تسجيل الدخول

خفافيش التعليم !

هل يستحق المعلم في وقتنا الحاضر الوقوف والتبجيل ؟ هل يجوز للمعلم ان يمتص مستقبل الاجيال لإنعاش رغباته ومصالحه الفردية ؟ لسنا ضد اصلاح احواله ولكن ليس على حساب التلميذ الذى لا ذنب له فيما يطالب به هذا المعلم ! ان هذا البلد ضحى بالغالى والنفيس وكل جزائري ضحى بأرواحه وأمواله او كرامته حتى ، واتحدى من يتشدق بان هذه الجهة ضحت وأخرى لم تضحي – ولو كان كذلك لما حصلنا على هذا الاستقلال – هذا الاستقلال الذى اصبح يتلاعب بمستقبله الجشع والطمع.
ليس من حق أي كان ان يمتص حق غيره وخاصة اذا تعلق الامر بطلاب المدارس ... يقول المثل الشعبى ( محقورتى امراتى ، ان كذبونى اضربها) يعنى نعيش زمن "انا اقوى اذن انا موجود" اذا فقد المعلم حقه عليه ان يطلبه ممن هم اقوى منه وليس من التلميذ الذى هو اصغر من ان يدافع عن حقه ...! فلمذا يستعمل المعلم الطلاب كدرع لنيل حقه ؟ هناك عدة وسائل يمكنه ان يستعملها للمطالبة بحقه ... هناك الحوار وهناك المسيرات خارج اوقات العمل وهناك قطع الطريق بالجلوس في الشوارع كما فعل (غاندى ) الذى حصل على حريتها بدون ان يظلم احدا !
ان سرطان فساد التعليم لا يقل اهمية عن فساد المال العام في المجتمع! ومع ذلك ليس هناك من ينبه الى هذا الخطر...ليس من حق المعلم ان يستعمل الطفل كحصان طروادة او مطية او سلما يصعد على ظهره ويتركه في مكانه لا يصعد ابدا... لقد سكت المجتمع عن تدهور مستوى التعليم، وغض البصر عن اشياء كثيرة... ولا اعتقد انه سيسكت طويلا عن الظلم والعنف المعنوى الموجه ضد مستقبل الطفل والبلاد والعباد... فليتعقل هذا المعلم ويتخذ وسائل اخرى خارج اوقات العمل ولا يضحى بمستقبل الضعفاء الذين ليست لهم قوانين تحميهم ممن يسرق امالهم وأحلامهم....
ان الوطن يعانى والتلميذ يعانى ولا احد ينهى عن المنكر او يحاول ان يغيره بأي وسيلة كانت حتى لا يتضرر أيتام المدارس من هذه الوسيلة الشنيعة التى لا يرضى عنها لا الرب عز وجل ولا العبد. ان المعلم الذي يستعمل الطلاب لنيل حاجته الفردية فقد خان رسالته وضميره وشهداء حريته... انى اشعر بهزة تعتري الانبياء والمصلحين والمجاهدين عبر الزمن في اضرحتهم على ما ال اليه ضمير المعلم في هذا الزمن، الذي ساده التقليد الاعمى...
كل يوم خذ حذاءك واجرى هناك مسيرة واحتجاجات للمطالبة بفلس البترول وكأن البترول ليس امامه مخلفات استدمار لا زال يعانى منها بطالون و فقراء وسكان في الاكواخ يتسرب لهم المطر والثلوج في الليالى الباردة... و هناك طرقات كل يوم تبيد اعز الارواح... والبترول ايذا امامه مشاريع لتحرير اقتصادنا الذي يعانى التبعية والسلب والنهب.
لقد انتهى السداسي الاول من السنة كما في السنة السابقة وفلت البرنامج من يد التلميذ ولازال في الشارع يتضرع للقلوب الحنينة لتنظر الى احواله ومعاناته ولكن ليس هناك من يسمعه ، كل مشغول بحمى التنافس على الدنار... وإذا كانت ستة اشعر في عمر الزمن قليلة فهي في عمر الطفل – طفل هذا العصرالذى هو عماد مستقبل البلاد - كثيرة وطويلة وعريضة فهل من منقذ؟
دروس التلميذ امر مقدس يجب إلا يتلاعب بها اصحاب المصالح الفردية الذين يتلاعب بأفكارهم المغرضون المتربصون ببلادنا وثرواتها ... وهذا الاضراب عرى على وجوه وضمائر عديمة المسؤولية كما برهن على ان لا زال هناك مخلصون لا زالت ضمائرهم حية ترزق... فلم يتجاهلوا مصائر الطلاب ورغم الاغراءات فلم يدخلوا الاضراب كي لا يحرمون التلميذ من حقه في التعليم ، وأجرهم عند الله ، . ان مكافحة هذه الظواهر السلبية السيئة التى تعود عليها مجتمعنا مهمّة صعبة ، ولكن الأصعب منها هو هدمها وبناء مسالك نقية جديدة يعبرها المجتمع للرقي والتمدن.
لا زلنا نذكر 1962 عندما خرج الاستدمار وترك المعامل باردة والمؤسسات فارغة وباشرنا التعليم برواتب زاهدة تكاد لا تصلنا الا كل خمسة اشهر وكنا نعمل ونثابر خوفا من عودة الغول الى بلادنا وحرصا على تكوين جيل يساعد بلادنا ولم نضحى بحقوق الطفل ابدا بل كنا نطالب بوسائلنا الخاصة البعيدة عن ايذاء التلميذ وبالتعاون والتكاتف على انجاح الوطن ساعدنا اهعن ...
لا ادري ماذا يريد معلم هذا الزمن ؟ لماذا يريد فتح الباب على مصراعيه للمتربص ببلادنا وثرواتها ، وهو يعلم اغراضه ووسائله الشيطانية التى يسخرها في سبيل اهدافه من مخابرات وعلوم سياسية واجتماعية ونفسية للوصول الى خطف اللقمة من افواهنا وسلب عقولنا وتقسيم بلادنا.
يجب على المؤسسات التعليمية بكافة أشكالها الا تكون واحدة من أخطر آليات تكريس الاغتر... وبإصلاح المعلم يكون صلاح البلاد لأنه يربي الاجيال ويكون ويعطى النموذج الصالح او الطالح... معا نعمل على تكوين جيل معرفي واعد... اما هذه الاضرابات لا تعطى للطفل الا النموذج السيئ السلبي ولا تعلمه الى الطمع والجشع لان الذى اُكل حقه اليوم سيأكل حق غيره غدا لا محالة ... "استحى اخى المعلم فان لم تستحى فافعل ما تشاء"

zoulikha

السلام عليكم
مع انني لا ألوم المعلم والأستاذ في المطالبة بحقوقه المادية والمعنوية.
لكن كان حري به وهو مربي الاجيال وملهمهم ..أن يسلك في ذلك سبلا غير سبيل (أنا و بعدي الطوفان) .

مثل جميل يقوله جدي رحمه الله : تقابضوا الطيور في السما والدرك جا على السنابل

التلاميذ يتوعدون بالفوضى ضد الحشو الذي ينتظرهم وحل تقديم ثلاث دروس في حصة واحدة

اضيف لكلامك اماني اننا و رغم ان كل الاساتذة يدرسون بصفة عادية ماعدا استاذ الرياضيات
الا اننا لا نذهب للثانويات و اكتفينا بالدروس الخصوصية