تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأدب > منتدى الخاطرة

> ملامح للحياة وأخرى للبشر(معترك البيضة والجزرة والبن)

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أم حازم
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 25-02-2017
  • المشاركات : 7
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • أم حازم is on a distinguished road
أم حازم
عضو جديد
ملامح للحياة وأخرى للبشر(معترك البيضة والجزرة والبن)
01-03-2017, 09:38 PM


حنين واشتياق ....

مرت السنوات كطيف عابر أو حلم ليل طويل ولما استفقت أدركت أن الليل كان قصير والحلم كان مجرد ثواني معدودة

مرت السنوات بأيامها ولياليها بأفراحها وهمومها ومتاعبها

لكن أقسم وأجزم أن أحلاها كان أكبر من مرّها

بكل عفوية عشت أجمل المراحل العمرية خاصة الطفولة

وللطفولة أحن وأشتاق

عندما كنت صغيرة لم أكن أسمع عما يدور خلف جدار الصمت للكبار وما يخفيه من أسرار

لم أكن أعرف أن للكبار متاعب أو قل لم أكن أسمع عنها

كنت أرى الحياة كلها وردية جميلة وعفوية بلا مشاكل أو هموم أسرية ولا حتى اجتماعية أو قل عالمية

لم أعرف عن مشاكل الأزواج لأني ما رأيت أمي و أبي في خصام

لم أكن أسمع عن الخيانة والمكر وأن من البشر ذئاب

لم أكن أعرف أن إذا جنّا الليل قام شرار الخلق لمآرب أخر

لم أكن أسمع بالحروب ولم أسمع بسقوط الحكام الدول سمعت حكايات روتها لنا الجدات لكن ما عشتها ولا شممت دخان نارها ولا خشخشة سلاحها

لم أكن أسمع عن مصطلحات صارت اليوم قاموسا ضخما لألفاظ ساقطة

بالجملة لم أكن أسمع أو أرى مصاعب للحياة


كنت أراها حقلا مزهرا فيه ورودا لا تذبل ومياها نقية لم تكدر صفوها هموم ومتاعب الحياة
لأن الكبار كانوا يخفون عن الصغار الأسرار ليستمتعوا بجمال الحياة وينعموا بطعم الطفولة

لهذا مازلت أحتفظ بأجمل الذكريات وأرويها للأبناء فأجدهم يسبحون في عالمي الجميل وهم يقولون ليتنا كنا في زمانكم ما أروع أيامكم وما أحلى ذكرياتكم !!!!

سآءلت بنيتي : لما نعيش اليوم فوضى وبلبلة عالمية

لما تغيرت ملامح الحياة أم تغيرت ملامح البشرية ؟

أجابتني بنيتي وقالت : كلا أماه لم تتغير الحياة بل الحياة هي نفسها التي عشتموها و نعيشها نحن وسيعيشها بنو الغد

فقط تغيرت ملامح وطباع البشر

في زمانكم كان الجو جميل والمشاعر أجمل

أما زماننا صار الجو غائما تعلوه سحب رمادية شوشت الرؤية اليومية

رعود وقنابل فسفورية وعنقودية وجرثومية

تتهاطل عبر كل الفصول على أبنية فولاذية قوامها إسمنت مسلح فضرب السلاح بسلاح أقوى منه فانهارت الإنسانية وتلاشت القيم الروحية وقست المشاعر الودية وتحجرت القلوب البشرية

‏ تفنن البشر في إذلال وقهر بعضهم البعض بوسائل سموها تكنولوجيا أو نقلة حضارية

أي حضارة يا بنية واليوم على مسرحة العالم تذبح الإنسانية والمتفرجون أجناس بشرية

خاطبت بنيتي وقلت:

إليك بنية قصة فيها بلاغة وحكمة لمن يعيها وهي تفسر حالنا نحن البشر وتعاملنا مع مصاعب الحياة فأي الثلاث نختار

وضعت قلمي وتركت قلم الحكماء يقول :








اشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة،
وقالت أنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها ،
وإنها تود الاستسلام ،
فهي تعبت من القتال والمكابدة .
ذلك إنه ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى.
اصطحبها والدها إلى المطبخ وكان يعمل طباخا..
ملأ ثلاثة أواني بالماء ووضعها على نار ساخنة ..
سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة.
وضع الأب في الإناء الأول جزرا وفي الثاني بيضة ,
ووضع بعض حبات القهوة المحمصة والمطحونة (البن)

في الإناء الثالث ..
وراح ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما..
نفذ صبر الفتاة ، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها...!
انتظر الأب بضع دقائق .. ثم أطفأ النار ..
ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء ..
وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان ..
وأخذ القهوة المغلية ووضعها في وعاء ثالث.
ثم نظر إلى ابنته وقال : يا عزيزتي ، ماذا ترين؟
‏- قالت: جزر وبيضة وبن.
‏ طلب منها أن تتحسس الجزر ..!
فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا ..!
ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة.. !
فلاحظت أن البيضة باتت صلبة ..!
ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة..!
فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية..!
سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟
فقال : اعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه‏
‏ الخصم نفسه ، وهو المياه المغلية ...
لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف.
لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف ، بعد تعرضه ‏للمياه المغلية.
أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي ،
لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية.
أما القهوة المطحونة فقد كان رد فعلها فريدا... إذ أنها تمكنت من تغيير الماء ‏نفسه.
وماذا عنك ؟
هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة.. ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات ‏تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟
أم أنك البيضة .. ذات القلب الرخو.. و إذا ما واجهت المشاكل تصبح قوية ‏وصلبة ؟
قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي .. ولكنك تغيرت من الداخل .. فبات قلبك ‏قاسيا ومفعما بالمرارة!
أم أنك مثل البن المطحون .. الذي يغيّر الماء الساخن ..‏
‏( وهو مصدر للألم ).. بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟!
فإذا كنت مثل البن المطحون..
فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة ‏القصوى من السوء .
فكري يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب...

فهل أنت جزره أم بيضة أم حبة قهوة مطحونة ؟
انتهى كلام الحكيم


لهذا يجب أن نتعايش مع كل الأوضاع والصعاب وأن نتجاوز الأزمات بقوة وثبات ونتمسك بحبل الله المتين ونعتصم بهدي الحبيب صلى الله عليه وسلم
وكلي يقين أننا سننعم بعيش رغيد وإن واجهتنا متاعب للحياة تسلينا بمصاب أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فالدنيا قنطرة يجب أن نعبرها ولا نعمّرها
وفي الختام ليس لنا أعز ولا أجّل ولا أعظم من كلام الرحمن حيث يقول سبحانه وتعالى


الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ( سورة العنكبوت )


بقلم : أم حازم
مغرب يوم الأربعاء 17رجب 1434هـ
الموافق لـ :29مايو 2013مـ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية يوسف جزائري
يوسف جزائري
مشرف صندوق المحادثات
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2008
  • الدولة : أرض الله الواسعة
  • المشاركات : 5,403
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • يوسف جزائري has a spectacular aura aboutيوسف جزائري has a spectacular aura about
الصورة الرمزية يوسف جزائري
يوسف جزائري
مشرف صندوق المحادثات
رد: ملامح للحياة وأخرى للبشر(معترك البيضة والجزرة والبن)
01-03-2017, 10:40 PM
بورك قلمك أم حازم

رحلة جميلة وعظة شاعرية تغلغلت في دواخلنا وتمكنت في خواطرنا

ربي يهدينا
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:49 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى