أنـا الــوزيـر ..!
29-09-2008, 09:23 AM
الجزائر ربما هي الدولة الوحيدة في العالم التي يتصرف فيها أبناء الوزراء والمسؤولين على أنهم مسؤولين مثلهم مثل أولياءهم ، حتى صار الأمر في عرفهم تقليد ومنافسة دأبوا عليه وما عدنا نفرق بين معالي الوزير و"معالي" الابن أو البنت لأن أبناء المعالي يستعملون سيارة الوزارة ويتمتعون بكافة الصلاحيات بكافة الصلاحيات الوزارية من الأمر والنهي والمسير فوق الناس و دوسهم وإن كانت صلاحية دوس الناس أمر خاص بأصحاب الأخلاق الموجودة تحت الصفر ، والظاهرة لا تقتصر على أبناء كبار المسرولين فقط بل انتشرت حتى بين الأميار ومدراء الشركات الوطنية لأن العائلة تصبح هي المسيطرة على البلدية ، من مسؤول الحضيرة البلدية إلى مسؤول توزيع قفة رمضان ، ومسؤولي المخيمات الصيفية كلهم من أشياع المير وأهل قبيلته ، وان أردت ان تقابل المير فلا تستغرب إن استقبلك ابنه أو شقيقه ليكون ممثلا شخصيا للمير الذي له انشغالات خاصة جدا تصب في مجملها في خدمة ورعاية شؤون " مدام دليلة " التي أخذت كل وقته .
وحتى إشارات المرور سقطت هيبتها ولم تسلم من "التبهديل" أمام تسيب أبناء الوزراء واستهتارهم ، وبما أنهم أبناء "مسائيل" فإن القانون يغض الطرف عنهم احتراما لهيبتهم ومكانتهم الوزارية حتى ولو لم يكونوا في واقع الحال سوى أبناء وزراء يعني مثلهم مثل باقي المواطنين ، وان سحبت منهم رخص السواقة ونادرا ما يحدث هذا طبعا فالأب صاحب النفوذ والمركز العالي والمقام الرفيع الذي يعمل لصالح الوطن والمواطن والسهر على تطبيق القوانين لا يجد غضاضة في إرجاع رخصة ابنه او ابنته بضربة تلفون ، لتتكرر هذه الظاهرة في شكل ممل و مقرف ومقزز أيضا حتى صار بعض من أفراد شرطة المرور يصابون بالإحباط لأنهم كلما سحبوا رخصة ابن فلان بسبب مخالفته القوانين المرورية وجدوه بسيارة أخرى من آخر طراز مرتكبا المخالفة نفسها " زكارة في البوليس " ، وربما سيطالب المواطن المغلوب على أمره بالمساواة ليس في تطبيق القانون بل في اختراقه مثله مثل ابن أي وزير ومسؤول ، لأننا نسير في هذا المجتمع بطريقة مقلوبة وفي الاتجاه المعاكس لإرادة الحياة في كل شيء ، وهكذا بدلا من أن نطالب بالمساواة في احترام القانون سنصبح نطالب بالمساواة في اختراقه لنؤسس عقلية جزائرية من نوع " سوبر عقلية " .
ولأن فلان مسؤول عن توزيع قفة رمضان فإنه من حق ابنه أن يكون أول الحاصلين عليها ولو كانت "زوج حبات بصل" وعلبة طمامطم منتهية الصلاحية ، ولكم أن تتصورا ابن فلان يأتي بسيارته الفاخرة قبيل الإفطار ليخترق طابور من أذلتهم قفة العار ليأخذ قفة رمضان أمام الملأ دون حياء أو حتى سترة فلم تعد الأمور كالسابق تهرب القفة الرمضانية لابن فلان من النافذة وخفية عن أنظار البؤساء بل صار الأمر عادي جدا حين ترى أبن فلان يخرج بقفة أمام عيون التعساء وهو يتكلم في هاتفه الجوال ويستعد لركوب سيارته ، وأذكر أن إحداهن في إحدى بلديات العاصمة كانت تأتي كل مساء بسيارة البوولو الألمانية لتأخذ قفة رمضان أمام الجميع بحجة أنها موظفة كبيرة وليس لها وقت لتحضير الشوربة " هذا إن كانت تعرف تحضرها أصلا " وعلى كل ليس هناك من يحاسبها لأن الوالد أدام الله بقاءه مكلف بالحماية اللازمة ويرى مثل ابنته أن الأمر عادي ومن حقوقه الأساسية ، ولا تستغربوا أن يحج مثل هؤلاء القوم إلى بيت الله الحرام ويدعونه متضرعين بزيادة الخير لهم ولأبنائهم وبطول العمر ولا يستغفرونه أو حتى يطلبون التوبة جراء صنيعهم في الفقراء ، لأنهم ترسخت عندهم فكرة أنهم لم يخطئوا ، وأنهم على صواب على الدوام .
في البلدان الخليجية التي يضحك عليها الكثير منا خاصة الممسوخين حضاريا و الذين يحتضنون الكلاب في فراشهم مثل الفرنسيين وأكثر لأنهم يعتقدون أن تربية الكلاب أكثر حضارة من تربية الإبل ، هؤلاء الذين نعتقد أنهم مجرد بدو رغم التطور الذي يعيشونه يسجن عندهم ابن الأمير لأنه تحرش بموظفة ويسجن ابن أمير آخر لأنه قبض عليه يتعاطَ المخدرات ، أما عندنا فابن الوزير وابن الوالي وابن المير فلهم حصانة خاصة سواء تعاطوا المخدرات أو تحرشوا ببنات الناس لأن مكاتب أولياءهم هي أيضا أوكار للتحرش بالموظفات وحتى عاملة النظافة المطلقة او الارملة التي تعيل أطفالا أيتام لا تسلم من تحرش الأب المسؤول ، وأحيانا الإبن حين يزور "مكتبهم" الذين ورثوه عن الدولة الجزائرية . وحتى نهب أموال الدولة صار بالإمكان التغاضي عنه والتستر عليه ، لأن السلطة الأبوية تحصن الأبناء وتضعهم في مستوى الوزراء ومناصب أوليائهم ، ولا تستغربوا إن قال ابن الوزير
" أنا الوزير " ريـاضـة
وحتى إشارات المرور سقطت هيبتها ولم تسلم من "التبهديل" أمام تسيب أبناء الوزراء واستهتارهم ، وبما أنهم أبناء "مسائيل" فإن القانون يغض الطرف عنهم احتراما لهيبتهم ومكانتهم الوزارية حتى ولو لم يكونوا في واقع الحال سوى أبناء وزراء يعني مثلهم مثل باقي المواطنين ، وان سحبت منهم رخص السواقة ونادرا ما يحدث هذا طبعا فالأب صاحب النفوذ والمركز العالي والمقام الرفيع الذي يعمل لصالح الوطن والمواطن والسهر على تطبيق القوانين لا يجد غضاضة في إرجاع رخصة ابنه او ابنته بضربة تلفون ، لتتكرر هذه الظاهرة في شكل ممل و مقرف ومقزز أيضا حتى صار بعض من أفراد شرطة المرور يصابون بالإحباط لأنهم كلما سحبوا رخصة ابن فلان بسبب مخالفته القوانين المرورية وجدوه بسيارة أخرى من آخر طراز مرتكبا المخالفة نفسها " زكارة في البوليس " ، وربما سيطالب المواطن المغلوب على أمره بالمساواة ليس في تطبيق القانون بل في اختراقه مثله مثل ابن أي وزير ومسؤول ، لأننا نسير في هذا المجتمع بطريقة مقلوبة وفي الاتجاه المعاكس لإرادة الحياة في كل شيء ، وهكذا بدلا من أن نطالب بالمساواة في احترام القانون سنصبح نطالب بالمساواة في اختراقه لنؤسس عقلية جزائرية من نوع " سوبر عقلية " .
ولأن فلان مسؤول عن توزيع قفة رمضان فإنه من حق ابنه أن يكون أول الحاصلين عليها ولو كانت "زوج حبات بصل" وعلبة طمامطم منتهية الصلاحية ، ولكم أن تتصورا ابن فلان يأتي بسيارته الفاخرة قبيل الإفطار ليخترق طابور من أذلتهم قفة العار ليأخذ قفة رمضان أمام الملأ دون حياء أو حتى سترة فلم تعد الأمور كالسابق تهرب القفة الرمضانية لابن فلان من النافذة وخفية عن أنظار البؤساء بل صار الأمر عادي جدا حين ترى أبن فلان يخرج بقفة أمام عيون التعساء وهو يتكلم في هاتفه الجوال ويستعد لركوب سيارته ، وأذكر أن إحداهن في إحدى بلديات العاصمة كانت تأتي كل مساء بسيارة البوولو الألمانية لتأخذ قفة رمضان أمام الجميع بحجة أنها موظفة كبيرة وليس لها وقت لتحضير الشوربة " هذا إن كانت تعرف تحضرها أصلا " وعلى كل ليس هناك من يحاسبها لأن الوالد أدام الله بقاءه مكلف بالحماية اللازمة ويرى مثل ابنته أن الأمر عادي ومن حقوقه الأساسية ، ولا تستغربوا أن يحج مثل هؤلاء القوم إلى بيت الله الحرام ويدعونه متضرعين بزيادة الخير لهم ولأبنائهم وبطول العمر ولا يستغفرونه أو حتى يطلبون التوبة جراء صنيعهم في الفقراء ، لأنهم ترسخت عندهم فكرة أنهم لم يخطئوا ، وأنهم على صواب على الدوام .
في البلدان الخليجية التي يضحك عليها الكثير منا خاصة الممسوخين حضاريا و الذين يحتضنون الكلاب في فراشهم مثل الفرنسيين وأكثر لأنهم يعتقدون أن تربية الكلاب أكثر حضارة من تربية الإبل ، هؤلاء الذين نعتقد أنهم مجرد بدو رغم التطور الذي يعيشونه يسجن عندهم ابن الأمير لأنه تحرش بموظفة ويسجن ابن أمير آخر لأنه قبض عليه يتعاطَ المخدرات ، أما عندنا فابن الوزير وابن الوالي وابن المير فلهم حصانة خاصة سواء تعاطوا المخدرات أو تحرشوا ببنات الناس لأن مكاتب أولياءهم هي أيضا أوكار للتحرش بالموظفات وحتى عاملة النظافة المطلقة او الارملة التي تعيل أطفالا أيتام لا تسلم من تحرش الأب المسؤول ، وأحيانا الإبن حين يزور "مكتبهم" الذين ورثوه عن الدولة الجزائرية . وحتى نهب أموال الدولة صار بالإمكان التغاضي عنه والتستر عليه ، لأن السلطة الأبوية تحصن الأبناء وتضعهم في مستوى الوزراء ومناصب أوليائهم ، ولا تستغربوا إن قال ابن الوزير
" أنا الوزير " ريـاضـة
من مواضيعي
0 دموع المهرج
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما











