أتانا بالفظائع بعض ناس ***وخاضوا في الثوابت والأساسي
وقالوا سنة التـعداد شيء*** نـــذوق المر مـنه والمآســي
ويحمل راية التحذير شيخ ***يجيد الشعر ينـظم في حمـاس
فخاض غمار تجربة ضروس ***يقـول بها افتتانــي وابتآســي
يحز لهيبها فـي القلب حزا*** أشـد عليه من حـز المواســي
وكم من ليلة أمسى حزينا*** ينام علــى السطــوح بلا لباس
وكان ينام محترما عزيزا*** فصـار ينام مــا بين البســاس
يقول أدور من حي لحي*** كأني بعض أصحــاب التكاسي
أدكتور الثقافة والقوافي*** أيــا من يعتلـي قمم الكراسي
أليس محمد خير البرايا ***وخير السائرين على المداس ؟
وأنتم من خيار الناس طرًا*** ونـور للظلام مــع اندمــاس
أليست سنة المختار حقا*** وجاءت في الكتاب بلا التباس !؟
فجاءت بالكتاب بلفظ مثنى*** ومثلى مع رباع ولا خماســي
أتفهم أم فؤادك غير واع*** أتسمع أم سماعك في التباس !؟
ألست ترى النساء كثرن حتى*** يكون لستة رجل يواسي !؟
فهن بين أرملة وأخرى*** مطلقـة تعانـــي مــا تعاني
ومنهن التي ترعى صغارا ***تريد لهم مطاعم أو مكاسي
وما تبغي النساء سوى رجال*** وما رمن السرائر من نحاس
وما رمن السرير بغير زوج*** ولو يكسى بياقــوت ومــاس
فما بال الرجال بهم فتور*** وقد كانـوا رجالا كالرواســي
وإن تذمم نساءك غيرهن*** نساء يعتمدن على أساسي
كريمات حرائر صالحات*** لنا لبس وهــن خير لبـــاس
يزدن محاسنا ويزدن طيبا*** ويكـرمن الكــرام بلا قيــاس
ترى الرجل المكرم بينهن*** كما الملك المعظم بين ناس
فإن تغضبه إحداهن يوما** فلا يعدم حبيبا غير قاســي
وكم من ليلة أمسى سعيدا*** ينام على السرير بغير باس
وكان ينام مهموما حزينا ***فصار ينــام نومــا بانغمـاس
أليس الناصحون أتوك أخرى*** وما تبغ النصائح يا سياسي !؟
لك امرأة وشاب الرأس منها*** فكيف تزيد حظك بانتكاس !؟
فدع عنك المناكح واعتزلها*** ولن تحتاج قولك يا تعاســي
أو اقعد عند واحدة فمعها*** إذا نفست فأنت أخو النفاس
وتقضي الأربعين بحال سوء*** كجمس قد تعطل في الغراس
وإن تغضب عليك الست يوما*** فويلك ثم ويلك من مآســـي
وإن تطمح ويأخذها أخوها*** سترفض أي حل دبلوماسـي
وتأتي أهلها ترجو معينا*** فتلقــاك العجــوز بشر بـاس
وتنظرك العجوز بعين سخط*** كذئب هــم عنـزا بافتراســي
وتبغي أن تكلمها برفق*** فترفض أي دعـوى والتمــاس
وتأتي البيت ليس به ضياء*** يفـر الفأر فيه مــن البســاس
وتجلس بين جدران كأنك*** مريض أو صريع من مســاس
وتمتهن النظافة مع طباخ*** وتغسيل الصحون مع اللباس
وإن ترجع وتعطيها رضاء*** تقول كذا الرجال مع المراس
وتبغي للحوائج كاملات*** ولا ترضى التأخر والتناســي
وتعطيها المصارف بالتمام*** وتأخذ من نقودك باخـتلاس
ألا أبلغ بني زهران عني*** فشاعرهـم تغـر بارتكـــاس
وقولوا إن شاعركم أتانا*** وجرعنا المـرار بشــر كــاس
فقد عاب الأديب لنا بيوتا*** بفضـل الله تبعد عـن تعــاس
وقد عاث الأديب بكل بيت*** كنمر جاء أرنب كي يواسي
وقد الأديب بكل بأس*** يدافع عن نساء في حماس
وقد ضر النساء وليس يدري*** بأن الشرع أرسى من رواسي
فقوموا وأحكموه بشر قيد*** فقـد باء الأديب بكــل يــاس
وقولوا للدكاترة اهجروه*** فصـاحبكم تغيــر بانتكــاس
وقولوا إن أردت الشعر يوم***ا فجبن عن ثوابت أو أساسي
ودع شعرا يساء الفهم فيه*** ولو شعرا كشعر أبي فراس
وإن تبغي القصائد ملهيات*** فقل شعرا كشعر أبي نواس
ومني الحب والتقدير دوما*** إلى ذي الفضل ناصر ذي المراس
فما كن القرائح هائجات*** وقد أمعن دوما في التناسي
الناظم لم أقف عليه.