اللعب على المكشوف
11-01-2012, 08:57 PM
في الماضي القريب و نحن في بداية شبابنا كنا نسمع بجملة في المقاهي و في الجلسات و في النقاشات * حزب فرنسا *و لكن الجملة لم تكن لتترسخ كثيرا في عقولنا إلا فيما ندر .. فقد كان الشعب عامة يشعر بالوطنية و يتنفسها و يعيشها في يومياته ولا يرى في جزائره ما يعكر صفو هاته النفحة خصوصا و أن المسؤولين في تلك الحقبات كانت لديهم مواقف و تصريحات تريح الصدور إلى حد ما رغم وجود ملاحظات عن بعض التصرفات التي أخذت مجالا في النقاش على مختلف الأصعد و من بينها إستعانة الراحل هواري بومدين بقدماء ظباط الجيش الفرنسي و الشرخ الذي كان بينهم و بين قادة جيش التحرير الوطني و لكن الرجل لديه مواقف وطنية يعرفها القاص و الدان و هي كفيلة بذرأ اي شكوك او مناورات...و لكن في السنة الاخيرة و تزامنا مع ما أصبح يسمى بالربيع العربي و حتى قبله بقليل أصبحت جملة حزب فرنسا جملة براقة بائنة بينونة كبرى ..يستعملها الكبير و الصغير المثقف و العامي فقد أصبح اللعب على المكشوف كما يقال ..و هل هناك أفضح من أن يمتنع ما يسمى بالبرلمان الذي من المفروض هو كلمة الشعب من أن يناقش مشروع قدمه نائب عن حزب جبهة التحرير الوطني و نضع سطرين احمرين على حزب جبهة التحرير الوطني ..هل هناك أفضح من أن يمتنع عن مناقشة قانون تجريم الإستعمار و يرمي به في غياهيب أرشيف الهيئة التشريعية لعدة دواع أهمها عدم خدش اللياقة الديبلوماسية ..هل هناك أفضح من أن يخطب ممثل خارجيتنا تحت قبة مستعمرتنا من أنه لو كان للتاريخ منحى أخر لكنا أروبيين و كأن به يذكرنا بمقولة ديغول الشهيرة ردا على من إنتقدوه تجاه سياسته في الجزائر ...* بعد ثلاثين سنة سيحكم الجزائر جزائريون أكثر فرنسية من الفرنسيين ** هل هناك أفضح من أن ينتقد رئيس وزراء تركيا من طرف مختلف الوجوه السياسية و السلطويةى لأنه قال لفرنسا خسئتي يا قاتلة الجزائريين بغض النظر عن نواياه و عن دوافعه ...و ما كان ليضير من ردوا عليه في الجزائر متهكمين او منتقدين لو أنهم ساندوه أو صمتو ففي الصمت حكمة و ذلك أضعف الإيمان ...سنة 2012 سنة حاسمة في تاريخ الجزائر ذلك أننا مقبلون على إنتخابات تشريعية و ربما تعديل الدستور تزامنا مع ما جرى في البلدان العربية ...المؤكد أنها ستكون إنتخابات نزيهة يفوز فيها حزب او أحزاب تقبل نظام الشراكة مع النظام بما حمل بعمقه و مكشوفه بإيجابياته و سلبياته ..و بين النظام و الاحزاب السياسية هناك القاعدة الشعبية التي أخشى ما اخشاه أن لا يستوعبها النظام بإستهتار بعض مسؤوليه بما قدم شهداء الجزائر و لا تستوعبها الأحزاب السياسية بما عرفنا عنها من تلون و تغيير البذلة بما يحفظ مكاسبها الإنتخابية بعيدا عن طموحات و امال الشعب ..و ستر الله جزائرنا الحبيبة
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾.









.gif)


