السجال بين التنوير والجمود في الفكر العربي
12-03-2015, 11:01 AM
السجال بين التنوير والجمود في الفكر العربي
بقلم: أ. الباحث مشتة ياسين وحساني أسامة بجامعة مسيلة
يظن البعض أن عصر النهضة العربية –ومن ضمنه حركة التجديد والتنوير والإسلامي- قد نجح في تحقيق ما حققه بسرعة ودون مقاومة تذكر، والواقع أن أفكار النهضة والتجديد لم يكن من السهل-تحت وطأة التقليد-تقبلها واستيعابها من قبل عامة المدن وفلاحي الريف، فالمجتمعات العربية لم تشهد في عمق التغيرات الرأسمالية المناهضة للإقطاعية ولم تقم الثورة الصناعية، في داخلها، ، بل لامست بعض جوانبها، وبقيت الثورة الصناعية وثمارها تدور في أطراف المجتمعات العربية دون اختراق بنيتها الأساسية.
ونلمس في كتابات نهضويي ذلك العصر و متنوريه اليأس من كسب العامة إلى صفوف التطور والتحرر والسير قدما في معارج الحضارة. وكثيرا ما نال الأذى رجال النهضة سواء من السلطات الاستبدادية الإقطاعية الحاكمة أو من جماهير العامة الخاضعة لزعمائها الروحيين.
كانت عامة المدن والريف منتظمة في الطرق الصوفية المتعددة ذات السمات الإيجابية والسلبية الثورية والخاملة الخانعة. وكان للجوانب الثورية للصوفية دور بارز في تحركات عامة مدن بلاد الشام ضد الاستبداد والقمع. وجاء السلطان عبد الحميد(1878-1908) وسعى في بلاد الشام والعراق لاحتضان الصوفية وطرقها وخنق الجوانب الثورية فيها وترجيح جانبها السلبي الخامل المؤدي إلى الخضوع للحاكم والخنوع للطغاة والابتعاد عن للمشكلات الاجتماعية.. وقد نجح عبد الحميد مستعينا بأبي الهدى الصيادي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في كسب معظم الطرق الصوفية إلى جانبه وتوجيهها توجيها ينسجم مع سياسته كسلطان ممثل للسلطة الإقطاعية العثمانية المنهارة في عصر الغزو الإمبريالي والصراع بين قوى الرأسمال الأوروبي على تقاسم الدولة العثمانية، ولهذا فإن الأقسام الرئيسية من العامة خضعت خضوعا شبه تام للسلطان عبد الحميد وخضعت لسياسته المعروفة بالجامعة الإسلامية، وأمسينا نرى العامة تقف في أواخر القرن التاسع عشر ضد حركة التنوير والتجديد الإسلامي والنهضة العربية وذلك بسبب اعتقادها الخاص أن حركة التجديد والنهضة هي ضد الدين كما أوحى لها ذلك رجال الدين الموالون للسلطان عبد الحميد، وتستمر حركيتها بنفس النمط و نفس الشاكلة في مختلف الدول العربية و كأن التاريخ يعيد نفسه من جديد ،ويبقى المستقبل العربي حلم يحمل امال وتطلعات مفكريه ضمن مشاريع تنويرية حبيسة الادراج
بقلم: أ. الباحث مشتة ياسين وحساني أسامة بجامعة مسيلة
يظن البعض أن عصر النهضة العربية –ومن ضمنه حركة التجديد والتنوير والإسلامي- قد نجح في تحقيق ما حققه بسرعة ودون مقاومة تذكر، والواقع أن أفكار النهضة والتجديد لم يكن من السهل-تحت وطأة التقليد-تقبلها واستيعابها من قبل عامة المدن وفلاحي الريف، فالمجتمعات العربية لم تشهد في عمق التغيرات الرأسمالية المناهضة للإقطاعية ولم تقم الثورة الصناعية، في داخلها، ، بل لامست بعض جوانبها، وبقيت الثورة الصناعية وثمارها تدور في أطراف المجتمعات العربية دون اختراق بنيتها الأساسية.
ونلمس في كتابات نهضويي ذلك العصر و متنوريه اليأس من كسب العامة إلى صفوف التطور والتحرر والسير قدما في معارج الحضارة. وكثيرا ما نال الأذى رجال النهضة سواء من السلطات الاستبدادية الإقطاعية الحاكمة أو من جماهير العامة الخاضعة لزعمائها الروحيين.
كانت عامة المدن والريف منتظمة في الطرق الصوفية المتعددة ذات السمات الإيجابية والسلبية الثورية والخاملة الخانعة. وكان للجوانب الثورية للصوفية دور بارز في تحركات عامة مدن بلاد الشام ضد الاستبداد والقمع. وجاء السلطان عبد الحميد(1878-1908) وسعى في بلاد الشام والعراق لاحتضان الصوفية وطرقها وخنق الجوانب الثورية فيها وترجيح جانبها السلبي الخامل المؤدي إلى الخضوع للحاكم والخنوع للطغاة والابتعاد عن للمشكلات الاجتماعية.. وقد نجح عبد الحميد مستعينا بأبي الهدى الصيادي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في كسب معظم الطرق الصوفية إلى جانبه وتوجيهها توجيها ينسجم مع سياسته كسلطان ممثل للسلطة الإقطاعية العثمانية المنهارة في عصر الغزو الإمبريالي والصراع بين قوى الرأسمال الأوروبي على تقاسم الدولة العثمانية، ولهذا فإن الأقسام الرئيسية من العامة خضعت خضوعا شبه تام للسلطان عبد الحميد وخضعت لسياسته المعروفة بالجامعة الإسلامية، وأمسينا نرى العامة تقف في أواخر القرن التاسع عشر ضد حركة التنوير والتجديد الإسلامي والنهضة العربية وذلك بسبب اعتقادها الخاص أن حركة التجديد والنهضة هي ضد الدين كما أوحى لها ذلك رجال الدين الموالون للسلطان عبد الحميد، وتستمر حركيتها بنفس النمط و نفس الشاكلة في مختلف الدول العربية و كأن التاريخ يعيد نفسه من جديد ،ويبقى المستقبل العربي حلم يحمل امال وتطلعات مفكريه ضمن مشاريع تنويرية حبيسة الادراج







