القرضاوي ينتقد تهنئة بعض القادة العرب الاحتلال الصهيوني بمناسبة قيام كيانه الغاص
06-06-2009, 12:06 PM
انتقد مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد القدس
القرضاوي ينتقد تهنئة بعض القادة العرب الاحتلال الصهيوني بمناسبة قيام كيانه الغاصب


[ 06/06/2009 - 12:33 م ]

الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام

وجَّه العلاَّمة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين انتقادًا إلى بعض القادة العرب الذين هنَّؤوا الكيان الصهيوني بمناسبة ما يسمَّى بالعيد الوطني الذي يصادف الخامس عشر من أيار (مايو) من كل عام.


واعتبر القرضاوي في خطبة يوم أمس الجمعة (5-6) التي ألقاها في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة أن "الذي يهنِّئ "إسرائيل" بقيام دولتها ينسى نكبة الفلسطينيين في فقدان دولتهم".


وبمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لنكبة حزيران (يونيو) 1967 اعترض على تسمية ما حدث للفلسطينيين والعرب فيها بـ"النكسة"، موضحًا أن النكسة تعني أن العرب كانوا منتصِرين ثم انتكسوا، بينما "العرب لم ينتصروا على "إسرائيل" في أي معركة قبل عام 67"، وذكر أن تسمية ما حدث في حزيران (يونيو) 67 بـ"النكسة أو المصيبة أو الكارثة أو النكبة لن يقلل من فداحتها".


وأشار العلاَّمة القرضاوي إلى أن ما زاد من فداحة النكبة أنها حدثت في ست ساعات وليس في ستة أيام، كما يزعم البعض، ولفت إلى أنه بعد ست ساعات انكشف القناع الزائف، وظهرت الحقيقة، واستطاعت "إسرائيل" أن تدمِّر الجيشَين المصري والسوري، ومهَّدت الطريق لاحتلال الضفة الغربية والقدس وسيناء والجولان في سرعة البرق.


وقال إن النكبة أسقطت الشعارات التي كانت تقال، مثل: "تأديب إسرائيل ومن وراء إسرائيل"، وأوضح أن السبب الأكبر لنكبة 67 هو "أننا دخلنا المعركة ولسنا مع الله فلم يكن الله معنا، وأننا استعنَّا بكل مخلوق إلا الله عز وجل ولم نقل يا رب انصرنا".


واستهجن تخفيض الأنظمة العربية مطالباتها بعد نكبة 67؛ فبعد أن كانوا يطالبون بإزالة الكيان الصهيوني لأنه قام على الباطل؛ أصبحوا يطالبون بإزالة آثار العدوان، وقال متهكمًا: "كأن عدوان 67 أضفَى الشرعية على عدوان 48 فجعلنا نسكت ونقبل ما احتلته "إسرائيل" من قبل".


وحمل الشيخ القرضاوي بشدَّة على ما تقوم به الدولة العبرية من تهويد للقدس وتغيير معالمها بالحفريات تحت المسجد الأقصى، مشيرًا إلى إقامة مدينة سياحية تحت الأقصى.


وحذَّر من الحفريات التي تهدِّد بهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان بدلاً منه، وقال إن الحفريات مستمرة منذ احتلال القدس قبل 42 عامًا، ولم تستدل على وجود الهيكل المزعوم.


وأشار إلى مخططات "إسرائيل" لإخلاء القدس من الفلسطينيين بشراء منازل المقدسيين الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، وعدم السماح لهم بإعادة بناء بيوتهم القديمة، والتضييق عليهم حتى يهجروا بيوتهم مرغمين.


وأبدى الشيخ القرضاوي أسفه؛ لأن العرب والمسلمين غافلون عن قضية المسجد الأقصى والقدس الشريف، وهاجم محاولات بعض الدول العربية التطبيع مع "إسرائيل"، ودعا إلى الانتباه للخطر الذي يتعرَّض له المسجد الأقصى "من فوقه ومن تحته وعن اليمين والشمال"، مطالبًا العلماء والقادة والحكام العرب والمسلمين ومؤسسات المجتمع المدني بالوقوف في وجه الخطر الذي يهدِّد المسجد الأقصى ومدينة القدس.


من جانب آخر وفي معرض تعليقه على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه الخميس في القاهرة يوم (4-6) أشار إلى أن الجذور الإفريقية والإسلامية أثَّرت فيه وجعلته يستنكر الاغتصاب الصهيوني، ولم يصف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس بأنها "إرهابية" وإن كان وصفها بالعنف.


وأبدى دهشته لوصف أوباما لحماس التي تدافع عن أرضها وعرضها بالعنف، وترك "إسرائيل" المعتدية المغتصبة بلا إدانة، معلِّقًا على استشهاد الرئيس الأمريكي بالقرآن والتوراة في الدعوة للسلم قائلاً: "لم أجد في التوراة نصًّا واحداً يدعو إلى السلام وكل ما في التوراة دعوة للحرب؛ لدرجة أنها تصف الله عز وجل بأنه: رب الجنود".


وأوضح أن فكرة إبادة شعوب البلاد الأصلية التي اتبعها الأمريكيون مع الهنود الحمر وطبقها الإنجليز مع سكان أستراليا الأصليين وتنفذها "إسرائيل" في فلسطين؛ هي فكرة توراتية مستمدة من النص التوراتي القائل: "أبِدهم عن بكرة أبيهم، لا تستبقِ فيها نبتة حية".