ميت وان كنت حيا
03-07-2012, 03:41 PM
(كنت سادع هذه القصة الى ان انهي لكم السر هو مريام لكن لظروف خاصة ساكتب لكم هذه القصة الان وبعدها ساتم القصة الاولى فارجو ان تنال اعجابكم ولا تبخلوا علي بالردود والتوجيهات)
ربما تسبح في ذهنك افكار عن كون كلمة العيد تعني تلك الكلمة التي ترسم الابتسامة على وجه كل انسان عربي واجنبي وهي الكلمة التي تمسح الدموع وتستخرج كل ما في قلب الانسان من المشاعر الكريهة وتزرع بدلا منها مشاعر الحب ولكن هذا الاعتقاد خاطئ بعض الشيء لان كلمة العيد قد ترمز للياس عند البعض وتعكس المعاناة عند البعض الاخر قد تستغرب من هذا الكلام لكن دعني ازيل هذا الغموض بقولي اني اتحدث عن اطفال فلسطين الذين ما مسحت دمعتهم وما رسمت ابتسامتهم بسبب المعاناة الناجمة عن الاستعمار الذي حطم ارواحهم وقتل معنوياتهم قبل الفتك باجسادهم,لذلك دعوني انفث حبري على الورق ساردا لكم قصة فارقها زمن السرور رغم انه زمانها واحتضنها مكان المعاناة والدموع ففي يوم العيد جلس ايمن امام الباب يتامل السماء زارعا في ذهنه صورة كل انسان لبس السعادة في هذا اليوم المبتسم للدنيا كان ايمن مسرورا من اجل هؤلاء الناس وحزينا على حالته التي هو فيها,,,طال حبل افكاره حتى وصل الى ابعد مكان لمسته قدم انسان ولكن صوتا غليظا قد قطع هذا الحبل بصراخه وما ان نظر ايمن امامه حتى ادرك ان جنود الاستعمار على وشك الفتك به فاضطرب اضطراب امواج البحر وهم بالفرار لكن ضربة قوية قد لحقت به قبل ان يتحرك من مكانه رمي ايمن على الارض ولكنه سرعانما نهض ووجه نظره الى عتبة الباب ليرى ان الجنود قد قيدوا والده الفلاح الفقير المسكين وامه الشابة التي كستها الشيخوخة وهي زهرة وحتى اخته البرعمة ذات الانامل الناعمة صاحبة الخمس سنوات لم تسلم من مكر القيود اما ايمن فقد كان اخر واحد احتظنته القيود ولفت شرائط ابصارهم فمنعت اعينهم من استقبال النور ولم يتمكنوا من معرفة سبيلهم,,,,وكان الشعور الوحيد الذي يختلجهم هو الالم الناتج عن الضرب بالسوط فانطلق صوت الطفلة باكيا مستصرخاطالبا النجدة قائلا:"اين انتم يا عرب؟"لكن احد الجنود سرعانما اسكتها بلف شريط حول فمها فاسكت بذلك صوتها واطلق العنان لدموعها التي انهمرت كالمطر غاسلة وجهها,,,وبعد مرور زمن من المشي وصلت الاسرة مع الجنود الى مكان هجرته الحياة فكان مكان شقائهم,,,فارقت القيود اجسادهم وابصرت اعينهم الارض القاحلة التي هم فيها.
اوقف الجنود الاسرة في صف من اكبرهم الى اصغرهم ثم توجه القائد الى الاب حاملا مسدسا في يده ووضعه على صدر الشيخ ثم ابتسم ابتسامة اخرجت كل ما في قلبه من مكر وسمع صوت كانه الرعد في دويه رقصت على انغامه قلوب الخائفين فسقط الاب صريعا وسال دمه نهرا جاريا وما كان احد ليصدق ان كل ذلك الدم الطاهر قد خرج من جسد شيخ ضعيف مثل ذلك الفلاح المسكين الذي كان هزيلا لا وجود لجلدة على عظمه من شدة الفقر والجوع , اعترى الفزع الوالدة عندما رات ما حصل لزوجها وادركت يقينا ان الموت سيكون رفيقها فرفعت راسها الى السماء كانها تودعها وقالت:"يارب انت الغفور الرحيم فارحمني."ثم وجهت نظرها الى قاتل زوجها وقالت بنبرة حادة:"نحن على حق وانتم على باطل اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان ,,,,مح,,,,,مدا,,,,,عبده,,,,,,و,,,ر,,,,,ولم تتم عبارتها حتى عاد كل عنصر فيها من عناصر الحياة الى مكانه الاصلي فارتوت الارض من دمائها ذعرت الفتاة وخشيت ان يقتل اخوها كما قتل والداها علما انه يكبرها بثلاث سنوات , علم ايمن ما يجول في خاطر اخته فقال لها:"لا تقلقي فمكاننا الجنة احبك يا اختاه اياكي ان تبكي عند موتي فهو ليس الوداع ستلحقين بي بعد فترة وجيزة لكن عديني فقط ان تستقبلي الموت كالابطال ."فحركت الطفلة راسها اي نعم . ولما طرقت هذه الكلمات مسامع القائد توجه نحو الطفلة وجرها من يدها الى حضن اخيها وقال:"تعانقا فهذا اخر لقاء بينكما ." نزلت كلماته كالصاعقة على ايمن فاحتضن اخته وقبلها بينما كانت دموعه تنزل مطرا غزيرا سقت شعرها,وما لبثا على تلك الحال حتى توجه القائد نحوهما وقال:"ايها الفتى اجلس واترك اختك." فنفذ ايمن بلا تردد وكله شجاعة لتلقي الموت ولكنه فوجئ عندما اخرج القائد سكينا وامسك براس الفتاة ليضعه في كنف اخيها ويذبحها امام عينيه وسال دمها ليلطخ ثيابه عقد لسانه من شدة الدهشة وبقيت عيناه مفتوحتان على مصراعيهما وما عبرت عن حالته الا الدموع التي كانت اشد عزارة من المطر غادر الجنود وتركوا ايمن على تلك الحال بعد ان تم تعذيبه ورمي على الارض فاقدا الوعي,في هذه الاثناء كانت مجموعة الانقاذ الفلسطينية تقوم بالبحث والتفتيش من اجل منع الاستعمار من ان يفسد فرحة العيد على الفلسطينيين كان قائدهم يدعى مصطفى وهو الذي اقترح زيارة الارض الجرداء التي بقي فيها ايمن مغشيا عليه فساروا اليها وما ان وصلوا حتى انطلق صوت احدهم مناديا :"انظروا هذا الطفل حي."سمع مصطفى كلامه فسابق البرق الى مكان الطفل وحمله بين ذراعيه ونادى اماني وهي واحدة من مجموعة الانقاذ الفلسطينية .
اماني:نعم سيدي .
مصطفى:هذا الطفل على وشك التجمد من البرد اعطني معطفك.
اعطته اماني المعطف فوصعه على ايمن ولفه جيدا حتى لا يعرف البرد اليه طريقا ثم انطلق مسرعا باتجاه مخبئهم السري في اعلى قمة الجبل وعند وصوله وضعه على سرير وغطاه واوقد المدفاة وامر اماني بالعتناء به وبعد مرور ثلاث ساعات استيقظ ايمن ليجد نفسه في غرفة صغيرة مغطى بغطاء وثير على سرير مريح وامامه مدفاة ومنضدة عليها ادوية الاسعافات الاولية وصحن فيه ماء ومنشفة,,,وبينما هو يتامل المكان الذي هو فيه اذ فتح الباب ودخلت اماني فابتسمت وقالت:"واخيرا استيقظت ظننت انك لن تستيقظ ابدا نظرا للحالة التي كنت فيها."ثم توجهت اليه وجلست على السرير ووضعت يدها على جبينه وقالت:"الحمد لله ان حرارتك انخفضت."ثم سالته:هل تريد تناول الطعام؟فحرك راسه اي نعم فنهضت ولم تغب لحطات حتى عادت وفي يدها طبق من الحساء افرغت المنضدة ووضعت عليها الطبق ثم قربتها منه واجلسته بوضعية تساعده على الاكل ,لاحظت اماني ان يديه لا تمتدان للطعام فادركت انه عاجز عن الاكل كعجز لسانه على لفظ الكلمات فجلست بقربه تطعمه ثم قال:"لا بد انك عطشانساحضر لك الماء."فخرجت لوهلة ثم عادت حاملة زجاجة ماء وسقته ثم قالت:"حالتك لا تسمح لك بالجلوس لمدة طويلة لذلك فلتنم فانه سيساعدك على الشفاء بسرعة نم فلعل النوم سيجعلك تتحدث معي وتخبرني بما حدث لك."وعندما سمع ايمن كلامها تذكر ما حصل له فتهاطلت دموعه لكن اماني سرعانما مسحتها عن خذه الباكي لكنها لم تعرف سبيلا الى مسحها عن قلبه الذي كان ينحب من جهة ومن جهة اخرى كان ملتهبا بنار الغضب فامتزجت المشاعر الكريهة والتقت لاول مرة في قلب هذا الطفل الذي كان يرى الدنيا بابهى حللها .
اماني:انت لا تستطيع الكلام الان اعرف ذلك ولكن لا تبكي فانا على يقين ان الاستعمار هو من فعل بك هذا وليس بك فقط ولكن لغيرك الكثير من القصص الماساوية هيا ايها الصغير نم فالصباح رباح .
فابتسم ايمن لاماني التي اخذت تمسح وجهه وتلاعب شعره حتى غط في نوم عميق فخرجت وتركته يرتاح من شقاء ذلك اليوم.
اقبل مصطفى نحو اماني وقد كانت جالسة قرب النار تستدفئ فقال:احسبك عرفت شيئا عن ذلك الطفل.
اماني:لا شيء سوى ان الاستعمار قد فعل شيئا عقد لسانه.
مصطفى:ماقصدك؟
اماني:لم ينطق ببنت شفة ولم يستطع حتى تحريك يديه.
مصطفى:وكيف عرفت انه الاستعمار ان كان عاجزا عن الكلام؟
اماني:الم ترى جراح جسده ؟انها ناتجة عن الضرب المبرح كما ان ثيابه كانت ملطخة بالدمةوجثة الشيخ والشابة والطفلة الصغيرة التي كانت قريبة منه .
مصطفى:معك حق اظن انها افعال الاستعمار واولائك الاشخاص اظنهم عائلة الطفل.
اماني:اوافقك الراي لكن ارجو ان يستطيع الكلام حتى يخبرنا بما جرى له.
مصطفى:اتمنى ذلك.
وفي هذه الاثناء سمعا صوت ايمن وهو يصرخ فاسرعا اليه,,,اخذته اماني في حضنها قائلة:لا تقلق انا معك.
اخذت تهدئه محاولة زرع الاطمئنان في قلبه فعاد الى النوم محاولا نسيان الاحداث.
مضت ثلاث ليال وايمن يفزع الجميع بصراخه وفي صباح اليوم الرابع استيقظ وتوجه نحو الخارج اخذ يبحث عن اماني حتى وجدها قرب النهر الذي خلف البيت كانت اماني تغسل وجهها عندما سمعت صوت خطوات فالتفتت وقالت:كيف نهضت من الفراش؟هل شفيت جراحك؟
ايمن:نعم يا خالة لكن ارجوكي اخبريني اين انا الان ؟ وما هذا المكان؟
ففرحت اماني وعبر عن ذلك دموعها توجهت نحوه وقادته الى الغرفة التي كان فيها وضعته على السرير وقالت:اسمي اماني وانت الان في بيت قائدنا مصطفى , ما اسمك انت؟
ايمن:انا ايمن.
اماني:انتظر هنا قليلا .
ذهبت اماني واحضرت مصطفى وعند دخوله نظر اليه وقد عقدت الدهشة لسانه.
مصطفى:غير معقول كيف تعافى بهذه السرعة؟
ثم توجه اليه وقال: ما اسمك؟
ايمن:ايمن.
مصطفى:اخبرني يا ايمن بما حدث لك في ذلك اليوم.
ايمن:وفرحة العيد تغلفنا اتى الاستعمار ومزق هذه الفرحة قادنا الجتود الى ارض جرداء قتلوا ابي وامي وذبحوا اختي الصغيرة في كنفي وغسلوا وجهي بدمها ثم ضربوني وبعدها لا اتذكر شيئا.
مصطفى:قصة ماساوية كيف فعلوا هذا بطفل؟اسمعني يا بني من الان فصاعدا ستعيش معنا وتنظم الى مجموعة الانقاذ الفلسطينية؟
ايمن:مجموعة الانقاذ الفلسطينية؟ما معنى هذا؟
مصطفى:نحن مجموعة سرية تراقب الاستعمار وتهاجمه بشكل سري وتفسد عليه خططه.
ابتسم ايمن ونظر الى اماني قائلا:وهل انت منهم؟
اماني:نعم يا صغيريوانت ستكون منا وامثالك سيكونون منا.
مصطفى:اسمعني يا ايمن ستعيش معي في بيتي وكانني والدك سنكون اسرة.
وبتقلب الصفحات كبر ايمن وبلغ الثالثة والعشرين من عمره فاصبح مخططا حربيا ناجحا يضع الخطط بذكاء وحنكة فما عرف الفشل طريقا الى عملياتهم اضافة الى قتاله فقد كان في كل غارة يسير طالبا الموت لا شيء غيره , وفي احدى الغارات على الاستعمار حدث ما لم يكن بالحسبان فقد قتل مصطفى فتسلم ايمن القيادة وزادت بذلك الحروب والخطط الناجحة اصبح الليل كالنهار لا راحة فيه,,,وباقتراب العيد تسربت معلومات تقول ان يوم العيد سيكون مجزرة لعائلة اتخذت من سفح الجبل ملاذا لها فجهز ايمن خطة مدروسة النواحي ومحكمة من اجل منع الاستعمار من فعل ذلك ,,, وحل اليوم المنتظر فنزلت المجموعة الى الميدان واخذ كل موقعه منتظرين قدوم الجنود بينما كان ايمن يسترجع ذكرياته الرهيبة وطال حبل افكاره من جديد وكما حدث انذاك قطع الحبل بنفس الصوت فغزته نفس الاحاسيس حتى انه شعر بالضربة كانت المشاعر كاذبة لكن الصوت حقيقي اذ كان نفس القائد الذي قتل اهله قبل خمسة عشر سنة فتملكه الغضب واندفع نحو القاتل شاهرا المسدس قائلا:"اتظنني ساتركك تقتل اهل طفل اخر؟"ثم افرغ المسدس في جسد خصمه وماكادت جثته تلامس الارض حتى انقض جنود ايمن على التابعين للاستعمار,,,,سمع اهل البيت صوت الرصاص فخرجوا مسرعين وقد اعتراهم الفزع اما ايمن فقد نظر مطولا في جثة قاتل اهله ثم انصرف بصمت ولم يلحظه احد.
لما رات اماني ارتباك الاسرة سارعت باخبارهم بنوايا الاستعمار وطمانتهم فشكروها وجنودها.
هدات الاوضاع فلاحظت المجموعة غياب ايمن,,,توجهوا الى المقر عسى ان يجدوه هناك وصدقت توقعاتهم فقد كان يسبح بمخيلته قرب النهر فتركوه وحيدا الى ان حل الليل فاجتمعوا به يريدون جوابا واضحا وصريحا للسؤال الذي يطرح نفسه وهو سبب حزنه وبقائه قرب النهر طول اليوم دون اكل او حركة او كلمة.
ايمن:هل انا سعيد؟
الجنود:ماذا تعني بسؤالك؟
ايمن:هل انا سعيد؟هل يجب ان اكون سعيدا؟
اماني:بالتاكيد يجب ان تكون سعيدا فقد انتقمت وحققت العدل وخلصت فلسطين من احد كبار الاعداء.
ابتسم ايمن ودخل الغرفة التي من عادته التخطيط فيها .
وعند استيقاظ الشمس سار الجنود نحو ميدان التدريب فلاحظوا غياب ايمن عن التدريب , اقترحت اماني تركه الى وقت الظهر وان لم يخرج من غرفته دخلوا هم اليه, كانت اماني تعقد الامل على خروجه لكن املها قد خاب لم يخرج ولم يسمع له صوت فتوجهوا الى غرفته وطرقوا الباب ولكن مامن مجيب نادوه ولم يسمع عندئذ استعانوا باقوى جندي لكسر الباب ويا للدهشة فقد اختفت المنضدة والسرير والكرسي اختفى كل شيء وكسا الغبار المكان كله كان احدا لم يسكن تلك الغرفة ابدا وهنا بدات التساؤلات تطرح نفسها عن مكان ايمن ومكان اغراضه وكيفية خروجه والباب موصد من الداخل والنافذة ايضا مغلقة من الداخل وكيف اختفت الاغراض,,,,,,وفي وسط الاضطراب لا حظوا وجود ورقة مطوية على الارض كتب عليها"ميت وان كنت حيا" ففتحها احد الجنود واخذ يقرا بصوت مرتفع:
ما الفائدة من حياتي بعد وفاة كل ذكرياتي الموت اهون لي من العيش تحت ظل الاستعمار منذ ان ولدت وصوت الرصاص يعزف كالموسيقى في اذناي عشت حياتي كلها اتذكر ذلك اليوم الرهيب حين قتل كل اهلي وتركت مرميا وحيدا انا وذكرياتي الحزينة كنت مرغما على القتال كرهته لانني بقتالهم اصبحت مثلهم لم ارد يوما وضع الخطط ولا الانتقام لا اريد سفك الدماء بعد اليوم فلست سعيدا بقتل قاتل اهلي لا اريد البقاء في مكان لا شمس فيه اريد ان ارى الشمس وشروقها اريد ان اعرف شعور الانسان عندما ينظر الى السماء فيجد النجوم تتلالا حول البدر كاللؤلؤة اريد ان ارى شاطئ البحر ازرقا لا اسودا سوف امضي في طريقي لاكتشف الحياة ولذتها سوف امضي في طريقي لاكتشف ذاتي سوف امضي في وحدي انا وذكرياتي فما الفائدة من حياتي بعد قتل كل ما يربطني بالحياة فبعد موت كل شيء لا استطيع الحياة هذا انا,هذا أنا ,انا ميت ولو كنت حيا ,انا الميت ميت ولو كنت حيا بلا شعور او ضمير انا الميت ميت ولو كنت حيا فما فائدة عيشي والعالم توقف عن المسير انا ضائع مع ذكرياتي معا نواجه المصير فليس الهدف من مقاومتي هو الانتقام بل هو ارادة في ان يسمع المستعمر راي الطفل الصغير لست القادم من الظلام فقد ولدت وعشت مع الظلام اكلت لحمه وشربت دمه ولبست ظله بل انا ميت وان كنت حيا شخص لن تراه حتى في الاحلام,,,
تمت
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
:1 3:.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
ربما تسبح في ذهنك افكار عن كون كلمة العيد تعني تلك الكلمة التي ترسم الابتسامة على وجه كل انسان عربي واجنبي وهي الكلمة التي تمسح الدموع وتستخرج كل ما في قلب الانسان من المشاعر الكريهة وتزرع بدلا منها مشاعر الحب ولكن هذا الاعتقاد خاطئ بعض الشيء لان كلمة العيد قد ترمز للياس عند البعض وتعكس المعاناة عند البعض الاخر قد تستغرب من هذا الكلام لكن دعني ازيل هذا الغموض بقولي اني اتحدث عن اطفال فلسطين الذين ما مسحت دمعتهم وما رسمت ابتسامتهم بسبب المعاناة الناجمة عن الاستعمار الذي حطم ارواحهم وقتل معنوياتهم قبل الفتك باجسادهم,لذلك دعوني انفث حبري على الورق ساردا لكم قصة فارقها زمن السرور رغم انه زمانها واحتضنها مكان المعاناة والدموع ففي يوم العيد جلس ايمن امام الباب يتامل السماء زارعا في ذهنه صورة كل انسان لبس السعادة في هذا اليوم المبتسم للدنيا كان ايمن مسرورا من اجل هؤلاء الناس وحزينا على حالته التي هو فيها,,,طال حبل افكاره حتى وصل الى ابعد مكان لمسته قدم انسان ولكن صوتا غليظا قد قطع هذا الحبل بصراخه وما ان نظر ايمن امامه حتى ادرك ان جنود الاستعمار على وشك الفتك به فاضطرب اضطراب امواج البحر وهم بالفرار لكن ضربة قوية قد لحقت به قبل ان يتحرك من مكانه رمي ايمن على الارض ولكنه سرعانما نهض ووجه نظره الى عتبة الباب ليرى ان الجنود قد قيدوا والده الفلاح الفقير المسكين وامه الشابة التي كستها الشيخوخة وهي زهرة وحتى اخته البرعمة ذات الانامل الناعمة صاحبة الخمس سنوات لم تسلم من مكر القيود اما ايمن فقد كان اخر واحد احتظنته القيود ولفت شرائط ابصارهم فمنعت اعينهم من استقبال النور ولم يتمكنوا من معرفة سبيلهم,,,,وكان الشعور الوحيد الذي يختلجهم هو الالم الناتج عن الضرب بالسوط فانطلق صوت الطفلة باكيا مستصرخاطالبا النجدة قائلا:"اين انتم يا عرب؟"لكن احد الجنود سرعانما اسكتها بلف شريط حول فمها فاسكت بذلك صوتها واطلق العنان لدموعها التي انهمرت كالمطر غاسلة وجهها,,,وبعد مرور زمن من المشي وصلت الاسرة مع الجنود الى مكان هجرته الحياة فكان مكان شقائهم,,,فارقت القيود اجسادهم وابصرت اعينهم الارض القاحلة التي هم فيها.
اوقف الجنود الاسرة في صف من اكبرهم الى اصغرهم ثم توجه القائد الى الاب حاملا مسدسا في يده ووضعه على صدر الشيخ ثم ابتسم ابتسامة اخرجت كل ما في قلبه من مكر وسمع صوت كانه الرعد في دويه رقصت على انغامه قلوب الخائفين فسقط الاب صريعا وسال دمه نهرا جاريا وما كان احد ليصدق ان كل ذلك الدم الطاهر قد خرج من جسد شيخ ضعيف مثل ذلك الفلاح المسكين الذي كان هزيلا لا وجود لجلدة على عظمه من شدة الفقر والجوع , اعترى الفزع الوالدة عندما رات ما حصل لزوجها وادركت يقينا ان الموت سيكون رفيقها فرفعت راسها الى السماء كانها تودعها وقالت:"يارب انت الغفور الرحيم فارحمني."ثم وجهت نظرها الى قاتل زوجها وقالت بنبرة حادة:"نحن على حق وانتم على باطل اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان ,,,,مح,,,,,مدا,,,,,عبده,,,,,,و,,,ر,,,,,ولم تتم عبارتها حتى عاد كل عنصر فيها من عناصر الحياة الى مكانه الاصلي فارتوت الارض من دمائها ذعرت الفتاة وخشيت ان يقتل اخوها كما قتل والداها علما انه يكبرها بثلاث سنوات , علم ايمن ما يجول في خاطر اخته فقال لها:"لا تقلقي فمكاننا الجنة احبك يا اختاه اياكي ان تبكي عند موتي فهو ليس الوداع ستلحقين بي بعد فترة وجيزة لكن عديني فقط ان تستقبلي الموت كالابطال ."فحركت الطفلة راسها اي نعم . ولما طرقت هذه الكلمات مسامع القائد توجه نحو الطفلة وجرها من يدها الى حضن اخيها وقال:"تعانقا فهذا اخر لقاء بينكما ." نزلت كلماته كالصاعقة على ايمن فاحتضن اخته وقبلها بينما كانت دموعه تنزل مطرا غزيرا سقت شعرها,وما لبثا على تلك الحال حتى توجه القائد نحوهما وقال:"ايها الفتى اجلس واترك اختك." فنفذ ايمن بلا تردد وكله شجاعة لتلقي الموت ولكنه فوجئ عندما اخرج القائد سكينا وامسك براس الفتاة ليضعه في كنف اخيها ويذبحها امام عينيه وسال دمها ليلطخ ثيابه عقد لسانه من شدة الدهشة وبقيت عيناه مفتوحتان على مصراعيهما وما عبرت عن حالته الا الدموع التي كانت اشد عزارة من المطر غادر الجنود وتركوا ايمن على تلك الحال بعد ان تم تعذيبه ورمي على الارض فاقدا الوعي,في هذه الاثناء كانت مجموعة الانقاذ الفلسطينية تقوم بالبحث والتفتيش من اجل منع الاستعمار من ان يفسد فرحة العيد على الفلسطينيين كان قائدهم يدعى مصطفى وهو الذي اقترح زيارة الارض الجرداء التي بقي فيها ايمن مغشيا عليه فساروا اليها وما ان وصلوا حتى انطلق صوت احدهم مناديا :"انظروا هذا الطفل حي."سمع مصطفى كلامه فسابق البرق الى مكان الطفل وحمله بين ذراعيه ونادى اماني وهي واحدة من مجموعة الانقاذ الفلسطينية .
اماني:نعم سيدي .
مصطفى:هذا الطفل على وشك التجمد من البرد اعطني معطفك.
اعطته اماني المعطف فوصعه على ايمن ولفه جيدا حتى لا يعرف البرد اليه طريقا ثم انطلق مسرعا باتجاه مخبئهم السري في اعلى قمة الجبل وعند وصوله وضعه على سرير وغطاه واوقد المدفاة وامر اماني بالعتناء به وبعد مرور ثلاث ساعات استيقظ ايمن ليجد نفسه في غرفة صغيرة مغطى بغطاء وثير على سرير مريح وامامه مدفاة ومنضدة عليها ادوية الاسعافات الاولية وصحن فيه ماء ومنشفة,,,وبينما هو يتامل المكان الذي هو فيه اذ فتح الباب ودخلت اماني فابتسمت وقالت:"واخيرا استيقظت ظننت انك لن تستيقظ ابدا نظرا للحالة التي كنت فيها."ثم توجهت اليه وجلست على السرير ووضعت يدها على جبينه وقالت:"الحمد لله ان حرارتك انخفضت."ثم سالته:هل تريد تناول الطعام؟فحرك راسه اي نعم فنهضت ولم تغب لحطات حتى عادت وفي يدها طبق من الحساء افرغت المنضدة ووضعت عليها الطبق ثم قربتها منه واجلسته بوضعية تساعده على الاكل ,لاحظت اماني ان يديه لا تمتدان للطعام فادركت انه عاجز عن الاكل كعجز لسانه على لفظ الكلمات فجلست بقربه تطعمه ثم قال:"لا بد انك عطشانساحضر لك الماء."فخرجت لوهلة ثم عادت حاملة زجاجة ماء وسقته ثم قالت:"حالتك لا تسمح لك بالجلوس لمدة طويلة لذلك فلتنم فانه سيساعدك على الشفاء بسرعة نم فلعل النوم سيجعلك تتحدث معي وتخبرني بما حدث لك."وعندما سمع ايمن كلامها تذكر ما حصل له فتهاطلت دموعه لكن اماني سرعانما مسحتها عن خذه الباكي لكنها لم تعرف سبيلا الى مسحها عن قلبه الذي كان ينحب من جهة ومن جهة اخرى كان ملتهبا بنار الغضب فامتزجت المشاعر الكريهة والتقت لاول مرة في قلب هذا الطفل الذي كان يرى الدنيا بابهى حللها .
اماني:انت لا تستطيع الكلام الان اعرف ذلك ولكن لا تبكي فانا على يقين ان الاستعمار هو من فعل بك هذا وليس بك فقط ولكن لغيرك الكثير من القصص الماساوية هيا ايها الصغير نم فالصباح رباح .
فابتسم ايمن لاماني التي اخذت تمسح وجهه وتلاعب شعره حتى غط في نوم عميق فخرجت وتركته يرتاح من شقاء ذلك اليوم.
اقبل مصطفى نحو اماني وقد كانت جالسة قرب النار تستدفئ فقال:احسبك عرفت شيئا عن ذلك الطفل.
اماني:لا شيء سوى ان الاستعمار قد فعل شيئا عقد لسانه.
مصطفى:ماقصدك؟
اماني:لم ينطق ببنت شفة ولم يستطع حتى تحريك يديه.
مصطفى:وكيف عرفت انه الاستعمار ان كان عاجزا عن الكلام؟
اماني:الم ترى جراح جسده ؟انها ناتجة عن الضرب المبرح كما ان ثيابه كانت ملطخة بالدمةوجثة الشيخ والشابة والطفلة الصغيرة التي كانت قريبة منه .
مصطفى:معك حق اظن انها افعال الاستعمار واولائك الاشخاص اظنهم عائلة الطفل.
اماني:اوافقك الراي لكن ارجو ان يستطيع الكلام حتى يخبرنا بما جرى له.
مصطفى:اتمنى ذلك.
وفي هذه الاثناء سمعا صوت ايمن وهو يصرخ فاسرعا اليه,,,اخذته اماني في حضنها قائلة:لا تقلق انا معك.
اخذت تهدئه محاولة زرع الاطمئنان في قلبه فعاد الى النوم محاولا نسيان الاحداث.
مضت ثلاث ليال وايمن يفزع الجميع بصراخه وفي صباح اليوم الرابع استيقظ وتوجه نحو الخارج اخذ يبحث عن اماني حتى وجدها قرب النهر الذي خلف البيت كانت اماني تغسل وجهها عندما سمعت صوت خطوات فالتفتت وقالت:كيف نهضت من الفراش؟هل شفيت جراحك؟
ايمن:نعم يا خالة لكن ارجوكي اخبريني اين انا الان ؟ وما هذا المكان؟
ففرحت اماني وعبر عن ذلك دموعها توجهت نحوه وقادته الى الغرفة التي كان فيها وضعته على السرير وقالت:اسمي اماني وانت الان في بيت قائدنا مصطفى , ما اسمك انت؟
ايمن:انا ايمن.
اماني:انتظر هنا قليلا .
ذهبت اماني واحضرت مصطفى وعند دخوله نظر اليه وقد عقدت الدهشة لسانه.
مصطفى:غير معقول كيف تعافى بهذه السرعة؟
ثم توجه اليه وقال: ما اسمك؟
ايمن:ايمن.
مصطفى:اخبرني يا ايمن بما حدث لك في ذلك اليوم.
ايمن:وفرحة العيد تغلفنا اتى الاستعمار ومزق هذه الفرحة قادنا الجتود الى ارض جرداء قتلوا ابي وامي وذبحوا اختي الصغيرة في كنفي وغسلوا وجهي بدمها ثم ضربوني وبعدها لا اتذكر شيئا.
مصطفى:قصة ماساوية كيف فعلوا هذا بطفل؟اسمعني يا بني من الان فصاعدا ستعيش معنا وتنظم الى مجموعة الانقاذ الفلسطينية؟
ايمن:مجموعة الانقاذ الفلسطينية؟ما معنى هذا؟
مصطفى:نحن مجموعة سرية تراقب الاستعمار وتهاجمه بشكل سري وتفسد عليه خططه.
ابتسم ايمن ونظر الى اماني قائلا:وهل انت منهم؟
اماني:نعم يا صغيريوانت ستكون منا وامثالك سيكونون منا.
مصطفى:اسمعني يا ايمن ستعيش معي في بيتي وكانني والدك سنكون اسرة.
وبتقلب الصفحات كبر ايمن وبلغ الثالثة والعشرين من عمره فاصبح مخططا حربيا ناجحا يضع الخطط بذكاء وحنكة فما عرف الفشل طريقا الى عملياتهم اضافة الى قتاله فقد كان في كل غارة يسير طالبا الموت لا شيء غيره , وفي احدى الغارات على الاستعمار حدث ما لم يكن بالحسبان فقد قتل مصطفى فتسلم ايمن القيادة وزادت بذلك الحروب والخطط الناجحة اصبح الليل كالنهار لا راحة فيه,,,وباقتراب العيد تسربت معلومات تقول ان يوم العيد سيكون مجزرة لعائلة اتخذت من سفح الجبل ملاذا لها فجهز ايمن خطة مدروسة النواحي ومحكمة من اجل منع الاستعمار من فعل ذلك ,,, وحل اليوم المنتظر فنزلت المجموعة الى الميدان واخذ كل موقعه منتظرين قدوم الجنود بينما كان ايمن يسترجع ذكرياته الرهيبة وطال حبل افكاره من جديد وكما حدث انذاك قطع الحبل بنفس الصوت فغزته نفس الاحاسيس حتى انه شعر بالضربة كانت المشاعر كاذبة لكن الصوت حقيقي اذ كان نفس القائد الذي قتل اهله قبل خمسة عشر سنة فتملكه الغضب واندفع نحو القاتل شاهرا المسدس قائلا:"اتظنني ساتركك تقتل اهل طفل اخر؟"ثم افرغ المسدس في جسد خصمه وماكادت جثته تلامس الارض حتى انقض جنود ايمن على التابعين للاستعمار,,,,سمع اهل البيت صوت الرصاص فخرجوا مسرعين وقد اعتراهم الفزع اما ايمن فقد نظر مطولا في جثة قاتل اهله ثم انصرف بصمت ولم يلحظه احد.
لما رات اماني ارتباك الاسرة سارعت باخبارهم بنوايا الاستعمار وطمانتهم فشكروها وجنودها.
هدات الاوضاع فلاحظت المجموعة غياب ايمن,,,توجهوا الى المقر عسى ان يجدوه هناك وصدقت توقعاتهم فقد كان يسبح بمخيلته قرب النهر فتركوه وحيدا الى ان حل الليل فاجتمعوا به يريدون جوابا واضحا وصريحا للسؤال الذي يطرح نفسه وهو سبب حزنه وبقائه قرب النهر طول اليوم دون اكل او حركة او كلمة.
ايمن:هل انا سعيد؟
الجنود:ماذا تعني بسؤالك؟
ايمن:هل انا سعيد؟هل يجب ان اكون سعيدا؟
اماني:بالتاكيد يجب ان تكون سعيدا فقد انتقمت وحققت العدل وخلصت فلسطين من احد كبار الاعداء.
ابتسم ايمن ودخل الغرفة التي من عادته التخطيط فيها .
وعند استيقاظ الشمس سار الجنود نحو ميدان التدريب فلاحظوا غياب ايمن عن التدريب , اقترحت اماني تركه الى وقت الظهر وان لم يخرج من غرفته دخلوا هم اليه, كانت اماني تعقد الامل على خروجه لكن املها قد خاب لم يخرج ولم يسمع له صوت فتوجهوا الى غرفته وطرقوا الباب ولكن مامن مجيب نادوه ولم يسمع عندئذ استعانوا باقوى جندي لكسر الباب ويا للدهشة فقد اختفت المنضدة والسرير والكرسي اختفى كل شيء وكسا الغبار المكان كله كان احدا لم يسكن تلك الغرفة ابدا وهنا بدات التساؤلات تطرح نفسها عن مكان ايمن ومكان اغراضه وكيفية خروجه والباب موصد من الداخل والنافذة ايضا مغلقة من الداخل وكيف اختفت الاغراض,,,,,,وفي وسط الاضطراب لا حظوا وجود ورقة مطوية على الارض كتب عليها"ميت وان كنت حيا" ففتحها احد الجنود واخذ يقرا بصوت مرتفع:
ما الفائدة من حياتي بعد وفاة كل ذكرياتي الموت اهون لي من العيش تحت ظل الاستعمار منذ ان ولدت وصوت الرصاص يعزف كالموسيقى في اذناي عشت حياتي كلها اتذكر ذلك اليوم الرهيب حين قتل كل اهلي وتركت مرميا وحيدا انا وذكرياتي الحزينة كنت مرغما على القتال كرهته لانني بقتالهم اصبحت مثلهم لم ارد يوما وضع الخطط ولا الانتقام لا اريد سفك الدماء بعد اليوم فلست سعيدا بقتل قاتل اهلي لا اريد البقاء في مكان لا شمس فيه اريد ان ارى الشمس وشروقها اريد ان اعرف شعور الانسان عندما ينظر الى السماء فيجد النجوم تتلالا حول البدر كاللؤلؤة اريد ان ارى شاطئ البحر ازرقا لا اسودا سوف امضي في طريقي لاكتشف الحياة ولذتها سوف امضي في طريقي لاكتشف ذاتي سوف امضي في وحدي انا وذكرياتي فما الفائدة من حياتي بعد قتل كل ما يربطني بالحياة فبعد موت كل شيء لا استطيع الحياة هذا انا,هذا أنا ,انا ميت ولو كنت حيا ,انا الميت ميت ولو كنت حيا بلا شعور او ضمير انا الميت ميت ولو كنت حيا فما فائدة عيشي والعالم توقف عن المسير انا ضائع مع ذكرياتي معا نواجه المصير فليس الهدف من مقاومتي هو الانتقام بل هو ارادة في ان يسمع المستعمر راي الطفل الصغير لست القادم من الظلام فقد ولدت وعشت مع الظلام اكلت لحمه وشربت دمه ولبست ظله بل انا ميت وان كنت حيا شخص لن تراه حتى في الاحلام,,,
تمت
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
:1 3:.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
قال الله تعالى: إنّ الله لا يغير ما بقوم حتّى يغيروا ما بأنفسهم.سورة الرعد الاية 11










