محنة الانقلابات العسكرية في موريتانيا
10-08-2008, 02:03 PM
موريتانيا ومحنة الانقلابات العسكرية
الانقلاب العسكري الأخير الذي شهدته دولة موريتانيا مؤخرا بقيادة قائد الحرس الرئاسي وقائد أركان الجيش أعاد إلى الواجهة تاريخ طويل عانت خلاله الجمهورية الاسلامية الموريتانية من محنة الانقلابات العسكرية المتكررة،موريتانيا دولة عربية تقع في أقصى الغرب من القارة السمراء ، عرفت منذ القديم بتسميات عديدة من أشهرها "بلاد شنقيط" وتعني (عيون الخيل)،99٪ من سكانها يدينون بالإسلام ،ويتوزعون بين العرب والزنوج وتحتل القبيلة مكانة مرموقة في المجتمع الموريتاني.
إذا كانت موريتانيا تلقب أيضاب: "أرض المليون شاعر"لكون معظم سكانها البالغ عددهم أكثر من مليونين يتذوقون الشعر وينظمونه ، فإنها من جهة أخرى تلقب ب : (بلاد الانقلابات العسكرية)، فصفة الاطاحة برؤساء البلاد تكاد تكون ظاهرة مألوفة في أوساط المجتمع الموريتاني ، وٌدأب جنرالات المؤسسة العسكرية الحاكمة فعليا على إخراج الدبابات إلى الشارع والسيطرة على مبنى التلفزيون والاذاعة وتلاوة البيان رقم واحد حتى أصبحت هذه الظاهرة المنافية للحكم الرشيد جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي في موريتانيا .
تعرضت موريتانيا للاحتلال العسكري الفرنسي ونالت استقلالها في 28 نوفمبر 1960 حيث تولى "المختار ولد داده" رئاسة الدولة و يعتبره الكثير مؤسس الجمهورية الاسلامية الموريتانية ففي عهده تمت المصادقة على أول دستور للبلاد في 20 ماي 1961 التي اختارت نظام الحزب الواحد عرف آنذاك باسم حزب الشعب الموريتاني وتم تشكيل المجلس النيابي والنقابات ، تورط ولد داده في حرب إقليمية حينما تعاون مع المملكة المغربية لاجتياح أراضي الصحراء الغربية سنة 1975 واقتسامها بين الطرفين ما أدى إلى شن هجمات عنيفة من طرف قوات البوليساريو لاستعادة الأرض المسلوبة ،وصلت بعضها إلى العاصمة الموريتانية نوكشوط فكانت سببا في استنزاف نظام ولد داده الذي أمضى 18 سنة في السلطة حيث أطيح به في أول انقلاب عسكري عرفته موريتانيا في 10 جويلية 1978 قاده العقيد "مصطفى ولد محمد السالك" رئيس هيئة الأركان في تلك الفترة وتم تأسيس ما عرف آنذاك باسم (اللجنة العسكرية للتصحيح الوطني) وتم حل حزب الشعب والمجلس النيابي والنقابات وتم اختيار العقيد مصطفى ولد السالك لرئاسة البلاد.
حدث صراع وتنافس داخل المؤسسة العسكرية بين الانقلابيين فكثرت الدسائس والمؤامرات والمكائد وكانت دموية أحيانا حيث قتل أحد قادة الانقلاب المقدم "جدو ولد السالك" في حادث سيارة غامض بعد إبعاده عن الجيش إلى وزارة الداخلية ، هذا الوضع المتأزم انتهى إلى انقلاب وصف بأنه أبيض في 06 أبريل 1979حيث تم تجميد صلاحيات الرئيس وقامت اللجنة العسكرية بتعيين المقدم "أحمد ولد بوسيف" رئيسا للوزراء وبعد شهرين قتل في حادث تحطم طائرة كانت متوجهة إلى السنغال وتم تشكيل لجنة عرفت باسم (اللجنة العسكرية للخلاص الوطني) .
ضمت المؤسسة العسكرية في صفوفها في تلك الفترة ضابط صاحب نفوذ كبير يدعى المقدم "محمد خونا ولد هيدالة" وزير الدفاع ، تخرج من كلية "سان سير" العسكرية الفرنسية أمسك برئاسة الحكومة ووزارة الدفاع قاد انقلابا عسكريا جديدا أطاح بولد السالك وتم تعيين المقدم "محمد ولد أحمد الولي" قائد الدرك رئيسا للبلاد ورقي إلى رتبة لواء لكن فترة حكمه لم تتعدى السنة حيث قاد ولد هيدالة انقلابا جديدا في يناير 1980 فأصبح رئيسا للبلاد ووزيرا للدفاع ورئيسا للجنة العسكرية للخلاص الوطني .
اتخد ولد هيدالة موقفا مساندا لجبهة البوليساريو فاعترف بالجمهورية الصحراوية لكنه شهد أزمة داخلية بسبب اعتقال السياسسن وحدوث أزمة اقتصادية فشكلت لجان سميت ب (لجان التهذيب الوطني) مارست أعمال قمعية فتعرض نظام ولد هيدالة لمحاولة انقلابية عنيفة سنة 1981 وقفت خلفها قيادات من منظمة التحالف من أجل موريتانيا الديمقراطية وفي تلك الفترة بدأ صعود المقدم "معاوية ولد سيدي أحمد الطايع" وزير الدفاع وفي 12 ديسمبر 1984 عمل الرئيس الفرنسي السابق "فرانسوا ميتران" على اقناع ولد هيدالة بحضور مؤتمر قمة في بوجمبوراعاصمة بورندي لبعض الدول الافريقية رغم مخاوفه وشكوكه حيث ومباشرة بعد مغادرته استولى ولد الطايع على السلطة في انقلاب عسكري آخر وقد تعرض نظامه لمحاولات انقلابية عديدة منها المحاولة الفاشلة سنة 1987 انتهت باعدام بعض المتورطين فيها وسجن الباقي مدى الحياة والمحاولة الفاشلة التي قادها العقيد "صالح ولد حننا" في جوان 2003 وبعد عامين وفي 03 أوت 2005 أقدمت المؤسسة العسكرية على انقلاب عسكري ضد الرئيس ولد الطايع خلال مغادرته البلاد إلى المملكة العربية السعودية لتقديم العزاء في وفاة الملك فهد بن عبد العزيز حيث أزاحه العقيد "أعلي ولد محمد فال" الذي أسس (المجلس العسكري للعدالة ) ولكن الوضع أخذ طابعا آخر هذه المرة حيث تم تنظيم انتخابات رئاسية كانت من أكثر الانتخابات العربية شفافية ونزاهة بشهادة الجميع أفضت إلى تسليم السلطة للرئيس المنتخب "سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله" في أبريل 2007 وظن الجميع أن التجربة الفتية للديمقراطية الموريتانية إلى نجاح باهر وربما تشكل نموذجا فريدا في المشهد السياسي العربي إلا أن صبيحة الأربعاء 06 أوت 2007 حملت معها العكس تماما حيث أعلن الجنرالان "محمد ولد عبد العزيز" قائد الحرس الرئاسي و"محمد ولد الغزواني" قائد أركان الجيش عن انقلاب عسكري وتشكيل مجلسا للدولة من كبار الضباط وتم اعتقال الرئيس ولد الشيخ عبد الله ورئيس حكومته "يحي ولد أحمد الواقف" إلى غاية كتابة هذه الأسطر.
وماذا بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــد ؟
تنويه : المعلومات التاريخية مستقاة من دراسة لمصطفى بن عاشور بعنوان : "موريتانيا............ أرض الشعراء والانقلابات العسكرية" – إسلام أون لاين .
الانقلاب العسكري الأخير الذي شهدته دولة موريتانيا مؤخرا بقيادة قائد الحرس الرئاسي وقائد أركان الجيش أعاد إلى الواجهة تاريخ طويل عانت خلاله الجمهورية الاسلامية الموريتانية من محنة الانقلابات العسكرية المتكررة،موريتانيا دولة عربية تقع في أقصى الغرب من القارة السمراء ، عرفت منذ القديم بتسميات عديدة من أشهرها "بلاد شنقيط" وتعني (عيون الخيل)،99٪ من سكانها يدينون بالإسلام ،ويتوزعون بين العرب والزنوج وتحتل القبيلة مكانة مرموقة في المجتمع الموريتاني.
إذا كانت موريتانيا تلقب أيضاب: "أرض المليون شاعر"لكون معظم سكانها البالغ عددهم أكثر من مليونين يتذوقون الشعر وينظمونه ، فإنها من جهة أخرى تلقب ب : (بلاد الانقلابات العسكرية)، فصفة الاطاحة برؤساء البلاد تكاد تكون ظاهرة مألوفة في أوساط المجتمع الموريتاني ، وٌدأب جنرالات المؤسسة العسكرية الحاكمة فعليا على إخراج الدبابات إلى الشارع والسيطرة على مبنى التلفزيون والاذاعة وتلاوة البيان رقم واحد حتى أصبحت هذه الظاهرة المنافية للحكم الرشيد جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي في موريتانيا .
تعرضت موريتانيا للاحتلال العسكري الفرنسي ونالت استقلالها في 28 نوفمبر 1960 حيث تولى "المختار ولد داده" رئاسة الدولة و يعتبره الكثير مؤسس الجمهورية الاسلامية الموريتانية ففي عهده تمت المصادقة على أول دستور للبلاد في 20 ماي 1961 التي اختارت نظام الحزب الواحد عرف آنذاك باسم حزب الشعب الموريتاني وتم تشكيل المجلس النيابي والنقابات ، تورط ولد داده في حرب إقليمية حينما تعاون مع المملكة المغربية لاجتياح أراضي الصحراء الغربية سنة 1975 واقتسامها بين الطرفين ما أدى إلى شن هجمات عنيفة من طرف قوات البوليساريو لاستعادة الأرض المسلوبة ،وصلت بعضها إلى العاصمة الموريتانية نوكشوط فكانت سببا في استنزاف نظام ولد داده الذي أمضى 18 سنة في السلطة حيث أطيح به في أول انقلاب عسكري عرفته موريتانيا في 10 جويلية 1978 قاده العقيد "مصطفى ولد محمد السالك" رئيس هيئة الأركان في تلك الفترة وتم تأسيس ما عرف آنذاك باسم (اللجنة العسكرية للتصحيح الوطني) وتم حل حزب الشعب والمجلس النيابي والنقابات وتم اختيار العقيد مصطفى ولد السالك لرئاسة البلاد.
حدث صراع وتنافس داخل المؤسسة العسكرية بين الانقلابيين فكثرت الدسائس والمؤامرات والمكائد وكانت دموية أحيانا حيث قتل أحد قادة الانقلاب المقدم "جدو ولد السالك" في حادث سيارة غامض بعد إبعاده عن الجيش إلى وزارة الداخلية ، هذا الوضع المتأزم انتهى إلى انقلاب وصف بأنه أبيض في 06 أبريل 1979حيث تم تجميد صلاحيات الرئيس وقامت اللجنة العسكرية بتعيين المقدم "أحمد ولد بوسيف" رئيسا للوزراء وبعد شهرين قتل في حادث تحطم طائرة كانت متوجهة إلى السنغال وتم تشكيل لجنة عرفت باسم (اللجنة العسكرية للخلاص الوطني) .
ضمت المؤسسة العسكرية في صفوفها في تلك الفترة ضابط صاحب نفوذ كبير يدعى المقدم "محمد خونا ولد هيدالة" وزير الدفاع ، تخرج من كلية "سان سير" العسكرية الفرنسية أمسك برئاسة الحكومة ووزارة الدفاع قاد انقلابا عسكريا جديدا أطاح بولد السالك وتم تعيين المقدم "محمد ولد أحمد الولي" قائد الدرك رئيسا للبلاد ورقي إلى رتبة لواء لكن فترة حكمه لم تتعدى السنة حيث قاد ولد هيدالة انقلابا جديدا في يناير 1980 فأصبح رئيسا للبلاد ووزيرا للدفاع ورئيسا للجنة العسكرية للخلاص الوطني .
اتخد ولد هيدالة موقفا مساندا لجبهة البوليساريو فاعترف بالجمهورية الصحراوية لكنه شهد أزمة داخلية بسبب اعتقال السياسسن وحدوث أزمة اقتصادية فشكلت لجان سميت ب (لجان التهذيب الوطني) مارست أعمال قمعية فتعرض نظام ولد هيدالة لمحاولة انقلابية عنيفة سنة 1981 وقفت خلفها قيادات من منظمة التحالف من أجل موريتانيا الديمقراطية وفي تلك الفترة بدأ صعود المقدم "معاوية ولد سيدي أحمد الطايع" وزير الدفاع وفي 12 ديسمبر 1984 عمل الرئيس الفرنسي السابق "فرانسوا ميتران" على اقناع ولد هيدالة بحضور مؤتمر قمة في بوجمبوراعاصمة بورندي لبعض الدول الافريقية رغم مخاوفه وشكوكه حيث ومباشرة بعد مغادرته استولى ولد الطايع على السلطة في انقلاب عسكري آخر وقد تعرض نظامه لمحاولات انقلابية عديدة منها المحاولة الفاشلة سنة 1987 انتهت باعدام بعض المتورطين فيها وسجن الباقي مدى الحياة والمحاولة الفاشلة التي قادها العقيد "صالح ولد حننا" في جوان 2003 وبعد عامين وفي 03 أوت 2005 أقدمت المؤسسة العسكرية على انقلاب عسكري ضد الرئيس ولد الطايع خلال مغادرته البلاد إلى المملكة العربية السعودية لتقديم العزاء في وفاة الملك فهد بن عبد العزيز حيث أزاحه العقيد "أعلي ولد محمد فال" الذي أسس (المجلس العسكري للعدالة ) ولكن الوضع أخذ طابعا آخر هذه المرة حيث تم تنظيم انتخابات رئاسية كانت من أكثر الانتخابات العربية شفافية ونزاهة بشهادة الجميع أفضت إلى تسليم السلطة للرئيس المنتخب "سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله" في أبريل 2007 وظن الجميع أن التجربة الفتية للديمقراطية الموريتانية إلى نجاح باهر وربما تشكل نموذجا فريدا في المشهد السياسي العربي إلا أن صبيحة الأربعاء 06 أوت 2007 حملت معها العكس تماما حيث أعلن الجنرالان "محمد ولد عبد العزيز" قائد الحرس الرئاسي و"محمد ولد الغزواني" قائد أركان الجيش عن انقلاب عسكري وتشكيل مجلسا للدولة من كبار الضباط وتم اعتقال الرئيس ولد الشيخ عبد الله ورئيس حكومته "يحي ولد أحمد الواقف" إلى غاية كتابة هذه الأسطر.
وماذا بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــد ؟
تنويه : المعلومات التاريخية مستقاة من دراسة لمصطفى بن عاشور بعنوان : "موريتانيا............ أرض الشعراء والانقلابات العسكرية" – إسلام أون لاين .
من مواضيعي
0 سحرة فرعون ؟
0 ما لم يقله أوباما ؟
0 ما لم يقله أوباما ؟
0 في الطريق إلى بيع القضية
0 تابع ما يفعله العملاء
0 المجاهدون يعودون هذا الأسبوع
0 ما لم يقله أوباما ؟
0 ما لم يقله أوباما ؟
0 في الطريق إلى بيع القضية
0 تابع ما يفعله العملاء
0 المجاهدون يعودون هذا الأسبوع







