تَنفِيـــــسَة.
27-09-2012, 10:27 AM
عندما كنّا نغمس رؤوسنا ونحن صغار تحت سطح الماء لإختبار سعة صدرونا ، كنّا نسمّي فعلتنا على ما قبلها، فنقول عن قطع النَفَس وحبسه " تنفيسة" بينما التنفيسة هي الشهيق الذي يسبقها وليست هي ذاتها ، وخطأٌ لغوّيٌ منّا أن نسميّها تنفيسة بدلا من " ما بعد التنفيسة" ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى عزمتُ على إختبار قدرتي على شيئ ما من خلال فعلةٍ أفعلُها تشبه فعلة الطفولة في كونها حبسًا للهواء المعنوي عن رئتاي الأدبية ، ورأيتُ أن يكون نَفَسي الأخير قبل الشروع فيها هو هذه الكلمات التنفيسية والتنفُّسية التي أطلب منكم أن ترفقوا قراءتها بالعدّ التنازلي لبداية " تنفيستي" أو ما بعد تنفيستي بالأحرى
...
أوّلا ، أرجو أن يعلم إخوتي بأنّ كلام الإنسان عن حقّ نفسه وفضلها المزعوم لا يعني دائما أن الحقيقة إلى جانبه، لأن كلامهُ لا يتعدى كونه محض إستجابة فطرية يسمّيها العلماء "ميكانيزمات دفاعية"، فلا تصدِّقوا كلّ ما أقوله ولكن لا تمنعوني من أن أقول ما أرغب في قوله، لأنني لم أمنع أحدا منكم عندما كان يدافع وينتصر لخنفوسته التي يراها غزالاً... أمّا بعدُ فإنني تساءلتُ فيما بيني وبين نفسي عن الفرق بين نفسي الحيّة المحسوسة وبين الصورة الذهنية لها في عقول من يقرأون ما يُنسب إليها من الحروف المصفوفة بعضها إلى بعض في جمل مصفوفة إلى بعضها البعض في نصوص لا يشبه بعضها البعض إلا في إنتسابها إلى كاتب واحد لا يكادُ يكون واحدًا في تصوُّرات نفرٍ من الرفاق ولا يكاد يكون لسانُه لسانَه وقلبُه قلبَه ورأسُه رأسَه، فلم أجِد إجابة لتساؤلي إلا إجابة بديع الزمان على الحمّامي الذي جادله في رأسه مثلما يُجادلني في رأسي من يفصلون بيني كاتبا وبيني رجُلا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويركب الحافلات واقفًا...
إنني أكتب حين أكتب والأقربون من واقع حالي يعرفون ما أكتب بنفس درجة معرفتهم لواقع حالي، ولم يسبق لي وأن سمعتُ منهم ما يُفيد فصلي عن رأسي وقلبي التي هي بمنزلة أدوات الكتابة منّي، لكنّني سمعتُ ما يفيد هذا الفصل التشريحي من الذين يصرّون على معرفتي بما ترسمه مخيلاتهم -التي أعترف بأنها غاية في الكرم- أو بصورة رمزية تكاد تصرخ :" أنا رمزية ياناس!"، أو بإنطباعات سريعة جدًّا لستُ مضطرًا لقبولها مهما بلغت من الجمال والروعة، لأن المُكتسي بغير رداءه ليس بكاسي،وحمار الحقيقة والواقع أفضل من حصان المثالية والخيال، وإنطباعاتهم هذه سرعان ما ستتحول إلى مطالب لا يُطيقها أبطال الرسوم المتحركة الذين لم يسلموا هم الآخرون من خيالات البشر ومثاليتهم المفرطة في تصوُّر وتصوير إخوانهم في الآدمية (أو من يفترض أنهم كذلك في حالة الأبطال الوهميين) ، فكم في أسماء هذه الرسوم من شخصيات مقّنعة يُلبسُها رسّامُها وكاتبُ حكاياتها شخصيات غير شخصياتها :فهذا نمرٌ مقنع وذلك رجل وطواط وهذا فارس معصوب العينين! ،مطالبٌ تُحاول إجبارك على مطابقة أوصافٍ لست مكلَّفًا بمطابقتها لأنها ليست أوصافك بكل بساطة...
ولكم أن تتصوروا كيف يكون الموقف حين يصافحك أحدٌ ليقول لك في براءة الأطفال:" أين جناحاك يا رجُل؟، وأين تاجُك الفضي؟ وأين عينُك الثالثة وأصابعُ يديك العشرون؟"!!!...إنها ورطةٌ ما بعدها ورطة أن تكون أمام أخٍ لك فلا تجد في نفسك غايته ومُراده منك، وكيف تجدُ له ما شاء أن لا يوجد فيك خالقُك الحكيمُ والقدير سبحانه؟
إنتهى الكلام، وبدأت التنفيسة .
...أوّلا ، أرجو أن يعلم إخوتي بأنّ كلام الإنسان عن حقّ نفسه وفضلها المزعوم لا يعني دائما أن الحقيقة إلى جانبه، لأن كلامهُ لا يتعدى كونه محض إستجابة فطرية يسمّيها العلماء "ميكانيزمات دفاعية"، فلا تصدِّقوا كلّ ما أقوله ولكن لا تمنعوني من أن أقول ما أرغب في قوله، لأنني لم أمنع أحدا منكم عندما كان يدافع وينتصر لخنفوسته التي يراها غزالاً... أمّا بعدُ فإنني تساءلتُ فيما بيني وبين نفسي عن الفرق بين نفسي الحيّة المحسوسة وبين الصورة الذهنية لها في عقول من يقرأون ما يُنسب إليها من الحروف المصفوفة بعضها إلى بعض في جمل مصفوفة إلى بعضها البعض في نصوص لا يشبه بعضها البعض إلا في إنتسابها إلى كاتب واحد لا يكادُ يكون واحدًا في تصوُّرات نفرٍ من الرفاق ولا يكاد يكون لسانُه لسانَه وقلبُه قلبَه ورأسُه رأسَه، فلم أجِد إجابة لتساؤلي إلا إجابة بديع الزمان على الحمّامي الذي جادله في رأسه مثلما يُجادلني في رأسي من يفصلون بيني كاتبا وبيني رجُلا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويركب الحافلات واقفًا...
إنني أكتب حين أكتب والأقربون من واقع حالي يعرفون ما أكتب بنفس درجة معرفتهم لواقع حالي، ولم يسبق لي وأن سمعتُ منهم ما يُفيد فصلي عن رأسي وقلبي التي هي بمنزلة أدوات الكتابة منّي، لكنّني سمعتُ ما يفيد هذا الفصل التشريحي من الذين يصرّون على معرفتي بما ترسمه مخيلاتهم -التي أعترف بأنها غاية في الكرم- أو بصورة رمزية تكاد تصرخ :" أنا رمزية ياناس!"، أو بإنطباعات سريعة جدًّا لستُ مضطرًا لقبولها مهما بلغت من الجمال والروعة، لأن المُكتسي بغير رداءه ليس بكاسي،وحمار الحقيقة والواقع أفضل من حصان المثالية والخيال، وإنطباعاتهم هذه سرعان ما ستتحول إلى مطالب لا يُطيقها أبطال الرسوم المتحركة الذين لم يسلموا هم الآخرون من خيالات البشر ومثاليتهم المفرطة في تصوُّر وتصوير إخوانهم في الآدمية (أو من يفترض أنهم كذلك في حالة الأبطال الوهميين) ، فكم في أسماء هذه الرسوم من شخصيات مقّنعة يُلبسُها رسّامُها وكاتبُ حكاياتها شخصيات غير شخصياتها :فهذا نمرٌ مقنع وذلك رجل وطواط وهذا فارس معصوب العينين! ،مطالبٌ تُحاول إجبارك على مطابقة أوصافٍ لست مكلَّفًا بمطابقتها لأنها ليست أوصافك بكل بساطة...
ولكم أن تتصوروا كيف يكون الموقف حين يصافحك أحدٌ ليقول لك في براءة الأطفال:" أين جناحاك يا رجُل؟، وأين تاجُك الفضي؟ وأين عينُك الثالثة وأصابعُ يديك العشرون؟"!!!...إنها ورطةٌ ما بعدها ورطة أن تكون أمام أخٍ لك فلا تجد في نفسك غايته ومُراده منك، وكيف تجدُ له ما شاء أن لا يوجد فيك خالقُك الحكيمُ والقدير سبحانه؟
إنتهى الكلام، وبدأت التنفيسة .
من مواضيعي
0 رحلة عبر الزمن!
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
التعديل الأخير تم بواسطة djazayri ; 27-09-2012 الساعة 11:48 AM






.gif)
.gif)
شرفتنآ جداا هنا...gif)










