تسجيل الدخول

في لقاء انتخابي ، اعاد المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة ،عبارات بحماس وتحدي مفادها أنه لن يقبل نسبة مشاركة ضعيفة ، او اغلبية بسيطة...بل رفع التحدي عاليا ، عندما قال:

-"....أما ان تكون نسبة مشاركة من مثل نسبة مشاركة في استفتاء الوئام المدني ، واستفتاء المصالحة الوطنية ، اي الاغلبية الساحقة ،واما انني لن أباشر مزاولة مهامي كرئيس للجمهورية للعهدة الثالثة...."

- ويبقى السؤال : لمن يوجه المرشح المستقل تهديده هذا؟ الى الشعب والجماهير أي الهيئة الناخبة؟ ام يوجه تهديده الى "جهات أخرى"؟(تمتلك ادوات التحكم وضبط النتائج، وخاصة تمتلك سلطة الابقاء واعلان النتائج كما هي، أو التلاعب بها واعادة تصحيحها بالقلم الاحمر؟).

- الرئيس يريد نسبة مشاركة "مرتفعة" ، وفوز بالاغلبية الساحقة؟...(ولايهم ان كانت النتائج حقيقية ،اوعبارة عن تقدير اصحاب القرار)
- من المستبعد، جدا ان يكون الرئيس يقصد الهيئة الناخبة ،بكلامه...بل الارجح ان يكون يهدد ويحيط علما من لديهم "سلطة" التحكم في النتائج النهائية التي ستعلن صبيحة ال10 من افريل.....ويتوعدهم بصفته (خط دفاعهم الاخير،..والرجل الذي قبل شروطهم ، وخطوطهم الحمراء...)، لانه ان تخلوا عنه ،...سيتخلى عنهم بدةوره وسيدخل الى بيته "فان للبيت رب يحميها.."

ماكد لا يقصد الهيئة الناخبة . و لكن هذا تهديد لمن اتو به خاصة مع رياح المقاطعة الي بدات تشتد و حاصة التي عصفت في وجهه من منطقة القبائل

قالو جدي ما نرقدش معاك!
قالو حتى أنا تهنيت من....

، لدرجة أن منافسيه السبعة قرروا الانسحاب جماعيا ، عشية التصويت. وبقي وحيدا في السباق ، ورفض التنحي. بل إنه أراد أن يُنتخب بأغلبية ساحقة. و في صباح الخميس 14 أفريل، أعلن على الملأ: "أنا لن أتولى المسؤولية الأعلى في الدولة إلا في إطار مشاركة حرة وكثيفة للشعب الجزائري ، وفقط في حال شعرت أني أحظى بتأييد أغلبية حقيقية ، وإلا فسأعود إلى بيتي! وفي المساء ذاته ، وبينما هو في مقر مؤسسة بوضياف ، في انتظار النتائج ، هدد بالانصراف إذا فشل في تحقيق نسبة أصوات أعلى من تلك التي حصل عليها زروال في انتخابات في نوفمبر 1995. هل كانت تلك نزوة أم تهديد حقيقي، غير أن هناك تحذيره أُخذ على محمل الجد في هرم السلطة. واستدعي مدين على عجل إلى المؤسسة وحاول أن يعقّله. والأشخاص القلائل الذين حضروا هذا اللقاء يؤكدون أن الحديث بين الرجلين كان عنيفا ، ولكن مدير الاستخبارات وافق في نهاية المطاف على الطلب. وانتخب بوتفليقة في الدور الأول ب 74 ٪ من الأصوات. وفي سن 62 عاما، أصبح رئيسا للجمهورية.

مقطع من مقال العدد المصادر من أفريك ماقازين

يبدوا الأخ ارسطو طاليس، أننا ذاهبين الى اعادة سيناريو 2004 مرة أخرى.....اذ أن التوقعات الجادة ، حتى عند أهل الشأن انفسهم تتوقع نسبة مقاطعة معتبرة جدا، رغم كل الجهود المبذولة ...والتي تم فيها استعمال كل ما هو متاح ،...وغير شرعي وقانوني احيانا كثيرة....فان التوقعات الأكثر تفاؤلا ، تذهب الى نسبة مشاركة لا تزيد عن ال40 بالمئة في احسن الحالات.....

-وربما يكون الرئيس قد احس انه سيكون مرة اخرى اقل من "ثلاثة ارباع الرئيس"....،وفي ظل احتمال ان يكون للمرشحين "لويزة" ، و"تواتي" نصيب نظرا ، لحيوية تجمعاتهم التي عرفت اهتمام نسبي ...فان "عرس" السي مخلوف ، لن يكون كما يتمناه ،....وحتى العهدة الثالثة ، ستكون متعبة في ظل "معارضة" مقصية ، تتسلح بشرعية تستمدها من نسبة مقاطعة تفوق ال50 بالمئة....

- ربما لهذا...كان لابد من توجيه هذا "التحذير" في هذا الوقت بالذات ،قبل 24 ساعة من انطلاق العملية ،من اجل معالجة المشكلة،....وطبعا ستكون هناك مفاوضات ،بين الرئيس المرشح واصحاب القرار...اما ان يتفاهموا، ويقوموا بما هو مطلوب منهم وهوضمان "الفوز بالاغلبية الساحقة التي تفوق الثلاث ارباع اي 75 بالمئة ، ونسبة مشاركة تفوق الاغلبية المطلقة...،وبالتالي يستمرفي لعب دور"عروس الاراقوز".....او يستمر في "توسيع صلاحياته وتركيز سلطته ،كرئيس حقيقي، مما يجعل اصحاب القرار، ....سيرفضون التدخل ،ويعلنون النتائج (نسبة المشاركة)وكما هي بدون زيادة او نقصان ، ويضعونه وجماعته امام الامر الواقع .....تمهيدا،لاضعافه والتخلص منه وجماعته،...فتحول الامر على مايبدو الى "نزاع" بين الرئيس ..وحكومة الظل.

- ما نتمناه حقا ، هو ان تفشل "مفاوضات"الدقيقة الاخيرة بين "المرشح" ، واصحاب القرار...لعل في ذالك "مخرج" للازمة...