تسجيل الدخول

وجه أمّي




لاأدري كم مضى من الوقت وأنا أدور وأدور حول شجرة التّين الوارفة وسط فناء بيتنا..
بعيون الصّغار أرقب وجه أمّي الذي يزداد ضياءً وأحبّه أكثر حينما تشرق عليه الشمس..
لاأحد يجرؤ أن يقطع عليّ إيقاع لعبتي المفضلة، قُبل أمّي وغناؤها وحدهم يمكنهم فعل ذلك..
لست الوحيدة المولعة بصوتها الجبليّ الشجيّ، الشمس هي الأخرى تستسلم لعذوبته، كلّما ازدادت طربا ازداد سخاؤها على وجنتيّ أمّي..
تدنو منها، تمسح على جديلتيها الطولتين وتزيّنهما بشرائط ذهبية، تلوّن وجنتيها بلون زهري يحاكي لون فستاني المدور القصير وأنا أدور ..
تأخذ أمّي الجمال من تورّد خدّيها وتنثره في كل ركن من أركان بيتنا ..
تنبع السعادة من أعماقي فتضفي عليّ الرضا والأمان وأزداد حبورا ودورانا ..
عند الغروب، تغيب الشمس ويغيب معها وجه أمّي ..
تيبس شجرة التّين وتتساقطت أوراقها كمدا فتقوم الرّيح العاتية باحتطابها ..
وأبقى وحيدة أدور وأدور حول نفسي ..!

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المجد مصطفى رقية....رائع جدا ما قرأت لك اليوم. أنت متميزة جدا...

خاطرة قصَصيّة جميلة النّسيج ..
حُلوة الذكريات من زمن البراءة .
شكرًا للأخت ( رقيّة ) عـلى هـذا التألق
والإبداع الواعـد .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ** رشاد كريم ** خاطرة قصَصيّة جميلة النّسيج .. حُلوة الذكريات من زمن البراءة . شكرًا للأخت ( رقيّة ) عـلى هـذا التألق والإبداع الواعـد .