على التماس من ملعب السياسة الشرعية :
09-04-2007, 10:27 PM
بسم الله
على التماس من ملعب السياسة الشرعية
إنشاء من قبل : عبد الحميد رميته , ميلة , الجزائر
فيما يلي البعض والقليل جدا من الملاحظات والنصائح والتوجيهات (أكثر من مائة مسألة ) المتعلقة بالدعوة والحركة والسياسة عموما ثم المتعلقة بواقعها عندنا في الجزائر منذ الاستقلال وحتى اليوم وخاصة الثلاثة عقود الأخيرة وعلى الأخص العشر سنوات الأخيرة التي يسميها بعضهم ب:"العشرية الحمراء" ( من 1991 إلى 2000 م ). وهذه الرسالة كتبتُها بعد العام 2000 م في الأوساخ , وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها جزء منها إلى العلن بعد تنقيحها , وذلك بعد أن رفضت مجموعة من الجرائد الجزائرية نشرها خوفا من ردات الفعل المختلفة , لأن في الرسالة نقدا لجهات مختلفة منها الأحزاب العلمانية في الجزائر وكذا السلطة الحاكمة وكذا الأحزاب الإسلامية و...وأنا الآن أنشر فقط جزءا من الرسالة , لأن الظرف السائد حاليا في الجزائر لا يسمح بنشرها كلها.أبدأ بالحديث العام ثم أنتقل بعد ذلك إلى واقع الجزائر :
1-إثنان لا يلتقيان :
-عالمٌ يجاهرُ بالحق وظالمٌ يجاهر بالظلم .
-صندوق اقتراع يُفتَحُ ودبابةٌ تُغلقُه .
-أغلبيةٌ من الناس تحت الأرض وأقليةٌ منهم فوق الغمام "بير معطلة وقصر مشيد".
-انحلالي يبيعُ دينه ومسلمٌ يموت في سبيل الله والدين.
-هلالٌ يحمي حتى المسيحيين من بعضهم البعض وصليبٌ يُهدِّم الصوامع والمآذن.
2-لو جُمٍعت عيوبُ الناس جميعا في كفة ميزان ووُضعت في الكفة الأخرى عيوبُ الصحفيين (خدام الظلمة من السلاطين) الجامعة للسفاهة والكذب والنميمة والتجسس وهتك الأعراض واتهام الأبرياء واستهواء الضعفاء لثقُلت كفتُهم أمام كفَّة الشعوب والمواطنين الذين يزعُم هؤلاء أنهم يُقوِّمون مُعوجَّهم ويُصلحون ما فسدَ من شؤونهم , اللهم (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وقليل ما هم !.
3-يمكن أن تُنشرَ الحقيقةُ بكل وسيلة إلا : الشتم والسباب فلا يجوز أن تُنشرَ بها أبدا .
إن لإخلاصِ المتكلمِ تأثيرا عظيما في قوة حُجته وحلول كلامه المحل الأعظم في القلوب والأفهام , والشاتم عند جميع الناس غيرُ مخلص فيما يقولُ .وعبثا يحاولُ الشاتم أن يحملَ الناسَ على رأيه أو يُقنعَهم بصدقه . إنهم لن يقبلوا في الغالب حتى ولو كان أصدقَ الصادقين.والإنسانُ في العادة يسبُّ مناظرَه لأن السابَّ جاهلٌ وعاجزٌ معا.
4-الغرض الحقيقي من المناظرة هو خدمةُ الحقيقة وتبليغ هذه الحقيقة لكل الناس أو لأغلبهم , أما أن يحرصَ كلُّ واحد على أن تكون كلمتُه هي العليا وكلمةُ مناظره هي السفلى-عوض أن يحرصَ الإثنان على أن تكون كلمةُ الله وحدها هي العليا-فالمناظرة تنقلبُ عندئذ إلى جدال عقيم لا يبارك الله فيه ولا يؤدي إلى أية نتيجة.
5-إن الجماهير لا تتجمع من تلقاء نفسها إلا في الأمور التي تتعلق بالكيان المادي ,كما تتجمع المظاهرات التي تطالب بالخبز أو غيره من الضروريات القاهرة . أما التجمع من أجل القيم والمبادئ والأفكار كالتجمع من أجل الدين والأدب والأخلاق وإقامة الحق والعدل , فإنه يحتاج دائما إلى قيادة , فلينتبه السياسيون والدعاة إلى ذلك .
6- لا تعرِض رأيك بالقوة على الآخرين ولا تتنازلْ عن رأيك خوفا من القوة .
7-اجتماعُ الآراء على خلافِ الأولى أفضلُ من افتراقها وتشتيتِ الكلمةِ من أجل ما هو أفضل وأحسن وأولى.
8-من سنن الله الكونية أن الأممَ إذا اخْتَلَّ أمرُها احتلَّها الغرباءُ , أي أن الاختلالَ الداخلي يُسبِّبُ غالبا الاستعمارَ والاحتلال الخارجيَّ .
9-قال أحدُ الدعاة :"إنني باسم الدعوة الإسلامية أقول : إننا ما ندعو إلى الإسلام أبدا ولدينا تفكير في اضطهاد مخالِف أو اغتيال عدوٍّ , لأننا نملك ثروة هائلة من الأدلة التي تجعلنا نعرض دينَنا وصوتُنا جهيرٌ وفمُنا ضليعٌ وصفحتُنا نقيةٌ ".والدعوة إلى الله المتصلة بالعنف والقمع والدكتاتورية سببُها إما جهل بالإسلام وإما جهل بفقه الدعوة إلى الإسلام .
10-قال بعضُهم :"الفساد يهبط من الأعلى إلى الأدنى والصلاح يصعد من الأدنى إلى الأعلى".أي أن فسادَ الحكام وبعدَهم عن أحكام الشريعة الغراء يؤدي رويدا رويدا إلى انتقال الفساد والانحلال والانحراف إلى الأفراد والمواطنين سواء أراد الحكام ذلك أم لم يريدوا , وهذا أمرٌ مشاهدٌ وملاحظٌ .
كما أن على الشعوب-إذا أرادت لحكامها الصلاحَ-أن تستقيمَ هي أولا فيستقيم الحكامُ تبعا لذلك باللين أو بالقوة , بالسياسة أو بالعنف.ولعل هذا ما يؤكده الحديث:(كما تكونوا يُوَلَّ عليكم).
11-قيل:"إن الأجيال الحاضرة ليست أبناء شرعيين للجيل الأول الذي قال للحاكم : لو رأينا فيك اعوجاجا لقَوَّمناه بحد سيوفنا".إن الشعوبَ عندنا على طول العالم العربي والإسلامي بسبب الجهل بالإسلام وضعف الإيمان "يجمعها المزمارُ وتفرقها العصا" للأسف الشديد , وهي غير قادرة حتى الآن وفي الكثير من الأحيان على أن تُعلن للحاكم المعوج أصلا أنها مستعدة لتقَوِّم اعوجاجَه باللين أو بالعنف أو ... , نَعَم إن قلوبهم غالبا مع الإسلام والمسلمين وضدَّ أي انحراف للحكام عن دين الله وعن شريعته , لكن سيوفَهم-للأسف الشديد –غالبا على عكس قلوبهم .
12-وقيل:"ما يعتدي معتدٍ وما يتجبَّرُ جبارٌ وما يتفرْعَنُ مُتَفَرْعِنٌ إلا إذا أمِنَ العقوبةَ وأدرك أنه يمتدُّ في فراغ. أما الفراعنة فهم في حقيقة أمرهم أجبنُ الناسِ عندما تـَفحصُ طواياهم وتبحث عن خباياهم .وإذا علموا أنهم إذا لطَموا لُطِموا لغَلُّوا أيديهم , فما امتدَّتْ بعد ذلك بظلم أحدٍ من الناس" .
13-إن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة قام على أساس أن محاربة الشرك لا تكون بتحطيم مظاهره في المجتمع , فإن المجتمعَ الضال سوف يجيء بمظاهر أخرى.وإنما تكون محاربةُ الشرك بمحاربته في داخل النفوسِ . هذا هو منهج رسول الله وخير المناهج منهجه صلى الله عليه وسلم.
14-قال أحد المفكرين:[قد يقال :"الحرية تفرز ألفَ ملحد"ونحن نقول:"ولكنها تفرز مليون مجاهد في سبيل الله" إن ظلام الدنيا كله لا يذهب بضوء شمعة واحدة , فكيف بشمس الإسلام ؟!].
15-إن المظلومَ إذا رآه الظالم قويا لم يجرؤ على ظلمه , وإذا رآه ضعيفا تجرَّأ عليه . والمظلوم إذا أراد أن يتغلب على الظالم لا بد أن يعملَ ويقدم الأسبابَ من أجل أن يكون قويا , فإذا أصبح كذلك:
- إما أن يهابَه الظالمُ فيتوقف عن ظلمه لهُ .
- وإما أن يبقى الظالمُ على ظلمه فيكون المظلومُ على أهبة الاستعداد لمواجهته , ويمكن جدا أن ينتصرُ المظلومُ على الظالمِ بإذن الله.
وهذا كلام يصح على العلاقة بين أمريكا وأوروبا وإسرائيل (الظالمين) من جهة والعرب والمسلمين من جهة أخرى , كما يصح كذلك على العلاقة بين الشعوب العربية والإسلامية من جهة وحكامنا المتفرعنين من جهة أخرى.
16-مرحبا مليون مرة بالأمن الذي تحقق بموجب الاتفاق الذي تم بين "الجيش الإسلامي للإنقاذ" والنظام الحاكم, والذي يفرح له كل إنسان فضلا عن الإنسان المسلم,والمعلوم أن الإسلام والسِّلم أخوان ,وأن الإيمان والأمنَ أخوان كذلك.لقد فرحنا جميعا للسلم والأمن الذي تحقق بنزول من صعد إلى الجبل في نهاية عام 1999 م وبداية العام 2000 م :
ا- لكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة حققت ولو شيئا بسيطا لنا-كمواطنين جزائريين عاديين لا ننتمي إلى حزب معارض ولا إلى السلطة الحاكمة-مما من شأنه أن يرفع المعاناة أو بعض المعاناة عن الشعب الجزائري مثل :
أولا : رفع حالة الطوارئ التي أُعلنت لمدة سنة واحدة فاستمرت 15 سنة كاملة ,والبقية تأتي.
ثانيا : إطلاق سراح المعتقلين ,وما أكثرهم خاصة منهم سجناء الرأي .
ثالثا : إرجاع العمال المضربين الذين تم إيقافهم عن العمل من زمان ,ثم الذين تم إيقافهم بعد ذلك.
رابعا : الإعلان عن مصير المفقودين .
خامسا: إرجاع حرية الدعوة إلى الإسلام (لا إلى حزب معين) بالحكمة وبالتي هي أحسن, إرجاعها إلى المساجد وغيرها وفتح أبواب المساجد والمصليات التي أغلقت وإعادة بناء ما هُدِّم منها.
سادسا : غلق الخمارات التي فُتحت هنا وهناك باسم محاربة الإرهاب وكذا المحاربة الجادة لبعض الآفات الاجتماعية كالسرقة والزنا والربا والرشوة والاختلاس والبيروقراطية و ..
سابعا : تحقيق العدل في القضاء .
ثامنا : الإعلان الواضح والصريح (الذي لا لبس فيه) أننا دولة مسلمة دينها الإسلام ولغتها العربية .
تاسعا : العمل الجاد من أجل التحسين الفعلي لأوضاع الناس الاقتصادية والمعيشية .
عاشرا : التفكير الجاد والصادق من أجل بدء تطبيق الشريعة الإسلامية .
لكن للأسف لم يتحقق للشعب شيء من ذلك , اللهم إلا تحسن ملحوظ – والحمد لله – في المجال الأمني في السنوات الأخيرة (من بعد الـ 2000م ) .
ب- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تبرئ الجيشَ من أية مسؤولية عما وقع من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال السنوات 1991- 2000 م , ولم تلقِ المسؤولية الكاملة على الإسلاميين من الجبهة الإسلامية للإنقاذ ومن الجيش الإسلامي للإنقاذ .
جـ- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تبرئ نفسها من مسؤولية الإنزلاقات الخطيرة التي وقعت خلال الـ" 10 سنوات الحمراء" , مع أن السيد رئيس الجمهورية الحالي أكد في بداية حكمه حوالي عام 96 م بأن إرهاب الإدارة الجزائرية أعظم من إرهاب سلاح "من صعد إلى الجبل" وبأن المسؤولين الجزائريين أخطأوا خطأ فادحا حين ألغوا نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية في الدور الأول في ديسمبر 1991 م.
د- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تمنع المسؤولين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة-في إطار قوانين المصالحة- من ممارسة السياسة , مع أن صعاليك السياسة من العلمانيين والشيوعيين واللائكيين والفرنكوفونيين يمارسون السياسة بالليل والنهار وبالحق والباطل وبالخير والشر بمباركة السلطة وبدون أي اعتراض منها. كيف يحدث هذا ؟!.لا أدري لكن هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع للأسف الشديد.
17-لا يوجد شيء يورِث الضغائنَ كالتفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء .
التفاوتُ البسيط قد يكون عاديا , أما الكبيرُ فإنه غالبا غير طبيعي , بمعنى أن الغني أصبح غنيا بالطرق غير المشروعة والفقير صار فقيرا بسبب القهر والظلم والحرمان المسلَّط عليه من البشر الذين لا يخافون الله .
18-بعض قادة الدعوة يمسَخون جميع عقولَ أتباعهم لتُحاكي عقلَ الواحد منهم .إذا خالفتَه في جزء من مائة جزء (1/100 ) فأنت منحرف وضال .إذا سار يمينا فأنت يجبُ أن تكون معه ,وإن سار شمالا فعليك أن تتبعه ,تماما مثل القرود تقلِّد ولا تفكِّر .
إذا انهزم فهزيمتهُ نصرٌ, وإياك أن تقول بأنه انهزم .وإذا كذب فاعلم أنه فعل ذلك لمصلحة الدعوة !, وإذا ادعى شيئا فهو الواحد الأوحد -والعياذ بالله- .
قد يرى القارئ أن في هذا بعضَ المبالغة لكنني أؤكد أنه واقع عشتُ جزءا منه في السنوات 85/86/87 م حين نصحتُ ثم نصحتُ من الداخل (حيث الاعتبار للولاء قبل الكفاءة) فقيل لي بلسان الحال لا المقال :"نافِق أو فارِق".فلما فارقتُ اتُّهِمْتُ بالفسق والفجور والانحراف والضلالة و... وبأنني...و...مما لا يطاوعني لساني أن أتلفظ به ولا قلمي أن أكتبه , وهُدِّدتُ بالضرب وبما هو أشد من الضرب و...هذا بعد أن كنتُ-بشهادتهم- وأنا ساكتٌ بالداخل مِن أقدم وأهم وأعلمِ القياديين في الجماعة , وسبحان مغير الأحوال !.
يتبع :
على التماس من ملعب السياسة الشرعية
إنشاء من قبل : عبد الحميد رميته , ميلة , الجزائر
فيما يلي البعض والقليل جدا من الملاحظات والنصائح والتوجيهات (أكثر من مائة مسألة ) المتعلقة بالدعوة والحركة والسياسة عموما ثم المتعلقة بواقعها عندنا في الجزائر منذ الاستقلال وحتى اليوم وخاصة الثلاثة عقود الأخيرة وعلى الأخص العشر سنوات الأخيرة التي يسميها بعضهم ب:"العشرية الحمراء" ( من 1991 إلى 2000 م ). وهذه الرسالة كتبتُها بعد العام 2000 م في الأوساخ , وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها جزء منها إلى العلن بعد تنقيحها , وذلك بعد أن رفضت مجموعة من الجرائد الجزائرية نشرها خوفا من ردات الفعل المختلفة , لأن في الرسالة نقدا لجهات مختلفة منها الأحزاب العلمانية في الجزائر وكذا السلطة الحاكمة وكذا الأحزاب الإسلامية و...وأنا الآن أنشر فقط جزءا من الرسالة , لأن الظرف السائد حاليا في الجزائر لا يسمح بنشرها كلها.أبدأ بالحديث العام ثم أنتقل بعد ذلك إلى واقع الجزائر :
1-إثنان لا يلتقيان :
-عالمٌ يجاهرُ بالحق وظالمٌ يجاهر بالظلم .
-صندوق اقتراع يُفتَحُ ودبابةٌ تُغلقُه .
-أغلبيةٌ من الناس تحت الأرض وأقليةٌ منهم فوق الغمام "بير معطلة وقصر مشيد".
-انحلالي يبيعُ دينه ومسلمٌ يموت في سبيل الله والدين.
-هلالٌ يحمي حتى المسيحيين من بعضهم البعض وصليبٌ يُهدِّم الصوامع والمآذن.
2-لو جُمٍعت عيوبُ الناس جميعا في كفة ميزان ووُضعت في الكفة الأخرى عيوبُ الصحفيين (خدام الظلمة من السلاطين) الجامعة للسفاهة والكذب والنميمة والتجسس وهتك الأعراض واتهام الأبرياء واستهواء الضعفاء لثقُلت كفتُهم أمام كفَّة الشعوب والمواطنين الذين يزعُم هؤلاء أنهم يُقوِّمون مُعوجَّهم ويُصلحون ما فسدَ من شؤونهم , اللهم (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وقليل ما هم !.
3-يمكن أن تُنشرَ الحقيقةُ بكل وسيلة إلا : الشتم والسباب فلا يجوز أن تُنشرَ بها أبدا .
إن لإخلاصِ المتكلمِ تأثيرا عظيما في قوة حُجته وحلول كلامه المحل الأعظم في القلوب والأفهام , والشاتم عند جميع الناس غيرُ مخلص فيما يقولُ .وعبثا يحاولُ الشاتم أن يحملَ الناسَ على رأيه أو يُقنعَهم بصدقه . إنهم لن يقبلوا في الغالب حتى ولو كان أصدقَ الصادقين.والإنسانُ في العادة يسبُّ مناظرَه لأن السابَّ جاهلٌ وعاجزٌ معا.
4-الغرض الحقيقي من المناظرة هو خدمةُ الحقيقة وتبليغ هذه الحقيقة لكل الناس أو لأغلبهم , أما أن يحرصَ كلُّ واحد على أن تكون كلمتُه هي العليا وكلمةُ مناظره هي السفلى-عوض أن يحرصَ الإثنان على أن تكون كلمةُ الله وحدها هي العليا-فالمناظرة تنقلبُ عندئذ إلى جدال عقيم لا يبارك الله فيه ولا يؤدي إلى أية نتيجة.
5-إن الجماهير لا تتجمع من تلقاء نفسها إلا في الأمور التي تتعلق بالكيان المادي ,كما تتجمع المظاهرات التي تطالب بالخبز أو غيره من الضروريات القاهرة . أما التجمع من أجل القيم والمبادئ والأفكار كالتجمع من أجل الدين والأدب والأخلاق وإقامة الحق والعدل , فإنه يحتاج دائما إلى قيادة , فلينتبه السياسيون والدعاة إلى ذلك .
6- لا تعرِض رأيك بالقوة على الآخرين ولا تتنازلْ عن رأيك خوفا من القوة .
7-اجتماعُ الآراء على خلافِ الأولى أفضلُ من افتراقها وتشتيتِ الكلمةِ من أجل ما هو أفضل وأحسن وأولى.
8-من سنن الله الكونية أن الأممَ إذا اخْتَلَّ أمرُها احتلَّها الغرباءُ , أي أن الاختلالَ الداخلي يُسبِّبُ غالبا الاستعمارَ والاحتلال الخارجيَّ .
9-قال أحدُ الدعاة :"إنني باسم الدعوة الإسلامية أقول : إننا ما ندعو إلى الإسلام أبدا ولدينا تفكير في اضطهاد مخالِف أو اغتيال عدوٍّ , لأننا نملك ثروة هائلة من الأدلة التي تجعلنا نعرض دينَنا وصوتُنا جهيرٌ وفمُنا ضليعٌ وصفحتُنا نقيةٌ ".والدعوة إلى الله المتصلة بالعنف والقمع والدكتاتورية سببُها إما جهل بالإسلام وإما جهل بفقه الدعوة إلى الإسلام .
10-قال بعضُهم :"الفساد يهبط من الأعلى إلى الأدنى والصلاح يصعد من الأدنى إلى الأعلى".أي أن فسادَ الحكام وبعدَهم عن أحكام الشريعة الغراء يؤدي رويدا رويدا إلى انتقال الفساد والانحلال والانحراف إلى الأفراد والمواطنين سواء أراد الحكام ذلك أم لم يريدوا , وهذا أمرٌ مشاهدٌ وملاحظٌ .
كما أن على الشعوب-إذا أرادت لحكامها الصلاحَ-أن تستقيمَ هي أولا فيستقيم الحكامُ تبعا لذلك باللين أو بالقوة , بالسياسة أو بالعنف.ولعل هذا ما يؤكده الحديث:(كما تكونوا يُوَلَّ عليكم).
11-قيل:"إن الأجيال الحاضرة ليست أبناء شرعيين للجيل الأول الذي قال للحاكم : لو رأينا فيك اعوجاجا لقَوَّمناه بحد سيوفنا".إن الشعوبَ عندنا على طول العالم العربي والإسلامي بسبب الجهل بالإسلام وضعف الإيمان "يجمعها المزمارُ وتفرقها العصا" للأسف الشديد , وهي غير قادرة حتى الآن وفي الكثير من الأحيان على أن تُعلن للحاكم المعوج أصلا أنها مستعدة لتقَوِّم اعوجاجَه باللين أو بالعنف أو ... , نَعَم إن قلوبهم غالبا مع الإسلام والمسلمين وضدَّ أي انحراف للحكام عن دين الله وعن شريعته , لكن سيوفَهم-للأسف الشديد –غالبا على عكس قلوبهم .
12-وقيل:"ما يعتدي معتدٍ وما يتجبَّرُ جبارٌ وما يتفرْعَنُ مُتَفَرْعِنٌ إلا إذا أمِنَ العقوبةَ وأدرك أنه يمتدُّ في فراغ. أما الفراعنة فهم في حقيقة أمرهم أجبنُ الناسِ عندما تـَفحصُ طواياهم وتبحث عن خباياهم .وإذا علموا أنهم إذا لطَموا لُطِموا لغَلُّوا أيديهم , فما امتدَّتْ بعد ذلك بظلم أحدٍ من الناس" .
13-إن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة قام على أساس أن محاربة الشرك لا تكون بتحطيم مظاهره في المجتمع , فإن المجتمعَ الضال سوف يجيء بمظاهر أخرى.وإنما تكون محاربةُ الشرك بمحاربته في داخل النفوسِ . هذا هو منهج رسول الله وخير المناهج منهجه صلى الله عليه وسلم.
14-قال أحد المفكرين:[قد يقال :"الحرية تفرز ألفَ ملحد"ونحن نقول:"ولكنها تفرز مليون مجاهد في سبيل الله" إن ظلام الدنيا كله لا يذهب بضوء شمعة واحدة , فكيف بشمس الإسلام ؟!].
15-إن المظلومَ إذا رآه الظالم قويا لم يجرؤ على ظلمه , وإذا رآه ضعيفا تجرَّأ عليه . والمظلوم إذا أراد أن يتغلب على الظالم لا بد أن يعملَ ويقدم الأسبابَ من أجل أن يكون قويا , فإذا أصبح كذلك:
- إما أن يهابَه الظالمُ فيتوقف عن ظلمه لهُ .
- وإما أن يبقى الظالمُ على ظلمه فيكون المظلومُ على أهبة الاستعداد لمواجهته , ويمكن جدا أن ينتصرُ المظلومُ على الظالمِ بإذن الله.
وهذا كلام يصح على العلاقة بين أمريكا وأوروبا وإسرائيل (الظالمين) من جهة والعرب والمسلمين من جهة أخرى , كما يصح كذلك على العلاقة بين الشعوب العربية والإسلامية من جهة وحكامنا المتفرعنين من جهة أخرى.
16-مرحبا مليون مرة بالأمن الذي تحقق بموجب الاتفاق الذي تم بين "الجيش الإسلامي للإنقاذ" والنظام الحاكم, والذي يفرح له كل إنسان فضلا عن الإنسان المسلم,والمعلوم أن الإسلام والسِّلم أخوان ,وأن الإيمان والأمنَ أخوان كذلك.لقد فرحنا جميعا للسلم والأمن الذي تحقق بنزول من صعد إلى الجبل في نهاية عام 1999 م وبداية العام 2000 م :
ا- لكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة حققت ولو شيئا بسيطا لنا-كمواطنين جزائريين عاديين لا ننتمي إلى حزب معارض ولا إلى السلطة الحاكمة-مما من شأنه أن يرفع المعاناة أو بعض المعاناة عن الشعب الجزائري مثل :
أولا : رفع حالة الطوارئ التي أُعلنت لمدة سنة واحدة فاستمرت 15 سنة كاملة ,والبقية تأتي.
ثانيا : إطلاق سراح المعتقلين ,وما أكثرهم خاصة منهم سجناء الرأي .
ثالثا : إرجاع العمال المضربين الذين تم إيقافهم عن العمل من زمان ,ثم الذين تم إيقافهم بعد ذلك.
رابعا : الإعلان عن مصير المفقودين .
خامسا: إرجاع حرية الدعوة إلى الإسلام (لا إلى حزب معين) بالحكمة وبالتي هي أحسن, إرجاعها إلى المساجد وغيرها وفتح أبواب المساجد والمصليات التي أغلقت وإعادة بناء ما هُدِّم منها.
سادسا : غلق الخمارات التي فُتحت هنا وهناك باسم محاربة الإرهاب وكذا المحاربة الجادة لبعض الآفات الاجتماعية كالسرقة والزنا والربا والرشوة والاختلاس والبيروقراطية و ..
سابعا : تحقيق العدل في القضاء .
ثامنا : الإعلان الواضح والصريح (الذي لا لبس فيه) أننا دولة مسلمة دينها الإسلام ولغتها العربية .
تاسعا : العمل الجاد من أجل التحسين الفعلي لأوضاع الناس الاقتصادية والمعيشية .
عاشرا : التفكير الجاد والصادق من أجل بدء تطبيق الشريعة الإسلامية .
لكن للأسف لم يتحقق للشعب شيء من ذلك , اللهم إلا تحسن ملحوظ – والحمد لله – في المجال الأمني في السنوات الأخيرة (من بعد الـ 2000م ) .
ب- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تبرئ الجيشَ من أية مسؤولية عما وقع من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال السنوات 1991- 2000 م , ولم تلقِ المسؤولية الكاملة على الإسلاميين من الجبهة الإسلامية للإنقاذ ومن الجيش الإسلامي للإنقاذ .
جـ- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تبرئ نفسها من مسؤولية الإنزلاقات الخطيرة التي وقعت خلال الـ" 10 سنوات الحمراء" , مع أن السيد رئيس الجمهورية الحالي أكد في بداية حكمه حوالي عام 96 م بأن إرهاب الإدارة الجزائرية أعظم من إرهاب سلاح "من صعد إلى الجبل" وبأن المسؤولين الجزائريين أخطأوا خطأ فادحا حين ألغوا نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية في الدور الأول في ديسمبر 1991 م.
د- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تمنع المسؤولين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة-في إطار قوانين المصالحة- من ممارسة السياسة , مع أن صعاليك السياسة من العلمانيين والشيوعيين واللائكيين والفرنكوفونيين يمارسون السياسة بالليل والنهار وبالحق والباطل وبالخير والشر بمباركة السلطة وبدون أي اعتراض منها. كيف يحدث هذا ؟!.لا أدري لكن هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع للأسف الشديد.
17-لا يوجد شيء يورِث الضغائنَ كالتفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء .
التفاوتُ البسيط قد يكون عاديا , أما الكبيرُ فإنه غالبا غير طبيعي , بمعنى أن الغني أصبح غنيا بالطرق غير المشروعة والفقير صار فقيرا بسبب القهر والظلم والحرمان المسلَّط عليه من البشر الذين لا يخافون الله .
18-بعض قادة الدعوة يمسَخون جميع عقولَ أتباعهم لتُحاكي عقلَ الواحد منهم .إذا خالفتَه في جزء من مائة جزء (1/100 ) فأنت منحرف وضال .إذا سار يمينا فأنت يجبُ أن تكون معه ,وإن سار شمالا فعليك أن تتبعه ,تماما مثل القرود تقلِّد ولا تفكِّر .
إذا انهزم فهزيمتهُ نصرٌ, وإياك أن تقول بأنه انهزم .وإذا كذب فاعلم أنه فعل ذلك لمصلحة الدعوة !, وإذا ادعى شيئا فهو الواحد الأوحد -والعياذ بالله- .
قد يرى القارئ أن في هذا بعضَ المبالغة لكنني أؤكد أنه واقع عشتُ جزءا منه في السنوات 85/86/87 م حين نصحتُ ثم نصحتُ من الداخل (حيث الاعتبار للولاء قبل الكفاءة) فقيل لي بلسان الحال لا المقال :"نافِق أو فارِق".فلما فارقتُ اتُّهِمْتُ بالفسق والفجور والانحراف والضلالة و... وبأنني...و...مما لا يطاوعني لساني أن أتلفظ به ولا قلمي أن أكتبه , وهُدِّدتُ بالضرب وبما هو أشد من الضرب و...هذا بعد أن كنتُ-بشهادتهم- وأنا ساكتٌ بالداخل مِن أقدم وأهم وأعلمِ القياديين في الجماعة , وسبحان مغير الأحوال !.
يتبع :
من مواضيعي
0 الطمع في خدمة تقدمونها إلي ...
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!
0 عن الشيعة الإمامية الإثناعشرية بصيغة Pdf :
0 مواضيعي الطويلة ( المنشورة في المنتدى ) عن المرأة بصيغة Pdf :
0 أحكام من فقه ( مالك بن أنس ) الإمام :
0 ظواهر غريبة جدا عند طلب الرقية الشرعية
0 ماذا لو كنتَ مكاني وفُـرض عليك أن تسمحَ بالغشِّ ؟!







