من اجل ذلك يحسوننا الحساء!
02-02-2013, 02:36 PM
من اجل ذلك يحسوننا الحساء!
هذا العنوان مثل عربي – بتصرف - قفز الى ذاكرتى عندما سمعت تلك الوعود والتصريحات المشكوك فيها... وعندما رأيت تلك الزيارات المتتالية والمتنوعة من طرف الذئاب الجائعة...... وعندما شاهدت الاستقبال والرقص بالقفاطين والترحيب بهم بلغتهم... وتقبيل الايدى ان لم يكن تقبيل الارجل ايضا؟... اترانا بهم خدعونا بالنية وانخدعنا لهم فجاءونا من النافذة ؟ ام انهم يحسدوننا على نعمة الله التى رزقنا بها من قيم ومال ؟
يقول علماء ألنفس الحمد لله على ان الاطفال ليست لهم اجساما قوية لان عقولهم شيطانية مخربة!... ونحن نرجو من الله ان يحفظنا ممن لهم اجسام الكبار وعقول الصغار... انهم يريدون اغتيال شبابنا بخلق الفوضى والدمار... يريدون الانقضاض على ثرواتنا وتخريب اوطاننا وتحطيم قيمنا الشيء الوحيد الذى بقي لنا نتفوق به عنهم...
انهم يندبون وعيونهم على حمواتهم، فلنحذر هذين النسرين الجريحين اليائسين الذين يحومان حول مروجنا قبل فوات الأوان... لقد حاولوا وحاولوا ولما فشلوا جاؤوا يحومون حول ديارنا متخذين عملاءهم وأدواتهم المعهودة التى زرعوها في تونس واليمن وليبيا وطوائفها وجهويتها، كما زرعوها في العراق وسوريا العزيزة حصن القدس ، ومصر التى تحمل مشاعر الكرامة القومية... يقول الكاتب الايطالي (أنطونيو جرامشي) : " وضعوا مصر امام خيارين ، اما العلمانية الفاسدة غير الديمقراطية الحقيقية أو الفاشية الدينية لضمان السيطرة على قلب الأمة العربية... " كيف نفسر هذا الغيم القابع على قلوب الامة ومستقبلها المجهول بعد ان وضعت مصر على السكة الفاشية ونشر العجز السوري حتى عن الممانعة والمواجهة بالتدمير المنهجي للقوى السورية وللدولة ؟
ان انهم يحسوننا الحساء ليضربون على القفا ويتحقق لهم ضمان عجز المجتمعات -المعنية - عن مواجهة فعَّالة لتحدي العصر... ان الإرهابيين الذين خربت عقولهم في مخبر (Guantanamo) ثم أطلق سراحهم لينتشروا في الاراضي الإفريقية والعربية الإسلامية ليحققوا رؤية وزير الدفاع الفرنسى ( بيار جوكس) الذى صرح غداة احتلال العراق : يجب ان نبيدهم بقتل نفوسهم بأنفسهم وبتدمير اوطانهم بأيديهم دون ان نضحي بجيوشنا... والله يعلم ما عاناه خريجى سجن ( اكوانتانامو) الملعون لان ما تعرضوا له حولهم الى نفس شيطانية تزين لهم أعمال السوء وأصبح الموت عندهم رجاءً والناس اعداءً ، والحياة لا قيمة لها ، بل انها تعب ولا طعم لها ، و هذه النفس المخربة تتلذذ إن أصابتها نائبة ، وتشعر بالنظرة الدونية لنفسها ، كما تشعر بأنها ناقصة القيمة والاعتبار و المكانة ، و بنفس الوقت فإنها تعزز العواطف السلبية كالندم ، والتدمير والخوف والرهاب...
ان وحدة الامة اصبحت ضرورية اكثر من قبل والوحدة الوطنية أكثر وأكثر لمواجهة الغزو الأمريكي الفرنسى القادم، المتخفى تحت (برنوس محاربة الارهاب) والإرهاب هم الذين صنعوه من جلودنا وإخوتنا وأبناء أوطاننا الذين عميت بصائرهم وقلوبهم التى في صدورهم فأكلوا ضمائرهم مع الدولار وانساقوا في صراط معوج دون هدف ولا تخطيط ، ساروا في طريق مسدون دون ان يعوا ان الإستخراب ضرب العصفورين مرة واحدة لأنه بهذه المكائد... انه يقطع سواعد الشجاعة الافريقية العربية الاسلامية من الجهتين – سواعد الارهاب أو سواعد اخوتهم التى ما انفكوا يحصدونها - انهم يريدون ان تصبح شعوبنا عبارة عن اشباه رجال لا حول لهم ولا قوة ، ان الوحدة المطلوبة تفرض على المختلفين التخلى عن اختلافاتهم من أجل مواجهة تلك الغطرسة التى تقول: انا مسلح اذن انا موجود...
لقد ضحكوا علي الارهابين بمساعدتهم على إقامة المدينة الفاضلة، دولة اسلامية، من جاكارطة الى جبل طارق... وهم اول من يرفض هذه الوحدة وهذه القوة! كما ضحكوا على اسرائيل من قبلهم بالدولة اليهودية التى تمتد من الفرات الى النيل ، ثم تركوها في حرب دون هوادة لا امن ولا استقرار ولم يستطيعوا على مساعدتها حتى على فرصة ان تجعل نفسها جزءًا مقبولاً ومستمرًا... وكل هدفهم من اسرائيل هو ان تشغل العرب المسلمين عن مشاريعهم وتنمية بلدانهم لان تنمية البلدان العربية والإسلامية تعنى الاستغناء عنهم، وعندما تكمل امريكا مشاريعها الإستخرابية وتستولى على ثروات الدول العربية وترهقها وتفرض سيطرتها ، سوف ترمى اسرائيل كالقربة الفارغة على سطح الماء.
يجب فقط ان نفهم اننا لا زلنا نعيش في الغاب والديمقراطية غطاء لشرورهم ، والتحضر والتطور والتغير كذبة العصر... كل ما تغير هو المخلب والسن والناب بوسائل اخرى اكثر فتكا وتدميرا!... وأمريكا جن جنونها وتريد ان تقوى مخالبها لأنها تجد صعوبة كبيرة فى التوصل إلى سياسة خارجية فى عالم يتسم بواقع غير مسبوق من التعقيد.
واخترت من هنا وهناك بعض الاقوال: ان(بريجينسكي) المفكر الاستراتيجي الأميركي لم يرض على السياسة الخارجية الامريكية وانتقد مغالطات المنظر الأمريكي (فوكوياما) في كتابه نهاية التاريخ! ويرى انه فاته الزمن... وأن الغرب منهك... وأوروبا بالتأكيد فقدت أي إحساس بالمسؤولية العالمية لأنها انشغلت بالاتحاد الاوربى...- وهذا يعنى التخوف حتى من وحدة أوربا...- وهو يركز في جُلّ مؤلفاته على فكرة سيطرة او قيادة اميركا للعالم بصورة متفردة! فقد وضع تقييما لأداء الرؤساء الامريكان الثلاثة في مجال السياسة الخارجية والذين قادوا الولايات المتحدة بعد انهيار الإتحاد السفييتى حيث منح بوش الأب الدرجة الأعلى وهي B، بينما منح كلينتون C، وأخيرا جورج بوش الابن المجنون الذي منحه علامة F، وهي تعني الرسوب والفشل. وهو يؤكد: فكل من الرؤساء الثلاثة منذ انتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة صار أهم لاعب على الساحة الدولية في أكثر قضايا العالم أهميه ومع ذلك لم يكن هناك رؤية إستراتيجية واحدة فأصبح كل منهم يلعب طبقاً لطريقته الخاصة بغض النظر عن أصول اللعبة!.. هذا يعنى يجب على امريكا ألا تكتفي بإذابة شحم الضعفاء بل عليها ان تأكل اللحم وتنخر العظم!
ويقول (بريجينسكى) هجمات 11 سبتمبر صدمت الأمريكيين وحولت الولايات المتحدة إلى دولة خوف – مساكين! وماذا يقول العرب ؟ - ويضيف عزمت امريكا أن تنتهج سياسة وقرارات أحاديه وأعلنت الحرب على(الإرهاب).وهو يظن ان حكاية حرب الارهاب فاتت علينا... ونحن نعرف ان الارهاب من صنع امريكا وكنيشتها فرنسا وذيلها انجلترا... . لم نعد نرضع اصابعنا لقد كبرنا ، وفهمناهم ان هدفهم هو اشعال الحروب لتعميق الفقر وتعزيز سياسة الافقار لتصبح ظاهرة مشتركة في المنطقة وانتم ترون حتى الدول الغنية شعوبها فقيرة! لقد قرروا ان تصبح المنطقة تابعة خاضعة فهل نستسلم ؟....
ومن افكار وتطلعات (بريجنسكي) مستشار الأمن القومي الأمريكي سوف تُطرد أميركا من معادلة الشّرق ألأوسط وإسرائيل لن تستطيع الصّمود - ان شاء الله -... وهذا يكشف عن الواقع المنحدر الذي تعيشه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل اليائستين، فالأولى تتفكك استراتيجيتها في الشرق ألأوسط والعالم. والثانية تعيش عزلتها رغم اتفاقات سلام وقعت معها. قدّم بريجنسكي تحليلاً معمّقاً للتحديات المحدقة بأميركا في عالم متغيّر.. تحتل فيه منطقة الشرق الأوسط وأزماتها المساحة الأكبر.... ويقدم فيه العديد من النصائح للإدارة الأميركية. وقد حوى الكتاب مغالطات وأوهاماً تتعلق بنظرته المعادية للإسلام والمسلمين، وتعتبر انعكاساً للغطرسة الأميركية التي لا ترى إلا نفسها في هذا الوجود...
ان جل كتاب امريكا دعوا لتفكيك النظام الإقليمي العربي وطمس عروبته وقيمه وإعادة تشكيله على أسس عرقية وطائفية. وكتابة بريجنسكى تقول “الشرق الاوسط مثلا مكون من جماعات عرقية ودينية مختلفة يجمعها إطار إقليمي . فسكان مصر ومناطق شرق البحر المتوسط غير عرب، أما داخل سوريا فهم عرب . وعلى ذلك فسوف يكون هناك “شرق أوسط مكون من جماعات عرقية ودينية مختلفة على أساس مبدأ الدولة – الأمة ، تتحول إلى كانتونات طائفية وعرقية يجمعها إطار إقليمي (كونفيدرالي) . .ويضيف قائلاً: “وهذا سيسمح للكانتون ألإسرائيلي أن يعيش في المنطقة بعد أن تصفى فكرة القومية” . ما زال بريجنسكي يحتفظ بوزنه على ساحة البحث الاستراتيجي للسياسة الخارجية، ومن هنا يحتفظ كلامه بالثقل ذاته. . هكذا شرحونا وماحونا ونحن مشغولين بالنملة اذا كانت ذكرا او انثى...
واضح للنائمين على آذانهم ؟ هذا هو تفكيرهم فينا!... لا اريد ان أزيد.
zoulikha
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا