تسجيل الدخول

جمهورية البنين، دولة مستقلة منذ 1960م ، أي قبل استقلال الجزائر بـحولين كاملين ، ولا شك أن هذه الجمهورية مهما قل شأنها وهان خطبها –اليوم- لها أعلام وأبطال وتاريخ طال أو قصر، فلماذا أطلقت على الملعب الرئيسي الذي تحتضنه عاصمتها ورمز سيادتها ويستقبل فيه فريقها الوطني الفرق الوطنية للدول الأخرى، ويرفع فيه النشيد البنيني بالغدو و الآصال بملعب :"شارل دو غول"! "شارل دو غول" الذي لا يتمارى اثنين بأنه ليس بنينيا لا صليبة ولا ولاء! "شارل دو غول" الذي يعلم جمهور الناس أنه زعيم فرنسا إبان مجدها الاستعماري الذي كانت دولة البنين المسكينة إحدى ضحاياه.
لست هنا لأشمت بجمهورية البنين المسكينة، التي أتمنى لها الرقي والتطور، وإنما أردت أن ألفت نظر القراء إلى نعمة الله علينا -نحن الجزائريين-، وأن مصيبتنا في نكران التراث والتشبث بأذيال المستعمرين لغة وثقافة لا تضاهي مصيبة بعض البلدان الإفريقية التي محيت لغتها ونسي تاريخها وثقافتها، حتى لم تجد ما تسمي به ملعبها الوطني إلا باسم الداهية الاستعماري "شارل دوغول".
وفي مثل هذه المواقف نتذكر-بالخير-كل من جاهد حق الجهاد في حفظ هويتنا من لغة وثقافة قبل الثورة وإبانها وبعدها، ونأكد أشد التأكيد على نبذ التسميات الاستعمارية القديمة للأحياء والمدن والمعالم والمرافق في بلادنا، التي غالبا ما تمجد الجلادين والسفاحين والمجرمين من العهد الاستعماري المقيت.
إن في تسمية البنينيين لملعبهم في عاصمتهم باسم "شارل دوغول" لعبرة! وإن ما جهر به أهل بنين من هوى فرنسا و"عظمائها"، تنضح به قلوب الكثير من الجزائريين، تعرفهم بسيماهم وتعرفهم في لحن القول، فماذا لو تسلط علينا هؤلاء واستسلم لهم حراس الثقافة والهوية، فهل سيغيرون اسم ملعب 5 جويلية إلى ملعب "شارل دوغول"؟ اللهم سلم!