تسجيل الدخول

الابن ، ابن عصره

سيدتي ، لا تكوني حجر عثرة في طريق أطفالك ... تساهلي معهم ...خففي عنهم ما استصعب عليهم من مشاكل... ابناؤك "خلقوا لزمن عير زمنك " فإذا اعتدت علي التحفظ المسرف في تربيتهم فلن يجني المجتمع منهم إلا شبانا يعيشون على هامش الحياة ، ميالين الى الشذوذ، ينجرون مع كل من هب ودب، او يتصرفون تصرف زمنك ويفوتهم قطار حياتهم ؟ وتستبد بهم روح الاتكال على الغير في تقرير مصيرهم.
ان غرورك بتوجيه شبانك حسب ارادتك يجعلهم اشقياء متشائمين ضعاف العزيمة ، يخيبون امالك وأمال مجتمعهم..
ان سيطرة حب الام لطفلها تجعلها تضر من حيث لا تدري ، وتجارب العلماء دلت على ان اكثر الشبان انحرافا هم اولئك الذين لم تتح لهم فرصة التربية الحرة – بين الحب والكراهية شعرة - ان عدم الانطلاق يفقد الشبان ثقتهم بأنفسهم ولا يثقون إلا بما يريده اباؤهم ، ولا يؤمنون بما يجب ان يقوموا به هم بأنفسهم والأمثلة على ذالك عديدة في الحياة العملية ، كثير من الشبان نجدهم اخبط من حاطب ليل ، يخرجون ومعهم نقود فلا يحسنون التصرف بها ويعودون بخف حنين ... او نجدهم في حيرة مشدوهين خائفين من نتائج هفواتهم... وكم من شبان يعجزون ويخجلون عندما تضطرهم الظروف الى القيام بعمل شخصي ، ويرتبكون اثناء الدفاع عن ارائهم في المجتمع ، لأنهم لم ينالوا في حياتهم قسطا تربويا في طفولتهم يؤهلهم لذلك ...نجدهم دائما يفتخرون بإعمال ابائهم وشجاعة اجدادهم دون ان يشعروا بكيانهم ووجودهم ، لأنهم حرموا من التربية الحرة فسيطر عليهم الاتكال والكسل والعجز ... وقد صدق المثل العربي : النار تلد الرماد.
ان الاباء الذين لا يكلفون ابناءهم ببذل الجهد شفقة منهم عليهم ، يعرضونهم لهزائم متكررة وخسر معارك الحياة ... ولن يسمح الله لأي كان ان يتصرف في حرية خلقه ويأبي - عز وجل – ان يتكل خلقه على غيرهم لان الاتكال على غير الله يجعل الانسان مستعبدا فلا يحقق الاستقلال لا لنفسه ولا لوطنه ولا لعقيدته. واسأل تاريخ ثورات الشعوب يجيبك ان الشبان المدللين لم يأتوا بالكثير... وإنما اتى به من عارك الحياة بالساعد والمنكب ...وقلة الخبرة والممارسة تؤدي الى خلق نفوس ضعيفة سريعة الهلاك . لتكن التربية مساعدة وتوجيها ايجابيا حتى ينمو الشبان وهم يشعرون بحرية الارادة والتمتع بتقرير المصير.

zoulikha

لنا عودة