حينما تتحدث لغة الأرقام
10-11-2007, 09:29 AM
حينما تتحدث لغة الأرقــــــــــــام
مداخيل الدولة تتزايد، النفط الجزائري يلامس عتبة 100 دولار للبرميل وهو مستوى لم يبلغه في تاريخه ،الوضعية المالية للجزائر عرفت تحسنا متواصلا و توجد موارد ضبط الإيرادات في حالة تحسن منتظم، بلغ متوسط الإنتاج النفطي الجزائري من يناير إلى سبتمبر 2007 حدود 1.38 مليون برميل يوميا، احتياطي الصرف تجاوز عتبة 91 مليار دولار، معدل ارتفاع أسعار البترول والغاز أكبر بكثير من معدل انخفاض الدولار، ارتفعت أسعار البترول بنسبة تفوق 20٪ ........تصريحات تخص الوضعية المالية للبلد وتقارير تطالعنا بها وسائل الإعلام المحلية يوميا تجمع دون استثناء على أن الجزائر الطيبة تعيش في بحبوحة مالية لم تعرف مثيلتها خلال تاريخها الطويل وأنها ماضية على نفس النهج نظرا لتوقع زيادة الطلب على النفط ب 1.8 مليون برميل يوميا إضافية خلال العام المقبل بحول الله .
المؤسف حقا هو أن مثل هذه التصريحات والتقارير عوض أن تشعر المواطن الجزائري بالبهجة والسرور على أمل تحسن المستوى المعيشي وارتفاع القدرة الشرائية إلا أنها لا تزيد غالبية الشعب إلا إحباطا وخيبة للآمال بعد أن يطلعوا على شيء من محتوى تقرير التنمية الإنسانية لسنة 2004 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ليعلموا أن بلدهم الغني يقبع اليوم في المرتبة 102 عالميا فيما يخص التنمية البشرية أي تصنيف 0.728 وأن 15٪ من عموم الشعب يعيشون بأقل من دولارين في اليوم ما يعادل 200.00 دينار جزائري كأقصى تقدير بل إن 22.6 ٪ منهم يعيشون تحت عتبة خط الفقر الوطني سنة 2003 .
هذا الشعب الطيب الذي تتدفق على خزينة بلده ملايين الدولارات يوميا لا يستطيع 15 ٪ من أفراده الوصول إلى مصدر من مصادر المياه المستدامة ما يعادل 20 لتر على الأقل يوميا لكل شخص من مسافة لا تزيد على واحد كيلومتر من مقر إقامته ، لكل 100.000 مواطن هناك 113 طبيب فقط ،الدولة لا تنفق على الصحة العامة سوى 3.3 ٪ من مجموع الناتج المحلي، معدل وفيات الرضع بلغ 35 من كل 1000 مولود في حين معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بلغ 40 من كل ألف مولود، معدل وفيات الأمومة بلغ 120 حالة لكل مولود جديد هذه الثروة التي تتدفق على خزينة الشعب الطيب لا يُنفق منها على قطاع التعليم سوى 5.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي ،هذا الشعب الذي يُجلد يوميا بتصريحات متفائلة عن البحبوحة المالية ويُشاع أن الناتج المحلي الفردي فاق 6600 دولار يعاني ما نسبته 17.7٪ من البطالة وما يفوق 31٪ أميون حسب تعريف بلدان العالم الثالث ناهيك عن أمية العالم المتقدم أي جهل التحكم في تقنيات الإعلام الآلي، مستخدمو الإنترنت لا يزيدون عنة 30 من كل 1000 فرد ،من مجموع 1000 فرد 108 فقط يملكون جهاز تلفاز و246 فقط يملكون مذياع، ترتيب البلد من حيث حرية الصحافة في المرتبة 61 عالميا سنة 2006 أما توزيع الصحف اليومية لكل 1000 فرد فبلغ 28 سنة 1998 في حين 71 شخص يملكون خط هاتفي من كل 1000 فرد، رغم المداخيل الهائلة إلا أن صادرات المواد المصنعة لا تزيد عن 02 ٪ من مجموع صادرات البضائع، ضبط الفساد يصنف بلدنا في المؤشر – 0.39 حسب التقديرات الدولية، معظم بلديات ودوائر بل ولايات الوطن تتحول إلى سيول جارفة وأوحال وبرك من المياه بمجرد تساقط كمية من الأمطار......
هذا كله جزء يسير من التناقضات الصارخة التي تحدث في بلد ينام شعبه على ثروات هائلة جدا ويتزايد تدفق العملة الصعبة على خزينته دون أن يرى غالبية أفراده لذلك أثرا على الحياة العامة والمستوى المعيشي والقدرة الشرائية بل العكس هو الصحيح حيث تعرف أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية ارتفاعا متزايدا لا يكاد يُصدق ما دفع البعض تهكما إلى ربط هذه الزيادات الجنونية المضطردة في الأسعار بارتفاع أسعار برميل النفط الجزائري في الأسواق العالمية والمضحك المبكي في نفس الوقت هو أن بعض الخفافيش السياسية لا تتوانى دون خجل عن الظهور في المواعيد الانتخابية مثل ما هو عليه الحال اليوم لتقدم للشعب الطيب وعودا منمقة كاذبة تمنيه بالحياة الكريمة الراقية مقابل التصويت لصالحها ثم تختفي فجأة تحت جنح الظلام لتغط في سبات عميق إلى أجل مُسمى ونحن من على منبر شروقنا الغراء ندعوا تلك الكائنات أن تنزل إلى أعماق الجزائر المجهولة ليتأكدوا أن أفضل خدمة يسدوها لنا هي أن يغربوا عن وجوهنا ويتركونا نعيش بسلام عيشة تليق بشعب مكافح صبور يستحق حياة أفضل بكثير من تلك التي هو عليها اليوم ونحن طبعا نستثني في هذا المقام أصحاب الوطنية الذين يسعون بكل ما أوتوا بقوة لخدمة من انتخبهم ودفع أوضاعه نحو الأحسن مع يقيننا المسبق أن عددهم قليل ولا يكاد يبين وهم في النائبات قليل.
كتبه : جمــاعي لخضــر
أستاذ العلوم الاجتماعية / ولاية تندوف
[email protected]
مداخيل الدولة تتزايد، النفط الجزائري يلامس عتبة 100 دولار للبرميل وهو مستوى لم يبلغه في تاريخه ،الوضعية المالية للجزائر عرفت تحسنا متواصلا و توجد موارد ضبط الإيرادات في حالة تحسن منتظم، بلغ متوسط الإنتاج النفطي الجزائري من يناير إلى سبتمبر 2007 حدود 1.38 مليون برميل يوميا، احتياطي الصرف تجاوز عتبة 91 مليار دولار، معدل ارتفاع أسعار البترول والغاز أكبر بكثير من معدل انخفاض الدولار، ارتفعت أسعار البترول بنسبة تفوق 20٪ ........تصريحات تخص الوضعية المالية للبلد وتقارير تطالعنا بها وسائل الإعلام المحلية يوميا تجمع دون استثناء على أن الجزائر الطيبة تعيش في بحبوحة مالية لم تعرف مثيلتها خلال تاريخها الطويل وأنها ماضية على نفس النهج نظرا لتوقع زيادة الطلب على النفط ب 1.8 مليون برميل يوميا إضافية خلال العام المقبل بحول الله .
المؤسف حقا هو أن مثل هذه التصريحات والتقارير عوض أن تشعر المواطن الجزائري بالبهجة والسرور على أمل تحسن المستوى المعيشي وارتفاع القدرة الشرائية إلا أنها لا تزيد غالبية الشعب إلا إحباطا وخيبة للآمال بعد أن يطلعوا على شيء من محتوى تقرير التنمية الإنسانية لسنة 2004 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ليعلموا أن بلدهم الغني يقبع اليوم في المرتبة 102 عالميا فيما يخص التنمية البشرية أي تصنيف 0.728 وأن 15٪ من عموم الشعب يعيشون بأقل من دولارين في اليوم ما يعادل 200.00 دينار جزائري كأقصى تقدير بل إن 22.6 ٪ منهم يعيشون تحت عتبة خط الفقر الوطني سنة 2003 .
هذا الشعب الطيب الذي تتدفق على خزينة بلده ملايين الدولارات يوميا لا يستطيع 15 ٪ من أفراده الوصول إلى مصدر من مصادر المياه المستدامة ما يعادل 20 لتر على الأقل يوميا لكل شخص من مسافة لا تزيد على واحد كيلومتر من مقر إقامته ، لكل 100.000 مواطن هناك 113 طبيب فقط ،الدولة لا تنفق على الصحة العامة سوى 3.3 ٪ من مجموع الناتج المحلي، معدل وفيات الرضع بلغ 35 من كل 1000 مولود في حين معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بلغ 40 من كل ألف مولود، معدل وفيات الأمومة بلغ 120 حالة لكل مولود جديد هذه الثروة التي تتدفق على خزينة الشعب الطيب لا يُنفق منها على قطاع التعليم سوى 5.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي ،هذا الشعب الذي يُجلد يوميا بتصريحات متفائلة عن البحبوحة المالية ويُشاع أن الناتج المحلي الفردي فاق 6600 دولار يعاني ما نسبته 17.7٪ من البطالة وما يفوق 31٪ أميون حسب تعريف بلدان العالم الثالث ناهيك عن أمية العالم المتقدم أي جهل التحكم في تقنيات الإعلام الآلي، مستخدمو الإنترنت لا يزيدون عنة 30 من كل 1000 فرد ،من مجموع 1000 فرد 108 فقط يملكون جهاز تلفاز و246 فقط يملكون مذياع، ترتيب البلد من حيث حرية الصحافة في المرتبة 61 عالميا سنة 2006 أما توزيع الصحف اليومية لكل 1000 فرد فبلغ 28 سنة 1998 في حين 71 شخص يملكون خط هاتفي من كل 1000 فرد، رغم المداخيل الهائلة إلا أن صادرات المواد المصنعة لا تزيد عن 02 ٪ من مجموع صادرات البضائع، ضبط الفساد يصنف بلدنا في المؤشر – 0.39 حسب التقديرات الدولية، معظم بلديات ودوائر بل ولايات الوطن تتحول إلى سيول جارفة وأوحال وبرك من المياه بمجرد تساقط كمية من الأمطار......
هذا كله جزء يسير من التناقضات الصارخة التي تحدث في بلد ينام شعبه على ثروات هائلة جدا ويتزايد تدفق العملة الصعبة على خزينته دون أن يرى غالبية أفراده لذلك أثرا على الحياة العامة والمستوى المعيشي والقدرة الشرائية بل العكس هو الصحيح حيث تعرف أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية ارتفاعا متزايدا لا يكاد يُصدق ما دفع البعض تهكما إلى ربط هذه الزيادات الجنونية المضطردة في الأسعار بارتفاع أسعار برميل النفط الجزائري في الأسواق العالمية والمضحك المبكي في نفس الوقت هو أن بعض الخفافيش السياسية لا تتوانى دون خجل عن الظهور في المواعيد الانتخابية مثل ما هو عليه الحال اليوم لتقدم للشعب الطيب وعودا منمقة كاذبة تمنيه بالحياة الكريمة الراقية مقابل التصويت لصالحها ثم تختفي فجأة تحت جنح الظلام لتغط في سبات عميق إلى أجل مُسمى ونحن من على منبر شروقنا الغراء ندعوا تلك الكائنات أن تنزل إلى أعماق الجزائر المجهولة ليتأكدوا أن أفضل خدمة يسدوها لنا هي أن يغربوا عن وجوهنا ويتركونا نعيش بسلام عيشة تليق بشعب مكافح صبور يستحق حياة أفضل بكثير من تلك التي هو عليها اليوم ونحن طبعا نستثني في هذا المقام أصحاب الوطنية الذين يسعون بكل ما أوتوا بقوة لخدمة من انتخبهم ودفع أوضاعه نحو الأحسن مع يقيننا المسبق أن عددهم قليل ولا يكاد يبين وهم في النائبات قليل.
كتبه : جمــاعي لخضــر
أستاذ العلوم الاجتماعية / ولاية تندوف
[email protected]
من مواضيعي
0 سحرة فرعون ؟
0 ما لم يقله أوباما ؟
0 ما لم يقله أوباما ؟
0 في الطريق إلى بيع القضية
0 تابع ما يفعله العملاء
0 المجاهدون يعودون هذا الأسبوع
0 ما لم يقله أوباما ؟
0 ما لم يقله أوباما ؟
0 في الطريق إلى بيع القضية
0 تابع ما يفعله العملاء
0 المجاهدون يعودون هذا الأسبوع







