جمعية هواة علم الفلك السورية: صمنا معاً، فهل سنفطر معاً؟؟
07-09-2008, 04:15 PM
صمنا معاً، فهل سنفطر معاً؟؟ 


من الملفت للنظر أن شهر رمضان قد بدأ في الوقت نفسه في معظم الدول الإسلامية لهذا العام، وهو أمر استغربه الكثير من الناس نظراً لأن بداية شهر رمضان تشهد في كل عام تقريباً خلافاً واسعاً. إن السبب في ذلك بسيط للغاية، وهو أن معظم الدول تعتمد في تحديد بداية الشهر على رؤية الهلال بالعين، وكانت ظروف الرؤية متشابهة في جميع الدول.
لقد كان التماس الهلال في يوم السبت 30 آب الموافق لـ 29 شعبان. وفي هذا اليوم كان من المستحيل رؤية الهلال نظراً لأنه لم يولد بعد، أي أنه لم يتجاوز الشمس من جهة الغرب إلى جهة الشرق. ومن الأبسط أن نقول أن القمر قد غرب في الساعة 6:53 مساءً، أما الشمس فقد غربت في الساعة 7:10 مساءً، ومن الواضح أن القمر لا يشاهد في هذه الحالة. أما ولادته فقد كانت في الساعة 11 ليلاً. وبالتالي فإن اليوم التالي، وهو يوم الأحد 31 آب، كان موافقاً لـ 30 شعبان.
وقد يتساءل البعض عن سبب بداية شهر رمضان يوم الأحد في ليبيا، وقد يعزون هذه الحالة لخطأ أو شذوذ عن بقية الدول. والواقع هو أن ليبيا تستخدم معياراً خاصاً لتحديد بداية الأشهر القمرية: إذا ولد الهلال قبل شروق شمس اليوم فإن هذا اليوم سيكون الأول من الشهر القمري. وفي الواقع سنجد أن الهلال قد ولد قبل شروق شمس يوم الأحد، وبالتالي فإن يوم الأحد يوافق الأول من رمضان، والصيام صحيح حسب هذا المعيار. أما نحن فاعتمدنا على رؤية الهلال بالعين فكان صيامنا يوم الإثنين حسب هذا المعيار.
وقد يتساءل البعض عن سبب بداية شهر رمضان يوم الأحد في ليبيا، وقد يعزون هذه الحالة لخطأ أو شذوذ عن بقية الدول. والواقع هو أن ليبيا تستخدم معياراً خاصاً لتحديد بداية الأشهر القمرية: إذا ولد الهلال قبل شروق شمس اليوم فإن هذا اليوم سيكون الأول من الشهر القمري. وفي الواقع سنجد أن الهلال قد ولد قبل شروق شمس يوم الأحد، وبالتالي فإن يوم الأحد يوافق الأول من رمضان، والصيام صحيح حسب هذا المعيار. أما نحن فاعتمدنا على رؤية الهلال بالعين فكان صيامنا يوم الإثنين حسب هذا المعيار.
وقد قامت الجمعية في مساء السبت الواقع في التاسع والعشرين من شعبان بالتماس الهلال لتحقيق القاعدة الشرعية، رغم أن هذا النشاط قد اعتبر من قبل بعض الجهات على أنه ((جهل مطبق)) دون أن تعرف هذه الجهة دوافعنا أو حتى تستوعب القاعدة الشرعية من وراء ذلك. فنحن نعلم مسبقاً أن الهلال لا يمكن أن يرى بأي حال من الأحوال في هذه الأمسية نظراً لأنه يغرب قبل الشمس بعدة دقائق، ولن تخفى علينا حقيقة كهذه. ولكن الجهات الرسمية لا تزال لا تعترف بالحسابات العلمية في هذا المجال، وإنما تعترف بالرؤية أو عدم الرؤية. ولذلك فقد جمعنا بين القول والفعل، وقمنا بتقديم حساباتنا للجهات الرسمية وأثبتنا لهم بالدليل القاطع عدم رؤية الهلال. وبهذه الطريقة أصبح رصد الهلال يتم بطريقة علمية ومن قبل جهة ((على كامل العلم)) بظروف رؤيته أو عدم رؤيته، وهو شيء لم يتمكن أي أحد من تحقيقه سابقاً في سوريا، بما فيه تلك الجهة التي وصفت أعضاء الجمعية بالجهل المطبق.
وسنقوم فيما يلي بتحليل ظروف رؤية الهلال من خلال دراسة وضع الشمس والقمر في نهاية هذا الشهر. يتم التماس الهلال في يوم الإثنين الواقع في التاسع والعشرين من شهر رمضان والموافق للتاسع والعشرين أيضاً من شهر أيلول وذلك بعد غروب الشمس مباشرة. يولد الهلال في الساعة 9:41 من صباح نفس اليوم. ولكن عند غروب الشمس مساءً يكون الهلال الجديد لا يزال قريباً من الشمس. وبالحساب نجد أن غروب القمر تحت خط الأفق سيحدث في الساعة 6:19 مساءً، أما الشمس فستغرب في الساعة 6:31 مساءً، ومن الواضح أن القمر سيغرب قبل الشمس بأكثر من 10 دقائق، فإذاً لا سبيل لمشاهدة الهلال بعد غروب الشمس، ويظهر ذلك في الصورة أدناه. وبذلك يكون اليوم التالي، وهو يوم الثلاثاء 30 أيلول، مكملاً لـ 30 رمضان، ويبدأ عيد الفطر السعيد يوم الأربعاء الواقع في الأول من تشرين الأول بإذن الله تعالى.
وينطبق ذلك على جميع الدول العربية التي صامت معنا، والتي يوافق فيها التاسع والعشرين من شعبان في نفس هذا اليوم. وإذا حدث وأن أعلنت إحدى الدول رؤية الهلال في هذا اليوم فإن ذلك يشير إلى خطأ في رؤية الهلال. وسبب ذلك عادة هو رصد الهلال من قبل أشخاص ليسوا مؤهلين لذلك، فأحياناً يرى الراصد كوكب عطارد أو الزهرة فيعتقد خطأ أنه الهلال الرفيع. وفي أحيان أخرى يطيل الراصد النظر إلى السماء المضيئة مكان غروب الشمس فيبدأ بمشاهدة لمعان في عينيه يظن أنه الهلال. وقد حدثت الكثير من هذه الحالات مؤخراً، ومنها ما حدث في المملكة العربية السعودية في السنة الماضية حين شهد 10 شهود برؤية هلال عيد الفطر، في حين أن القمر كان يغرب قبل الشمس وكانت شهادتهم غير صحيحة. وبذلك نجد أن رصد الهلال يجب أن يتم من قبل جهة علمية تعرف أين ومتى وكيف يمكن رؤية الهلال، وأي شهادة غير ذلك يجب ألا تؤخذ بعين الاعتبار.
ونشير إلى أننا سنقوم في التاسع والعشرين من رمضان بتحقيق القاعدة الشرعية والتماس الهلال كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم أننا نوقن تمام اليقين أننا لن نرى الهلال لأنه سيغرب قبل الشمس. ولكن الجهات الرسمية لا تزال تعتمد في بلادنا على الرؤية المباشرة للهلال، وبالتالي لا بد لنا كجهة علمية من رعاية الرصد العلمي والصحيح للهلال، لئلا تحدث أخطاء في الرؤية كما حدث لعدة مرات سابقة مع بلدان أخرى.

الأفق الغربي لمدينة دمشق وقت الغروب في مساء الإثنين الواقع في التاسع والعشرين من شهر شعبان
موقع الجمعية:
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة











