المرأة الحرة وطريقها الى الجنة
03-04-2007, 02:26 PM
اعلمي رحمكِ الله بأن الله قد خلق الجنة وخلق لها أهلها وخلق النار وجعل لها قسمها, قال تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[التوبة:72] ، وقال سبحانه﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾[التوبة:68].
فأسال الله أن يجعلنا وإياكِ من المؤمنين والمؤمنات أصحاب الجنة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون, فلا خوف عليكِ يا أمة الله إن اتبعتِ خير البشر صلى الله عليه وسلم فيما أمر وصدقتِ ما جاء به وأخبر واجتنبتِ ما نهى عنه وزجر، فعندئذاً يفرح المؤمنون والمؤمنات بالفوز العظيم, قال تعالى﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾[آل عمران:185]
تأملي رعاكِ الله قوله جل في علاه ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره[1] : تصغيراً لشأن الدنيا، وتحقيراً لأمرها، وأنها دنيئة فانية، قليلة زائلة وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام: « والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم ترجع إليه »أهـ.
وقال عليه الصلاة والسلام[2]: « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالما أو متعلما».
فإذا عرفتِ رحمكِ الله المآل وأنه إما إلى جنة أو إلى نار أعاذنا الله وإياكِ ووالدينا منها, وأن الدنيا فانية غير دائمة, فعليكِ معرفة أقصر الطرق وأسرعها للفوز بالجنة والنجاة من النار, ووالله إنها ليسيرة لمن يسرها الله, قال سبحانه﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى﴾[الأعلى:8].
فيجب عليكِ يا أمة الله أن تعرفي حدود الله وما أمركِ الله به لتدخلي جنته, قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[الممتحنة:12]
وصح عند الأمام أحمد[3] وغيره[4], عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلاً فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء، وذلك قبل أن يفرض الحرب على أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف، وقال « فإن وفيتم فلكم الجنة ».
أعلمي هداكِ الله بأن هذه الأوامر والنواهي من أعظم ما يحول بينكِ وبين جنة ربكِ التي لا نصب فيها ولا صخب فعليكِ أن تضعي هذه الآية وهذا الحديث نصب عينيكِ, وتحققي ما فيهما من أمور, فمن أطاعت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق الطاعة في ما تقدم فأنه يصبح لها من الإيمان ما يجعل بقية أمور الدين تكون يسيرة على من طلبت العون من خالقها وخالق كل شيء سبحانه.
فلو علمتِ وفقكِ الله, بأن من أهم ما يجب عليكِ تحقيقه هو توحيد الله جل في علاه وهو الهدف الأول والأعظم لكل الرسالات السماوية وهو دعوة كل المرسلين كما قال تعالى﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾[الأنبياء:25]
وقد ذكر البغوي في تفسيره[5] بعد أن فسر كلمة " اعبدوا " على أنها " وحدوا ", قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما:" كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد ".
والتوحيد يا أمة الله هو شهادة أن لا اله إلا الله ومعناها لا معبود بحق إلا الله وتتضمن أثبات العبادة لله وحده ونفي الشرك كله دقه وجله, قال تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *** لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾[الأنعام:162].
ولتعلمي رعاكِ الله بأن عاقبة الشرك خلوداً في النيران لقوله صلى الله عليه وسلم في البخاري[6] : "مَن مَاتَ يُشركُ باللهِ شيئاً دَخَلَ النارَ ".
وروى مسلم[7], عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ: أَنَا أَغْنَىٰ الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ. مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ".
فعليكِ رعاكِ الله أن تربطي أمورك كلها بخالقك جل في علاه وتنزهي نفسك عن الشرك بالتوكل على الله وحده والاستعانة به والاستغاثة به في جميع أمرك سواء من أمور الآخرة أو غيرها من مباحات الحياة الدنيا, وأن تجعلي جميع أعمالك خالصة له وحده سبحانه من صلاة وصدقة وإحسان وطاعة الزوج وتربية الأبناء .
وأيضاً من كمال التوحيد ألا تطلبي غايتك من غير الله مهما عظم أمرها في نفسك كطلب الرزق أو الولد أو الزوج أو المال بالبحث عن العرافين والعرافات وغيرهم ممن يتستر بالرقى والطب الشعبي وبعضهم سحرة مشعوذين , فالمقصود أن تستغني عن الناس برب الناس وهذا هو تحقيق التوحيد الذي هو حق الله على العبيد, وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبن عباس رضي الله عنهما[8]:" إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك،إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك، و إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ". قال الترمذي حديث حسن صحيح.
ويجب عليكِ توحيد الله في أسماءه وصفاته, قال تعالى ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[الأعراف:180]
فتثبتين لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات وما أثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام من غير تمثيل ولا تكييف وتنفين عنه سبحانه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف.
ثم ثنى سبحانه في الآية الكريمة بالتحذير من السرقة, فحقيق على نفس المرأة المؤمنة الحرة ألا تفكر في السرقة فكيف بالفعل نفسه, ولكن الشيطان لكِ بالمرصاد يا أمة الله فهو يصور لكِ أفعال ويزينها ويحقر من شأنها وهي عظيمة عند الله وتدخل في معنى السرقة مثل أن تأخذي من مال زوجك أو ولي أمرك بدون إذنه خصوصاً إذا كان ينفق عليكِ بالمعروف, فقد جاء عن أبي إمامة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذنه " قال الترمذي[9] حديث حسن.
ثم يجب عليكِ رحمكِ الله لبلوغ المنزل إجتناب الزنا وكل ما يقرب إليه من وسائل, وأعظم وسيلة تقرب اليه البصر لذلك شددت الشريعة على غض البصر كما قال تعالى﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾[النور:31]
فالنظر إلى القنوات الفضائية وما فيها من تبرج وكشف للعورات من قبل النساء والرجال هو أكبر دافع لإشعال الشهوات عند الرجال والنساء وعند النساء أكثر, فاتقِِ الله يا أمة الله واجعلي من هذه الآية سداً وحصناً مانعاً لكِ من هذا الشر الذي يفضي إلى غضب الملك الجبار فالله تأخذه الغيرة كما يليق بجلاله من هذا الفعل, روى البخاري[10] عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ".
فأسال الله أن يجعلنا وإياكِ من المؤمنين والمؤمنات أصحاب الجنة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون, فلا خوف عليكِ يا أمة الله إن اتبعتِ خير البشر صلى الله عليه وسلم فيما أمر وصدقتِ ما جاء به وأخبر واجتنبتِ ما نهى عنه وزجر، فعندئذاً يفرح المؤمنون والمؤمنات بالفوز العظيم, قال تعالى﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾[آل عمران:185]
تأملي رعاكِ الله قوله جل في علاه ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره[1] : تصغيراً لشأن الدنيا، وتحقيراً لأمرها، وأنها دنيئة فانية، قليلة زائلة وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام: « والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم ترجع إليه »أهـ.
وقال عليه الصلاة والسلام[2]: « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالما أو متعلما».
فإذا عرفتِ رحمكِ الله المآل وأنه إما إلى جنة أو إلى نار أعاذنا الله وإياكِ ووالدينا منها, وأن الدنيا فانية غير دائمة, فعليكِ معرفة أقصر الطرق وأسرعها للفوز بالجنة والنجاة من النار, ووالله إنها ليسيرة لمن يسرها الله, قال سبحانه﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى﴾[الأعلى:8].
فيجب عليكِ يا أمة الله أن تعرفي حدود الله وما أمركِ الله به لتدخلي جنته, قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[الممتحنة:12]
وصح عند الأمام أحمد[3] وغيره[4], عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلاً فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء، وذلك قبل أن يفرض الحرب على أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف، وقال « فإن وفيتم فلكم الجنة ».
أعلمي هداكِ الله بأن هذه الأوامر والنواهي من أعظم ما يحول بينكِ وبين جنة ربكِ التي لا نصب فيها ولا صخب فعليكِ أن تضعي هذه الآية وهذا الحديث نصب عينيكِ, وتحققي ما فيهما من أمور, فمن أطاعت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق الطاعة في ما تقدم فأنه يصبح لها من الإيمان ما يجعل بقية أمور الدين تكون يسيرة على من طلبت العون من خالقها وخالق كل شيء سبحانه.
فلو علمتِ وفقكِ الله, بأن من أهم ما يجب عليكِ تحقيقه هو توحيد الله جل في علاه وهو الهدف الأول والأعظم لكل الرسالات السماوية وهو دعوة كل المرسلين كما قال تعالى﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾[الأنبياء:25]
وقد ذكر البغوي في تفسيره[5] بعد أن فسر كلمة " اعبدوا " على أنها " وحدوا ", قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما:" كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد ".
والتوحيد يا أمة الله هو شهادة أن لا اله إلا الله ومعناها لا معبود بحق إلا الله وتتضمن أثبات العبادة لله وحده ونفي الشرك كله دقه وجله, قال تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *** لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾[الأنعام:162].
ولتعلمي رعاكِ الله بأن عاقبة الشرك خلوداً في النيران لقوله صلى الله عليه وسلم في البخاري[6] : "مَن مَاتَ يُشركُ باللهِ شيئاً دَخَلَ النارَ ".
وروى مسلم[7], عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ: أَنَا أَغْنَىٰ الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ. مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ".
فعليكِ رعاكِ الله أن تربطي أمورك كلها بخالقك جل في علاه وتنزهي نفسك عن الشرك بالتوكل على الله وحده والاستعانة به والاستغاثة به في جميع أمرك سواء من أمور الآخرة أو غيرها من مباحات الحياة الدنيا, وأن تجعلي جميع أعمالك خالصة له وحده سبحانه من صلاة وصدقة وإحسان وطاعة الزوج وتربية الأبناء .
وأيضاً من كمال التوحيد ألا تطلبي غايتك من غير الله مهما عظم أمرها في نفسك كطلب الرزق أو الولد أو الزوج أو المال بالبحث عن العرافين والعرافات وغيرهم ممن يتستر بالرقى والطب الشعبي وبعضهم سحرة مشعوذين , فالمقصود أن تستغني عن الناس برب الناس وهذا هو تحقيق التوحيد الذي هو حق الله على العبيد, وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبن عباس رضي الله عنهما[8]:" إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده تجاهك،إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك، و إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ". قال الترمذي حديث حسن صحيح.
ويجب عليكِ توحيد الله في أسماءه وصفاته, قال تعالى ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[الأعراف:180]
فتثبتين لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات وما أثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام من غير تمثيل ولا تكييف وتنفين عنه سبحانه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف.
ثم ثنى سبحانه في الآية الكريمة بالتحذير من السرقة, فحقيق على نفس المرأة المؤمنة الحرة ألا تفكر في السرقة فكيف بالفعل نفسه, ولكن الشيطان لكِ بالمرصاد يا أمة الله فهو يصور لكِ أفعال ويزينها ويحقر من شأنها وهي عظيمة عند الله وتدخل في معنى السرقة مثل أن تأخذي من مال زوجك أو ولي أمرك بدون إذنه خصوصاً إذا كان ينفق عليكِ بالمعروف, فقد جاء عن أبي إمامة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذنه " قال الترمذي[9] حديث حسن.
ثم يجب عليكِ رحمكِ الله لبلوغ المنزل إجتناب الزنا وكل ما يقرب إليه من وسائل, وأعظم وسيلة تقرب اليه البصر لذلك شددت الشريعة على غض البصر كما قال تعالى﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾[النور:31]
فالنظر إلى القنوات الفضائية وما فيها من تبرج وكشف للعورات من قبل النساء والرجال هو أكبر دافع لإشعال الشهوات عند الرجال والنساء وعند النساء أكثر, فاتقِِ الله يا أمة الله واجعلي من هذه الآية سداً وحصناً مانعاً لكِ من هذا الشر الذي يفضي إلى غضب الملك الجبار فالله تأخذه الغيرة كما يليق بجلاله من هذا الفعل, روى البخاري[10] عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ".
من مواضيعي
0 نواقض الإسلام لسماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
0 الفرق بين ( إن شاء الله ) و ( إنشاء الله ) وأيهما صحيح ويجب استخدامها ..!
0 (حقيقة لا إله إلا الله ) للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
0 شروط " لا إله إلا الله "
0 لقطة فيديو لشيخ يأتية ملك الموت وهو يلقي خطبة في المسجد
0 لماذا يقال : ( أضحك الله سنك ) ؟.
0 الفرق بين ( إن شاء الله ) و ( إنشاء الله ) وأيهما صحيح ويجب استخدامها ..!
0 (حقيقة لا إله إلا الله ) للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
0 شروط " لا إله إلا الله "
0 لقطة فيديو لشيخ يأتية ملك الموت وهو يلقي خطبة في المسجد
0 لماذا يقال : ( أضحك الله سنك ) ؟.










