أهوال المدينة التعيسة
08-07-2008, 05:23 PM
أهوال المدينة التعيسة
- قلت في عجل: لم يا عيّاش يا أحب الناس..
- فقال صديقي وهو يئن من وجع غير معروف ...يسمى في مدينتنا بالكعبوش: ...
...اسمع يا نبيل لقد رأيت اليوم أمورا كثيرة غريبة، أحزنتني يا صاحبي ، حتّى أني سمحت لعيني اليمنى بأن تذرف قليلا من الدمع....
- فقلت:...أ لهذا الحد... يا عيّاش ؟
- قال:...نعم ...فأني اليوم وبينما كنت أتجوّل في مدينتنا التعيسة رأيت شيئا عجابا...أستحي من الاسترسال المطّول في ذكر تفاصياه...
- قلت:...هات ما عندك يا عيّاش..فإنّا والله قد شُغلنا بقضيّتك، ...
- إيه...يا صديقي قالها العياشي وهو يميل على كرسيه البلاستكي ...ماذا عساي أن أذكر أو أستذكر ....ذهبت للتجوال فرأيت الأهوال ...نسوة يعرضن في الطرقات مفاتنهنّ وزينتهنّ، وقد أفرطن في لبس الضّيق من اللباس حتّى كدن ..يخرجن من ثيابهن، وما زاد في غيظي أني رأيت أما تمشي مع ابنة لها ..وقد كانت البنت المراهقة ترتدي سروالا قصيرا من الجينز مكتوب فيه باللغة الفرنسية ..وفي مكان حساس ...أحبك ...لم أستطع يا صديقي مشاهدة هذه الصور الخليعة فطفقت مسرعا إلى حيٍّ آخر من أحياء مدينتنا التعيسة ..وما كدت أصل إلى مضاربه حتّى وخزتني في أذني عبارات وكلمات شتم كان بعض من صبية الحي يتبادلونها فيما بينهم، حيث كان فيها كثير من سب الله والرسول ...يا الله العظيم ....لقد كانوا أطفالا صغارا يسبون الدين أيضا، إنه يا صاحبي اختلال بيولوجي أو طفرة خبيثة انتقلت في ماء آباءهم حتّى ينجبوا ما أنجبوا....المهم يا صديقي ومن شدة فزعي هرولت مسرعا أبحث عن مخرج هذا الحي، وما إن وجدته حتّى رأيت مجموعة كبيرة من شباب الحي،...كانوا يتبادلون السباب والشتم هم أيضا ثم فجأة تطوّر الأمر إلى معركة حامية الوطيس استعمل فيها كل شيء حاد من سكاكين وفؤوس وعصيان وهراوات، ومن شدة فزعي جريت أبتغي الأمان لنفسي، لكن هيهات هيهات..فقد أصابني أحدهم بلكمة أفقدتني رشدي،...وبعد جهد جهيد، ناشدت فيها نفسي النهوض تمكنت في نهاية المطاف من الوقوف ومتابعة فراري، حتّى وصلت إلى متنزه مدينتنا – أعزكم الله – فرأيت يا صديقي عجبا آخر من الأعاجيب...فقد شاهدت بأم عيني طقوس كثيرة من الزنى تمارس بين مجموعة كبيرة من شباب وشابات مدينتنا ..فالكل كان منغمسا بملذاته الحيوانية غير آبه بصوت آذان العصر وهو يقول ...حيّ على الفلاح...حيّ على الفلاح...إيه..و إيه...يا صديقي ذرفت هذه المرة الدموع من كلتا عيناي..طويلا...حزنا على ما أصاب مجتمعنا هذا....وما زاد حقا في بكائي ...تذكر حال من سبقونا من الأمم الفاجرة كيف كان عذابها...المهم يا حبيبي نبيل ...نفسي حزينة جدا ولا أدري أ أريد بنا شرا أم ماذا...؟
- أجبت صاحبي العياش قائلا:...ما سمعته منك ..يدل على استهتار كبير بقيم ديننا الحنيف ...ولكن أتساءل ..أين هو دور القوّة المنظمة في هذا المجتمع..فحسب ما تفضّلت به ..إنها إما غائبة أو مغيّبة ...وفي كلتا الحالتين نسأل الله العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة ...انتهى
تحياتي نبيل شبانة
كان الجو حارا جدّا اليوم ..السابع من جويلية 2008 لمّا التقيت بصديق لي لم أره منذ زمن طويل جدا، كان يجلس في مقهى شعبي بوسط مدينتي التعيسة، لم أستطع انتظار وصولي – بكامل جسمي- لمقرّه المؤقت ، حتّى بادرته بالسلام وأنا ألمح خطوط حيّزه من بعيد، قلت له في زهوٍ والفرحة تملأ محيّاي: ..سلام الله عليك أخي العيّاشي، قد مرّ زمن طويل منذ لقاءنا الأخير، كان ذلك في الشتاء على ما أظن، وفي هذا المقهى بالذات...المهم كيف هي أحوالك، وما جديد أخبارك، وماذا فعلت في غيابك، وما هي دوافع هجرانك لأصحابك، وفيما تتمثّل نوازع نكرانك لأحبابك، فماذا أصابك، ...بل ما هو تبريرك، هيّا ..هات لنا تقريرك، ..فنحن حسبناك اضمحللت وانصهرت في مملكة النسيان، وانزويت وآثرت القبوع في إمارة الكتمان،..لقد تلذّذت الانعزال في وطن ليس به مروق أو عصيان ...نلوم عليك حقًّا يا عياشي ...يا ابن عصري وزماني،...ورفيق عمري ونديم أحزاني،....
قبل أن أكمل تحيّتي الطويلة هذه قاطعني صديقي العزيز العياشيي والحسرة تملأ وجهه الأسمر، مصحوبة بابتسامة مصطنعة غريبة فيها كثير من أوجه المعادلات الصعبة ذات الوسيط المجهول، فقال المسكين وهو ينظر لظلي الذي غزا فضاءه الموحش:...حسبك يا نبيل،..فسجعك هذا حقا ممل طويل، لماذا يا صاحبي لا تحسن فن التقليل، من كلمات الترحيب والتهليل، ..لكن لا بأس ولا تثريب عليك، ...فأنا قد اشتقت لك أيضا منذ زمن طويل،....وأردت أن أراك اليوم دون الاتصال بك مسبقا، ليقيني بأن الأحباء عند التقاءهم صدفة تجدهم يوفّقون كثيرا في اختيار عبارات المشاعر الصادقة ...لهذا آثرت يا ابن مدينتي الجلوس هنا حتىّ أراك وألقاك،...وها أنا ذا كما تركتك ..لم تتغيّر ...المهم يا صديقي .إني لست على ما يرام ، بل مهموم محتار، حزين كئيب.....- قلت في عجل: لم يا عيّاش يا أحب الناس..
- فقال صديقي وهو يئن من وجع غير معروف ...يسمى في مدينتنا بالكعبوش: ...
...اسمع يا نبيل لقد رأيت اليوم أمورا كثيرة غريبة، أحزنتني يا صاحبي ، حتّى أني سمحت لعيني اليمنى بأن تذرف قليلا من الدمع....
- فقلت:...أ لهذا الحد... يا عيّاش ؟
- قال:...نعم ...فأني اليوم وبينما كنت أتجوّل في مدينتنا التعيسة رأيت شيئا عجابا...أستحي من الاسترسال المطّول في ذكر تفاصياه...
- قلت:...هات ما عندك يا عيّاش..فإنّا والله قد شُغلنا بقضيّتك، ...
- إيه...يا صديقي قالها العياشي وهو يميل على كرسيه البلاستكي ...ماذا عساي أن أذكر أو أستذكر ....ذهبت للتجوال فرأيت الأهوال ...نسوة يعرضن في الطرقات مفاتنهنّ وزينتهنّ، وقد أفرطن في لبس الضّيق من اللباس حتّى كدن ..يخرجن من ثيابهن، وما زاد في غيظي أني رأيت أما تمشي مع ابنة لها ..وقد كانت البنت المراهقة ترتدي سروالا قصيرا من الجينز مكتوب فيه باللغة الفرنسية ..وفي مكان حساس ...أحبك ...لم أستطع يا صديقي مشاهدة هذه الصور الخليعة فطفقت مسرعا إلى حيٍّ آخر من أحياء مدينتنا التعيسة ..وما كدت أصل إلى مضاربه حتّى وخزتني في أذني عبارات وكلمات شتم كان بعض من صبية الحي يتبادلونها فيما بينهم، حيث كان فيها كثير من سب الله والرسول ...يا الله العظيم ....لقد كانوا أطفالا صغارا يسبون الدين أيضا، إنه يا صاحبي اختلال بيولوجي أو طفرة خبيثة انتقلت في ماء آباءهم حتّى ينجبوا ما أنجبوا....المهم يا صديقي ومن شدة فزعي هرولت مسرعا أبحث عن مخرج هذا الحي، وما إن وجدته حتّى رأيت مجموعة كبيرة من شباب الحي،...كانوا يتبادلون السباب والشتم هم أيضا ثم فجأة تطوّر الأمر إلى معركة حامية الوطيس استعمل فيها كل شيء حاد من سكاكين وفؤوس وعصيان وهراوات، ومن شدة فزعي جريت أبتغي الأمان لنفسي، لكن هيهات هيهات..فقد أصابني أحدهم بلكمة أفقدتني رشدي،...وبعد جهد جهيد، ناشدت فيها نفسي النهوض تمكنت في نهاية المطاف من الوقوف ومتابعة فراري، حتّى وصلت إلى متنزه مدينتنا – أعزكم الله – فرأيت يا صديقي عجبا آخر من الأعاجيب...فقد شاهدت بأم عيني طقوس كثيرة من الزنى تمارس بين مجموعة كبيرة من شباب وشابات مدينتنا ..فالكل كان منغمسا بملذاته الحيوانية غير آبه بصوت آذان العصر وهو يقول ...حيّ على الفلاح...حيّ على الفلاح...إيه..و إيه...يا صديقي ذرفت هذه المرة الدموع من كلتا عيناي..طويلا...حزنا على ما أصاب مجتمعنا هذا....وما زاد حقا في بكائي ...تذكر حال من سبقونا من الأمم الفاجرة كيف كان عذابها...المهم يا حبيبي نبيل ...نفسي حزينة جدا ولا أدري أ أريد بنا شرا أم ماذا...؟
- أجبت صاحبي العياش قائلا:...ما سمعته منك ..يدل على استهتار كبير بقيم ديننا الحنيف ...ولكن أتساءل ..أين هو دور القوّة المنظمة في هذا المجتمع..فحسب ما تفضّلت به ..إنها إما غائبة أو مغيّبة ...وفي كلتا الحالتين نسأل الله العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة ...انتهى
تحياتي نبيل شبانة
من مواضيعي
0 المطرات الحزينة
0 كيف للقلم أن يجف حبره
0 عش الحقيقة
0 إمام البيعة .....الــــــ.....
0 أحن إلى جزائر أخرى
0 معا من أجل تخفيض سعر البطاطا والدقيق هذا شعاري لو كنت مرشحا للانتخابات
0 كيف للقلم أن يجف حبره
0 عش الحقيقة
0 إمام البيعة .....الــــــ.....
0 أحن إلى جزائر أخرى
0 معا من أجل تخفيض سعر البطاطا والدقيق هذا شعاري لو كنت مرشحا للانتخابات









