ومع ذلك ستبقى حاضنة القرآن، وسيّدة البيان
22-12-2016, 06:47 PM
آل شروق
سلام عليكم ورحمة من لدنٍ رحمن رحيم.
ثم من فيضِ رحيق الضاد يُرتشف، وندى تستفيض به سطور متصفحي هذا، ومن سلسبيل الفصيح ينجلي بنورِ البليغ ليرتمي بلألسن
ثم يفيض ألاَ حيّ على عذب الكلام.
ونبض روح تحتضنه أروقة عرائس ألفاظ اللسان
إنها الضاد، أيها الخلاّن
وإنها حاضنة القرآن، وسيّدة البيان
ويا للنشوى! فعند الكلام بها، أجد نفسي مع مَن يتقنها كأفراس رهانٍ.
وتكون صولات وجولات في ذلك الميدان.
ولا أخطئ إن قلتُ:
فماذا عساني أن أقول؟ يا أهل النهى والعقول.
فهي التي هام الفكر بها حين تأمّل در نفائسها، ولا يزالُ يلهثُ وراء عرائسها.ومع ذلك قد غاب الرجالُ والأكفاء.
قد يعيقني الحزن ويغرس قناته بقلبي، وأنا أرى لفظ الجلالة " الله " يكتبونهُ بعضهم " اللة".. والتاء المربوطة، فقد طُبع على قلوبِ البعض هجرها ومقاطعتها، وتحوّلت " مكة، ووردة، وزهرة "
إلى " مكه، وورده، وزهره "
ودواليك، ومع هؤلاء لا تعرف رأسك من رجليك.
وعلى العربية السلام، بعد أن هجرها بعض الأنام.
وبقى حِصن الضاد موصدا
لأنّ الأنام أدمنوا الخطأ. حين زاحمهُ طابور المفردات الأعجمية لبعض اللغات الأجنبية.
والبقية الباقية.
والعربيّ أصبح مع هؤلاء وكأنّه يبحث عن مجهولٍ بين آلاف ألسنة القوم، فإذا به يهوي من قمة جبل الضاد لسفح سحيق اللهجات اللائي أصبحن للعربية ضرائر.
ومع هذا وذاك يغمرُ قلبي إيمانٌ قويٌّ برب الكونِ، فأسجد له وأتيقن أنه أنزل قرآنه بلسانٍ عربيٍّ مبين، وسيُتلى بلغة الضاد إلى يوم الدين.
وسحقًا لمن تمادى في غيّه، ولم ينتبه إلى كلامه ولفظه.
تحياتي.