مئوية جامعة الجزائر: الغرق في مستنقع النخاسة.
13-05-2009, 09:19 PM
مئوية جامعة الجزائر: الغرق في مستنقع النخاسة.
السلام عليكم،
قبل أيام قليلة احتفلت جامعة الجزائر بمئويتها الأولى، حيث تأسست "جامعة الجزائر" سنة 1909، بعد أن كانت عبارة عن معاهد متفرقة أسست تدريجيا بعد احتلال الجزائر في إطار السياسة الاستعمارية.
اليوم وبعد مرور قرن عن تأسيس الجامعة بصفة رسمية ماذا بقي منها؟
بداية: الاسم، فقد تمت إعادة تسميتها بـ: "جامعة بن يوسف بن خدة". مع احترامنا للرجل الذي تحمل هذه الجامعة اسمه، من رأى فيكم أو سمع عن دولة في العالم تطلق على جامعاتها ومراكز أبحاثها العلمية أسماء رجال السياسة والحكم فيها؟، فعلى حد علمي الجامعة الجزائرية الوحيدة التي تحمل اسم أحد رجال العلم كما هو معمول به في العالم قاطبة هي جامعة: بن خلدون بتيارت، وربما اسم بن باديس تم اطلاقه على احدى الجامعات المغمورة إن لم تخنن الذاكرة، وبقية الجامعات: هواري بومدين -باب الزوار-، منتوري -قسنطينة-،...
عدم إطلاق أسماء رجال العلم على الجامعات ومراكز الأبحاث، يدل على أحد أمرين: إما فقر وإفلاس الجزائر من حيث رجال العلم والأدب، وهو ما لا يقبله العقل والواقع.
الأمر الثاني: هو إفلاس وغرق من نوع آخر، إفلاس حضاري فكري وأخلاقي أدىإلى إغراق البلاد كلها وليس الجامعة فقط، في مستنقع النخاسة التي يسمونها سياسة فممارستها في الجزائر أحقر وأذل من ممارسة الدعارة -أكرمكم الله-. هذا الإفلاس الحضاري يتلخص في الإتجاه نحو عبادة الشخوص والرموز، بدل الإهتمام بالأفكار وهو ما أدى إلى تغييب سلطان العلم والعقل واستبداله بالأوهام المضللة.
فرجل الحكم والنخاسة -السياسة- اليوم يأتي في المقدمة سواء حيا أو ميتا حيث يسترزق الكثيرون من اسمه، إنها أزمة حادة ووباء خطير أتى على الأخضر واليابس.
هذا فيما يخص الاسم ودلالته، أما الحال ففي دراسة لأحد المراكز الدولية المتخصصة احتلت الجزائر نفس المرتبة مع دولة افريقية اسمها "تنزانيا" -كنت أظن أنه ليس لديهم جامعة أصلا-، وبمناسبة الذكرى المئوية رد رئيس جامعة بن يوسف بن خدة -الجزائر سابقا- بأن هذا الترتيب سياسي وبأنه لا يعترف به أصلا؟
لكنه لم يخبرنا من يعترف به كـ: "بروفيسور" و"رئيس جامعة"، ألم يرق إلى رتبة بروفيسور بمرسوم رئاسي وهو أمر لا يحدث إلا في الجزائر، ولم يعين على رأس أكبر جامعة -سابقا يوم كانت جامعة- بمرسوم رئاسي كذلك، أين سلطة العلم والكفاءة العلمية في منح الرتب والتعيين في المناصب. تذكرت شيئا: رئيس الجامعة الحالي هو شقيق لصاحب "المؤامرة القذرة" التي سميت "العلمية" تمويها، فقد حصل رئيس الجامعة ربما على شرعيته العلمية انطلاقا من هذه المؤامرة (عين سنة 1996 إلى يومنا هذا وهي أكبر مدة يقضيها شخص على رأس جامعة الجزائر).
هذه سفسطة مفضوحة من أجل تغطية مستنقع الرداءة والفشل، فالمراكز الدولية التي تجري هذا الترتيب دوريا لها من المعايير ما لا يشكك في مصداقيتها، حيث يأتي على رأسها: "الإنتاج العلمي"، ما لم يطلعنا عليه هذا "الرئيس" وخفي علينا ربما هو الإنتاجات والبحوث العلمية الوهمية له ولجامعته، التي أوصلته لاحتلال منصب سبقه فيه جهابذة مشهود لهم كالفرنسي هنري مندوز والمفكر مالك بن نبي رحمه الله (أخذنا مرحلة بعد الإستقلال فقط).
جامعة الجزائر يا رئيسها كانت تعد إبان فترة الإحتلال الرسمي قطبا علميا عالميا، بمعاهدها ومخابرها ونشرياتها، وقد مر على هيئة التدريس فيها العديد من جهابذة الرياضيات والفيزياء العالميين مثلا، فبحسب العارفين كانت هذه الجامعة تحوي مدارس حقيقية في اختصاصات عديدة، وموروث كتب ودوريات مكتبة كلية علومها مثلا الذي تبعثر اليوم شاهد على ذلك.
قيل قديما: "آفة العلم والعلماء السياسة"، فعملية "الهدم" التي سميت "إصلاحات" سنة 1971، والتي انطلقت قبل ذلك يصفة غير رسمية هي التي رحلّت العلم ورجاله من الجامعة الجزائرية، فجامعة "غرونوبل" الفرنسية هي التي يحق لها اليوم حمل اسم "جامعة الجزائر"، حيث انتقل لها موروثنا العلمي بعد الفوضى التي سميتموها "اصلاحات" بشهادة الصديق والعدو.
الجامعات لا تسير بالمراسيم والأوامر الفوقية، فسلطانها لا يقعد في المرادية، وإنما عرشه عقول العلماء.
قبل أيام قليلة احتفلت جامعة الجزائر بمئويتها الأولى، حيث تأسست "جامعة الجزائر" سنة 1909، بعد أن كانت عبارة عن معاهد متفرقة أسست تدريجيا بعد احتلال الجزائر في إطار السياسة الاستعمارية.
اليوم وبعد مرور قرن عن تأسيس الجامعة بصفة رسمية ماذا بقي منها؟
بداية: الاسم، فقد تمت إعادة تسميتها بـ: "جامعة بن يوسف بن خدة". مع احترامنا للرجل الذي تحمل هذه الجامعة اسمه، من رأى فيكم أو سمع عن دولة في العالم تطلق على جامعاتها ومراكز أبحاثها العلمية أسماء رجال السياسة والحكم فيها؟، فعلى حد علمي الجامعة الجزائرية الوحيدة التي تحمل اسم أحد رجال العلم كما هو معمول به في العالم قاطبة هي جامعة: بن خلدون بتيارت، وربما اسم بن باديس تم اطلاقه على احدى الجامعات المغمورة إن لم تخنن الذاكرة، وبقية الجامعات: هواري بومدين -باب الزوار-، منتوري -قسنطينة-،...
عدم إطلاق أسماء رجال العلم على الجامعات ومراكز الأبحاث، يدل على أحد أمرين: إما فقر وإفلاس الجزائر من حيث رجال العلم والأدب، وهو ما لا يقبله العقل والواقع.
الأمر الثاني: هو إفلاس وغرق من نوع آخر، إفلاس حضاري فكري وأخلاقي أدىإلى إغراق البلاد كلها وليس الجامعة فقط، في مستنقع النخاسة التي يسمونها سياسة فممارستها في الجزائر أحقر وأذل من ممارسة الدعارة -أكرمكم الله-. هذا الإفلاس الحضاري يتلخص في الإتجاه نحو عبادة الشخوص والرموز، بدل الإهتمام بالأفكار وهو ما أدى إلى تغييب سلطان العلم والعقل واستبداله بالأوهام المضللة.
فرجل الحكم والنخاسة -السياسة- اليوم يأتي في المقدمة سواء حيا أو ميتا حيث يسترزق الكثيرون من اسمه، إنها أزمة حادة ووباء خطير أتى على الأخضر واليابس.
هذا فيما يخص الاسم ودلالته، أما الحال ففي دراسة لأحد المراكز الدولية المتخصصة احتلت الجزائر نفس المرتبة مع دولة افريقية اسمها "تنزانيا" -كنت أظن أنه ليس لديهم جامعة أصلا-، وبمناسبة الذكرى المئوية رد رئيس جامعة بن يوسف بن خدة -الجزائر سابقا- بأن هذا الترتيب سياسي وبأنه لا يعترف به أصلا؟
لكنه لم يخبرنا من يعترف به كـ: "بروفيسور" و"رئيس جامعة"، ألم يرق إلى رتبة بروفيسور بمرسوم رئاسي وهو أمر لا يحدث إلا في الجزائر، ولم يعين على رأس أكبر جامعة -سابقا يوم كانت جامعة- بمرسوم رئاسي كذلك، أين سلطة العلم والكفاءة العلمية في منح الرتب والتعيين في المناصب. تذكرت شيئا: رئيس الجامعة الحالي هو شقيق لصاحب "المؤامرة القذرة" التي سميت "العلمية" تمويها، فقد حصل رئيس الجامعة ربما على شرعيته العلمية انطلاقا من هذه المؤامرة (عين سنة 1996 إلى يومنا هذا وهي أكبر مدة يقضيها شخص على رأس جامعة الجزائر).
هذه سفسطة مفضوحة من أجل تغطية مستنقع الرداءة والفشل، فالمراكز الدولية التي تجري هذا الترتيب دوريا لها من المعايير ما لا يشكك في مصداقيتها، حيث يأتي على رأسها: "الإنتاج العلمي"، ما لم يطلعنا عليه هذا "الرئيس" وخفي علينا ربما هو الإنتاجات والبحوث العلمية الوهمية له ولجامعته، التي أوصلته لاحتلال منصب سبقه فيه جهابذة مشهود لهم كالفرنسي هنري مندوز والمفكر مالك بن نبي رحمه الله (أخذنا مرحلة بعد الإستقلال فقط).
جامعة الجزائر يا رئيسها كانت تعد إبان فترة الإحتلال الرسمي قطبا علميا عالميا، بمعاهدها ومخابرها ونشرياتها، وقد مر على هيئة التدريس فيها العديد من جهابذة الرياضيات والفيزياء العالميين مثلا، فبحسب العارفين كانت هذه الجامعة تحوي مدارس حقيقية في اختصاصات عديدة، وموروث كتب ودوريات مكتبة كلية علومها مثلا الذي تبعثر اليوم شاهد على ذلك.
قيل قديما: "آفة العلم والعلماء السياسة"، فعملية "الهدم" التي سميت "إصلاحات" سنة 1971، والتي انطلقت قبل ذلك يصفة غير رسمية هي التي رحلّت العلم ورجاله من الجامعة الجزائرية، فجامعة "غرونوبل" الفرنسية هي التي يحق لها اليوم حمل اسم "جامعة الجزائر"، حيث انتقل لها موروثنا العلمي بعد الفوضى التي سميتموها "اصلاحات" بشهادة الصديق والعدو.
الجامعات لا تسير بالمراسيم والأوامر الفوقية، فسلطانها لا يقعد في المرادية، وإنما عرشه عقول العلماء.
...........
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
التعديل الأخير تم بواسطة أرسطو طاليس ; 13-05-2009 الساعة 09:29 PM









