البركة والتبرك
25-10-2010, 06:59 PM
البركة والتبرك
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار،
والصلاة والسلام على نبيه المصطفى المختار.
البركة.. كثيراً ما تتردد هذه الكلمة علي ألسنتنا،
وفي كل وقت نحن نطلب البركة، فما معنى البركة؟!
وكيف تتحقق في بيوتنا وأسرنا ؟! وما هي الوسائل التي نكتسب بها البركة؟
البركة هي الزيادة والنماء، والبركة في المال زيادته وكثرته،
وفي الدار فساحتها وسكينتها وهدوؤها، وفي الطعام وفرته وحسنه،
وفي العيال كثرتهم وحسن أخلاقهم، وفي الأسرة انسجامها وتفاهمها،
وفي الوقت اتساعه وقضاء الحوائج فيه وفي الصحة تمامها وكمالها،
وفي العمر طوله وحسن العمل فيه، وفي العلم الإحاطة والمعرفة...
فإذن البركة هي جوامع الخير، وكثرة النعم،
فلا غرابة بعد ذلك أن تجدنا نطلب البركة ونسعى إليها... ولكن كيف؟
وهل البركة تكتسب اكتساباً؟ أم أنها عطاء إلهي مخصص لبعض الناس دون الآخرين؟!
وهل جعلها الله عامة يمكن لأي أحد أن يحصل عليها،
أم أنه خص بها عباداً من خلقه وأفردهم بها فلا تنبغي لأحد سواهم؟
التبرّكُ معناهُ طلبُ زيادةِ الخيرِ. التبرك هو طلب البركة من الله تعالى،
يعني ان يعطيه الله بركة. المسلم يعيش مباركًا في العمل وفي الزمن ،
وأعظم البركة في العمل الطاعةُ ؛ إذ هي بركة على أهلها
كما يقول تعالى: ''مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا'' (الأنعام/ ءاية 160)،
وكما يقول:
''إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بحسنة فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعلمها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بسيئة فعملها كتبها الله سيئة واحدة''.
وهذا يدل على أن:
الطاعة بركة في القول؛ إذ الكلمة الواحدة من الطاعة
بعشر حسنات يكتب الله بها رضوانه، فيحفظ بها عبده حتى يُدخله الجنة،
ويرضى عنه في الجنة فلا يسخط عليه أبدًا.
والطاعة بركة في العمل؛ إذ الصلاة بعشر صلوات
كما في الحديث القدسي: ''أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي''،
فهي خمس في الفعل وخمسون في الأجر والثواب.
وصوم رمضان بعشرة أشهر كما في الحديث:
''رمضان بعشرة أشهر، وست شوال بشهرين''،
''والصدقة بسبعمائة ضعف''،
و''الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة''.
والطاعة طهرة من الذنوب، فالصلاة طهرة من الذنوب
كما في الحديث:
''مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر على باب أحدكم
يغتسل منه خمس مرات في اليوم والليلة، هل يبقى عليه من الدرن شيء؟!''.
والصوم طهرة من الآثام
كما في الحديث:
''جاءني جبريل فقال: من أدرك رمضان فلم يغفر له أبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين''،
ومن صامه وقامه وقام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
و''الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار''،
و''من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه''.
والطاعة بركة في الخلُق؛ إذ يدرك الإنسان درجة الصائم القائم بحسن خلُقه،
ويجاور الرسول ، ويحظى ببيت في أعلى الجنة، ويدخل الجنة،
ويكمل إيمانه، ويثقل ميزانه.
إن الله عز وجل أكرم الأكرمين وهو يعطي على العمل القليل الصالح الأجر الجزيل
المضاعف شرط موافقة الشرع والأحكام مع نية خالصة وعدم المن بالعطاء ونحوه.
يقول ربنا عز وجل:
''مَثَلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل
في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم''
(سورة البقرة/ ءاية 162).
قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية الكريمة:
هذا مَثَل ضربه الله تعالى لمضاعفة الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته،
وإن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وإلى أكثر من ذلك.
وهذا المثل أبلغ في النفوس من ذكر عدد السبعمائة فإن هذا فيه إشارة
إلى أن الأعمال الصالحة ينميها الله عز وجل لأهل الطاعات الصادقين المخلصين،
كما يُنَمّي الزرع لمن بذره في الأرض الطيبة،
وقد وردت السنة بمضاعفة الحسنة إلى سبعمائة ضعف وأكثر من ذلك فإن الله واسع عليم.
ومعنى ذلك أن مثل الذين ينفقون أموالهم في طاعة الله سبحانه
كزارع زرع في الأرض حبة فأنبتت سبع سنابل يعني أخرجت سبع سنابل،
في كل سنبلة مائة حبة، فشبه الله المتصدق بالزارع وشبه التصدق بالبذر
فيكون مثل المتصدق كالزارع إن كان حاذقًا في عمله وكان البذر جيدًا والأرض عامرة،
فيكون الزرع أكثر فكذلك المتصدق إن كان المال طيبًا ويضعه موضعه فيصير الثواب أكثر.
يسعَى الخلائقُ في هذِه الحياة الدنياِ بِألوانٍ منَ الأعمالِ شَتّى،
يضمَحلّ منها ما كان في معصية الله وسخَطِه، ويزهو ما كان في مرضاتِ الله وطاعتِه،
قالَ سبحانه:
''فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأرْضِ'' (الرعد/ ءاية 17).
وكلُّ شيءٍ لا يَكونُ للهِ فبركتُه مَنزوعَة، والبركةُ كلُّها مِن عند الله عزَّ وجلَّ،
فهو يباركُ فيمن شَاءَ من خلقِه، والله جلّ وعَلا برَحمته يأتي بالخيرَات،
وبفضَله يضاعِف البركات، وليسَت سَعةُ الرّزق والعَملِ بكثرته،
ولا زيادةُ العمر بتعاقُب الشهور والأعوام، ولكن سعةُ الرزقِ والعمُر بالبركة فيه.
بالعمَل المبارَك يُكتسَب الذّكرُ الجميل في الحياة وجزيلُ الثوابِ في الآخرة
به طهارةُ القلبِ وزكاةُ النفس وعلوُّ الخلُق.
والبركةُ ما كانت في قليلٍ إلاَّ كثَّرته، ولا في كثيرٍ إلا نفَعَته.
والله أعلم
منقول
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار،
والصلاة والسلام على نبيه المصطفى المختار.
البركة.. كثيراً ما تتردد هذه الكلمة علي ألسنتنا،
وفي كل وقت نحن نطلب البركة، فما معنى البركة؟!
وكيف تتحقق في بيوتنا وأسرنا ؟! وما هي الوسائل التي نكتسب بها البركة؟
البركة هي الزيادة والنماء، والبركة في المال زيادته وكثرته،
وفي الدار فساحتها وسكينتها وهدوؤها، وفي الطعام وفرته وحسنه،
وفي العيال كثرتهم وحسن أخلاقهم، وفي الأسرة انسجامها وتفاهمها،
وفي الوقت اتساعه وقضاء الحوائج فيه وفي الصحة تمامها وكمالها،
وفي العمر طوله وحسن العمل فيه، وفي العلم الإحاطة والمعرفة...
فإذن البركة هي جوامع الخير، وكثرة النعم،
فلا غرابة بعد ذلك أن تجدنا نطلب البركة ونسعى إليها... ولكن كيف؟
وهل البركة تكتسب اكتساباً؟ أم أنها عطاء إلهي مخصص لبعض الناس دون الآخرين؟!
وهل جعلها الله عامة يمكن لأي أحد أن يحصل عليها،
أم أنه خص بها عباداً من خلقه وأفردهم بها فلا تنبغي لأحد سواهم؟
التبرّكُ معناهُ طلبُ زيادةِ الخيرِ. التبرك هو طلب البركة من الله تعالى،
يعني ان يعطيه الله بركة. المسلم يعيش مباركًا في العمل وفي الزمن ،
وأعظم البركة في العمل الطاعةُ ؛ إذ هي بركة على أهلها
كما يقول تعالى: ''مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا'' (الأنعام/ ءاية 160)،
وكما يقول:
''إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بحسنة فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعلمها كتبها الله عنده حسنة كاملة، ومن همَّ بسيئة فعملها كتبها الله سيئة واحدة''.
وهذا يدل على أن:
الطاعة بركة في القول؛ إذ الكلمة الواحدة من الطاعة
بعشر حسنات يكتب الله بها رضوانه، فيحفظ بها عبده حتى يُدخله الجنة،
ويرضى عنه في الجنة فلا يسخط عليه أبدًا.
والطاعة بركة في العمل؛ إذ الصلاة بعشر صلوات
كما في الحديث القدسي: ''أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي''،
فهي خمس في الفعل وخمسون في الأجر والثواب.
وصوم رمضان بعشرة أشهر كما في الحديث:
''رمضان بعشرة أشهر، وست شوال بشهرين''،
''والصدقة بسبعمائة ضعف''،
و''الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة''.
والطاعة طهرة من الذنوب، فالصلاة طهرة من الذنوب
كما في الحديث:
''مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر على باب أحدكم
يغتسل منه خمس مرات في اليوم والليلة، هل يبقى عليه من الدرن شيء؟!''.
والصوم طهرة من الآثام
كما في الحديث:
''جاءني جبريل فقال: من أدرك رمضان فلم يغفر له أبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين''،
ومن صامه وقامه وقام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
و''الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار''،
و''من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه''.
والطاعة بركة في الخلُق؛ إذ يدرك الإنسان درجة الصائم القائم بحسن خلُقه،
ويجاور الرسول ، ويحظى ببيت في أعلى الجنة، ويدخل الجنة،
ويكمل إيمانه، ويثقل ميزانه.
إن الله عز وجل أكرم الأكرمين وهو يعطي على العمل القليل الصالح الأجر الجزيل
المضاعف شرط موافقة الشرع والأحكام مع نية خالصة وعدم المن بالعطاء ونحوه.
يقول ربنا عز وجل:
''مَثَلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل
في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم''
(سورة البقرة/ ءاية 162).
قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية الكريمة:
هذا مَثَل ضربه الله تعالى لمضاعفة الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته،
وإن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وإلى أكثر من ذلك.
وهذا المثل أبلغ في النفوس من ذكر عدد السبعمائة فإن هذا فيه إشارة
إلى أن الأعمال الصالحة ينميها الله عز وجل لأهل الطاعات الصادقين المخلصين،
كما يُنَمّي الزرع لمن بذره في الأرض الطيبة،
وقد وردت السنة بمضاعفة الحسنة إلى سبعمائة ضعف وأكثر من ذلك فإن الله واسع عليم.
ومعنى ذلك أن مثل الذين ينفقون أموالهم في طاعة الله سبحانه
كزارع زرع في الأرض حبة فأنبتت سبع سنابل يعني أخرجت سبع سنابل،
في كل سنبلة مائة حبة، فشبه الله المتصدق بالزارع وشبه التصدق بالبذر
فيكون مثل المتصدق كالزارع إن كان حاذقًا في عمله وكان البذر جيدًا والأرض عامرة،
فيكون الزرع أكثر فكذلك المتصدق إن كان المال طيبًا ويضعه موضعه فيصير الثواب أكثر.
يسعَى الخلائقُ في هذِه الحياة الدنياِ بِألوانٍ منَ الأعمالِ شَتّى،
يضمَحلّ منها ما كان في معصية الله وسخَطِه، ويزهو ما كان في مرضاتِ الله وطاعتِه،
قالَ سبحانه:
''فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأرْضِ'' (الرعد/ ءاية 17).
وكلُّ شيءٍ لا يَكونُ للهِ فبركتُه مَنزوعَة، والبركةُ كلُّها مِن عند الله عزَّ وجلَّ،
فهو يباركُ فيمن شَاءَ من خلقِه، والله جلّ وعَلا برَحمته يأتي بالخيرَات،
وبفضَله يضاعِف البركات، وليسَت سَعةُ الرّزق والعَملِ بكثرته،
ولا زيادةُ العمر بتعاقُب الشهور والأعوام، ولكن سعةُ الرزقِ والعمُر بالبركة فيه.
بالعمَل المبارَك يُكتسَب الذّكرُ الجميل في الحياة وجزيلُ الثوابِ في الآخرة
به طهارةُ القلبِ وزكاةُ النفس وعلوُّ الخلُق.
والبركةُ ما كانت في قليلٍ إلاَّ كثَّرته، ولا في كثيرٍ إلا نفَعَته.
والله أعلم
منقول
من مواضيعي
0 عدت من جديد والعود أحمد إن شاء الله
0 الثوار الليبيون: سنقيم علاقات مع إسرائيل
0 مقتطفات
0 طلاء الأظافر خطر جدا على الحمل
0 النمل يصنع قارب لعبور نهر الأمازون سبحان الله
0 أحمدي نجاد يتهم الغرب بمنع الغيوم الممطرة من الوصول إلى إيران
0 الثوار الليبيون: سنقيم علاقات مع إسرائيل
0 مقتطفات
0 طلاء الأظافر خطر جدا على الحمل
0 النمل يصنع قارب لعبور نهر الأمازون سبحان الله
0 أحمدي نجاد يتهم الغرب بمنع الغيوم الممطرة من الوصول إلى إيران
التعديل الأخير تم بواسطة غريبا ; 25-10-2010 الساعة 07:05 PM