالتاريخ المشترك كما تسمونه, وهو ليس سوى تاريخ احتلال بلدك البغيض للجزائر, وانتماء الجزائر إلى حاضرة الفرانكفونية والذي لم يكن ليحدث لولا السنوات المائة واثنتين وثلاثين من الاحتلال الفرنسي البغيض, الذي لم يكتف بقمع كل المقاومات الشعبية وبسياسات التجهيل والأرض المحروقة, بل راح يعمل على تنصير شعب الجزائر واجتثاث العربية وإحلال الفرنسية محلها, وهذا الوضع يتجه إلى التغير لأن زحف الانجليزية موضة اليوم حتى في موطن الفرنسية ذاته حيث صار خلط الإنجليزية بالفرنسية يظهر أن صاحبه "كوول" و"برونشي" أكثر.
"أخي" كوشنير,ألا يستحق "إخوتكم" الجزائريين معاملة أفضل في منح التأشيرة, كاستقبالهم داخل سفارة بلدك لا تركهم ينتظرون في طوابير مذلة خلف أسوارها, يفصلهم عنها الصفيح, وكأن بهم جرب معد..
ألا تعتقد أنه لا يكفي تسليم الجزائر خرائط الألغام, وأن "الأخوة" تقتضي أن ترسلوا فرقا لنزعها, فلا شك أنها أكثر خبرة, ويفترض أن لا تتوقعوا مقابلا لذلك, لا لأنكم, أو لأن آباءكم بالأحرى, هم من زرعها, ولكن لأن آباءنا سقطوا وأحفادنا يسقطون ضحاياها كل يوم, موتى ومعوقين...
ألا تعتقد أن من واجبكم إرسال علمائكم إلى الصحراء الجزائرية التي أجرى فيها بلدكم"الأخ", خمسا وثلاثين تجربة نووية بين عامي 1961و1963 في رقان وخمس أخرى في الهقار بين عامي1964و1966, ليدرسوا آثار الإشعاع النووي وما أحدثه من آثار في الإنسان والحيوان وفي البيئة, وما سيحدثه في المستقبل, ثم تعويض الضحايا المتضررين من هذه التجارب الجرائم...
"أخي" كوشنير, لماذا يعارض بلدك بشراسة انضمام تركيا البلد الكبير فعلا, لا ديماغوجية, إلى الإتحاد الأوربي مالم تعترف بمذابح الأرمن, مع أنها شأن جيل آخر, قد يكون مجايلا لبعض مذابح بلدك في الجزائر والتي يرفض الاعتذار عنها, وفي ذات الوقت تستمرون في التعبير عن الشعور بالذنب وفي الاعتذار عما تعرض له اليهود من اضطهاد على أيدي ألمانيا النازية وبتواطؤ من حكومة فيشي الفرنسية, مع أن الأمر يعني جيلا آخر... أي ازدواج مقزز..؟ !
"أخي" كوشنير,ألا تعتقد أن من واجب بلدك تمويل برامج محو أمية الملايين من "إخوانكم " الجزائريين الذين حرمهم من التعليم خلال السنوات التي اغتصبت فيها أرضهم وحريتهم, أيام كان بلدكم "الأخ" يداعب أهلنا بقنابل النبالم, ويحرق قرى بأكملها وبنهب الخيرات ليشيد بها بلدك على أيدي هذا الجيل الآخر...
أين كانت هذه "الأخوة" عندما كان بلدك معبرا لأسلحة قتلت آلاف الجزائريين خلال العشرية السوداء, لأنه كان يراهن على سقوط الدولة الجزائرية, على حد تعبير الدكتور محمد القورصو المتخصص في العلاقات الجزائرية الفرنسية, والآن اكتشف فجأة أن للجزائر مكانة في المتوسط والمغرب العربي والعالم, ربما لأنه أدرك أن البساط بدأ يسحب من تحته على يد منافسه الجديد على الكعكة الجزائرية, أي الولايات المتحدة الأمريكية...
لماذا يرفض بلدك, رغم الأخوة الذي تتحدث عنها, تسليم الجزائر السيدة, أرشيف الحرب وتصدر جمعيته الوطنية قانون 23 فبراير الممجد للاحتلال ثم تقيم جدارية تخلد حثالة الحركى وجنود الاحتلال البغيض في الجزائر...وبعد هذا تودون جعل الجزائر بلدا أخا.. !!
"أخي" كوشنير, يبدو أن السياسة أفسدت فيك مناضل "أطباء بلا حدود" المدافع عن حقوق الإنسان في العالم, فصرت تضحك على الذقون, بلغة امبريالية متعالية محتقرة للشعوب...فرجاء كفى استخفافا بعقولنا!!
* كاتب صحفي ومترجم
من مواضيعي
0 الأستاذ لحسن عيساني ، مترجم ترجمان معتمد- المدنية الجزائر
0 رجاء الدخول على الفيسبوك وطلب إغلاق هذه المجموعة
0 رجاء الدخول على الفيسبوك وطلب إغلاق هذه المجموعة
0 تعال متأخرا أفضل ن أن لا تأتي أبدا : وفاء لذكرى فضيلة نجمة
0 هجوم على المترجمين في الجزائر تختفي خلفه مقاومة التعريب
0 أبحث عن معلومات عن السيد. مصطفى شكايمي
0 رجاء الدخول على الفيسبوك وطلب إغلاق هذه المجموعة
0 رجاء الدخول على الفيسبوك وطلب إغلاق هذه المجموعة
0 تعال متأخرا أفضل ن أن لا تأتي أبدا : وفاء لذكرى فضيلة نجمة
0 هجوم على المترجمين في الجزائر تختفي خلفه مقاومة التعريب
0 أبحث عن معلومات عن السيد. مصطفى شكايمي









