مشكلة الزوجة والأم.
18-06-2013, 08:57 AM
أول خطوة في طريق حلّ مشكلة الكنة والحماة هي تغيير تسميتها من مشكلة الكنة والحماة إلى مشكلة الزوجة والأم، لأن القضية ليست قضية كنة مع حماتها أو حماة مع كنتها بل هي قضية أمّ زوج وزوجة إبن، فلا ينبغي لنا أن نحيّد الرجل عن العلاقة بين أمّه وزوجته فنقول كنّةٌ وحماتُها و كأنه غير معنيّ بما يكون بينهما، بل يجب أن ننظر إلى العلاقة على أساس أنه ركيزة وجودها وليس عنصرا منفصلا عنها، فلولاه ماكانت لتكون -بإذن الله- هذه العلاقة أصلا، فما صارت أمّه حماةً لابنةِ فلان وما صارت ابنةُ فلان كنّةً لأمّه إلا لأنه تزوّجها ، فهو إذن مسؤول ومعنيّ بكلّ أطوار هذه العلاقة بل هو مركزُها وجوهرُها، وهذا ما يجب أن تُراعِيه الزوجة في معاملتها لأمّ زوجِها والأمّ في معاملتها لزوجة ابنِها، فأمّ الزوج ليست " عجوزة " تُبتلى بها الزوجة من أجل أن تتحكم فيها وتتدخل في شؤونها وهي الغريبة الأجنبية عنها، إنّها " أمّ الزوج " وما أدراك ما أمّ الزوج، الزوج الذي عاهدتهُ على أن تقاسمه حلو الحياة ومرِّها وتسانِدهُ في كلّ المواقف وتُعينَه على الخير والفلاح في الدنيا والآخرة، وبِرُّهُ بوالدته التي حملته وهنًا على وهنٍ والتي أمره الله ببرّها والإحسان إليها على رأس هذا الخير والفلاح الذي تُعينه عليه بأن تشجّعه وتحثّه على الإحسان لأمّه بدلا من أن تشتكي له منها، وبأن تتخذّها أمًّا لها تتحمل منها ما تتحمله من أمّها التي ولدتها وتبرّ بها كما تبرّ بمن فُرض عليها بِرُّها ، فقط لأنها أمّ زوجِها التي لا يمكنها أن تفصل معاملته عن معاملتها وحبّه عن حبِّها وطاعته عن الإحسان إليها، وإلا فما قيمة أن تساعد الزوجة زوجها على إستبدال السيارة وعلى دهن الجدران إذا لم تساعده على الفوز في كلّ يوم بإبتسامة أمّه وضحكها من الرضى عنه، وزوجة الإبن ليست تلك الدخيلة التي جاءت لتخطف الولد بعد أن تعبت عليه الأمّ حتى صار رجُلاً، وإنما هي زوجة الإبن وما أدراك ما زوجة الإبن، الإبن الذي تحبّه وترى فيه ثمرة حياتها، فتحفظه وترعاه وتخاف عليه مهما بلغ من العمر، وتحفظ وترعى أشياءه وكلّ ما يتعلّق به، وزوجته التي لا تبتعد علاقته بها بـ"الميثاق الغليظ" الذي أخذته منه كثيرا عن علاقته بأمّه التي حملته وولدته وقضى ربّه أن يُحسن إليها من حيث العظمة والتبجيل، هي أولى بأن تحفظها وترعاها وتحرص عليها لأجل عيون ابنها من أشياءه الماديّة التي لا تحسّ ولا تشعر كما يحسّ ويشعر البشر، فمن العجيب أن تحافظ أمّ الرجل على لباسه وفراشه وأغراضه ولا تحافظ على زوجته فتعذرُها إن قصّرت أو أخطأت وتتجاوز عنها وتُسامحها وتتلطّف بها كما تتلطّف ببناتها ، فسعادة البيوت في الوئام بين العزيزتين، الكبيرةَ ( في الإعزاز ) والصغيرة ( في العمر)، وللرجل في ذلك عظيم الدور و كبير المسؤولية والله وليّ التوفيق.











، شكرا جزيلا لك أم وسيم. 


)
