" لو عرفـتُـك منجما لسمعتُ كلامك "! :
29-04-2009, 08:41 AM
عبد الحميد رميته , الجزائر
" لو عرفـتُـك منجما لسمعتُ كلامك "! :
كان أبله راكبا فوق فرع شجرة . ولما شاهده أحد المارة قال له " إحذر أن تسقط " , فقال له الأبله " لماذا ؟! . هل حسبتني طفلا حتى تنصحني ؟!".
ولكن الأبله سقط بعد قليل . عندئذ قال لمن نصحه " لو عرفـتُـك منجما لسمعت كلامك " !!!.
1- نعمة العقل والدين نعمتان عظيمتان جدا لا يعرف قيمتهما إلا من فقدهما .
والإنسان بالعـقل والدين هو كل شيء , ولكنه بلا عقل هو مجنون , وبلا دين هو لا شيء .
2- من أراد أن يتم الله له عقله ويبارك له فيه وأن يتم له دينه ويبارك له فيه , عليه أن يكون دائم الشكر لله على كل نعمه عموما , وخصوصا على نعمتي العقل والدين . قال الله تعالى " لئن شكرتم لأزيدنكم , ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " .
3- " إحذر أن تسقط " , تحذير يبعث عليه الاهتمام بالغير وحب الخير لهم , وهذا من تمام الإيمان بالله .
ولكن للأسف نحن في زمان غلبت فيه الأنانية على الناس , بحيث أصبح الواحد منهم لا يهتم غالبا إلا بنفسه , وأصبح الواحد منا – في أغلب الأحيان والأحوال - لا ينصح إلا نفسه ولا يوجه إلا نفسه ولا يحب الخير إلا لنفسه ولا يكره الشر إلا عن نفسه .
4-" لماذا تنصحني " ؟!.
تدل من ضمن ما تدل عليه أن الناس أو الكثير منهم أصبحوا لا يقبلون – غالبا - النصيحة , لأنهم :
ا- يرون أن النصيحة قدمت لهم من أجل إصلاح أنفسهم وهم لا يريدون لأنفسهم إصلاحا ولا يريدون مجاهدة لأنفسهم ولا لشياطينهم ولا لهواهم , ولذلك فإنهم لا يقبلون النصيحة .
ب- أو يرون أن نية من نصحهم سيئة , وذلك من منطلق أنهم يسيئون الظن ولا يثقون بأي شخص نصحهم أو وجههم أو أمرهم بمعروف أو نهاهم عن منكر , ولذلك فإنهم لا يقبلون النصيحة .
5- " هل حسبتني طفلا حتى تنصحني ؟! " , هو شعار الكثير من الناس الذين يرون أن النصيحة لا توجه إلا لصغير وأما الكبير فإنه لا يحتاج إلى نصيحة أو توجيه وكأنه معصوم , مع أن كل بشر يحتاج إلى نصيحة سواء كان صغيرا أو كبيرا , مثقفا أو أميا , ضعيفا أو قويا , عالما أو عاميا ... الخ ... وهذا الشعار سيئ عموما , ولكنه شعار يصبح أسوأ عندما يتبناه جاهلٌ أو يتبناه من لا يدري . عندئذ يصبح صاحبُ الشعار من أسوإ الناس , لأنه يصبح لا يدري ولا يدري أنه لا يدري , لذلك فهو جاهل وسيبقى جاهلا حتى يفيق من سباته وغفلته ونومه .
6-" لو عرفـتُـك منجما لسمعتُ كلامك " , هي كلمة جاهلية لأن ديننا يقول " كذب المنجمون ولو صدقوا ", ومنه فإنني لن أصدقَ المنجم ولو صدق أحيانا , هو كاذبٌ حتى وإن صدقَ في بعض الأحيان .
7- فرق بين أن يتنبأ الشخصُ بشيء بناء على مقدمات علمية كما يحصل مثلا من طرف مصالح الأرصاد الجوية , وبين أن يتنبأ الشخص بشيء أو بأشياء بناء على حسابات وتوقعات منجمين , أي بناء على مقاييس وموازين جاهلية . أما التنبؤ الأول فمحترم وأما الثاني فلا قيمة له البتة .
8- فرق كبير بين التوقع والتمني :
ا- أنا أتوقـع أن تسقط بغداد – بناء على مقدمات معينة - ولكنني لا أتمنى لها أن تسقط .
ب-وأنا أتوقع أن يرسبَ صاحبي في امتحان ما – بناء على معرفتي لضعفه - ولكنني أتمنى له أن يفوز وينجح.
جـ-وأنا أتوقع أن يموت جدي مثلا ( المسن ) ولكنني أتمنى له أن يشفى .
د- وأنا أتوقع أن يعطش فلان لو يصوم في شهر أوت ولكنني أتمنى له أن لا يعطش .
هـ- وأنا أتوقع أن يسبني أو يشتمني فلان أو فلتان ( الذي لا يحبني ) لسبب أو لآخر , ولكنني أتمنى أن لا يحدث شيء من ذلك .
وهكذا ...
وفقني الله وإياكم لكل خير , آمين .
" لو عرفـتُـك منجما لسمعتُ كلامك "! :
كان أبله راكبا فوق فرع شجرة . ولما شاهده أحد المارة قال له " إحذر أن تسقط " , فقال له الأبله " لماذا ؟! . هل حسبتني طفلا حتى تنصحني ؟!".
ولكن الأبله سقط بعد قليل . عندئذ قال لمن نصحه " لو عرفـتُـك منجما لسمعت كلامك " !!!.
1- نعمة العقل والدين نعمتان عظيمتان جدا لا يعرف قيمتهما إلا من فقدهما .
والإنسان بالعـقل والدين هو كل شيء , ولكنه بلا عقل هو مجنون , وبلا دين هو لا شيء .
2- من أراد أن يتم الله له عقله ويبارك له فيه وأن يتم له دينه ويبارك له فيه , عليه أن يكون دائم الشكر لله على كل نعمه عموما , وخصوصا على نعمتي العقل والدين . قال الله تعالى " لئن شكرتم لأزيدنكم , ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " .
3- " إحذر أن تسقط " , تحذير يبعث عليه الاهتمام بالغير وحب الخير لهم , وهذا من تمام الإيمان بالله .
ولكن للأسف نحن في زمان غلبت فيه الأنانية على الناس , بحيث أصبح الواحد منهم لا يهتم غالبا إلا بنفسه , وأصبح الواحد منا – في أغلب الأحيان والأحوال - لا ينصح إلا نفسه ولا يوجه إلا نفسه ولا يحب الخير إلا لنفسه ولا يكره الشر إلا عن نفسه .
4-" لماذا تنصحني " ؟!.
تدل من ضمن ما تدل عليه أن الناس أو الكثير منهم أصبحوا لا يقبلون – غالبا - النصيحة , لأنهم :
ا- يرون أن النصيحة قدمت لهم من أجل إصلاح أنفسهم وهم لا يريدون لأنفسهم إصلاحا ولا يريدون مجاهدة لأنفسهم ولا لشياطينهم ولا لهواهم , ولذلك فإنهم لا يقبلون النصيحة .
ب- أو يرون أن نية من نصحهم سيئة , وذلك من منطلق أنهم يسيئون الظن ولا يثقون بأي شخص نصحهم أو وجههم أو أمرهم بمعروف أو نهاهم عن منكر , ولذلك فإنهم لا يقبلون النصيحة .
5- " هل حسبتني طفلا حتى تنصحني ؟! " , هو شعار الكثير من الناس الذين يرون أن النصيحة لا توجه إلا لصغير وأما الكبير فإنه لا يحتاج إلى نصيحة أو توجيه وكأنه معصوم , مع أن كل بشر يحتاج إلى نصيحة سواء كان صغيرا أو كبيرا , مثقفا أو أميا , ضعيفا أو قويا , عالما أو عاميا ... الخ ... وهذا الشعار سيئ عموما , ولكنه شعار يصبح أسوأ عندما يتبناه جاهلٌ أو يتبناه من لا يدري . عندئذ يصبح صاحبُ الشعار من أسوإ الناس , لأنه يصبح لا يدري ولا يدري أنه لا يدري , لذلك فهو جاهل وسيبقى جاهلا حتى يفيق من سباته وغفلته ونومه .
6-" لو عرفـتُـك منجما لسمعتُ كلامك " , هي كلمة جاهلية لأن ديننا يقول " كذب المنجمون ولو صدقوا ", ومنه فإنني لن أصدقَ المنجم ولو صدق أحيانا , هو كاذبٌ حتى وإن صدقَ في بعض الأحيان .
7- فرق بين أن يتنبأ الشخصُ بشيء بناء على مقدمات علمية كما يحصل مثلا من طرف مصالح الأرصاد الجوية , وبين أن يتنبأ الشخص بشيء أو بأشياء بناء على حسابات وتوقعات منجمين , أي بناء على مقاييس وموازين جاهلية . أما التنبؤ الأول فمحترم وأما الثاني فلا قيمة له البتة .
8- فرق كبير بين التوقع والتمني :
ا- أنا أتوقـع أن تسقط بغداد – بناء على مقدمات معينة - ولكنني لا أتمنى لها أن تسقط .
ب-وأنا أتوقع أن يرسبَ صاحبي في امتحان ما – بناء على معرفتي لضعفه - ولكنني أتمنى له أن يفوز وينجح.
جـ-وأنا أتوقع أن يموت جدي مثلا ( المسن ) ولكنني أتمنى له أن يشفى .
د- وأنا أتوقع أن يعطش فلان لو يصوم في شهر أوت ولكنني أتمنى له أن لا يعطش .
هـ- وأنا أتوقع أن يسبني أو يشتمني فلان أو فلتان ( الذي لا يحبني ) لسبب أو لآخر , ولكنني أتمنى أن لا يحدث شيء من ذلك .
وهكذا ...
وفقني الله وإياكم لكل خير , آمين .
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة









