تسجيل الدخول

عمار يا ولدي سأحال إلى التقاعد قريبا و كلمت المدير في أمر خلافتك لي في العمل..
توجه عمار إلى مدير شركة المقابر الكبرى ليوظف كحفار قبور من الصنف الثالث..سأله المدير أي دبلوم تملك..أي دبلوم يا سيدي..أجاب عمار..هل تطلبون دبلوم.نعم يا ولد يجب أن تكون مهندسا كبيرا فنحن نحفر القبور بتكنولوجيا النانومتر ويجب أن تكون كدلك ملما بالعلوم الشرعية و الفقه و أصول الفقه..
اصارحك يا سيدي لا املك سوى شهادة ميلاد و نلت مؤخرا شهادة-الكرينو-من عند مدرسة السياقة
خرج من عند المدير و لم يغنم المنصب الرفيع..عاد إلى البيت اخذ نقوده التي ادخرها طيلة سنين من العمل في الفلاحة..ودع والديه..اسمحولي يا اعز إنسانين.. سأغدو * حراق*..يقولون قوارب الموت و أقول قوارب الحياة..يقولون حرام و أقول أن الحياة مع أمثال دلك المدير حرام..أصلا و من قال أن السفر حرام..الم يسافر البشر قبل أن تكون هده الحدود الوهمية..الم يغامروا بحياتهم..هل هم أفضل منا كانوا يجدون قطاع الطرق و الوحوش الضارية في طريقهم ورغم دلك يسافرون..هل نحن مصنوعين من –الكرتون- لنبتل في البحر..
وصل قارب عمار إلى يابسة الجهة الأخرى..تاه ولم يجد المأوى..حتى ألقت به الأقدار في مزرعة *دومينيك*..عمل بستانيا فهو فيها بارع فنان..و رمقت عينه* ناتالي* اميرة مملكة دومينيك..المدللة اللطيفة الروح..كانت تمثل رونق الأنوثة..من كان يقول أن الأوروبيات لسن جميلات..انتم مخطئون..هنا ارض الجمال و الكمال..
أخرجها من مملكتها بعد قصة حب مجنونة..
وعاد بها إلى الجزائر و فتح جامعة كبيرة في هندسة النانو و معهدا للعلوم الشرعية حتى ينتقم لنفسه و يساعد الشباب ممن لا يجدون العمل و يكونهم بالمجان .. احتاج عمار إلى مدير لمعاهده..أتى لمقابلة العمل الطامع و الطامح..حتى جاء أخرهم ومن كان ياترى ..انه مدير المقابر الكبرى..
لم يتعرف على عمار و لكن عمار عرفه..قدم لعمار نفسه..قال عمار..أنا أعرفك..الم تذكر يوم طردتني من مكتبك..آه ألان تذكرت..ولكن كيف وجدت عملا في هده المعاهد..قلت عمل يا سيدي..بل أنت تتكلم مع صاحب المعهد..تعجب المدير..عجبا صاحب المعهد ولم تقرا في حياتك حرفا...
قال عمار.. الحمد لله أني لم اقرأ ولم أكن مهندسا و إلا فاني كنت سأبقى حفار قبور عندك يا مدير المقابر الكبرى..


*للاشارةهي قصة خيالية تصور نظرة* الحراق* وتختزل همومه و أماله في الحياة..