~~ اَلـشَّمْـعَةُ اَلْـمُحْـتَرِقَـةٌ ~~
21-07-2013, 10:50 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
~~ اَلـشَّمْـعَةُ اَلْـمُحْـتَرِقَـةٌ ~~
تلك الشمعة المُحترقة التي تُدعى الوطن ،
ما زالت تُضيء لتُنير الدرب لأبنائها ..
و لكن بريقها غدا باهتا لا يراه إلا من رحمه الله ،
أما الأبناء ؛ فهم يتخبطون في دهاليز التيه و سراديب الشتات ..
و هم فوق كل هذا و ذاك ، يلعنون أمهم و يعقون بها
فلم يفلحوا و لن يفلحوا أبدا ..
ماداموا كذلك .
و تتذكر تلك الشمعة ..
و قد فارب فتيلها على الفناء ،
بعد أن أضحى قاتما لكثرة الآلام و الآهات ،
التي مزقت فؤادها أشلاءً
فتتذكر في صمت رهيب ، بأنين خافت ..
حين كان لها من الأبناء رجال ؛
تهتز الدنيا لسماع أسمائهم و ترقص الأرض فرحا و فخرا بهم ..
لكنها لم تتحسر قط ،
و لم تلم أبناءها الحاضرين ..
لأنها تعلم جيدا ، أنهم نتاج الآخرين !
فقط .. بقيت تنظر بعين مشفقة كئيبة ،
إلى ما تبقى من جسدها الذي أفنته
و وهبته لأبنائها الذين نسوها ،
و نسوا أيضا أنها موجودة ، و مُحتاجة إليهم ..
ليرعوها كما رعتهم ،
و يُشعلو القناديل من حولها ،
حتى تأنس و يزداد سطوعها ، و لا تشعر بالظلمة ،
و لا بأس إن غرسوا التراب المُتعطش من تحتها
و رووه بالحب و الحنان ..
حتى يُزهر من جديد ،
إذ أفسدته ما ذاب من تنهيداتها .
و يا حبذا ..
يا حبذا لو يعمرون مساجدها حتى يستطيعوا عمارتها ،
و تشتآق الجفون لبعضها ..
فتنغلق شيئا فشيئا لتُودع الحياة ، و تغفو ..
و التجاعيد على الأخاديد كالحرث على الحقلِ
و أملها الوحيد ..
أن يُعيد أبناؤها جمع شمعها ،
و يحفظوه في قلوبهم ، و لا ينسوه أبدا.
بـــروال آمـــال
في 07/06/2013








.gif)





