الله أكبر ....تحررت أرض الجولان
06-07-2008, 04:56 PM
الله أكبر تحررت الجولان
البارحة …وبينما كنت عائدا من العمل، قاصدا بيتي القديم وسط الحي الشعبي….فإذا بي أسمع أصوات هتاف غريب، كانت صيحة واحدة لمجموعة كبيرة من الناس، ظننتها في البداية ..تعبير عن فرحة هدف سجل في مقابلة ما من دوري بطولة أمم أوربا لعام 2008، بحكم أنها لا تزال قائمة ، وبما أن جل أبناء حيّي التعساء يعشقون الكرة وخاصة الأوربية منها …فإن تفكيري هداني مباشرة ولأول وهلة حين سماعي للصيحة الواحدة [ن منتخب إيطاليا قد سجّل …فأبناء حيّي البؤساء يهيمون بهذا المنتخب أيما هيام، ….ولكني كنت مخطأً هذه المرة….لقد خانني حدسي لأول مرة منذ عرفت هذه الدنيا،….نعم لقد كنت مخطأً باعتقادي أن الصيحة الواحدة التي تشارك فيها مجموعة أبناء الحي كانت لهدف سجّل من طرف المنتخب الإيطالي…كلا …وألف كلا …بل قد كانت الصيحة تعبيرا عن فرحة جمهور الحي لأن أرض الجولان السورية قد تحرّرت ….نعم لقد تحرّرت…حيث وبمجرّد دخولي بيتي العتيق الضارب في القدم حتىّ سمعت صوت مذيعة قناة الجزيرة يرافقها أسفل الصورة على شاشة التلفزيون خير عاجل:……أعلنت القوات المسلحة السورية عن تحريرها لأرض الجولان ….يوم 26 جوان 2008…. يا الله …لقد كبّرت أربعين تكبيرة…ثم سجدت لله …بكيت من شدّة الفرح ….بكائي لم يكن هذه المرة كالعادة جافا …بل كان مليئا بماء القهر والظلم ونبذ الخنوع….خرجت مسرعا من منزلي القديم أشارك مجموعة أبناء حيّي التعيس فرحتهم بهذا الانتصار….هرولت في كل الاتجاهات علّني أظفر بمن أهنئه على هذا الخبر السعيد….فإذا بكامل أبناء الحي قد خرجوا…الشباب…والشابات…الكهول والشيوخ والعجائز..الأطفال…يا الله كان منظرا لا يمكن أن ينسى…الكل كان يغني أناشيد الحرّية…أما إمام حيّنا ومن شدة فرحته فقد نسي مكانته الدينية بين مجموعة سكان الحي..وراح في زهو يرقص ..ويرقص…غير آبه بمنظر النسوة وهن تتغامزن وتضحكن عليه…لقد كان أسعد يوم في حياته وحياتي أنا أيضا….هذا الخبر العاجل جعلني أشتاق للحياة من جديد، بل أظنه قد بّل في بعض جينات الخمول والكسل واستبدلها بأخرى تعين على إنتاج بروتينات الشجاعة والإقدام،…هذا الخبر زاد من تضاعف الـ A D N في خلاياي البيولوجية منتجا في نفس الوقت بعض من النيوكليوتيدات ذات التركيب الجديد التي أظنها ساهمت في زمن قياسي في بروز مستقبلات الضد في جباه كل من ينتمي للعربية قولا أو نسبا...نعم كم كان هذا الخبر العاجل مفرحا حتّى أني لم أصدق أن هذا اليوم حقيقة من شدة خوفي أن لا يكون فعلا حقيقة...
وبعد أن زالت عني الدهشة ورجع عقلي إليّ بعد فترة وجيزة من تحرّره هو الآخر من قيود هذا الواقع المخزي ....رجعت إلى منزلي التعيس مرّة ثانية ثم جلست أمام التلفاز أرقب المذيعة ثانية علّها تبشّرنا بتحرير أرض عربية أخرى ....لكنّها يا للأسف...أمطرتنا بوابل من الاعتذارات ...ترى ما سبب كل هذه الاعتذارات...- تساءلت بيني وبين نفسي – لقد قالت هذه المذيعة بالحرف الواحد:....نعتذر لمشاهدينا الأعزاء عن هذا الخطأ الغير مقصود ..فقد اختلط الأمر على مترجمينا حينما نقلوا خطأً عن وكالة الأخبار رويتز نبأها بأن المسماة "آرض الخولان" قد تحرّرت ..وهي امرأة مسلمة إيرانية اختطفت من طرف عصابة ثوار في دولة كولومبيا وهذه السّيّدة تشتغل كمكلفة بالثقافة في سفارة إيران بتلك الدولة.....كانت فد اختطفت منذ ما يربو عن عشرة أشهر، وقد تحرّرت يوم 26 جوان 2008... من طرف القوات المسلحة الكولومبية...فنعتذر عن هذا الخطأ الغير مقصود.....
بعد ان أدركت أن هذا الخبر كان حقيقة وأصبح الآن مجرد وهم زائف انتابني شعور بالحرج الشديد، ..خاصة وأنا أتذكر رقصات ذاك الإمام الفقيه – على مذهب السادة المالكية – الذي كان يرقص في زهو ...كيف يا ترى ستكون خطبته علينا في الجمعة المقبلة ...حقيقة ..هذا فقط ما فكّرت فيه...ثم استسلمت لنوم عميق..وقد رجوت الله أن أصحو في عالم آخر غير عالمنا هذا كي لا أسمع مرة ثانية كلمات شبابنا التي يردّدونها دوما في نواديهم:.....يأكلني دود البحر، ولا دود الأرض الجزائرية....م رجوت الله أن أصحو في عالم تكون فيه الحقيقة مشروع دائم الإتجاز
تحياتي نبيل ش
من مواضيعي
0 المطرات الحزينة
0 كيف للقلم أن يجف حبره
0 عش الحقيقة
0 إمام البيعة .....الــــــ.....
0 أحن إلى جزائر أخرى
0 معا من أجل تخفيض سعر البطاطا والدقيق هذا شعاري لو كنت مرشحا للانتخابات
0 كيف للقلم أن يجف حبره
0 عش الحقيقة
0 إمام البيعة .....الــــــ.....
0 أحن إلى جزائر أخرى
0 معا من أجل تخفيض سعر البطاطا والدقيق هذا شعاري لو كنت مرشحا للانتخابات
