تسجيل الدخول

هادي يحمد
جمهور وفاق سطيف يحتفل بفوز ناديه بالبطولة الجزائر – " يوم 17 مايو ال ... في البرلمان .. و بورحلي يهز الكأس في عمان.. والناس زاهية من بوقاعة إلى لعين ولمان .. وتفرح الجزائر من طارف لعين ولمان .. هيا جيبوها يا أولاد رابح سعدان .. ونعاودوا أمجاد عصماني ومليك زرقان .. كملوا معانا القصيدة يا لجان .." . هذه الأغنية التي ترددت بقوة في الشوارع الرئيسية للعاصمة الجزائرية مع الزغاريد والأعلام و مزامير السيارات ، ليست احتفالا بالعرس الانتخابي ولكنها احتفالا بعرس من نوع آخر شهده الجزائريون .
فالمفاجأة في الانتخابات التشريعية الجزائرية التي أجريت أمس الخميس لم يخلقها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو نسبة المشاركة الضعيفة التي لم تتجاوز ال35% ولكن خلقها فريق وفاق سطيف لكرة القدم.
ففي حوالي الساعة الثامنة مساءا موعد إغلاق صناديق الاقتراع خرج آلاف الجزائريين في شوارع العاصمة وفي مدن أخرى منشدين الأغاني ورافعين للأعلام الجزائرية و رايات بيضاء و سوداء لا ابتهاجا بتقدم حزب على آخر و لا رغبة في الاحتفال بنجاح الانتخابات و لكن احتفالا بفوز فريق سطيف لكرة القدم بكأس أبطال العرب لكرة القدم .
وتوج فريق "وفاق سطيف " لكرة القدم أمس الخميس في العاصمة الأردنية عمان بطلا لدوري أبطال العرب في نسخته الرابعة على حساب فريق الفيصلي الأردني.
وتقدم فريق وفاق سطيف من بداية الشوط الأول بهدف لصفر وحافظ على هذه النتيجة إلى آخر المباراة ليحقق بذلك حلم الجزائريين بالفوز بالكأس العربية للأندية البطلة في نسختها الرابعة بعد أن تعادلا الفريقان في مباراة الذهاب التي أجريت على ملعب مدينة سطيف بهدف للطرفين.
وعقب المباراة مباشرة والتي جاءت بعد إغلاق صناديق اقتراع الانتخابات التشريعية التي شهدتها الجزائر ، شاهدت اسلام اون لاين نات خروج الآلاف من الجزائريين إلى شوارع العاصمة احتفالا بنصر فريق " وفاق سطيف ".
وشلت حركة المرور بالكامل في مفترق طرق العاصمة الجزائرية بفعل الازدحام الشديد للسيارات التي أطلقت العنان لمنبهات الصوت ابتهاجا كما دوت الزغاريد في أحياء عدة من العاصمة ورفعت الأعلام الجزائرية و أعلام فريق وفاق سطيف السوداء والبيضاء .
ما حدث ليلة البارحة بحسب العديد ممن استطلعت آراؤهم إسلام اون اون لاين نات في شوارع الجزائر العاصمة يكشف الأهمية الكبرى التي تحظى بها رياضة كرة القدم في الجزائر وحالة اللامبالاة الكاملة تجاه العملية الانتخابية.
ففي حين كانت السلطات الجزائرية تدعو المواطنين عبر وسائل الإعلام أمس الخميس إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع كان الآلاف منهم منشغلين بانتظار و ترتيب سهرة المباراة التي عادة ما يتابعها الأصدقاء مجتمعين في بيت واحد أو مجتمعين في أحد المقاهي .
ويقول مخلوف أرزاقي أحد مشجعي فريق وفاق سطيف الذي تجمع برفقة أصدقاءه في الساحة المواجهة للبريد المركزي في قلب العاصمة " أنا في الأصل من مشجعي مولدية الجزائر ( أبرز فرق العاصمة ) ولكني فرح جدا بفوز الوفاق اليوم لأنه يوم تاريخي ونصر لكل الجزائريين ".

وبسؤاله عن الانتخابات قال ، لم أصوت منذ ثمانية سنوات و أظن أن الغالبية من الشباب هنا لم يصوتوا مثلي اليوم ، دعنا من هم الانتخابات و السياسة و تعالى شاركنا فرحتنا " .
وسجلت الانتخابات التشريعية التي شهدتها الجزائر أمس نسبة مشاركة ضعيفة حيث أعلن وزير الداخلية الجزائري نورد الدين زرهوني اليوم الجمعة أن نسبة المشاركة النهائية بلغت35 % لتنخفض النسبة بذلك إلى عشرة نقاط مقارنة بالنسبة التي سجلها انتخابات تشريعيات سنة 2002 و التي وصلت إلى نسبة 46.1 %.
ومن الواضح أن عدم إقبال الجزائريين والذي توقعته العديد من الصحف المستقلة في الجزائر ليس مرجه التهديدات التي أطلقها ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المتحصن في الجبال أو دعوات المقاطعة التي صدرت من العديد من الأحزاب الكبرى كجبهة القوى الاشتراكية بقيادة حسين ايت احمد او الجبهة الإسلامية للإنقاذ بقيادة الشيخين عباسي مدني و علي بلحاج.
ولكن مردها أساسا بحسب المراقبين إلى عدم رغبة الجزائريين في الاتجاه إلى صناديق الاقتراع لأنه لم يتم حل حتى الآن العديد من مشاكلهم المستعصية مثل البطالة لدى الشباب و محدودية القدرة الشرائية و أزمة السكن لدى المواطن الجزائري عامة .
فوسط حراسة أمنية مشددة سادت معظم التراب الجزائري دعي حوالي 18.7 ناخب جزائري أمس الخميس مسجلين في القوائم الانتخابية لاختيار 389 نائبا للمجلس الشعبي الوطني ( البرلمان ) في ثامن انتخابات تشريعية تشهدها الجزائر منذ الاستقلال سنة 1962.