حصاد المقاومة
17-05-2007, 08:24 AM
۩ حصــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد المقــــــــــــــــاومة ۩

منذ السقوط المريع لأنصار السطو المسلح على شعوب العالم في الانتخابات الأمريكية الأخيرة ، يعرف المشهد السياسي الأمريكي الداخلي سجالا حادا وصراعا يمكن وصفه بالتاريخي بين السلطة التنفيذية( جورج بوش ، نائبه ديك تشيني ، وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس) والسلطة التشريعية ( مجلس النواب بغرفتيه) ، هذا النزاع اتسع مؤخرا ليشمل دائرة الاستخبارات المركزية ( جورج تينيت) الذي حاول من خلال كتاب نشره أن يلقي بكرة اللهب بعيدا عن محيطه محملا مسؤولية شن الحرب الظالمة على العراق للرئيس بوش وإدارته ،التجاذبات الداخلية الأمريكية بلغت حدا غير مسبوق باستعمال الرئيس بوش حق النقض ( الفيتو) لوأد قرار مجلس النواب القاضي بربط التمويل المالي لحرب العراق الخاسرة بتحديد جدول زمني واضح لجلاء القوات الأمريكية المقاتلة عن أرض المحرقة العراقية التي يزداد لهيبها اشتعالا مع مرور الأيام
لا نعتقد أن تحرك الديمقراطيين ضد رئيسهم وتهديدهم بعزله وإقالة نائبه واتخاذ إجراءات تصعيدية أخرى دافعه سواد عيون أهل العراق ، ولا نعتقد أن قلوبهم قد رقت لحال الشعب العراقي المسلم الجريح الذي يعاني الموت والفناء البطيء ، بدليل أن هؤلاء الديمقراطيون ظلوا يلتزمون صمت أهل القبور طيلة سنوات الاحتلال ولم يحركوا ساكنا عندما أبادت قواتهم المقاتلة ألبشر والحجر والشجر باستعمال الفوسفور الأبيض المُذيب ولم يرف لهم جفن عندما كانت طائراتهم العسكرية تلقي آلاف الأطنان على رؤوس المدنيين العراقيين العزل تحت ذريعة مطاردة المتمردين ، بل إنهم لم ينبسوا ببنت شفا عند تفجر فضائح أبو غريب ونهب أموال العراق وبتروله واغتصاب صابرين الجنابي وأخواتها من الماجدات العراقيات وتحويل العراق إلى خراب يتناوح بين أرجائه البوم
واقع الحال يؤكد أن تحرك الديمقراطيين والصراع التاريخي الداخلي الأمريكي لم يكن ليحدث لولا العمل البطولي لفوارس المقاومة العراقية الشريفة الباسلة التي أشعلت براكين الغضب من تحت أقدام الغزاة وأرتهم النجوم في وضح النهار وقلبت أحلامهم الوردية في رؤية أمريكا جنة تجري من تحتها أنهار البترول العربي الرخيص إلى جحيم لا يطاق ، هذه الحالة لم تكن لتحدث لولا أن المتخندقين في الصف الأول للدفاع عن العراق والأمة ضربوا الصناعة العسكرية الأمريكية في الصميم وألحقوا بأفراد المحتل خسائر جسيمة جدا في الأرواح ومنحنى الضحايا في ارتفاع مستمر ( 99 جندي أمريكي قتيل خلال الشهر المنصرم حسب إحصائيات البنتاغون الكاذبة)
الديمقراطيون يكونون قد تأكدوا أن الحرب ضد المقاومة خاسرة بكل المقاييس وأنهم بعد أن أنفقوا ما يفوق 350 مليار دولار على هذه الحرب لم يجنوا سوى السقوط المريع والوحل في رمال العراق المتحركة وبلد تسوده الفوضى العارمة وتقوده حكومة طائفية فاشلة بكل المعايير عاجزة عن توفير الأمن والحماية لطاقمها ناهيك عن بقية الشعب العراقي ، القوم أدركوا متأخرين أن هذا الرجل القابع في البيت الأبيض يقودهم من هزيمة إلى أخرى وأنهم إذا لم يشدوا على يده الآن قبل أن يوحى إليه بضرب إيران فسيدخلهم في المستنقع الآسن الذي ربما يعجل بانهيار الإمبراطورية العسكرية الأمريكية
هناك مثل شائع يقول : " أن تصل متأخرا أفضل من أن لا تصل" فتحية للمقاومة العراقية التي ساهمت بقسط كبير جدا في وصول الديمقراطيين ولو متأخرين وذلك أحسن من أن لا يصلوا

كتبــــــــــــــــــــــــه : جمـــــــاعي لخضــر/ أستاذ الاجتماعيات
ولاية تنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدوف