ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين
14-05-2010, 05:58 PM
" ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين "
قال الفخر(1) - رحمه الله -
"المستقر قد يكون بمعنى الاستقرار كقوله تعالى: [ إلى ربك يومئذ المستقر ] ( القيامة: 12 ) وقد يكون بمعنى المكان الذي يستقر فيه كقوله تعالى : [أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً و أحسن مقيلاً ] ( الفرقان : 24 )
وقال تعالى : [ فمستقر و مستودع ] ( الأنعام : 98 ) إذا عرفت هذا فنقول : الأكثرون حملوا قوله تعالى : [ ولكم في الأرض مستقر] على المكان, والمعنى أنها مستقركم حالتي الحياة والموت, وروى السري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال : المستقر هو القبر, أي قبوركم تكونون فيها. والأول أولى, لأنه تعالى قدر المتاع وذلك لا يليق إلا بحالة الحياة, ولأنه خاطبهم بذلك عند الإهباط وذلك يقتضي حال الحياة. ا.هـ
__________
(1) - التفسير الكبير حـ3 صـ464
(5/33)
________________________________________
"لطيفة في لفظ الحين"
قال القرطبي (1) : اختلف المتأولون في الحين على أقوال, فقالت فرقة : إلى الموت, وهذا قول من يقول: المستقر هو المقام في الدنيا, وقيل إلى قيام الساعة, وهذا قول من يقول المستقر هو القبور, وقال الربيع [ إلى حين] إلى أجل, والحين: الوقت البعيد فحينئذ تبعيد من قولك الآن, والحين أيضاً : المدة ومنه قوله تعالى [هل أتى على الإنسان حين من الدهر] ( الإنسان : 1) والحين: الساعة قال تعالى : [أو تقول حين ترى العذاب ] ( الزمر : 58 )
قال ابن عرفة : الحين : القطعة من الدهر كالساعة فما فوقها, وقوله [ فذرهم في غمرتهم حتى حين] (المؤمنون : 54) أي حتى تفنى آجالهم, وقوله تعالى [تؤتي أكلها كل حين] (إبراهيم : 25 ) أي كل سنة, وقيل : بل كل ستة أشهر, وقيل : بل غدوة وعشياً.
وقال الأزهري: الحين اسم كالوقت يصلح لجميع الأزمان كلها طالت أو قصرت والمعنى أنه ينتفع بها في كل وقت, ولا ينقطع نفعها ألبتة.
وقال الفراء : الحين حينان: حين لا يوقف على حده, والحين الذي ذكر الله جل ثناؤه : [تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها] ستة أشهر(2) ا.هـ
"فائدة"
قال ابن عطية(3) - رحمه الله -
[إلى حين] فائدة لآدم - عليه السلام - ليعلم أنه غير باق فيها ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها, وهي لغير آدم دالة على المعاد. ا.هـ
"موعظة "
قال الإمام فخر الدين الرازي(4) : ما نصه:
اعلم أن في هذه الآيات تحذيراً عظيماً عن كل المعاصي من وجوه أحدها: أن من تصور ما جرى على آدم - عليه السلام - بسب إقدامه على هذه الزلة الصغيرة, كان على وجل شديد من المعاصي, قال الشاعر
يا ناظراً يرنو بعيني راقد
ومشاهداً للأمر غير مشاهد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي
درك الجنان ونيل فوز العابد
أنسيت أن الله أخرج آدماً منها إلى الدنيا بذنب واحد.
__________
(1) - تفسير القرطبي حـ1 صـ 226
(2) - تفسير القرطبي حـ1 صـ 226باختصار يسير
(3) - المحرر الوجيز حـ 1 صـ 130
(4) - التفسير الكبير حـ3 صـ 464 - 465
قال الفخر(1) - رحمه الله -
"المستقر قد يكون بمعنى الاستقرار كقوله تعالى: [ إلى ربك يومئذ المستقر ] ( القيامة: 12 ) وقد يكون بمعنى المكان الذي يستقر فيه كقوله تعالى : [أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً و أحسن مقيلاً ] ( الفرقان : 24 )
وقال تعالى : [ فمستقر و مستودع ] ( الأنعام : 98 ) إذا عرفت هذا فنقول : الأكثرون حملوا قوله تعالى : [ ولكم في الأرض مستقر] على المكان, والمعنى أنها مستقركم حالتي الحياة والموت, وروى السري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال : المستقر هو القبر, أي قبوركم تكونون فيها. والأول أولى, لأنه تعالى قدر المتاع وذلك لا يليق إلا بحالة الحياة, ولأنه خاطبهم بذلك عند الإهباط وذلك يقتضي حال الحياة. ا.هـ
__________
(1) - التفسير الكبير حـ3 صـ464
(5/33)
________________________________________
"لطيفة في لفظ الحين"
قال القرطبي (1) : اختلف المتأولون في الحين على أقوال, فقالت فرقة : إلى الموت, وهذا قول من يقول: المستقر هو المقام في الدنيا, وقيل إلى قيام الساعة, وهذا قول من يقول المستقر هو القبور, وقال الربيع [ إلى حين] إلى أجل, والحين: الوقت البعيد فحينئذ تبعيد من قولك الآن, والحين أيضاً : المدة ومنه قوله تعالى [هل أتى على الإنسان حين من الدهر] ( الإنسان : 1) والحين: الساعة قال تعالى : [أو تقول حين ترى العذاب ] ( الزمر : 58 )
قال ابن عرفة : الحين : القطعة من الدهر كالساعة فما فوقها, وقوله [ فذرهم في غمرتهم حتى حين] (المؤمنون : 54) أي حتى تفنى آجالهم, وقوله تعالى [تؤتي أكلها كل حين] (إبراهيم : 25 ) أي كل سنة, وقيل : بل كل ستة أشهر, وقيل : بل غدوة وعشياً.
وقال الأزهري: الحين اسم كالوقت يصلح لجميع الأزمان كلها طالت أو قصرت والمعنى أنه ينتفع بها في كل وقت, ولا ينقطع نفعها ألبتة.
وقال الفراء : الحين حينان: حين لا يوقف على حده, والحين الذي ذكر الله جل ثناؤه : [تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها] ستة أشهر(2) ا.هـ
"فائدة"
قال ابن عطية(3) - رحمه الله -
[إلى حين] فائدة لآدم - عليه السلام - ليعلم أنه غير باق فيها ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها, وهي لغير آدم دالة على المعاد. ا.هـ
"موعظة "
قال الإمام فخر الدين الرازي(4) : ما نصه:
اعلم أن في هذه الآيات تحذيراً عظيماً عن كل المعاصي من وجوه أحدها: أن من تصور ما جرى على آدم - عليه السلام - بسب إقدامه على هذه الزلة الصغيرة, كان على وجل شديد من المعاصي, قال الشاعر
يا ناظراً يرنو بعيني راقد
ومشاهداً للأمر غير مشاهد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي
درك الجنان ونيل فوز العابد
أنسيت أن الله أخرج آدماً منها إلى الدنيا بذنب واحد.
__________
(1) - تفسير القرطبي حـ1 صـ 226
(2) - تفسير القرطبي حـ1 صـ 226باختصار يسير
(3) - المحرر الوجيز حـ 1 صـ 130
(4) - التفسير الكبير حـ3 صـ 464 - 465
من مواضيعي
0 مخّة بنت الحارث المروزي
0 سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنّ
0 ولذلك وصفوا في التنزيل
0 ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
0 الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ
0 من قصص التائبين
0 سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنّ
0 ولذلك وصفوا في التنزيل
0 ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
0 الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ
0 من قصص التائبين
التعديل الأخير تم بواسطة بلقا ; 14-05-2010 الساعة 06:05 PM











