" الزيارات" أو " الوعدات " بين دعوات المقاطعة ووجوب الاستمرار الحضاري
15-05-2017, 08:25 PM
" الزيارات" بولاية أدرار بين دعوات المقاطعة ووجوب الاستمرار الحضاري
بعضها تحول عن دوره الاجابي الى دور سلبي
يوسف بن عومر


بحلول فصل الربيع يبدأ موسم الوعدات أو ما يصطلح عليه بالزيارات في الموروث الشعبي المعنوي لسكان منطقة أدرار بأقاليمها الثلاث : توات قورارة وتيديكلت ، حيث تعرف هذه التظاهرات الاجتماعية ذات الطابع الديني اقبالا كبيرا من المواطنين داخل وخارج اقليم الولاية يؤدي في الكثير من الاحيان لغلق الطرقات وحوادث المرور نظرا للأعداد الكبيرة للسكان الذين يحجون لهذه المعالم،فهي عادات قديمة توارثها مجتمع توات الكبرى فصارت تحكمه بشكل يجعل منها حدثا هاما تلتقي حوله الأسر والأصدقاء وتتجدد فيه مختلف الروابط الاجتماعية والقيم الدينية والأخلاقية من إطعام الطعام للفقراء والمساكين وايواء الغريب وقراءة القرءان وتجديد البعد الروحي والأخلاقي، وتعد زيارت "الرقاني" "سيدي الحاج بلقاسم" ، و"سيدي محمد" ، و" سيدي عثمان "، وغيرها الكثير .. من أبرز محطات موسم الزيارات وتتميز كل واحدة منها بطابعها الخاص و توقيتها الخاص كذلك فمن الزيارات ما يتواصل فعالياته ليومين او الثلاث ايام ومنها ما يبقى نصف يوم ، كما تشهد بعض الزيارات اقامة احتفالات على الهامش كحلقات البارود التي تصل من كل القصور ، وما يعرف ب" السلكة " حيث يتداول الحفاظ على قراءة القرءان من مساء اليوم حتى فجر اليوم الموالي في أجواء ايمانية غاية في الروعة والنقاء ، و لعل الملاحظ لزيارات منطقة أدرار في هذه المرحلة الزمنية بالتحديد يجد أن الكثير من القيم تغيرت بل أن بعض العادات الدخيلة على المجتمع قد التصقت بهذه التظاهرات التي كانت فيم سبق ذات بعد اصلاحي كبير ، فصارت قبلة للمنحرفين معقد اجتماعاتهم ومكانا و زمانا مناسبا لإقامة جرائمهم وفرصة لضعاف النفوس لممارسة الفساد الأخلاقي و نخر المجتمع بكافة أنواع الآفات ولو أن هذا الأمر نسبي كما يرى البعض إلا أنه مدعاة للتوقف والتحليل والمعالجة في نظر الكثيرين ، حيث ظهرت مؤخرا في المجتمع الأدراري دعوات لمقاطعة هذه الفعاليات او القضاء عليها لانحراف هذه الزيارات عن ما أوجدت له وهو صيانة البعد الاجتماعي والأخلاقي التربوي للمجتمع وانقلابها سلبا بحيث صارت تؤدي مفهوما عكسيا لما هو منوط بها ، الأمر الذي استوجب ظهور فئة ثالثة تطالب بتطهير الزيارات من هذه المظاهر من خلال تنظيمها المحكم وإقامة المحاضرات و الدعوات لمجابهة ما يتم من خلالها من بدع وشركيات وانحرافات عقائدية و أخرى اجتماعية بات لزاما على المجتمع بدعاته وعلمائه و مثقفيه مجابهتها و القضاء عليها قبل فوات الأوان.