جلسة اعتراف في ليلة رُعب
30-07-2014, 11:31 PM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هي محاولتي الأولى، ربّما يوجد الكثير من الأخطاء تنتظر التّصويب
لن أغضب.gif)
هي محاولتي الأولى، ربّما يوجد الكثير من الأخطاء تنتظر التّصويب
لن أغضب
.gif)
جلسة اعتراف في ليلة رُعب
السّماء ملبّدة بالدّخان، صفارات الإنذار تدوّي، الأجراس تقرع، مازالت القذائف تنهال علينا هي أشبه ببركان ثائر محمّل بالشظايا، ندبات الحمم تلقى من كلّ حدب وصوب، وهذي المدرّعات الكئيبة كشواظ نصلاه، كأنّ قدرنا الوحيد أن نولي دُبُرا، وأنا... هناك من بعيد خلف السياج منصهرا ودبابتي أطلق نيرانا لإحراق أشباح الموت، لكنّها ما كانت لتموت! قد كنّا عشرة، وإنّي النّاجي الوحيد من المعركة، فهؤلاء الإرهابيون يردّدون كلمات تجعلني أشلّ إنّهم لسحرة!
قد ردّدوا شيئا مثل: "الله أكبر"، لا أدري إن كانت لهم (شعوذات) أخرى، لكنّي أطلقت النّار لم أتوقّف! أنا ودبابتي ندّان! أنا ودبّابتي توأمان، ربينا معا لي قلب صلد يقول لي: اضرب.. اضرب، وعالمهم الغريب يلومني يقف ضدّي، ضدّ (أهدافي)، فقط لأنّي سعيت لتطهير العالم إلاّ منّي!
أنا ملزم الآن بالانتقام، لن أهيل التّراب على وجه أحبّائي، لأنّي سأدعس قبل ذاك كبرياء من مرّوا على أجسادهم، وأنقضّ على بقاياهم، صواريخي تجوب مدائنهم تدكّها، تحمّلهم الرزايا، إنّي بكلّ فخر أنا... القوّة التّي لا تقهر!!
نسلي للبقاء، هم للفناء!
ويجلجل كثكلى بالبكاء مردّدا: آه يا انتكاستي! قتلوا عسكرا من خيرة جنودنا رموهم غدرا من مسافة الصّفر وجها لوجه، وأخر بإنزال خلفنا!! كأنّهم مجتمع نمل، يراقبون خطونا ودون أن نشعر بهم يجتاحنا رصاصهم وقذائفهم، هم لا يموتون يخترقهم رصاصنا، المدفعية والرّشاش، أصبحت دباباتنا محرقة، تصهر جلودنا، وأنا كنتُ خلف السّياج أبحث عن مخرج من ورطتي، غادر الأشباح المكان، تأخّر المدد خمس دقائق، ها سلاحنا الجويّ يقصف فتهتزّ له الأرض يجتاح كلّ مكان، وجسدي الطّري يهتزّ توجّسا، ورجفة تفرش لي أجداثها، لن أبقى في المعركة مجدّدا، سلاحي معي، الرّصاص موجع، وأناملي لا تقوى إطلاقه صوبي، فأنا أضعف من إلقاء النّار عليّ، لكنّي لن أبقى هنا! أخدشني ببقايا زجاج، وزعاف الوقت يستصرخني الغوث...الغوث، مدد... مدد إنّي أتكبّد عناء الأوجاع، دمعي مهراق، وشهيقي يعلو، ألعن المكان لن أعود هنا هذا الصّخر يتحالف معهم ضدّي، والشّجر ضدّي والأنسام ضدّي، دُوار يأخذني عمّا حولي لأستيقظ بعد أن نقلت على ذيل هليكوبتر للمستشفى، والشاشات كلّها تبثّ أنبائي، تبلغ العالم عن بطولاتي، وعن أهدافي الدّقيقة، عشرة أطفال تحت الأنقاض!
التعديل الأخير تم بواسطة امرأة ; 06-09-2014 الساعة 10:44 AM













