من حدائق الأدب العربي
26-10-2014, 06:16 PM
من حدائق الأدب العربي
عمر رضي الله عنه يبكي بسبب أبيات شعرية
بكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع ابيات الحطيئة التي مطلعها
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ***** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
،وهي تعنى صغاره ، لم يكن يبكي على سجن الحطيئة ، ولكن رحمة بأطفال لم يكن ذنبهم أن أباهم ( صاحب لسان ) ، ومعرفته التامة بما يعنيه ضياع أطفال المسلمين وتجويعهم وهو عمر ابن الخطاب رقيق القلب قوي الشكيمة الذي لا تأخذه في الله لومة لائم .
الابيات هي
ماذا تقول لأفـراخ بـذي مـرخ **** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
أسكنت عائلهم في قعـر مظلمـة **** فارحم هداك مليك الناس يا عمر
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه **** ألقى إليك مقاليد النهـى البشـر
لم يؤثروك بها إذ قدمـوك لهـا **** لكن لأنفسهم كانت بـك الإثـر
فامنن على صبية بالرمل مسكنهم **** بين الأباطح يغشاهم بها القـدر
نفسي فداؤك كم بينـي وبينهـم **** من عرض داوية يعمى بها الخبر
أفراخ بذي مرخ يعني بذلك أولاده وبناته الصغار
رضي الله تعالى عن الفاروق.. كم كان عادلاً ورحيماً..
وكم كان مقيماً لحدود الله عز وجل..
ومن نافلة القول أن القصيدة التي هجا بها الحطيئة الزبرقان ضمنها بيتاً
كان هو السبب في سجنه وهذا البت هو :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ........ واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وكان يظن ذلك مدحاً.. فقال له الناس إنه يهجوك.. فاختلفوا في الأمر
وحين شكاه لأمير المؤمنين عمر.. استدعى حسان بن ثابت رضي الله تعالى
عنه يسأله إن كان البيت مدحاً أو هجاءً فقال بل هو هجاء يا أمير المؤمنين
إذ يشبهه بالنساء القواعد في البيوت.. وليس لهن مشغلة سوى الإطعام والإكساء
[IMG][/IMG]