وظيفتُك الإعلامية.
22-06-2013, 09:17 AM
للإعلام دور هامّ وخطير جدّا في إصلاح وتنمية المجتمع ،كلّنا نعرف هذا وكلّنا نشتكي ونلوم وسائل الإعلام في بلدنا على تقصيرها في القيام بدورها المنوط بها وإكتفاءها بدلا من ذلك بنشر القيل والقال وأخبار الجرائم وكواليس الفنّ وأهل الفنّ، لكن ما ينساه الكثير منا هو أننا معنيّون جميعًا بهذا اللوم ،لأننا "جميعًا " نمارس الإعلام وبشكل يومي،وعندما أقول جميعا فإنني أعني ما أقوله ، فأنا العبد الفقير أمارس الإعلام وأنت تمارسه،أمّي تُمارس الإعلام وجدّتي أيضا ، وجارنا السي جلول ، وجارنا الآخر السي العربي، كلّنا نُمارس وظيفة الإعلام على إختلاف مستوياتنا وأعمالنا لأننا جميعا خُلِقنا على سجيّة التواصل والإستعداد الفِطري للتبليغ والإستقبال مع بني جلدتنا، فما من بشر (في الحالات العادية) إلا وهو أحد اثنين: متكلّمٌ أو مستمعٌ ، فنحن إذن إعلاميون بالفطرة طالما كنّا نتكلم ونجد من يستمع إلينا ، ونحن مسؤولون عن وظيفتنا الإعلامية ، طالما توفّرت في كلامنا اليومي أركان الإعلام كلّها، فالمُرسل موجود وهو المتكلّم، الرسالة موجودة وهي الكلام، المُستقبِل موجود وهو الشخص الذي يستمع إلينا ووسيلة الإرسال موجودة وهي ألسنتنا ، و المعنى العام والواسع للإعلام يشمل كلّ ما يقوم بإرساله أي فرد من كلام لمن يلتقي من الناس ممن يعرف ومن لا يعرف في أي مكان وفي أي زمان من لحظة أصبحنا وأصبح الملك لله إلى لحظة باسمك ربّي وضعتُ جنبي، إذن فنحن مُطالبون بأن يكون في كلامنا ما يخدم رسالتنا في الحياة ، وما يجعلنا نستخدم وظيفتنا الإعلامية ونُحسن إستخدامها، والسنّة الشريفة تحثُّنا على ذلك، فرسول الله صلى الله عليه وسلّم يوصي بل يأمر كلّ فرد من أمّته بأن " يُبلِّغ" عنه ولو آية، وتبليغ الآية هو إعلام عن الشرع والحقّ، ويُشير على الرجل إذا أحبّ أخاه بأن "يُخبرَه" بأنّه يحبُّه في الله، والإخبار هنا هو إعلام عن المحبّة في الله، ويدلُّ عمومَ الأمة على "إفشاء" السلام كوسيلة للمحبة، وهذا الإفشاءُ إعلامٌ عن السلام والأمان ، ويوصي المؤمن بأن يلقَ أخاهُ بوجهٍ طلقٍ، والوجهُ الطلقُ إعلامٌ عن المودّة وإنشراح الصدر الذي يشرح به المؤمن صدور إخوانه، كلّ هذا إعلام توفّرت فيه كلّ أركان الإعلام التي تتوفر في الجرائد والتلفزيونات فالمُرسل هو المؤمن والمُستقبِل أخوه المؤمن والرسالة هي الشرع والحبّ والسلام وغير ذلك من قِيم الإسلام التي نُريد أن يكون نشرُها فيما بيننا غايةً للوسيلة التي بين أيدينا أو بين شفاهنا بالأحرى ، فكلامُنا مع بعضنا لن يختلف عن الإعلام السلبي الذي نلومه ونشتكي منه في شيئ إذا لم نكُن نقول ما ينفعُنا في ديننا الذي هو عصمة أمرنا وفي دُنيانا التي فيها معاشُنا وفي آخرتنا التي إليها معادُنا، "ومن أحسنُ قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين".











