الألقاب أطول عمرا .. ومهمة رفاق روراوة
12-03-2014, 08:28 AM
الكاتب: علاء صادق

منقول من الشروق

التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم له مذاق خاص ربما يكون الأروع عند عشاق اللعبة في أي بلد في العالم، وهو ما يتذوقه الجزائريون بانتظام منذ أربعة أعوام.

ولكن الألقاب الأخرى لها مذاقها المختلف.. وفرحة كل لقب أو بطولة يحمل مذاقا خاصا فالفوز ببطولة عالمية يرتفع فوق القارية والتي تعلو بدورها فوق العربية والمحلية.. كما يكون للانتصارات الكبرى في المباريات المهمة أو لقاءات الدربي والكلاسيكو طعمها الفريد ولكنه طعم شديد الحلاوة قصير العمر.. وتروح حلاوته مع الأيام التالية ولا يبقى في التاريخ طويلا.

الألقاب فقط هي التي تبقى طويلة العمر في تاريخ أصحابها.

ومع تأهل فريقي وفاق سطيف وشباب قسنطينة إلى الدور الثالث (ثمن النهائي) في البطولتين الإفريقيتين الكبيرتين يتجدد الأمل في فرحة خاصة لجماهير الناديين خاصة، ويبقى السؤال عند كل عشاق كرة القدم الجزائرية مطروحا سواء للمنتخبات أو للأندية.

ترى.. متى تعود لكرة القدم الجزائرية الألقاب القارية؟

كأس الأمم الإفريقية لم ترقد في أحضان المنتخب الأخضر إلا مرة واحدة عام 1990.

وكؤوس الأندية الإفريقية غائبة عن خزائن الأندية الجزائرية منذ عام 2002 يوم توج شبيبة القبائل بطلا على حساب نادي تونير ياوندي الكاميروني، واللقب الأخير مع البطولة الكبرى كان للقبائل أيضا منذ 24 عاما عندما كان اسمها كأس الأندية الأبطال.

الطموح المعقود الآن على ناديي وفاق سطيف وشباب قسنطينة في ثمن نهائي رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفيدرالية (الكاف) ممزوج بالمخاوف إزاء وقوعهما في طريق ناديين من أنجح أندية القارة سواء فى السنوات الأخيرة أو في تاريخها مع البطولات الإفريقية.

قرعة رابطة الأبطال أوقعت ممثل الجزائر، المتطلع للقب لم يحرزه إلا لمرة واحدة عام 1988، في مواجهة القطن الكاميروني وصيف 2008 والخاسر بركلات الترجيح فقط في القاهرة أمام حامل اللقب الأهلي المصري في الموسم الماضي.. وكشف الكاميرونيون عن قوتهم بعبور سهل لفريق فلامبو البورندي بفارق ساحق 5 ـ 1 وله ذكرى مريرة مع عشاق شبيبة القبائل يوم حرمهم عام 2003 من إكمال الرباعية الأسطورية في كأس الكاف وأخرجهم من ربع النهائي وهم حاملو اللقب من عام 2000 إلى 2002.. ولكن الجانب المثير للتفاؤل أن القطن فقد ثلاثة من نجومه في البطولة الفائتة لاحترافهم الخارجي وأبرزهم البوركيني موسى يدان الذي انتقل إلى الأهلي في القاهرة.

ومهمة شباب قسنطينة في المسابقة الثانية أكثر صعوبة بعد الانتفاضة الكبرى لفريق مع أساك ميموزا بطل كوت ديفوار في الموسم الحالي.. وجاء فوزه في العاصمة المالية مالي على بطلها سيركل بهدفين نظيفين هو المفاجأة الكبرى لذلك الدور في كأس الكاف.. وكشف عن حجم التطور في صفوف اساك شكلا وموضوعا.

الحقيقة المؤلمة في الأمر أن الاهتمام داخل الكرة الجزائرية بالمشاركات الإفريقية للأندية لم يعد في القمة كما كان سابقا.. وهو ما يقلل كثيرا من فرص الفوز وانتزاع الألقاب في ظل المواجهات الشرسة والقرعة اللعينة والاهتمام المتزايد من الأندية الأخرى لاسيما أندية الجوار في شمال إفريقيا من المصريين والتونسيين والمغربيين وأخيرا الليبيين.

والنداء يذهب أولا إلى الإتحاد الجزائري لكرة القدم (رفاق روراوة) والذي لم يعط المسابقة أهمية في الأدوار السابقة بدليل تضارب مواعيد مباراتي شباب قسنطينة مع الدوري المحلي.. ولعله يفسح أوقاتا أطول للناديين قبل وبعد مواجهاتهما المقبلة ليتمكنا من الاستعداد المناسب لتحقيق أفضل النتائج أمام منافسين ولا أقوى.. وتحتضن ملاعب الجزائر مباراتي الذهاب في ثمن نهائي المسابقتين يوم السبت 22 مارس الحالي.. بينما تقام مباراتا الإياب في مدينة جاوا في الكاميرون وأبيدجان في كوت ديفوار أحد يومي السبت 29 أو الأحد 30 مارس كما اعتاد الناديان المحليان أن يحددا مواعيد مبارياتهما في الأدوار السابقة.. وهو ما يستوجب إبعاد المباريات المحلية عن الناديين في الدوري الجزائري لتكون قبل 18 مارس وبعد 4 أفريل.

المهمة وطنية وعلى الجميع أن يتكاتف لإعادة الألقاب القارية للأندية إلى أحضان الجزائر.